اليمن: استمرار المعارك في "تعز".. ودفعة جديدة من القوات السودانية تصل "عدن"
الإثنين 09/نوفمبر/2015 - 06:27 م
طباعة

تصاعدت المواجهات في اليمن خلال الأيام الأخيرة، بعد وصول تعزيزات من "التحالف العربي" إلى "المقاومة الشعبية" والجيش اليمني، مع تحذيرات أُممية حول الوضع الإنساني.
الوضع الميداني:

تستمر مدينة تعز في قلب الحدث اليمني، حيث استهدف طيران التحالف عدة مواقع للمتمردين الحوثيين بمدينة تعز ومديرية المخا ومديرية ذباب الساحليتين.
وأفادت آخر التقارير الواردة من المدينة بمقتل 21 متمرداً من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في الاشتباكات التي دارت مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في وادي الدحي وحي المرور غرب المدينة، كما صدت المقاومة الشعبية هجوماً لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على حي كلابة ومنطقة ثعبات شرق المدينة.
وقال مصدر طبي وشهود عيان إن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قصفوا المستشفى الجمهوري الحكومي في المدينة بوابل من القذائف المدفعية والصاروخية ما أسفر عن إصابات في الطاقم الطبي.
قصف الميليشيات العشوائي بقذائف مدفعية الدبابات وصواريخ الـ"كاتيوشا" لم يوفر الأحياء السكنية للمدينة خاصة أحياء الموشكي والوضة وثعبات والجمهوري والجحملية، هذا وكشفت إحصائية لمنظمات حقوقية وطبية في تعز أن 145 شخصاً من المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح خلال أسبوع واحد فقط منذ بداية شهر نوفمبر بينهم 8 أطفال.
أما محافظة الضالع فتشهد مدينة دمْت ثاني مدن المحافظة أعنف المواجهات بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة ثانية سقط خلالها العشرات بين قتيل وجريح، كما تم أسر عدد من المتمردين بينهم قيادي حوثي كبير.
وفي محافظة البيضاء أفاد شهود عيان بمقتل ما لا يقل عن 10 متمردين في هجومين منفصلين للمقاومة الشعبية في مديرية ذي ناعم بالمحافظة وسط اليمن استهدفت خلالهما رتلاً عسكرياً للمتمردين.
و أصيب القيادي الحوثي، طه المداني، الذي يوصف بأنه بمثابة وزير دفاع لجماعة الحوثي بطلقتي رصاص أثناء اشتباكات مع القوات الشرعية في دمت.
وقالت مصادر مطلعة، وفقاً لموقع "اليمن الآن"، إن "القيادي الحوثي، طه المداني، الذي يوصف بأنه بمثابة وزير دفاع لجماعة الحوثي، أصيب بطلقتي رصاص واحدة في رقبته وأخرى في بطنه، ونقل إلى إحدى المستشفيات في العاصمة صنعاء، وهو في حالة حرجة".
قوات سودانية:

وصلت تعزيزات من القوات السودانية قوامها اكثر من 400 جندي الى مدينة عدن لدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية، في مواجهة الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله".
ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى مصدر عسكري ذكرت أنه فضل عدم كشف اسمه القول إن "اكثر من 400 جندي سوداني نزلوا في عدن، لينضموا الى نحو 500 آخرين وصلوا في 19 اكتوبر الماضي، وتوزعوا في عدن وقاعدة العند الجوية الواقعة الى الشمال منها.
وبينت الوكالة إلى أن التعزيزات تأتي مع اتخاذ القوات الموالية لهادي استعدادات لصد هجمات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد يومين من استعادتهم مواقع في جنوب البلاد كانت قوات هادي، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، استعادتها منهم في الاشهر الماضية.
كد وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن عوض ابن عوف، لـ"العربية" استعداد بلاده لتقديم المزيد من الدعم اللازم لقوات التحالف في اليمن بعد أن وصل قبل أسبوعين عدد من القوات البرية السودانية.
وكان المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد أحمد خليفة الشامي، قد قال في وقت سابق إن وصول طلائع القوات المسلحة السودانية إلى مدينة عدن يأتي في إطار التزام السودان بمشاركته في عملية إعادة الأمل التي يقوم بها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. ولفت إلى أن نشر تلك القوات في اليمن متروك لقيادة التحالف، وأنها تتلقى التعليمات المباشرة من قيادة التحالف وهي رهن إشارته كما أنها جاهزة لتنفيذ أي مهمة موكلة إليها.
المشهد السياسي:

