وسط غموض موعد المفاوضات.. صفقة الإخوان والحوثيين تهدد التحالف
الأربعاء 11/نوفمبر/2015 - 05:25 م
طباعة

يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما كشفت قيادات المقاومة الشعبية عن صفقة بين الحوثيين والإخوان أدت إلى عدد من الهزائم، فيما ما زال الغموض يكتنف المفاوضات برعاية أممية.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، قُتل عدد من الميليشيات المتمردة في كمين نصبته المقاومة الشعبية في منطقة دمت وسط لطيران التحالف على معاقل الحوثيين والمخلوع صالح في العاصمة ولحج وتعز، فيما استجاب أبناء قبائل الضالع لدعوة الرئيس عبد ربه منصور هادي في دعم الجيش والمقاومة، لاستعادة مدينة دمت وإنهاء سيطرة الحوثيين نهائيًّا.
ورغم ضراوتها لم تسفر المواجهات التي دارت بين المقاومة الشعبية والمتمردين في مناطق بين دمت ومريس التي يقع بها معسكر "الصدرين" عن أي تقدم، فيما قتل نحو 5 من ميليشيات الحوثي وصالح، وأصيب آخرون في كمين نصبته المقاومة الشعبية بمنطقة بين دمت وقرية الحقب في الضالع.
وذكرت مصادر يمنية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي يشرف من خلال غرفة عمليات على تطورات المعارك في محافظة الضالع. وكان الرئيس قد دعا أبناءها للوقوف إلى جانب المقاومة الشعبية والجيش الوطني ومساندتهما في التصدي للميليشيات التي تحاول التقدم باتجاه مركز المحافظة.
طائرات التحالف العربي شنت غارات عدة استهدفت معاقل ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالع في المناطق الحدودية بين لحج وتعز جنوبي اليمن؛ حيث دارت اشتباكات بين المقاومة والمتمردين أسفرت عن مقتل 12 مسلحًا من الانقلابيين.
وقُتل 51 مدنيًّا بينهم أطفال في تعز خلال أسبوع بالقصف العشوائي للميليشيات؛ حيث تتواصل المواجهات العنيفة في المحافظة.
وفي مأرب، جدد الحوثيون قصف المجمع الحكومي في وسط المدينة بصورايخ الكاتيوشا منذ ساعات عدة.
وفي العاصمة صنعاء، سمع دوي انفجارات، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة إثر استهداف طيران التحالف العربي مخازن أسلحة تابعة لميليشيات الحوثي وصالح في جبل ظفار.
صفقة الإخوان والحوثيين

