بعد رصد منشقين عن القاعدة للانضمام للتنظيم.. اليمن هدف "داعش" القادم
الإثنين 11/أغسطس/2014 - 11:05 م
طباعة

بات اليمن أحد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش)، في ظل حالة التناحر السياسي بين القوى المختلفة في الداخل اليمني، ومع ما يعانيه اليمن من ويلات تنظيم القاعدة وفصائله المتعددة لعل أهمها تنظيم أنصار الشريعة، تتحدث تقارير ومعلومات متواترة عن نية لما يسمى بــ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)" إلى الالتحام بقاعدة بالبلاد، بعد رسائل إيجابية تلقاها تنظيم الدولة من متطرفين في اليمن.
تحذيرات من انضمام "القاعدة" لـ"داعش"

تحذيرات من انضمام القاعدة لـداعش
أعلن خبراء ومحللون أمنيون أمريكيون، عن معلومات متدفقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تُفيد بوجود تحالفات بين الإرهابيين في اليمن وسوريا للعمل كفريق واحد.
وأفاد مسئولون أمريكيون بأن وكالات تجسس أمريكية بدأت ترصد مجموعات من المقاتلين ينشقون عن تنظيم القاعدة في اليمن وأفريقيا للانضمام إلى تنظيم داعش المنافس الذي سيطر على مساحات من الأراضي في العراق وسوريا والذي تستهدفه الضربات الجوية الأمريكية.
وينظر المحللون الأمريكيون إلى هذه التحركات باعتبارها مؤشرًا مقلقًا لتوسيع الرغبة في الانضمام إلى مجموعة تعرف باسم «داعش» التي قهرت قوات عسكرية في المنطقة، وربما تجد نفسها الآن في صراع مباشر مع الولايات المتحدة.
واستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فراغ السلطة الناجم عن انتفاضة 2011 التي انتهت بالإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح في فرض نفوذه على مناطق في جنوب وشرق اليمن، ومنذ ذلك الحين شن تنظيم القاعدة هجمات متكررة على مؤسسات الدولة، ومن بينها معسكرات للجيش ومباني الحكومة في أنحاء البلاد وقتل مئات الأشخاص.
ولفتت المصادر إلى أنه من المعروف أن مجموعة الإرهابيين في اليمن بارعون في صنع المتفجرات المبتكرة، كونهم من كان وراء مؤامرة عام 2010 عند محاولتهم تفجير طائرات الشحن من خلال وضع القنابل في الطابعة، فضلاً عن قنبلة الملابس الداخلية في يوم عيد الميلاد في 2009.
واستشهدت بقول العميل الخاص في مكتب التحقيقات الفيدرالية والذي كان مسؤول التحقيقات في حادثة "ديترويت" اندرو ارينا: إن عمر فاروق عبدالمطلب حاول تفجير الطائرة التي هبطت في مطار ديترويت وقد اختار ذلك المكان بسبب رخص التذكرة التي اشتراها.
عمليات متصاعدة للقاعدة

