طيران التحالف يواصل قصفه للحوثيين.. وغموض في موعد المفاوضات
الثلاثاء 10/نوفمبر/2015 - 11:55 م
طباعة

يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع غموض الموقف حول المفاوضات والتي متوقع أن تنعقد في منتصف نوفمبر الجاري.
الوضع الميداني:

شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، صباح اليوم، عدة غارات على مواقع للحوثيين في منطقة بني شبيب، التابعة لبلدة العدين شمال محافظة إب، وسط اشتباكات مستمرة بين المقاومة الشعبية والانقلابيين.
وفي المنطقة الوسطى التابعة لإب، أفادت مصادر المقاومة أنها تمكنت فجر اليوم من إجبار ميليشيات الحوثي على التراجع إلى التخوم الجنوبية لمدينة دمت بعد أن كانت قد تمركزت في منطقة الحقب، محاولة التقدم إلى جبل موريس المطل على مدينة الضالع، فيما دمر طيران التحالف عددا من الآليات العسكرية التابعة للمتمردين في منطقة الحقب.
واستهدف انفجار كبير مقر جامعة إب جنوب غرب اليمن، وأفاد شهود عيان أن مصدره تفجير انتحاري في مبنى كلية الزراعة، أسفر عن مقتل طالبة، وجرح اثنين آخرين، في حين سارعت ميليشيات الحوثي بغلق المنطقة وعدم السماح بالاقتراب.
كما شهدت العاصمة صنعاء، اليوم، قصفا جويا من طيران التحالف استهدف معسكر صرف الواقع في منطقة بني حشيش، إحدى المناطق الواقعة بالحزام الأمني للعاصمة صنعاء، بحسب مصدر محلي.
وما زالت جبهات القتال مشتعلة في أكثر من جهة بمحافظة تعز تدور رحاها منذ فجر اليوم بين المقاومة الشعبية والمتمردين في أحياء ثعبات والجحملية ومحيط قصر الشعب شرق المدينة، حيث قتل 17 وأصيب العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح التي ردت بقصف الأحياء السكنية، موقعة قتيلين وعشرة جرحى، بحسب مصادر ميدانية.
وتخوض المقاومة الشعبية مواجهات أشد ضراوة في المناطق الواقعة جنوب شرق جبل صبر، حيث تقدمت الميليشيات إلى منطقة الخلل، بينما تحاول المقاومة إحباط مخطط للمتمردين للسيطرة على جبل عروس المطل على مدينة تعز، والذي يتحكم بالطريق الرابط بين عدن وتعز.
وفي تطور لافت، استهدفت ميليشيات الحوثي فجرا مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في مدينة مأرب بأربعة صواريخ كاتيوشا، تم إطلاقها من منطقة المشجح غرب صرواح.
المشهد السياسي:

ظهر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وبشكل علني في عزاء مستشار الرئيس عبدالكريم الارياني بالقاعة الكبرى في العاصمة صنعاء.
واضح مصدر لوكالة خبر، أن الزعيم صالح، حضر إلى القاعة التي يستقبل فيها أولاد الفقيد الدكتور الإرياني واجب العزاء بوفاة والدهم، وقدم لهم تعازيه الحارة.
وقال الرئيس صالح، في تسجيل مصور بثته فضائية "اليمن اليوم" خلال تقديمه واجب العزاء: أعزي نفسي وأفراد أسرة الفقيد الدكتور الإرياني وقيادات وأعضاء المؤتمر بوفاة الهامة الكبيرة والمناضل الكبير الدكتور عبدالكريم الإرياني.
وشيع الآلاف، الثلاثاء 10 نوفمبر، بالعاصمة صنعاء جثمان الدكتور عبد الكريم الارياني إلى مثواه الأخير في مقبرة الرحمة بشارع الخمسين عقب الصلاة عليه في جامع التوحيد جوار مستشفى لبنان بالعاصمة صنعاء.
وكانت أبرز القيادات التاريخية والفاعلة في حزبه "المؤتمر الشعبي العام" قد قررت قبل أقل من شهر عزله من رئاسة الحزب بسبب استمراره في التحالف مع الانقلابيين الحوثيين، وذلك خلال اجتماع لهذه القيادات المؤيدة للشرعية احتضنته العاصمة السعودية الرياض.
ومن أبرز تلك القيادات القيادي التاريخي الدكتور عبدالكريم الإرياني الذ كان صالح اتخذ قرارا قبل عام بفصله من منصب النائب الثاني لرئيس المؤتمر، والدكتور أحمد عبيد بن دغر النائب الأول لرئيس المؤتمر واللواء الدكتور رشاد العليمي والشيخ القبلي البارز محمد بن ناجي الشايف.
ولأن حزب المؤتمر الشعبي يمتلك ثقلا كبيرا في إطار إقليم الجند المكون من محافظتي "إب" أبرز رموزها الارياني، و"تعز" أبرز قياداتها العليمي، فقد أراد صالح أن لا يواجه كل تلك القيادات المؤتمرية ومن معها مجتمعة وإنما سعى لأحداث انقسام يضمن له تعاطف فريق من المؤتمريين داخل إقليم الجند.
وفي هذا السياق استغل المخلوع حدث رحيل الدكتور عبدالكريم الأرياني الذي وافته المنية أمس الأول في أحد مستشفيات ألمانيا فكان أن بالغ برثاء الأرياني عبر برقية مطولة وحضر القاعة المخصصة للعزاء.
المسار التفاوضي:

