الحوثيون يحبطون محاولة "انقلاب" للحرس الجمهوري.. والتحالف يستعد لمعركة تعز

السبت 07/نوفمبر/2015 - 03:34 م
طباعة الحوثيون يحبطون محاولة
 
تصاعدت المواجهات في اليمن خلال الأيام الأخيرة، بعد وصول تعزيزات من "التحالف العربي" إلى "المقاومة الشعبية" والجيش اليمني، مع تحذيرات أُممية حول الوضع الإنساني، مع محاولة انقلاب فاشلة ضد الحوثيين من قبل قيادات الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني واصل طيران التحالف بقيادة السعودية، غاراته الجوية على مواقع المتمردين الحوثيين في عدد من مناطق العمليات العسكرية في اليمن، التي أسفرت عن خسائر فادحة في صفوفهم، وسط إرسال التحالف العربي تعزيزات للمقاومة شملت عربات ودبابات.
وكان طيران التحالف كثف من قصفه لتجمعات الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح، جنوب السجن المركزي غرب تعز، فيما صعدت الميليشيات المتمردة من قصفها على أحياء تعز، بعد أن نجحت المقاومة الشعبية في التقدم على محاور عدة، منها محور المضاربة - الوازعية.
تشير الدلائل إلى قرب ساعة الحسم، وتحرير محافظة تعز من الانقلابيين الحوثيين وعناصر المخلوع صالح بعد حصارهم لها ولسكانها لعدة أشهر.
هذا وشنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات جوية على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وصالح في مديرية بيحان في محافظة شبوة، تزامنت مع مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والانقلابيين، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات وأسر اثنين آخرين.
وشهدت محافظة الضالع اشتباكات عنيفة كبدت المقاومة خلالها عناصر الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، ومنعتها من التقدم نحو المحافظة.
وقدرت مصادر محلية أن 13 من عناصر الميليشيات قتلوا جراء تلك الغارات، فيما أسفرت معارك الخميس، عن مقتل تسعة من الميليشيات وجرح ثلاثة من المقاومة ورجال القبائل. من جانبها، قصفت الميليشيات بالكاتيوشا عدداً من قرى وادي النحر الذي تحاول التقدم نحوه وسط تصدي المقاومة؛ حيث دارت اشتباكات متقطعة من حين إلى آخر مع سيطرة المقاومة على الوادي. 
وتمكنت مقاتلات دول التحالف من تدمير آليات وأطقم عسكرية ومخازن أسلحة  للحوثيين بمديرية بيحان في محافظة شبوة، وشنت المقاتلات غارات على مواقع الميليشيات المتمركزة بالقرب من وادي النحر الذي يشهد مواجهات عنيفة منذ ثلاثة أيام، بين قبائل بيحان والميليشيات.
وقال قيادي بارز في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز: إن قوات التحالف العربي سترسل بارجتين حربيتين، إحداهما سعودية والأخرى إماراتية، محملتين بالأسلحة والذخائر للمقاومة الشعبية بتعز. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط"، عن قائد الجبهة الشرقية في تعز عادل عبده فارع، في بيان صادر عنه، أن البارجتين ستصلان قريبًا إلى السواحل القريبة من تعز وذلك في إطار تقوية جبهة القتال في تعز وحسم المعركة فيها. وتحفظ هذا القيادي في المقاومة الشعبية بتعز عن ذكر تفاصيل تتعلق بالعملية العسكرية الشاملة لتحرير المدينة. 

