النيجر تلجأ للأمريكان في تأمين جبهاتها الثلاث من الإرهاب
السبت 07/نوفمبر/2015 - 10:26 م
طباعة

عززت الولايات المتحدة الأمريكية من وجودها في النيجر رغم امتلاكها قاعدة عسكرية هناك، حيث قال التليفزيون الرسمي، الأمريكي، ومصادر أمنية في النيجر إن أمريكا أرسلت أكثر من 30 جندياً إلى وسط النيجر للمساعدة في تدريب القوات المحلية على قتال المتشددين، وأضاف البيان المُتلفز أن السفير الأمريكي يونس ريديك، زار الجنود في القاعدة الموجودة في مدينة تمثل بوابة الشمال الصحراوي.
وقالت تقارير إن النيجر تطمح بشكل كبير في تأمين ثلاث مناطق نيجرية هي (ديفا) وتقع في المنطقة الشرقية، المجاورة لنيجيريا، التي تواجه عمليات إرهابية عنيفة من قبل تنظيم "بوكو حرام"، ومنطقة (تاهوا) التي تقع في الجانب الغربي، وتحديداً في منطقة (أغاديز)، والمنطقة الشمالية القريبة من ليبيا والجزائر ومالي.
أمريكا حاولت منذ فترة تعزيز علاقتها بالنيجر، خاصة فيما له صلة بتعزيز التعاون العسكري بين البلدين بعد منح النيجر طائرتين عسكريتين أمريكيتين في أواخر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.

مصدر عسكري في النيجر أوضح لوسائل الإعلام أن التدريب بدأ في منتصف أكتوبر الماضي في (أجاديز) بأكثر من 30 مدرباً أمريكياً سيقومون بتدريب أكثر من 100 من جنودنا، وتعتبر الجماعات الإرهابية، النيجر موقعاً استراتيجياً، حيث تقع وسط ممر صحراوي يستخدمه العناصر المتشددة في التواصل مع عناصر "القاعدة" في شمال مالي الذي تسوده الفوضى وجنوب ليبيا القاحل.
وفي 2014 بدأ نحو ألف عسكري (أفريقي - أمريكي – أوروبي) مناورات عسكرية دولية في شرق النيجر وشرقها لمواجهة التهديدات الارهابية التي تخيم على المنطقة منذ أعوام، بحسب ما أعلن الجيش النيجري، وقال الجنرال سيني غاربا، رئيس أركان الجيش النيجري، ان مناورات "فلينتلوك" بدأت في وقت تواجه فيه البلاد وكل دول منطقة الساحل أوضاعاً صعبة مرتبطة بالإرهاب.
وكانت المناورات العسكرية هي الأكبر، حيث شارك فيها قوات جوية وبرية، وقال مراقبون إن المناورة يتم تنظمها سنويا من قبل قيادة العمليات الخاصة في القيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم)، وتكون بـ(1000) عسكري من عشرين بلدا بينها فرنسا وتشاد والجزائر ونيجيريا ومالي.

وتعاني النيجر من تسلل العناصر الإرهابية من تلك المناطق، الامر الذي يُشكل تهديداً قوياً للنيجر وأمنها، وقالت تقارير إن ليبيا تشكل خطر داهم أمام النيجر وسعت الحكومة هناك التواصل مع دول الجوار لضمان عدم تسلل العناصر الإرهابية من ليبيا إلى هناك.
وأدانت مصر خلال الفترة الماضية الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها النيجر، وشددت القاهرة على وقوفها إلى جانب النيجر، وتضامنها مع كل الدول الأفريقية، وحقها في الأمن والاستقرار.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، التقى رئيس النيجر محمد إيسوفو، على هامش مشاركته في أعمال القمة الثالثة لمنتدى الهند - أفريقيا بنيودلهي؛ حيث أعرب رئيس النيجر عن تطلع بلاده لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر في كل المجالات، كما أعرب عن تقدير بلاده للدعم الفني الذي تقدمه مصر في مجالات التدريب وبناء القدرات، منوهًا إلى الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين.

وأكد الرئيس السيسي، حرص مصر على المساهمة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في النيجر، معربًا عن استعداد مصر لاستقبال مزيد من الكوادر النيجيرية؛ للمشاركة في برامج بناء القدرات التي تشرف على تنفيذها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في المجالات المختلفة، وذلك وفقًا لاحتياجات الجانب النيجيري.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد السيسي على وقوف مصر إلى جانب النيجر، وإدانتها للأعمال الإرهابية التي تتعرض لها، مشيرًا إلى أهمية تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، الذي يمثل تحديًا مشتركا للبلدين في الوقت الراهن، وأشاد بدور الأزهر الشريف في نشر تعاليم الإسلام السمحة ومواجهة الأفكار المتطرفة والتيارات التكفيرية.