تبدأ المفاوضات بين السلطات اليمنية والمسلحين الحوثيين والرئيس السابق منتصف الشهر الجاري، لكن التصعيد على الأرض وحالة انعدام الثقة بين الطرفين ربما تحكم عليها بالفشل قبل أن تبدأ.
على مدى نحو شهر عمل ويعمل المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وبمساندة من سفراء الدول الراعية للتسوية على وضع ضمانات لنجاح المباحثات المنتظرة حتى لا تفشل كما حصل في الجولة السابقة، وكما حاصل في المفاوضات السورية، لكن تصريحات الجانبين تشير إلى أن لعنة فشل جنيف تلاحق هذه المباحثات.
رئيس فريق المفاوضين عن الجانب الحكومي عبد الملك المخلافي ظهر متصلبا في مواقفه وقال إن الفريق لن يذهب إلى المباحثات الثانية إلا بعد أن يجري تحديد الزمان والمكان، وكذلك جدول أعمال مسبق مع الطرف الآخر وتسمية ممثلي الحوثيين وأتباع الرئيس السابق وبنفس عدد الفريق الحكومي.
المخلافي في أول تصريح له عكس موقف الرئيس هادي المتشدد إزاء التفاوض مع الحوثيين وقال إن موافقتهم على المباحثات كان إيمانا من الشرعية بالسلام وللتأكيد على أن القرار الدولي الذي صدر ضمن الفصل السابع، وأنه ملزم بتطبيقه، وقال إنهم ينتظرون من الطرف الآخر أن يثبت رغبته في السلام. لكن هذا الطرح يفسر من قبل الجانب الآخر بأنه بمثابة شروط استسلام لا يمكن القبول بها خصوصا وأنهم لم يهزموا عسكريا حتى الآن.
الجانب الحكومي يقول إنه أبلغ من قبل الأمم المتحدة بأن الحوثيين وصالح ملتزمون بتنفيذ القرار الأممي 2216، وأن المفاوضين سيبحثون في آلية لتنفيذ القرار، وليس للتفاوض حوله، فيما اكتفى الحوثيون بإعلان وحيد تمسكوا فيه بمبادئ مسقط التي تنص على عودة شكلية للحكومة لمدة شهرين على أن يتم تشكيل حكومة بديلة وترك أمر الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة إلى حين تشكيل قوات محايده والاتفاق على الجهة التي ستتولى الرقابة على ذلك، على مبادئ مسقط يرحل موضوع نزع الأسلحة إلى ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
المشهد اليمني:
اقترب الموعد الذي حدده المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قبل 15 نوفمبر الجاري، دون وجود أي مؤشرات قوية على عقد جولة المفاوضات الجديدة في موعدها، وهو ما ينذر بتصاعد العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، فهل سينجح المبعوث الأممي في جمع فرقاء الصراع اليمني على طاولة التفاوضات؟