بعد عامين على خطفهما.. الإعلام يبحث عن مُطْرَانَيْ حلب

الأربعاء 11/نوفمبر/2015 - 05:02 م
طباعة بعد عامين على خطفهما..
 
مرت أكثر من سنتين على حادثة خطف متروبوليت حلب والإسكندرون للروم الأرثوذكس المطران بولس اليازجي شقيق بطريرك أنطاكية وسائر الشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ومتروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس المطران يوحنا إبراهيم، قرب مدينة حلب وطوال العامين تعددت القصص والروايات حول مصير المطرانين من أخبار تؤكد مقتلهما أو بقاءهما رهينةً في يد تنظيم "داعش" لاستخدامهما كرهائن لاستبدال أسرى من التنظيم، ولا شيء مؤكد حتى الساعة حول مصير المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم اللذين اختطفهما تنظيم "داعش" منذ أكثر من سنتين، خصوصاً وأن الجهة الخاطفة لم تُصدر حتى الساعة أي بيان رسمي تَعرض فيه مطالبها مقابل فك أسر الرهينتين.
تمت حادثة الخطف بتاريخ الثاني والعشرين أبريل العام 2013؛ حيث أقدم مسلحون على خطفهما. يومئذٍ سُربت معلومات تؤكد بأن عملية الخطف جرت أثناء عودتهما من تركيا إلى حلب عندما أوقفتهما مجموعة مسلحة قبل وصولهما إلى المدينة واقتادتهما إلى جهة مجهولة، وقد قُتل سائق المطران إبراهيم على الفور فيما تبلّغت المطرانية الأرثوذكسية أن المطرانين لم ولن يتعرضا للأذى على الإطلاق. من هنا يرصد الكاتب علي حسين في مجلة الأفكار اللبنانية كل الملابسات حول المطرانيين منذ وقت خطفهما في هذا التقرير.

من هنا بدأ الخطف
كان يوماً مشمساً أبريل عندما قرر المطران يوحنا إبراهيم زيارة المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا، وتحديداً شمالي حلب في محاولة منه للاطلاع على آخر الأخبار المتعلقة بالكاهنين المخطوفين ميشال كيال وإسحاق معوض على أيدي جهات أصولية تنتمي إلى المعارضة السورية ولمتابعة فرضية تحريرهما بحسب وعود كان تلقاها من جهات مقربة من الجهة الخاطفة، لكن نكث الجهات بوعدها له جعله يعود بـ"خُفَّيْ حُنَيْن" بعد ساعات انتظر فيها عند الحدود عَلَّه يظفر بنتيجة ما تُرضي أهالي المخطوفين وكنيستهما. وفي ذلك الوقت، كان المطران بولس اليازجي موجوداً داخل الأراضي التركية وتحديداً في منطقة تقع داخل لواء الإسكندرون تُدعى السويدية، وبعد اتصال جرى بينهما اتفق المطرانان على أن يلتقيا عند معبر باب الهوى الحدودي على أن يعودا معاً إلى حلب. وهنا تقول الرواية: إن الذي جرى هو الآتي: بعد أن التقيا عند معبر باب الهوى الذي تتحكم فيه المخابرات التركية ترجّل المطران اليازجي من سيارته ليصعد داخل سيارة المطران إبراهيم التي كان يتولى قيادتها سائقه الخاص فتح الله كبود، وكان برفقتهما شخص آخر يُدعى فؤاد إيليا.
