روسيا تجدد غاراتِها في سوريا.. والتنسيق بين موسكو وواشنطن مستمر

الأربعاء 04/نوفمبر/2015 - 11:18 م
طباعة المتحدثة باسم وزارة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا
 
المعارضة المسلحة
المعارضة المسلحة فى سوريا تواصل معاركها
تتواصل الغارات الروسية في سوريا، بعد أن شنت طائرات حربية عدة ضربات جوية على مناطق في شمال غرب سوريا، واستهداف عدد من المواقع على أطراف بلدتي معرة مصرين ورام حمدان في محافظة إدلب، وهو ما اعتبره مراقبون بأن هذه الغارات لأول مرة تصل هذه المناطق منذ سريان وقف إطلاق النار في أواخر سبتمبر الماضي بين النظام السوري وفصائل المعارضة، في الوقت الذى كررت فيه المعارضة المسلحة قصفها لمناطق في قريتي الفوعة وكفريا اللتين تسيطر عليهما الحكومة السورية.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار تم عقده بعد محادثات برعاية إيران الداعمة للحكومة السورية وتركيا الداعمة للمعارضة ومثل نجاحا نادرا للدبلوماسية الأجنبية في الحرب الأهلية السورية المستعصية على الحل منذ بدأت قبل أربع سنوات ونصف.
ويتركز وقف إطلاق النار في الفوعة وكفريا بإدلب وفي الزبداني بشمال غرب سوريا قرب الحدود مع لبنان، كما تسيطر قوات الجيش السوري  على الفوعة وكفريا لكنهما تحت حصار قوات من المعارضة. وفي المقابل تتحصن قوات معارضة في الزبداني وتحاصرها قوات موالية للحكومة.
اثار الدمار فى سوريا
اثار الدمار فى سوريا
يأتي ذلك في الوقت الذى بحث فيه اليوم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري الدعم الدولي للأطراف السورية بهدف التوصل لتسوية الأزمة، حيث أعلنت الخارجية الروسية إن لافروف وكيري بحثا في اتصال هاتفي امكانيات الحصول على دعم دولي لتسوية الأزمة السورية على أساس حوار وطني، بما في ذلك دعم تشكيل وفد مشترك من المعارضة السورية لإطلاق حوار سياسي وطني مبكر وتوحيد المواقف في مكافحة الإرهاب.
من جانبها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن وسائل الإعلام الغربية جعلت من الموقف الروسي المعرف منذ زمن بعيد إزاء الأزمة السورية والرئيس بشار الأسد، "سبقا" صحفيا.
كانت زاخاروفا قد قالت في مقابلة مع إذاعة "صدى موسكو" ا ردا على سؤال ما إذا كان الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة مسألة مبدئية بالنسبة لروسيا، قالت : "أبدا، لم نقل هكذا أبدا"، مؤكدة أن "سوريا دولة ذات سيادة، ومصير رئيسها ينبغي أن يحدده الشعب السوري، والتقط صحفيو وسائل إعلام غربية وعربية معروفة عبارة أن بقاء شخصية الأسد في السلطة بالنسبة لروسيا مسألة غير مبدئية، معلنين عن "تغير السياسة الروسية الخارجية"، حسب زعمهم.
وكتبت زاخاروفا على صفحتها في الفيسبوك منوهة بأن "الجزء الثاني من عبارة أن هذا الموقف ينطلق من اعتقادنا الراسخ بأن مصير الرئيس السوري يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، وكذلك شرح كل العملية السياسية في سوريا، لم تثر بالطبع اهتمامهم (الصحفيون الغربيون)، كما ولم يثر اهتمامهم تعليقي الإضافي حول هذا الموضوع فيما يخص المبادئ الجوهرية لنا من التسوية السورية".
نوهت إلى أن الصحفي الوحيد الذي وقف ضد وكالة "رويترز"، التي وضعت إشارة " خبر عاجل" لتصريح المتحدثة باسم الخارجية الروسية، هو مراسل وكالة "أسوشيتد برس" ماتيو لي الذي وصف هذا "السبق الصحفي" متهكما بـ"ثلج العام الماضي".
علي ولايتي
علي ولايتي
من ناحية أخرى كشفت تقارير صحفية عن أحد كبار مساعدي الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن ايران لن تتعاون مع الولايات المتحدة في "الحرب ضد الإرهابيين في سوريا".
ونقل عن علي أكبر ولايتي قوله لقناة برس تي. في التليفزيونية الإيرانية بعد اجتماع مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في طهران "إيران لن تتعاون بشكل مباشر أو غير مباشر مع الولايات المتحدة، مضيفا "إيران لن تقبل أي مبادرة تتعلق بسوريا دون التشاور مع حكومة وشعب البلاد."
وفي اجتماع مع المقداد يوم الأربعاء كرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موقف طهران بأنها تؤمن بحل سياسي وحيد للأزمة السورية، ونقل عن ظريف قوله "نعتقد أن الشعب السوري هو وحده من يقرر بشأن مستقبله وإن على الآخرين فقط تسهيل هذه العملية السياسية لحل الأزمة."
متى تنتهى الازمة
متى تنتهى الازمة السورية...سؤال يحتاج اجابة
يذكر أن هذه التصريحات تأتى بعد أن التقت قوى عالمية وإقليمية بينها الغريمتان إيران والسعودية في فيينا الشهر الماضي لمناقشة حل سياسي للحرب الأهلية السورية لكن الاجتماع فشل في تحقيق إجماع بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تدعم إيران الأسد في الحرب بينما تقف السعودية وراء معارضين يسعون للإطاحة به.
كانت تلك هي المرة الأولى التي تجلس فيها طهران والرياض على مائدة واحدة لمناقشة حرب تطورت إلى صراع بالوكالة أوسع نطاقا للهيمنة على المنطقة بين روسيا وإيران في جانب الأسد وتركيا ودول خليجية حليفة للولايات المتحدة وقوى غربية تدعم معارضين بدرجات متفاوتة.

شارك