عمليات متصاعدة للقاعدة
وشهد تنظيم القاعدة موجهة من الأعمال الإرهابية المفاجئة التي استهدفت قوات الجيش والامن اليمني وعددا من مؤسسا الدولة، في عدد من المحافظات وخاصة منطقة حضرموت.
وبعد أن حذرت مواقع محسوبة على الإصلاح، من سيطرة القاعدة على حضرموت وبالذات على الوادي وهو ما اعتبره مراقبون رد فعل على سقوط عمران وإقالة قائدي المنطقة السادسة والأولى، المقربين من اللواء علي محسن والإصلاح، أمر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب المواطنين والمواطنات بوادي حضرموت بالالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية، وحذر المتسوقين في مدن الوادي وخاصة النساء من التسوق دون محرم أو حجاب مع قفازات اليديين.
وقتل 20 جندياً يمنياً بهجوم مسلح لتنظيم القاعدة استهدف حاجزاً عسكرياً، الاثنين، بمحافظة حضرموت جنوب شرق البلاد.وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن "هجوماً إرهابياً غادراً استهدف نقطة أمنية بمنطقة المضيء عند مدخل سيحوت في محافظة حضرموت أدى إلى استشهاد 20 فرداً من قوات الأمن الخاصة". واتهمت السلطات اليمنية تنظيم "القاعدة" في اليمن بتنفيذ الهجوم مشيرة إلى أنه تم باستخدام 4 سيارات.
وأضافت في بيان، أنها "أمرت بتوقيف مسئولين أمنيين بالمحافظة والتحقيق معهم على خلفية الحادثة".
و كان أفراد ينتمون لـ«القاعدة» حاولوا مساء السبت الماضي، السيطرة على مقر قوات الأمن الخاصة، والأمن السياسي، ومبنى محافظة "لحج"، من خلال هجوم استخدموا فيه القذائف والأسلحة المتوسطة، وأدى ذلك الهجوم إلى تضرر العديد من المنازل، وأن مسلحين ينتمون لـ«القاعدة» قاموا أمس باغتيال علي بن علي. وأشار صحافي في المنطقة لوكالات الأنباء إلى أن مسلحين كانوا على متن دراجة نارية قاموا بإطلاق الرصاص عليه شكا منهم أنه يعمل لدى الأمن السياسي، موضحا أن القتيل يعمل موظفا في الأحوال المدنية.
وانتشر «أنصار الشريعة» في الجنوب بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي في حضرموت شرق البلاد، وأعدموا 14 جنديا مساء أول أمس الجمعة ذبحا بالسكاكين، بعد أن استوقفوا الحافلة التي كانت تقلهم ومدنيين آخرين في منطقة الحوطة بحضرموت بينما كانوا متجهين إلى العاصمة صنعاء، وأشار محللون إلى أن «القاعدة» بدأت في فرض سيطرتها على مناطق يمنية، نتيجة اختراق واضح لمقر القيادات العسكرية والأمنية.
دعم "داعش"

دعم داعش
ويرى مراقبون أن النشاط المفاجئ لقاعدة اليمن جاء بتأثير من الأحداث الجارية في سوريا، وخصوصاً بعد دخول ما يعرف بتنظيم دولة العراق الإسلامية على المشهد السوري وإعلانه دولة العراق والشام الإسلامية "داعش".
ورغم الخلافات العنيفة بين "داعش" والفرع الشامي لتنظيم القاعدة في الشام المعروف باسم "جبهة النصرة" والتي وصلت إلى الاقتتال والتراشق الإعلامي، إلا أن نفوذ "داعش" كان له في نظر المراقبين تأثير كبير في ضخ الدماء في عروق قاعدة اليمن.
ويقدر مسئولون أمريكيون أن «داعش» لديه ما يصل إلى عشرة آلاف مقاتل، بمن فيهم 3000 إلى 5000 من بلدان خارج قاعدته في العراق وسوريا، وقد تضخمت صفوفه مع بدء الحرب الأهلية في سوريا، وهي بلد يسهل نسبيا الوصول إليه من كل من الشرق الأوسط وأوروبا، حيث ينجذب إليها جهاديون أكثر من أفغانستان أو العراق.
ويرى أعضاء التنظيم المتطرف أن إعلان الدولة في العراق والشام هو مؤشر على قرب إقامة الخلافة الإسلامية الموعودة وفقاً لفهمهم لبعض النصوص الإسلامية، وإيمانهم بأن "جند اليمن" سيكون لهم دور مهم في توجيهها وفقاً للنصوص.
ولا يخفي قادة تنظيم القاعدة في اليمن انحيازهم لـ"داعش" في مواجهة "جبهة النصرة"، رغم أن الأخير أقرب له تنظيمياً.
وفي حال صحت التوقعات فإن البساط سيسحب تدريجياً من تحت الظواهري لصالح تنظيم أكثر تطرفاً وطائفية في المنطقة، مما قد يجبره على الطلب من جبهة النصرة الانضمام إلى "داعش"، تفادياً لموجة واسعة من الانشقاقات عن التنظيم.
ويتوقع المراقبون أن تكون لاندماج التنظيمين له نتائج سلبية على تحركات المعارضة السورية المسلحة على أرض الواقع، مما سيمكن نظام الأسد من التقاط أنفاسه وفرض واقع مغاير على أرض الواقع خصوصاً بعد سلسلة الهزائم التي مُني بها على جبهة الساحل.
دعوات للانضمام لـ"داعش"