بعد انطلاق السيارة بأقل من دقيقتين مرّت على أول حاجز يقع تحت سيطرة "الجيش السوري الحر"، وهو حاجز تتناوب عليه أربع مجموعات: اثنتان منها لهما ارتباطات مع جهات إسلامية من بينها تنظيم <داعش> و<جبهة النصرة>، وإحدى هذه المجموعات تُسمى بـ<جماعة عبدو زمزم> وهي التي قامت بملاحقة سيارة المطرانين التي كانت وصلت حينذاك إلى منطقة تماس بين سور البحوث العلمية وأبنية ضاحية الراشدين جنوب غرب حلب، وعلى الفور ترجل أربعة مسلحين من سيارة الخاطفين؛ حيث أقدم ثلاثة منهم على إشهار أسلحتهم، بينما تولى آخر مهمة جر سائق المطران فتح الله كبود ورميه خارج السيارة وقد تمت تصفيته لاحقاً برصاصة في الرأس، بينما تمكن فؤاد إيليا من الهرب والعودة عبر ميكروباص كان يعبر الطريق عائداً باتجاه معبر باب الهوى ليخبر أفراد حاجز <الجيش الحر> بما جرى، لكنهم نفوا علمهم بالأمر وعمدوا إلى إرسال سيارات بحث تابعة لهم لاستكشاف المنطقة قبل أن يعودوا ويؤكدوا أن المنطقة بأكملها تخضع لسلطة <عصبة الأنصار> والمسئول عنها يُدعى الشيخ نعيم وهو نائب أمير <العصبة> وقائدها في المنطقة المذكورة.
هي مجموعة مسلحة مستقلة ظاهرياً يقع مقرها الأساسي في بلدة ترمانين التابعة لمحافظة إدلب وتبعد حوالي 30 كلم عن مدينة حلب ويتزعمها الشيخ صالح الأقرع الملقب بـ<أبو سعيد>. وهنا تؤكد مصادر موثوقة لـ<الأفكار> أن <عصبة الأنصار> كان لديها قيادي عسكري أفغاني بارز وقع في قبضة الجيش النظامي خلال معارك حلب من دون أن تنجح محاولات استعادته بأي شكل من الأشكال، وأن <العصبة> اعتقدت لاحقاً أن أية عملية خطف ذات وزن ثقيل على غرار خطف المطرانين قد تؤدي إلى فكّ أسر القائد العسكري من خلال عملية تبادل، علماً أن <العصبة> نفسها كانت قبل أسبوعين من اختطاف المطرانين عمدت إلى عناصر من الصليب الأحمر الدولي قبل أن تعود وتفرج عنهم بعد تدخل مباشر من <الجيش السوري الحر>.
وتتابع المصادر: بعد عملية خطف المطرانين شعر عناصر <العصبة> أنهم ارتكبوا خطأ كبيراً قد لا يتمكنون من تحمل أوزاره لاحقاً، وأنه قد يكلفهم غالياً في حال تدخل أطراف دولية مثل تركيا وقطر وغيرهما من الدول المعنية بشكل مباشر في الأزمة السورية وتحديداً مدينة حلب وريفها، إلى أن تقرّر تسليمهما إلى تنظيم <داعش> الذي نقلهما بدوره إلى مدينة الرقة أحد أبرز معاقله العسكرية والأمنية لغاية اليوم، وخلافاً لأخبار كانت قد أفادت عن مقتل أحد المطرانين، تؤكد معلومات أن الاثنين ما زالا على قيد الحياة ويتمتعان بصحة جيدة وأنهما نُقلا مؤخراً إلى منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي حيث أصبحا على مقربة من الحدود التركية.

شعار إبراهيم: <شهيداً في حلب ولا شريداً في العالم>
بالحديث عن استهداف دور المسيحيين في الشرق، يتحدث المقربون من مطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم عن دوره الريادي وسعة علاقاته الدولية وانفتاحه على الكنيسة الكاثوليكية، فقد حضر الرجل عدداً كبيراً من مؤتمرات حوار الأديان التي عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة، وشارك في مؤتمر <مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات> الذي عُقد في مدريد، كما انه محاضر في جامعات غربية. وينقل مقربون من إبراهيم عنه موقفه الواضح تجاه الازمة السورية، موقف معتدل وسطي ليس مع النظام ولا مع المعارضة، كما يدعو إلى نظام أكثر ديمقراطية وتعددية من دون أن يكون ذلك عبر الاقتتال الداخلي أو عبر التدخل الخارجي على الأراضي السورية. ويقول هؤلاء: إن مواقفه لم تكن تروق أحياناً لطرفي الصراع في سوريا، إلا أنه صاحب الشعار الشهير <شهيداً في حلب ولا شريداً في العالم>، هذا الشعار أعلنه عندما طلب منه أصدقاؤه الخروج من حلب خوفاً على مصيره، يومئذٍ رفض تلك الدعوة جملة وتفصيلاً مفضلاً مواجهة مصيره، وهذا ما حصل فعلاً.
