رغم الدعم الروسي.. لماذا خسر الأسد "حماة"؟

السبت 07/نوفمبر/2015 - 08:17 م
طباعة رغم الدعم الروسي..
 
في تحرك ميداني جديد اعتبره كثير من المراقبين انتكاسة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد، المدعومة حالياً من سلاح الجو الروسي، الذي بدأ في تنفيذ طلعات جوية منذ نحو شهر قال إنها تستهدف البؤر الإرهابية لتنظيم "داعش" في سورية، حيث عاد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته موسكو إلى نقطة الصفر، مع خسارته جميع المناطق التي استعادها خلال عملية برية واسعة بدأتها قواته منذ شهر في وسط سورية تحت غطاء جوي روسي.
قوات الأسد فعلياً تلقت أقوى ضربة ميدانية بعد انسحابها الكامل من بلدة عطشان، وقرى أخرى قريبة منها، بينها أم الحارتين في ريف حماة الشمالي، عقب معارك دامية مع الفصائل الإسلامية بقيادة حركة "أحرار الشام" ترافقت مع قصف روسي ونظامي على مناطق الاشتباك، التي أحكم قبضته عليها في السابع من أكتوبر الماضي.
رغم الدعم الروسي..
وبرر مراقبون أسباب تراجع قوات الأسد هو حصول قوات المعارضة السورية على دعم أمريكي وسعودي، حيث تعهد الطرفان بتكثيف دعمهما لما يُطلقان عليه "المعارضة السورية المعتدلة"، ومواصلة السعي للتوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا، وقد جاء هذا التعهد عقب اجتماع وزير الخارجية الأمريكي مع العاهل السعودي الملك سلمان ومسئولين آخرين في السعودية، في 25 أكتوبر الماضي 2015، ونقلت وقتها وكالة "فرانس برس" عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيري أن الجانبين أكدا أهمية تعبئة المجتمع الدولي لدعم المعارضة السورية المعتدلة.
وقالت تقارير إن سبب خسارة النظام منطقة "حماه" وتراجع هجمات الجيش وحلفائه بشكل أكثر مما كان متوقعاً، كان بسبب زيادة الدعم السعودي للمعارضة، مؤكدة أن هذا الأمر أثر على سير المعركة، وأشارت تلك التقارير إلى أن تزايد الإمدادات من صواريخ "تاو" الأميركية المضادة للدبابات يعتبر عاملاً كبيراً، لكنها أصرت في المقابل على أن الهجمات تسير حسب الخطة الموضوعة لها، مشيرة إلى أن الخطوط الدفاعية تم تعزيزها لاسيما في محافظة اللاذقية.
رغم الدعم الروسي..
وفي حين، أسفرت المعركة، التي جاءت بعد يوم واحد من خسارة النظام بلدتي مورك، وتل سكيك في ريف حماة أيضاً لمصلحة فصائل أهمها "جند الأقصى" و"أجناد الشام"، خلص تقرير سري، أعده خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في الأمم المتحدة، إلى أن غاز الخردل استُخدِم في معارك وقعت بين المعارضة وعناصر "داعش" في 21 أغسطس بمدينة مارع في محافظة حلب.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، المؤيد لتحركات المعارضة السورية، إن قوات المعارضة السورية واصلت تقدمها في ريف حماة وسط سوريا حيث تمكنت من السيطرة على مواقع جديدة هناك وقتل قائد لواء دبابات خلال المعارك مع قوات النظام، وأضاف ان الاشتباكات العنيفة مازالت مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وحركة (احرار الشام) الاسلامية وفصائل اسلامية من جهة اخرى في الاطراف الشمالية والشمالية الشرقية من بلدة (معان) بريف حماه الشمالي الشرقي.
رغم الدعم الروسي..
وذكر المرصد ان الفصائل السورية تمكنت من السيطرة على قرية (قبيبات ابو الهدى) و(تل صوان) بأطراف بلدة (معان) وألحقت خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها. كما تدور اشتباكات بين الجانبين قرب منطقة (الصفصافة) بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي.
وقال المرصد السوري ان قائد (اللواء 47 دبابات) التابع للفرقة (11 دبابات) العميد طالب سلامة قتل جراء إصابته في قصف واشتباكات مع الفصائل المقاتلة والإسلامية في أطراف ريف حماة الشمالي.
وفي حلب شمال سوريا تستمر الاشتباكات العنيفة بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل المقاتلة من جانب وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب اخر في ريف حلب الجنوبي ومعلومات عن تقدم جديد للنصرة والكتائب وسيطرتهم على رحبة الدبابات شرق قرية (السابقية) في ريف حلب الجنوبي.
رغم الدعم الروسي..
وفي أول تأكيد رسمي وجده ناشطون سوريون غير كافٍ، لأنه لا يوجه الاتهام مباشرة إلى "داعش"، قالت مصادر دبلوماسية، إن غاز الخردل، الذي يسبب حروقاً في العينين والجلد والرئتين والمحظور بموجب القوانين الدولية، تسبب في وفاة رضيع وإصابة شخصين على الأقل تعرضا له.
وكان ناشطون ومنظمات غير حكومية طبية أكدوا أواخر أغسطس الماضي أن هجوم الخردل أصاب العشرات في مارع، كما أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» أنها عالجت أربعة مدنيين من عائلة واحدة تعرضوا لهذا الغاز.

شارك