أبو بكر البغدادي
الامور لم تتوقف عند ذلك بل هناك العديد من مشايخ السلفية وقيادات بالقاعدة دعا الي انضمام وتاييد تنظيم القاعدة في اليمن الي تنظيم (داعش)، وأعلن مأمون حاتم القيادي في قاعدة اليمن تأييده لـ"داعش" في غير مناسبة، كما أشار إلى قرب مبايعة أفرع لتنظيم القاعدة لها، ويُعتقد بأن قاعدة اليمن ستكون من ضمن الأفرع المبايعة.
ودعا الداعية السلفي عبد المجيد الريمي، أنصار التنظيم، إلى تأييد قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" برئاسة زعيمها أبوبكر البغدادي، وطرح عليهم ــ أنصار "القاعدة" ــ عدداً من التساؤلات بشأن موقفهم من عدم تأييد دولة الخلافة الإسلامية.
ووفقاً لما أوردته "سي إن إن" الأمريكية، جاء موقف القيادي القاعدي الريمي، في إطار تواصل التعليقات وردود الأفعال من "أبو محمد المقدسي" و"أبو قتادة"، على إعلان إقامة الدولة الإسلامية التي يتزعمها البغدادي، حيث قال الريمي، في سلسلة تعليقاته عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي: "رغم حبي لشباب الإسلام الجهادي القاعدي، قيادة وقاعدة، وتقديري لتضحياته وجهاده، فإن هناك أسئلة فرضها واقع إعلان الدولة الإسلامية والخلافة لابد من المدارسة الشرعية للإجابة عليها شرعياً وليس حزبياً وتنظيمياً، وهي أسئلة مشروعة لمن لم يناصر دولة الخلافة من منسوبي القاعدة".

السلفي عبدالمجيد الريمي
وتساءل الريمي، في خطابه لأنصار "القاعدة" بقوله: "أليس جهادكم من أجل إعادة الخلافة الإسلامية، فما الذي يمنعكم من تأييدها بعد أن أعلن عنها وظهرت إلى حيز الوجود؟ هل لأن قيادتها ليست من تنظيم القاعدة أو خرجت عن مقررات تنظيم القاعدة؟ هل هذا العذر والذي، لا سمح الله، قد يقضي على آمال المسلمين في قيام دولتهم وخلافتهم، هل ترون أنه كاف عند الله إذا تسببتم في انهيار مشروع الخلافة الإسلامية بسبب تفرق المجاهدين وتشرذمهم؟".
وتضمنت تساؤلاته: سر رفضهم البيعة لـ"لبغدادي"، بذريعة بيعتهم لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، وما إذا كانت بيعة الثاني هي بيعة خلافة، كما انتقد، رفضهم استخدام مصطلح الخلافة قائلاً: "يا أنصار القاعدة لماذا تختارون مصطلح الإمارة دون الخلافة، هل هو من أجل اعتبارات واقعية جغرافية لا تستطيعون تجاوزها رغم أهمية بيان الموقف الشرعي منها، فما رأيكم في من ملك الشجاعة وأعلنها خلافة رافضاً التقسيمات الجغرافية التي صنعها المستعمر؟ أفليس هو الأولى بالطاعة والمناصرة؟".
ووجه الريمي، تساؤلات أخرى لأنصار "القاعدة": من أولى وأقوى في الشرع ولاية وطاعة: التنظيم السري المشرد أهله وقيادته أم النظام الظاهر والدولة الممكنة من الأرض والبشر والأسباب؟
ولفت إلى ضرورة أن يكون الخليفة قُرَشِياً، وأن ذلك لا ينطبق على من بايعه تنظيم القاعدة، مضيفاً: "يا أنصار القاعدة، يتوقع أن أعداء الإسلام لن يسكتوا عن سعي دولة الخلافة لتغيير الواقع، وخاصة عند التمدد، فأين سيكون موقعكم من مناصرتها؟، فإن خذلتموها، فكيف تتوقعون أن تقيموا دولة إسلامية لم تقم أركانها وقد خذلتموها وهي بكافة مقوماتها، وهل تجدون هذا في سنة الله الكونية والشرعية؟".
وختم الريمي حديثه بقوله: "هذه تساؤلات من مُحب ينظر إلى القضية من الناحية الشرعية وليس الحزبية، فإن حصلنا على أجوبة مقنعة شرعاً، فالحمد لله، وإن لم نحصل، فقد نصحنا لإخواننا في الدين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
وبات المشهد الآن يشي بأن اليمن الدولة الثالثة المرشحة بقوة لتواجد تنظيم (داعش) بها من خلال أعضاء تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة في ظل التناحر السياسي بين القوي الوطنية اليمنية، بالإضافة الي الصراع المسلح بين القبائل هناك، وغياب الدولة ومؤسساتها، ما يجعل من انتشار وظهور تنظيم القاعدة مسألة وقت.