أما مطران حلب والإسكندرون للروم الأرثوذكس بولس اليازجي شقيق البطريرك اليازجي فقد اشتهر بأنه كان من أقرب المقربين إلى البطريرك الراحل هزيم، وكاد أن يُعيّن بطريركاً بدل شقيقه لولا لم تتدخل اللعبة السياسية في اللحظات الأخيرة. ترأس دير البلمند سابقاً وقد فعّل دور الدير كمرجعية في المنطقة كما أسس مجموعة أصدقاء من الشباب المسيحي. له مواقف مؤيدة نوعاً ما للنظام السوري لكنه كان ينتقد اخطاءه في الوقت نفسه، ويقال إن تأييده النظام جاء بعد المجازر والارتكابات التي افتعلتها الجماعات التي تقاتل تحت اسم الإسلام، وقد أعلن وكرر أكثر من مرة أن الإسلام براء من هذه الأفعال، وأن الدين الذي أمر بالمعروف لا يمكن أن تصدر عنه أفعال وارتكابات كهذه، كما أنه أسس للقاءات ومؤتمرات عديدة للتقريب بين الديانتين الإسلامية والمسيحية على قاعدة التوافق والشراكة في الوطن العربي الواحد، خصوصاً في ظل الهجمة الصهيونية الشرسة.

وللواء إبراهيم دور لم يتوقف
منذ الإعلان عن عملية اختطاف المطرانين وماكينة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لا تهدأ. المقربون منه يؤكدون سعيه الدائم لإيجاد حل لهذه الأزمة، وأنه وبعد انتهائه من ملف مخطوفي أعزاز وبعدها راهبات معلولا، كرس معظم وقته لإنهاء هذه القضية بأقل الأضرار الممكنة، ولكن هناك دائماً سوء تعاطٍ من قبل الجهات الخاطفة وعدم تقدير الجهود التي يحرص الجميع على إضفائها حول هذا الملف الشائك والمعقد في الكثير من جوانبه. وتؤكد مصادر خاصة أن إبراهيم ما زال يعمل وبشكل غير مُعلن على إيجاد حل سريع لفك أسر المطرانين وإعادتهما إلى ذويهما وكنيستهما، وأنه قد التقى أمير دولة قطر الأمير تميم أكثر من مرة طالباً منه المساعدة، وأن الأخير وعده منذ فترة وجيزة بالاهتمام بالملف، وأنه طلب من الأجهزة الأمنية المعنية في البلدين التنسيق في ما بينها لمعالجة الموضوع. وكما هو معلوم فقد تطوعت قطر منذ فترة وجيزة لرعاية أية تسوية لكشف مصير المطرانين، لكن أية ردود فعل سواء إيجابية أو سلبية حول الدعوة لم تصدر حتى الساعة عن الجهات الخاطفة، رغم المعلومات التي تؤكد أن تنظيم <داعش> بدأ يعدّ تقارير مفصلة عن قيادييه وعناصره المعتقلين في السجون العراقية والسورية للوصول إلى لحظة مقايضة كبرى يكون المطرانان على رأسها.

