احتدام الصراع في اليمن.. وسط غموض في عقد جلسة المفاوضات

الأحد 08/نوفمبر/2015 - 08:41 م
طباعة احتدام الصراع في
 
تصاعدت المواجهات في اليمن خلال الأيام الأخيرة، بعد وصول تعزيزات من "التحالف العربي" إلى "المقاومة الشعبية" والجيش اليمني، مع تحذيرات أُممية حول الوضع الإنساني.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شنت القوات الشرعية في اليمن، الأحد، هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على دمت في محافظة الضالع تحت غطاء جوي من طائرات التحالف العربي، حيث نجحت في طرد ميليشيات الحوثي وصالح من مناطق عدة في المدينة.
وكانت ميليشيات الحوثي وصالح قد سيطرت في وقت سابق على مدينة دمت بعد قصف عنيف، مما دفع القوات الموالية للشرعية إلى التراجع إلى منطقة مريس المجاورة، قبل أن تشن الهجوم المضاد الذي أفضى إلى تقدم على الأرض.
وتزامن الهجوم المضاد، وفق المصادر، مع غارات جوية مكثفة شنتها طائرات التحالف، الذي تقوده السعودية، على "مركبات وآليات عسكرية" للمتمردين، لاسيما التعزيزات "القادمة من بلدة الرضمة بمحافظة إب" المحاذية للضالع.
كما أرسلت المقاومة الشعبية في عدن تعزيزات إلى مدينة الضالع، لصدّ أي هجوم محتمل قد تشنه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على مركز المدينة.
من جانبه قام طيران التحالف بإسناد المقاومة واستهدف تعزيزات عسكرية للميليشيات في منطقة الرياشية بمحافظة البيضاء، كانت في طريقها إلى منطقة جبنشمال، شرق دمت.
في سياق آخر، المواجهات العسكرية بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وبين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى مستمرة في تعز، حيث أفادت المعلومات عن مقتل أكثر من 20 حوثيا في المحافظة.
مصادر في المقاومة أفادت أن المواجهات شملت مناطق الضباب غرب المدينة والأربعين وكلابة وثعبات شرق تعز، فيما صدت المقاومة الشعبية هجوما لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قرب معسكر قوات الأمن الخاصة بالمدينة. في هذه الأثناء، استهدفت ميليشيات الحوثي بالقصف العشوائي الأحياء السكنية للمدينة ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة 10 آخرين بجراح.
وفي محافظتي شبوة والبيضاء استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش الوطني والمتمردين الحوثيين بالتزامن مع قصف جوي لقوات التحالف على مديرية رداع وعلى مقر اللواء التاسع عشر في مديرية بيحان.
أما طيران التحالف فشن غارات مكثفة على مواقع ميليشيات الحوثي في منطقة الرضمة بمحافظة أب ومنطقة أرحم بمحافظة حجة، الغارات استهدفت أيضا جزيرة زقر في الحديدة ومعسكر اللبنات في الجوف. مصادر عسكرية أفادت أن الغارات كبدت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
أجرى نائب الرئيس اليمني ة رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح اتصال هاتفي بأخيه ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
جرى خلال الاتصال بحث آخر التطورات الميدانية على الساحة اليمنية في مختلف المدن والمحافظات في ظل الانتصارات التي تحققها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .
وهنأ بحاح ولي عهد أبو ظبي بعودة الأبطال من أبناء القوات المسلحة الإماراتية إلى اهلهم ووطنهم بسلامة الله وحفظه بعد أن شاركوا ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة في عملية إعادة الأمل في اليمن .
كما بارك الخطوة التي تمثلت بإرسال قوة عسكرية أخرى لاستكمال مهامها العسكرية والإنسانية في بلادنا للدفاع عن الأمن والاستقرار وعودة الشرعية إلى جانب إخوانهم من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي.
وقال نائب الرئيس اليمني :"لقد أثبتت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة قدرتها القتالية والذود عن إخوانهم من أبناء الشعب اليمني وضربت أروع الأمثلة في التضحية والفداء والشجاعة والبطولة والنخوة العربية الأصيلة في سبيل الدفاع عن النساء والأطفال والوطن من الجماعات الانقلابية التي سفكت الدماء بدون وجه حق.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، تنطلق خلال ايام جولة من المحادثات من الحكومة والانقلابيين، الذين لم تظهر وسائل إعلامهم مؤشرات تراجع عن موقفهم المتشائم من المحادثات القادمة. وتفيد الأنباء بأن الحكومة قد شكلت لجنة من المقرر أن تشارك في المشاورات مع الحوثيين وحلفائهم، غير أن الأخيرين لم يعلنوا، حتى اليوم، عن تقدم في هذا الاتجاه، الأمر الذي تتعدد تفسيراته، بين من يرجعه إلى عدم جديتهم بالحوار، وبين من يرى أنه تحفظ نتيجة عدم الثقة بجدية الحكومة بالإضافة إلى رفع السقف أثناء التحضير للمفاوضات. 
لم تعلن الحكومة اليمنية، أسماء الوفد، الذي يمكن أن يشارك في هذه المحادثات، التي ستكون لأول مرة مباشرة، لا سيما أن كل طرف ينتظر حجم تمثيل الطرف الآخر ونوعيته، فيما رجح مصدر حكومي، انتظار عملية إجراءات الثقة، من خلال ضغط الأمم المتحدة على الحوثيين، لإعلان أسماء وفد الحكومة. ورغم أن بعض أطراف الشرعية، غير متفائلة من نجاح أي مفاوضات، وسط تهديدات المليشيات وعدم إظهار حسن نية لتنفيذ القرار الأممي، فإن المشاركة في جنيف 2 تحقق عددا من المنافع.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الانساني، وجه ائتلاف الإغاثة الانسانية في مدينة تعز، مساء السبت، نداء استغاثة للمجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية وكل المنظمات الانسانية بسرعة التدخل لإنقاذ مئات الحالات المرضية في تعز نظرا لانعدام مادة الأكسجين واستمرار حصار المليشيات الانقلابية للمدينة. 
وقال الائتلاف في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منه :"أن مستشفيات المدينة تعاني من انعدام شبه كامل لمادة الأكسجين الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية تتهدد حياة الجرحى والمرضى في غرف العناية المركزة". 
وأشار الائتلاف الى أن ما يضاعف من تفاقم المشكلة عدم قدرة المستشفيات على استقبال الحالات الجديدة التي يخلفها القصف العشوائي على الأحياء السكنية وعدم القدرة على تنفيذ العمليات للجرحى بسبب نفاد الأكسجين.
و قال المصدر لوكالة(سبأ):"إن محاليل الغسيل الكلوي في مستشفى الثورة بدأت بالنفاد وهو ما يهدد حياة 300 مريض مسجلون في مركز الغسيل الكلوي.
وقتل أكثر من 50 شخصا في اليمن خلال اليومين الماضيين في اشتباكات بين قوى التحالف العربي ومقاتلين حوثيين تدعمهم قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وفقا لمصادر طبية.
وراح 5600 شخص على الأقل ضحية سبعة شهور من الحرب في اليمن وتقول الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في البلاد يتفاقم يوما بعد يوم في ضوء محاصرة التحالف العربي للموانئ اليمنية.

المشهد اليمني:

اقترب الموعد الذي حدده المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قبل 15 نوفمبر الجاري، دون وجود أي مؤشرات قوية على عقد جولة المفاوضات الجديدة في موعدها، وهو ما ينذر بتصاعد العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقهم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، فهل سينجح المبعوث الأممي في جمع فرقاء الصراع اليمني على طاولة التفاوضات؟

شارك