عودة قوات الإمارات

عودة قوات الإمارات
وعلى صعيد آخر عادت الدفعة الأولى من القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقد تسلمت الدفعة الثانية من القوات المسلحة الإماراتية مهامها، والتي تعمل ضمن قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية.
وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية أن عملية التسليم تمت بنجاح، وفق استراتيجية ممنهجة، وقد عادت الدفعة الأولى من القوات الإماراتية بعد أن أتمت مهامها في اليمن.
وفي نوفمبر الماضي، كانت القوات المسلحة الإماراتية أعلنت عن تهيئة الدفعة الثانية من الجيش، للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.
وذكر بيان رسمي أن الدفعة الأولى من القوة الإماراتية ستعود إلى البلاد، وسوف تحل مكانها الدفعة الثانية، وذلك للعمل على إعادة الشرعية إلى اليمن، مثمناً دور الدفعة الأولى في إعادة السيطرة على مأرب.
و أكد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المضي نحو تحقيق التحرير الكامل لليمن وإعادة إعماره "بما يعود بالخير والسلام والاستقرار على الشعب اليمني الشقيق الذي يتطلع إلى الحرية والتنمية والاستقرار وطي صفحة العابثين بمقدراته ووحدته وهويته الحضارية".
 وقال في كلمة له خلال استقباله، اليوم، الدفعة الأولى من القوات المسلحة الاماراتية التي عادت إلى الإمارات بعد مشاركتها ضمن قوات التحالف العربي: "إننا لم نذهب إلى اليمن لتحقيق مطامع خاصة، ولم نعتد على أحد، ولم نسع إلى الحرب أو نطلبها، فليس هذا نهجنا أو طريقنا، بل فرضت علينا فرضًا بعد استنفاد كل طرق الحل السلمي، وبعد أن أصبح اليمن بموقعه الاستراتيجي المهم وارتباطه الوثيق بمنظومة الأمن القومي العربي في قبضة ميليشيات مسلحة لديها مشروع طائفي مدمر ليس له فقط وإنما للمنطقة كلها". 
وأضاف: "لذلك فإن مشاركتنا في التحالف العسكري العربي في اليمن جاءت في إطار مهمة قومية فرضتها علينا مسئوليتنا القومية والإنسانية، واستجابة لطلب من الحكومة الشرعية في اليمن، وتنفيذًا لقرارات الشرعية الدولية". 
وقال: إن "التحالف العربي انطوى على رسالة مهمة مفادها أن العرب لديهم القدرة والإرادة على العمل المشترك لحفظ سيادتهم ووحدة أوطانهم والتصدي لأي محاولة للتدخل في شئونهم تحت أي شعار أو ذريعة".

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، كشفت تقارير إخبارية أن جماعة الحوثيين "أنصار الله"، استبقت محاولة انقلاب عسكري أخرى يخطط لها الحرس الجمهوري، وسارعت إلى نقل اللواء 102 من مقره في الجميمة شمال العاصمة صنعاء إلی مكان مجهول. ونسبت صحيفة "الوطن" السعودية إلى مصدر عسكري في العاصمة صنعاء- وصفته بـ"الرفيع" ولم تكشف هويته- القول بأن "السبب في ذلك يعود إلى معلومات وردت إلى قيادة الجماعة المتمردة، مفادها أن اللواء يخطط للانسلاخ عن التمرد والانضمام إلى القوات الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، لا سيما بعد وصول الأمور في البلاد بصورة عامة إلى أفق مسدود". وأشارت الصحيفة إلى أن "طرفي الانقلاب، يعيشون حالة من التوجس والريبة، إذ يتشكك كل طرف في الآخر، ويخشى الانقلاب عليه، وهو أحد العوامل الرئيسة التي تسببت في الهزائم العسكرية المتواصلة التي يتكبدها الانقلابيون في كافة جبهات القتال". ولفتت إلى أن "كثيرًا من فصائل الحرس الجمهوري رفضت في وقت سابق تنفيذ أوامر من جماعة الحوثيين بالتوجه إلى بعض مناطق العمليات، مشيرة إلى أن الحوثيين ليسوا مؤهلين من الناحية العسكرية لإصدار تعليمات لهم، وأنهم لن ينفذوا أي أوامر صادرة عن قيادتهم". جدير بالذكر أن الحوثيين سعوا في وقت سابق إلى تنصيب أبو علي الحاكم قائدًا عامًّا لقوات الحرس الجمهوري، لضمان ولاء الجنود والضباط للانقلاب، إلا أن هذه المساعي قوبلت برفض تام، وصلت حد التهديد بإعلان العصيان والانضمام إلى المقاومة الشعبية؛ ما أدى إلى إحباط المخطط. 