كلام البطريرك اليازجي
أبلغ ما يمكن أن يعبّر عن مواقف مسيحيي الشرق تجاه ما يحدث في المنطقة هو ما سبق وأعلنه البطريرك اليازجي بعد اختطاف المطرانين عندما قال: <لا نخاف ممن يتخذ العنف سبيله، وهذا الأمر لن يردعنا من التشبث بأرضنا>. وكلامه هذا رافقته تعليمات وتمنيات لعدم القيام بأية تحركات في أية من المناطق اللبنانية خوفاً من أية ردة فعل محتملة؛ لذا حرصت الكنائس مجتمعة على إقامة الصلوات دون ضجيج إعلامي أو حتى إصدار مواقف صارخة تطال عمق الأزمة السورية رغم معرفة القيّمين على الكنيسة الأرثوذكسية.. إن خطف المطرانين لم يكن مشروعاً عابراً فحسب، بل مقدمة فعلية لمشروع خطر تجسده الارتكابات والمذابح في العراق وتحديداً في نينوي، وما يجري في القرى الآشورية على الحدود السورية التركية والسورية العراقية، وما يجري للأقباط في مصر، والأقباط الذين ذبحهم <داعش> على شاطئ البحر في ليبيا وهي الحادثة التي مثلت قمة الإجرام ضد المسيحيين وذلك منذ أشهر قليلة، وأيضًا من دون إغفال التدمير الممنهج للأديرة والكنائس في الشرق.
من هنا ترى مصادر كنسية أن الخاطفين كانوا على بيّنة من هوية المطرانين قبل اختطافهما لما يمثلان من قيمة معنوية كبيرة، ولموقعهما ودورهما في أوساط الشعب السوري أولاً والعربي ثانياً، وهذا بحد ذاته رسالة إلى المسيحيين في الشرق ليس فقط لرحيلهم بل لعدم عودتهم مجدداً. وفي الوقت نفسه تعبّر الكنيسة السورية بشكل خاص عن قلقها البالغ من هجرة المسيحيين الذين دُمّرت منازلهم وتمت مصادرتها. كما تتحدث المصادر الكنسية عن سياق متصل للأحداث بدأ مع إعلان البطريرك اليازجي رسالته عند انتخابه يوم قال: <لا يمكن تحت ذريعة المطالبة بالحقوق تدمير سوريا وقتل أهلها>، وقد ترافق موقفه هذا مع إحاطة واسعة من النظام السوري لمسيرة انتخابه.
من جهته يشير رئيس الرابطة السريانية حبيب آفرام إلى <أن خطف المطرانين قد مضى عليه أكثر من سنتين ونصف السنة، ومع ذلك فقد ظل هذا الأمر السر الأكبر في عمليات الخطف؛ لأنه بقي من دون حل، ولم تعلن أية جهة مسئوليتها عنه، وليست هناك مطالب محددة لقاء إطلاق سراحهما. لا جثث ولا معلومات محددة حول مكان وجودهما، الكل تَنَصَّل من القضية؛ حتى إن دولاً وأنظمة وجمعيات وأجهزة مخابرات محلية وخارجية ليست لديها أية معلومات حول مصير المطرانين>، مضيفاً: <نحن هنا لا نتكلم عن شخصين عاديين في حياتنا بل عن رمزين مسيحيين من قلب حلب لهما باع طويل في العلاقات الدولية، وفي بناء جسور مع العالم الإسلامي والأشقاء العرب>.
ويؤكد آفرام <أن اختطاف المطرانين ضربة موجعة للمسيحية المشرقية التي بدأت تعدّ الضربات منذ قتل المطران في الموصل وتدمير الكنائس وحرقها في معلولا وصيدنايا وتهجير المسيحيين في سهل نينوي، وكل هذا يؤكد أن حملة تستهدف المسيحيين في الشرق؛ ولذلك ندعو كل الدول التي لها مونة على هذه التنظيمات ولا سيما قطر وتركيا إلى بذل جهود مضاعفة، إذ لا يمكن أن نقبل بأن يستمر تجاهل انعكاس هذا الخطف على الحضور المسيحي في الشرق، وبالاستهتار والاستخفاف بالشعور المسيحي، ونحن لا يمكن أن نصدق أن كل هذه القوى والدول لا تعرف مصير المطرانين، فأمريكا التي تعلم بوجود مياه على سطح المريخ لا يمكن أن يغيب عنها مكان وجود المطرانين، فمتى يستيقظ الضمير العربي والإسلامي؟>.
