تتصاعد اهتمامات الصحف الأجنبية بحادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، مع تنامى رواية سقوطها عبر قنبلة من قبل المسئولين الروس، فى الوقت الذى تواصل فيه الصحف البريطانية الكشف عن كثير من المعلومات المتعلقة بهذا الحادث، وما تقوم به السلطات المصرية من تحقيقات، من أجل الوقوف على حقائق الأمور.

من جانبه أصدر الكرملين "الرئاسة الروسية" اليوم أن الجانب البريطاني سلم موسكو "بيانات معينة" حول كارثة الطائرة الروسية في سيناء، وصرح دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي "يمكنني أن أؤكد أن الجانب البريطاني قدم فعلا بيانات معينة، إننا نأمل، طبعا، في التعاون مع جميع الدول القادرة على مساعدتنا في التحقيق بهذه المأساة".

وفي الوقت نفسه امتنع بيسكوف عن توضيح طبيعة تلك البيانات، ولم يرد على سؤال عما إذا كانت تلك المعلومات قد أثرت على القرار الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضي حول تعليق تحليق الطائرات الروسية إلى مصر، حتى توضيح أسباب الكارثة التي أودت بحياة 217 راكبا والطاقم المتكون من 7 أفراد.

كما امتنع الناطق عن التعليق على أنباء تحدثت عن اعتماد المحققين المصريين فرضية العمل الإرهابي كإحدى الفرضيات الرئيسية للتحقيق. وقال :"لا يمكنني أن أقول لكم شيئا بهذا الشأن في الوقت الراهن".

وفى هذا الإطار قال رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف إن تعليق تحليق الطائرات الروسية إلى مصر جاء لدواع أمنية، وربطه بضرورة توضيح أسباب تحطم الطائرة في سيناء نهائيا، وتوقع مدفيديف ألا يكون تعليق التحليقات وآثاره قصير المدة، كما أنه توقع رفع دعاوى قضائية كثيرة من قبل مواطنين للحصول على تعويضات عن خسائر مالية تكبدوها بسبب إلغاء عطلاتهم المخطط له.

وفى تصريحات مثيرة للجدل، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن بلاده تمتلك معلومات استخباراتية ذات طبيعة حساسة بشأن تحطم الطائرة الروسية في مصر، ولكن لم يتم التشاور بشأنها مع المصريين لأسباب واضحة، دون أن يذكر هذه الأسباب، رغم أن لندن قدمت ما لديها من معلومات لموسكو حول الحادث الذي أودى بحياة 224 سائحاً روسياً إلى جانب طاقم الطائرة.

أضاف هاموند "كانت بريطانيا من أولى دول العالم التي اتخذت قرارًا بتعليق الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ، وذلك بناء على المعلومات المتاحة لدينا، وأيضا بناء على معلومات استخباراتية حساسة لم نتبادلها مع مصر لأسباب واضحة".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير البريطاني للصحفيين عقب انتهاء جلسة لمجلس الأمن، بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، لكن هاموند لم يكشف عن الأسباب التي وصفها بـ"الواضحة" لعدم تبادل تلك المعلومات الاستخباراتية مع مصر. 

واكتفي هاموند بقوله "إن هناك آلاف من السياح البريطانيين الراغبين في الذهاب إلى شرم الشيخ لقضاء موسم الإجازات والأعياد ونحن نأمل أن يتم ذلك في أقرب وقت".

شدد فيليب على أن تلك المعلومات "ورد بعضها من مصادر مفتوحة، والبعض من المخابرات، وتم امداد الشركاء المعلومات التي يمكن نشرها، مضيفا بقوله " لكن هناك أسبابا واضحة تمنعنا من مشاطرة بعض مصادر تلقينا منها المعلومات".

وأعرب الوزير البريطاني عن أمله في أن شركاء لندن "ستستنتج" من قرارها تعليق الرحلات إلى شرم الشيخ، بالرغم من تدفق "ملموس" للسياح إلى هناك، لافتا إلى أن روسيا اتخذ خطوة مماثلة.

كانت وزارة الخارجية البريطانية أكدت في وقت أن لندن سلمت موسكو كل ما كان لديها من معلومات استخباراتية حول ملابسات تحطم الطائرة الروسية.

وقالت متحدثة باسم الوزارة: "إننا قدمنا لهم كافة المعلومات التي كان بإمكاننا مشاطرتها، كما أننا بحثنا جميع استنتاجاتنا مع الشركاء".

يذكر أن بريطانيا كانت الأولى التي علقت تحليق طيرانها إلى شرم الشيخ المصرية وبدأت بإجلاء مواطنيها من مصر، مبررة ذلك بوجود احتمال قوي على أن يكون سبب تحطم الطائرة الروسية من طراز "A321" في سيناء يوم 31 أكتوبر الماضي، عملا إرهابيا. 

من ناحية أخري كشفت الديلي ميل البريطانية أن السلطات المصرية تقوم حاليا باستجواب عمال الفندق في شرم الشيخ، خاصة عمال التنظيف والخدمات الذين يمكنهم الوصول بسهولة إلى غرف المسافرين، وذلك نتيجة الشكوك في أنه قد تم زرع قنبلة في حقيبة أحد المسافرين، ولكن هذه التحقيقات لا تفسر كيف تم تمرير الحقيبة التي تحتوي على القنبلة عبر أجهز المراقبة داخل المطار دون أن يتم كشفها.

كما أشارت الصحيفة إلى أن السلطات المصرية تُجري حاليًا تحقيقات موسعة مع موظفي المطار وعمال الصيانة وباقي الموظفين داخل المطار.