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، قال السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية: "إن الفرصة سانحة ومناسبة ومهيأة في الوقت الحالي لليمنيين للانخراط في عملية سياسية، تقود إلى حل مُرْضٍ. وأعرب "بن حلي" عن تطلع الجامعة العربية إلى أن تُسْهِم بعض القوى الإقليمية- إيران تحديدًا- في إنجاح الحلول السياسية، لا سيما في ظل المعطيات الجديدة، وفي مقدمتها الهزائم التي لحقت بالذين أثاروا القلاقل والنعرات الطائفية، في هذا البلد العربي المسلم الذي ظل على الرغم من تعدديته القبلية وتنوعه المذهبي، محافظًا على وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي المترابط؛ لأن ذلك ينعكس إيجابيًّا على استقرار دول المنطقة والمحيط الإقليمي. وأكد بن حلي أن الجامعة العربية تؤيد عملية التفاوض الجديدة بين الأطراف اليمنية، والتي من المقرر أن تنطلق خلال الفترة المقبلة برعاية الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية". 
وقال في حديث مع صحيفة "الشرق القطرية" نشر في عددها الصادر، اليوم: إنه "من الطبيعي بعد التأكد من عودة الحكومة الشرعية إلى اليمن أن تكون الخطوة القادمة، هي جمع كل المكونات اليمنية بقدر مكانتها في الخارطة السياسية، للعودة إلى الحوار باعتباره السبيل الأنجع والوحيد، لإيجاد مخرج للأزمة وحلها ضمن محددات، تقوم على المحافظة على وحدة البلاد وتحقيق تطلعات الشعب اليمنى التي انتفض من أجلها في العام 2011". وشدد بن حلي على أهمية أن يفضي هذا الحوار إلى استعادة الأمن والاستقرار لليمن، على نحو يعيد الأمور إلى نصابها بعد أن حاول أحد المكونات القفز على السلطة، في إشارة إلى الجماعة الحوثية المدعومة من قبل الرئيس السابق على عبد الله صالح؛ مما دفع المملكة العربية السعودية إلى الإسراع لتشكيل تحالف عربي لتصحيح مسار الأحداث، والعمل على استعادة الشرعية من منطلق أن من شأن ذلك، ليس المحافظة على أمن اليمن فحسب، وإنما المحافظة على الاستقرار الإقليمي الذي ضرب في الصميم بعد تغول الميليشيات الحوثية، ووضع حد لتدخلات قوى إقليمية، لعبت للأسف دورًا سلبيًّا لتعطيل الحلول السياسية خلال الأشهر المنصرمة. 
وأكد أن التوافق على الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، والذي صدر تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة، من شأنه المساعدة على تحقيق انفراجة حقيقية على صعيد الحل السياسي المأمول، على أن يتزامن معه تسريع الخطوات الرامية، إلى تكثيف المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني بعثت الحكومة اليمنية رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بشأن استمرار الجرائم الممنهجة لميليشيا الحوثي وصالح ضد المدنيين في تعز.
وتضمنت ما تعانيه المدينة جراء القصف والحصار المستمرين عليها منذ ستة أشهر، واستمرار آلة الحرب التابعة للميليشيات باستهداف المدنيين بشكل مباشر ومستمر.
وأكدت الحكومة في رسالتها أن العملية الممنهجة التي تستهدف المدنيين في تعز هي جريمة ضد الإنسانية؛ لأنها تتعمد توجيه قذائف الدبابات والهاون إلى الأحياء السكنية والتي تخلو من أي نشاط عسكري.
وصلت طائرة إغاثة روسية إلى صنعاء تحمل عشرين طنًّا من المواد الغذائية بعد شهور من توقف وصول طائرات الإغاثة إلى العاصمة اليمنية التي تمطرها الطائرات الحربية بصواريخها.
وبالرغم من التحذيرات المتواصلة التي تطلقها المنظمات الإنسانية الدولية، فإن دول التحالف العربي لا تأبه بهذه الدعوات واستمرت في إمطار مناطق البلاد بالصواريخ والقنابل، في حين فقد الملايين وظائفهم، وأغلقت معظم المستشفيات أبوابها، واختفت الأدوية والمحاليل الطبية.
برنامج الأغذية العالمي جدد قبل أيام تحذيره، من وضع الأمن الغذائي في اليمن الذي يتدهور بسرعة قائلًا: إن 10 من أصل 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ، وهي خطوة واحدة تسبق المجاعة.
اليمن وهو من بين البلدان التي تعاني من أعلى معدلات سوء التغذية بين الأطفال في العالم، قبل الحرب تفاقمت الأوضاع فيها بشكل أكبر حتى أصبح خمسة ملايين طفل يعانون من سوء التغذية، في حين حذرت نقابة الأطباء من نفاد المحاليل الطبية، كما يواجه المئات من المصابين بالفشل الكلوي خطر الموت؛ بسبب انعدام الأدوية اللازمة لجلسات الغسيل التي تقدمها المستشفيات الحكومية.
برنامج الغداء العالمي كان تمكن من إيصال مساعدات غذائية لمليونين ونصف المليون شخص خلال الشهرين الماضيين، لكن أكثر من سبعة عشر مليون ينتظرون وصول هذه المساعدات أيضًا.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
سبعة أشهر مرت على بدء التحالف العربي بقيادة السعودية، عملياته في اليمن ضد جماعة الحوثيين ولاستعادة الشرعية، حقق جزءًا من أهدافه، ولكن ما زالت العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين، فيما فشلت الجهود الأممية للتوصل لاتفاق سياسي، وسط تفاقهم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، وتبقى آمال اليمنيين منعقدة على جولة المفاوضات القادمة للتوصل لاتفاق لإنهاء الصراع الدموي بالبلاد.

شارك