ويتابع: <لقد قمنا بكل ما يمكن فعله من أجل الكشف عن مصير المطرانين، اللوبي المسيحي المشرقي تواصل مع كل الدول والأنظمة والأجهزة والسفارات من لبنان إلى آخر أقاصي الأرض. لم نترك باباً إلا وطرقناه، مع المعارضة السورية والنظام السوري والفرنسيين والأمريكيين والأتراك والقطريين، وأقمنا تظاهرات وألقينا خطباً وحركنا الدبلوماسية لكن عبثاً>، ثم يلفت إلى <أن هناك تحليلات خرجت لتقول: إن فصيلاً من المعارضة السورية الشيشانية قام باختطاف المطرانين، وهناك روايات أخرى كثيرة لكن لا شيء مؤكد، فالحقيقة هي أن أي شخص لم يرهما، ولم يفاوض بصورة جدية حولهما، كما أنه لا دليل على أنهما مقتولان، ومع هذا لم يُغلق ملف البحث عنهما وكأن مصيرهما يشبه مصير المسيحيين المعلقين في هذا الشرق الذين لم يدفنوا ولم يتمكنوا من الذهاب إلى دول لا حروب فيها>.
وعن التواصل مع اللواء إبراهيم يقول: <دائماً نتواصل مع اللواء إبراهيم وهو حمل هذا الملف منذ اليوم الأول ويتابعه متابعة دقيقة ويعتبره قضية وطنية بامتياز، خصوصاً وأن الاثنين هما مطرانان لكنائس متجذرة في لبنان. وقد حاور إبراهيم الأتراك والقطريين وكل الجهات المعنية وهو معبر باب الوى مكان اختطاف المطرانين شريكنا الدائم ولكن مع الأسف ليس هناك من شيء إيجابي في هذا الملف.
أما ما يُحكى عن خلاف داخل الكنيسة فقد نفى آفرام على الإطلاق كل هذه الادعاءات رغم كلام البعض عن خلاف سببه أن البعض لم يكن يحبذ أن يكون الكرسي الرسولي في دمشق، ولكن لا علاقة للأمر بعملية الخطف لا من قريب ولا من بعيد.
ويُبدي أفرام خشيته على وضع مسيحيي الشرق، ويقول: <عندما نسمع مدير المخابرات الفرنسي يقول: إن الشرق قد انتهى، وعندما أرى منظمات إرهابية أصبحت تمتلك مساحات وبلادًا تفوق مساحتها حجم البلدان والأنظمة، فمن المؤكد أنني أخشى على الوضع في المنطقة، وعندما أرى أن الإرهاب يدق أبواب بغداد والقاهرة وعرسال سأخشى على وضع المسيحيين، وعندما أرى أن 64 دولة متحالفة لم تتمكن من فعل أي شيء بالتأكيد سوف أخشى على كرامة الإنسان في هذا الشرق>. والأبرز بحسب آفرام <أن لا مسار للمسيحيين لا في لبنان ولا في الشرق، فهي معركة حريات وكرامة، ولا يستطيعون إنضاج حلول وحدهم، وأول من يجب أن يحارب هذا الإرهاب هم أهل السنة المعتدلين. كما أن المسيحيين في الشرق بحاجة إلى مظلات في الفكر والثقافة؛ لأن الإرهاب له بيئة تفخخ العقل قبل الجسد؛ ولذلك علينا جميعاً أن نتكاتف لاقتلاع هذا العدو الذي يتهددنا جميعاً>. وعن السبب الذي يكمن وراء خطف المسيحيين يُنْهِي حديثه بالقول: <لا أعرف إلى ماذا كان يهدف خطف المطرانَين، لكن لا شك أن هناك استهدافاً للتنوع في المنطقة واستضعافاً للمكوّن المسيحي الذي هو ليس طرفاً في الصراع القائم>.

شارك