ناقش اجتماع للهيئة الاستشارية للرئيس عبدربه منصور هادي عقد، اليوم، التحضيرات السياسية والفنية بشأن المشاركة في مشاورات "جنيف" المزمع انعقادها في منتصف الشهري الجاري، ووقف امام جهود المبعوث الاممي الداعية للسلام المرتكز على تطبيق قرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار2216.
وجدد المشاركون في الاجتماع الذي رأسه الرئيس هادي، وحضره نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح، التأكيد على موقف القيادة الشرعية بشأن قرار مجلس الأمن رقم 2216، بما تضمنتها مذكرة الرئيس للأمين العام للأمم المتحدة ورسالة الأخير للرئيس بهذا الصدد.
وكان الرئيس وجه في 19 أكتوبر الماضي رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة أكد خلالها جاهزية الحكومة اليمنية للمشاركة في المشاورات مع الأطراف الانقلابية ممثلة في (الحوثي وصالح) خاصة بعد تأكيد التزامها للأمم المتحدة ومبعوثها الخاص بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦ دون قيد أو شرط، وتأكيد الامم المتحدة ان الذهاب للمشاورات هو لتنفيذ القرار الدولي وأن أي اتفاقات ستكون مبنية أساساً على القرار ومستندة الى المرجعيات الأساسية ممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل".
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) التي أوردت الخبر، أن الاجتماع تناول جهود توحيد صفوف المقاومة الشعبية وسرعة استيعابها في المؤسسة العسكرية والأمنية لتضطلع بمهامها في إطار تثبيت الأمن والاستقرار الذي ينشده المواطن ويتطلع اليه.
وأوضح مصدر حكومي في تصريح صحفي نشرته صحيفة "الرياض" السعودية اليوم، أن الفريق الحكومي الذي سيشارك في مشاورات "جنيف" يتألف من مجموعة من المستشارين يتقدمهم د. محمد العامري وعبدالعزيز جباري وعبدالوهاب الآنسي وحيدر أبوبكر العطاس وسلطان العتواني، بحسب ما اوردته صحيفة "الرياض" السعودية، موضحا أن اللجنة الفنية التي ستقوم بوضع خارطة طريق لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 تتكون من عبدالله العليمي و د. محمد العوادي ومحسن شايع.
الدور الإيراني:

وعلي صعيد الدور الايراني، دعا مبعوث الامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، "جميع الاطراف الخارجية والداخلية المؤثرة في اليمن للانضمام الى مبادرة الامم المتحدة لإجراء محادثات مباشرة بين الاطراف اليمنية". جاء ذلك في اتصال هاتفي جرى، أمس، مع مساعد الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان، تم خلاله التباحث حول احدث تطورات الاوضاع بشان اليمن، بحسب ما اوردته وكالة أنباء "فارس" الايرانية. وأوضح ولد الشيخ خلال الاتصال، للدبلوماسي الايراني، احدث الجهود المبذولة لإجراء المحادثات السياسية بين المجموعات اليمنية في جنيف، منتصف الشهر الجاري. من جانبه أكد عبد اللهيان على ضرورة توفير الارضيات للحوار بين المجموعات والمكونات اليمنية. وقال ان "حل ازمة اليمن رهن بالحل السياسي والحوار بين جميع الاطراف اليمنية والمشاركة البناءة من جانب الاطراف الاقليمية".
الوضع الإنساني:
كشف تقرير إحصائي عن قيام جماعة الحوثي الانقلابية بارتكاب أكثر من 15 ألف انتهاك خلال فترة 200 يوم قاموا فيها أيضاً بتجنيد 2500 طفل بين سن 7 و12 عاماً، ودفعهم إلى جبهات القتال. وأوضح التقرير، الذي أعده المركز الإعلامي للثورة اليمنية، لجرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها، عن قيام الميليشيات بارتكاب 15685 انتهاكا، خلال الفترة من 11 أبريل إلى 7 أكتوبر 2015.
وبحسب التقرير فإن من بين تلك الانتهاكات1828 حالة قتل في صفوف المدنيين، "بينهم صحافيون وسياسيون وآخرون من المدنيين في القرى التي احتلها الحوثيون وفجروا منازلهم، وممن سقطوا في مختلف المدن جراء القصف العشوائي بالسلاح الثقيل على الأحياء السكنية".
كما أشار إلى أن نصف الضحايا من النساء والأطفال، لافتاً إلى أن عملية الرصد شملت 17 محافظة يمنية هي: صنعاء، المحويت، عدن، تعز، إب، البيضاء، الضالع، مأرب، أمانة العاصمة، الحديدة، أبين ، ذمار، حجة، صعدة، عمران، الجوف، مأرب.
كذلك ذكر التقرير أن عدد الإصابات بلغ 3236، أغلبهم من النساء والأطفال. ولا يزال حصار تعز مستمراً، حيث يمنع الحوثيون وصول المستلزمات الطبية والإغاثية والمواد الغذائية وحتى المياه، ما يهدد قرابة نصف مليون مواطن بالموت جوعاً وعطشا، وأعلن مستشفيان اثنان في تعز أن الانقلابيين يمنعون دخول "أنابيب الأكسجين" إليهما، وهما المستشفيان المتبقيان بعد توقف46 مستشفى في المدينة عن العمل.
وأضاف أن الحوثيين اختطفوا 2945 شخصاً، بينهم وزيران في الحكومة اليمنية، وسياسيون، و13 صحافياً تقول التقارير إنهم يتعرضون للتعذيب والمنع من الزيارة. وتدور 80% من هذه الاختطافات في "أمانة العاصمة".
وقام الحوثيون، خلال هذه الفترة، بتجنيد قرابة 2500 طفل بين سن 7 و12 عاماً، ودفعهم إلى جبهات القتال، وفق التقرير.
المشهد اليمني:
اقترب الموعد الذي حدده المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قبل 15 نوفمبر الجاري، دون وجود أي مؤشرات قوية على عقد جولة المفاوضات الجديدة في موعدها، وهو ما ينذر بتصاعد العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقهم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، فهل سينجح المبعوث الأممي في جمع فرقاء الصراع اليمني على طاولة التفاوضات؟