بعد رفضها علمانية سورية.. الغموض يكتنف موقف "الجبهة الإسلامية" من محادثات "فيينا 2"

الإثنين 09/نوفمبر/2015 - 11:24 م
طباعة بعد رفضها علمانية
 
وسط تطورات ميدانية للعمليات العسكرية التي تخوضها قوات الرئيس السوري بشار الأسد بدعم من عناصر حزب الله اللبناني وقوات الحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن الدعم الروسي بسلاح الطيران، من جهة والعناصر الإرهابية المدعومة من قوى إقليمية بينها تركيا وقطر، أكدت إيران مشاركتها في اجتماع "فيينا 2"، دعماً لنظام الأسد، في وقت سجلت ما تسمى "الجبهة الإسلامية" التي تضم ميلشيا مسلحة، رفضها أن تكون سورية دولة علمانية في المستقبل، بعدما أعلن اجتماع "فيينا 1" بنوداً ترسم معالم الدولة السورية في المستقبل بينها الإقرار أن سورية ستكون علمانية، وهو ما تحفظت عليه الجماعات الإسلامية.
كانت طهران هددت بالانسحاب من محادثات "فيينا 2" بشأن سورية، التي ستشهد لقاء هو الثاني من نوعه قريباً، حيث أكد على أكبر ولايتي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، نقلاً عن الأخير إن بلاده ستشارك في الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية، ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن ولايتي قوله، إن "إيران ستشارك وبشكل فعال في محادثات السلام السورية مع الإعلان عن معاييرها والحفاظ على خطوطها الحمراء"، وأضاف: "سنساند حليفتنا سورية، ليس فقط في مجال الدفاع لكن أيضاً على الساحة السياسية".

بعد رفضها علمانية
ويبدو أن مصطلح "دولة علمانية" هو كلمة السر التي اتفقت كل الجماعات الإسلامية على رفضها، حيث رفضت "الجبهة الإسلامية"، التي تعد واحدة من كبرى تجمعات الفصائل السورية المقاتلة، أن تكون سورية دولة "علمانية" بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وقال الشرعي العام لحركة "أحرار الشام" المنضوية في "الجبهة الإسلامية" أبو محمد الصادق: "زعموا أن سورية يجب أن تكون علمانية بل هي مسلمة وستبقى مسلمة".
ورجح خبراء أن تقبل "الجبهة الإسلامية" في النهاية بما ارتضت بها المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر أحد أبرز الداعمين بقوة للفصائل السورية المقاتلة، كما كانت السعودية أحد الشركاء الرئيسيين في اجتماع "فيينا 1" الذي عقد في 30 أكتوبر الماضي وأجمعت على ضرورة أن تكون سورية علمانية.

بعد رفضها علمانية
ميدانياً قامت القوات الجوية الفضائية الروسية، خلال الثلاثة أيام الماضية بـ 137 طلعة جوية وضربت 448 موقعا من البنية التحتية للإرهاب في سوريا، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، اليوم الاثنين: "على مدى الأيام الثلاثة الماضية، نفذت طائرات من المجموعة الجوية الروسية في سورية 137 طلعة جوية  على 448 موقعا للبنية التحتية للإرهاب، في محافظات حلب ودمشق وإدلب واللاذقية والرقة وحماة وحمص".
وشدد المتحدث العسكري على أن "جميع الطائرات الروسية عادت إلى قاعدة مطار حميميم، بعد أداء المهام القتالية". وأشار كوناشينكوف إلى أن القوات الجوية الفضائية الروسية، خففت من كثافة المهام القتالية ضمن عملياتها في سوريا، ولكن عدد مواقع البنى التحتية المتضررة للإرهابيين ازداد في الطلعة الجوية الواحدة.
وقال كوناشينكوف: "خلال الأيام الأخيرة من المهام القتالية المكثفة في سوريا، كانت كثافة مجموعات طائراتنا أقل من مستواها الطبيعي، ومع ذلك، فقد ارتفع عدد الأهداف للطلعة الجوية الواحدة".
وأضاف اللواء: "في ريف اللاذقية شن الطيران الروسي غارة على موقع مدافع هاون لمسلحي "جبهة النصرة"، ما أدى إلى تدمير 4 مدافع هاون ومستودع ذخائر".
ودمرت الطائرات المقاتلة الروسية مستودعات كبيرة للذخيرة تابعة لتنظيم "جبهة النصرة" المتطرف، في كلٍّ من محافظتي الرقة وحمص السوريتين.

بعد رفضها علمانية
وقال كوناشينكوف: "تلقت وزارة الدفاع الروسية من المعارضة السورية، إحداثيات عن مخزنٍ للأسلحة تابع لتنظيم "جبهة النصرة" في بلدة "مهين"، داخل محافظة حمص السورية".
وتابع كوناشينكوف قائلاً: "في اثنين من حظائر المسلحين، التي احتفظوا فيها بالأسلحة الصغيرة والرشاشات الثقيلة وقاذفات القنابل، هناك ذخيرة للأسلحة معدة للإرهابيين، من الذين وصلوا إلى سوريا من خارج البلاد، أؤكد لكم أن المعلومات حول هذا الهدف، تلقيناها من ممثلي المعارضة السورية".
وأعلن كوناشينكوف أن الطائرات الروسية دمرت اليوم الاثنين أيضاً، أحد المعسكرات التابعة لعصابة "جبهة النصرة" المتطرفة في محافظة حلب السورية.
في السايق، نشرت "شبكة سورية مباشر" المعارضة، شريطا مصورا، نقلته عن المكتب الإعلامي لفصيل سوري مقاتل يدعى "جبهة الأصالة والتنمية"، ويظهر فيه شخص ملثم يدعى أبوالوليد التونسي، والذي عرف عن نفسه بأنه كان يعمل في نقطة طبية ضمن مستشفى لمعالجة الأمراض النفسية والإدمان تابع لتنظيم "داعش" في الرقة.

بعد رفضها علمانية
وجاء في "اعترافات" أبوالوليد التونسي أن "داعش" يشهد خلافات وصلت إلى حد الاقتتال الداخلي وتصفية الخصوم، وأشار المقاتل التونسي خاصة الى خلاف بين "والي الرقة" المدعو أبو لقمان، والقيادي الشهير في التنظيم أبو محمد العدناني، المتعلق بتسيير شؤون التنظيم في سورية، موضحا أن الخلافات بينهما ومواليهما استعرت وتجاوزت "مستوى الحكم والطاعة إلى خلافات شرعية".
وأشار أبوالوليد الى انتشار الغضب في صفوف أعضاء التنظيم من التونسيين والليبيين بسبب "حالات الإعدام بتهم التحريض على الدولة وشق الصف"، إضافة إلى وجود حالات كثيرة من مدمني المخدرات من عناصر التنظيم، خصوصا من الأذريين والتونسيين.

شارك