فيما اتهم العميد عيدروس الزبيدي، القيادي البارز في المقاومة الشعبية اليمني، حزب التجمع اليمني للإصلاح- فرع جماعة الإخوان- بإخلاء مواقعهم في مدينة "دمت" بمحافظة الضالع جنوب البلاد، لصالح مقاتلي جماعة أنصار الله "الحوثيين"؛ ما أدى إلى خسائر المقاومة الشعبية المدينة.
وقال الزبيدي: إن سقوط مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع بيد الحوثيين، وأتباع الرئيس السابق علي صالح، تم عبر صفقة بين حزب «التجمع اليمني للإصلاح» والحوثيين، انسحب على إثرها «الإصلاح» وأفسح المجال لسيطرة الجماعة على المدينة- بحسب ما ذكرته صحيفة الحياة اللندنية.
وقبل ثلاثة أيام، سقطت مدينة "دمت" في يد الحوثيين، وهو ما اعتبر التقدم الأبرز لهم في محافظات جنوب اليمن.
فيما أكد القيادي بالمقاومة الشعبية الشيخ ابن عشيم، أن جاهزية المقاومة عالية لأي معركة ضد ميليشيات الحوثي وصالح.
ودعا رجال المقاومة والقبائل في بيحان وعدن والضالع وأبين، وجميع المناطق إلى توحيد صفوفهم، والابتعاد عن الخلافات ليكون النصر حليفهم، ضد الميليشيات التي وصفها بـ«الهمجية والباغية والمحتلة للأرض».
ورأى مراقبون أن الحديث عن صفقة بين الإخوان والحوثيين تهدد عمل قوات التحالف ولجان المقاومة الشعبية على جبهات القتال، وهو ما وصفه بالتغير الميداني الذي يصب لصالح جماعة أنصار الله.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، قال نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء، خالد بحاح: إن "جنون" الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، كان سبباً لما يعانيه اليمن اليوم.
وأكد بحاح، في حديثه لبرنامج بصراحة على قناة "سكاي نيوز عربية"، أن صالح هو أحد صناع تنظيم القاعدة في اليمن.
وانقلب المخلوع صالح على المبادرة الخليجية التي كانت تضمن له خروجاً آمناً من السلطة، مستغلاً بوادر الأزمة السياسية بين الرئيس هادي والحوثيين في سبتمبر 2014، وتحالف مع المتمردين الحوثيين الذين فرضوا بالقوة سيطرتهم على العاصمة صنعاء، ثم وسعوا نفوذهم لمناطق أخرى في اليمن.
كما استغل الرئيس السابق نفوذه في المؤسسة العسكرية اليمنية، بعدما حرص أثناء فترة رئاسته على خلق ولاءات له داخلها، وقام بتعيين أقربائه ومعارفه في المناصب العليا، وسَهَّلَ ذلك مهمته في تجنيد قوات ومعدات وأسلحة لمحاربة شرعية الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي.
فيما لجأ الحوثيون إلى شن حملة اعتقالات واسعة لناشطين مناوئين لهم وتجار في العاصمة صنعاء، لم يخضعوا لابتزاز ميليشياتهم.
وأشارت مصادر إلى حملة اعتقالات شعواء شنتها الجماعة وسط العاصمة طالت عددًا من التجار، بحسب موقع "يمن برس".
وقام مسلحون ملثمون- رجحت المصادر انتماءهم لجماعة الحوثي- بحملة اعتقالات في منطقة تحرير بالعاصمة صنعاء٬ واستهدفت أصحاب محال صغيرة جوار برج الاتصالات.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه "لا حل عسكريًّا للصراع في اليمن"، داعياً كل الأطراف اليمنية للمشاركة في اجتماعات جنيف المقرر انطلاقها خلال نوفمبر الجاري برعاية أممية.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية (ASPA)، في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، بالعاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، بحضور رؤساء دول وحكومات وممثلين من ٣٣ دولة.
وتحدث بان كي مون في كلمته عن عدد من الأزمات التي تعاني منها المنطقة، ومنها الوضع في اليمن، وسوريا .
وفيما يتعلق باليمن قال الأمين العام للأمم المتحدة: "الوضع الإنساني يبقى مشكلة، فكثير من الضحايا الأبرياء المدنيين يسقطون".
وأضاف: "أناشد كل الأطراف أن يبذلوا كل ما في وسعهم ليخففوا المحنة الإنسانية لشعب اليمن، وأن يرفعوا المعاناة عن آلاف الأبرياء، وأشيد بهذا الصدد بالجهود الإنسانية للسعودية".
وبيّن أن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد "سيعقد مناقشات في سويسرا خلال الشهر الجاري حول عملية السلام في اليمن، وكل الأطراف تعهدت بالحضور"، مشيراً أنه من "المهم أن تحضر كل الأطراف، وأن يقدم الجميع الدعم السياسي".
ويلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد المتوقع وصوله اليوم إلى الرياض؛ من أجل بحث جدول أعمال المفاوضات المرتقبة مع الحوثيين وتحديد زمانها ومكانها.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عقد "اجتماعاً أول" مع هيئته الاستشارية، وأمر بتشكيل وفد الحكومة المفاوض من سبع شخصيات برئاسة مستشاره القيادي في حزب التنظيم الناصري عبدالملك المخلافي إلى جانب تشكيل لجنة فنية لدعم الوفد المفاوض مكونة من أربع شخصيات.
ولم يكشف الحوثيون وحلفاؤهم في صنعاء بعد عن أسماء الوفد الذي سيمثلهم في المفاوضات التي تقول الحكومة الشرعية إنها تهدف إلى وضع آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 بعد إذعان الجماعة والرئيس السابق علي صالح لتنفيذ القرار وإنهاء الانقلاب على الحكومة الشرعية.
المشهد الإقليمي

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، أكدت وكالة الأنباء القطرية، الأربعاء، أن جنديًّا قطريًّا قُتل أثناء قتاله في صفوف قوات التحالف الذي تقوده السعودية باليمن، وذلك في أول إعلان عن مقتل جندي قطري في الصراع اليمني.
وقالت الوكالة: "أعلنت القوات المسلحة القطرية اليوم عن استشهاد الجندي محمد حامد سليمان من القوات المسلحة القطرية، وذلك أثناء تأدية الواجب ضمن قوات التحالف العربية المشاركة في عملية إعادة الأمل في الجمهورية اليمنية الشقيقة".
وفقدت الإمارات والبحرين جنودًا خلال عملية إعادة الأمل في اليمن.
ولم يقدم بيان وكالة الأنباء القطرية تفاصيل اضافية عن ظروف مقتل سليمان. ونعى مسئولون قطريون الجندي؛ حيث كتب وزير الخارجية خالد بن محمد العطية عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "نهنئ أنفسنا وأهلنا في قطر باستشهاد أحد أبناء الوطن في اليمن". نقلًا عن وكالة رويترز.
وهي المرة الأولى التي يفاد فيها عن مقتل أحد الجنود القطريين في اليمن، علمًا أنه سبق أن أصيب جنديان بجروح.
وقطر هي إحدى الدول المشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ نهاية مارس ضد المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، دعمًا لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وكان مسئول قطري رفيع أكد في سبتمبر الماضي أن بلاده أرسلت ألف جندي إلى اليمن، وهم "مستعدون للقتال" إلى جانب قوات التحالف، ومزودون "بكل ما يلزم" لذلك.
المشهد اليمني
يعتقد المشهد اليمني، مع الحديث عن صفقة بين الحوثيين والإخوان أدى إلى هزائم للجان المقاومة الشعبية في عدد من جبهات محافظة الضالع جنوب اليمن، وهو ما اعتبره مراقبون تَغَيُّرًا لصالح الحوثيين، ويهدد تقدم قوات التحالف، فيما ما زال موعد انعقاد مفاوضات "جنيف2" بين الحوثيين والحكومة اليمنية غامضًا مع وصول المبعوث الأممي لليمن إسماعيل إلى الرياض لبحث موعد جولة المفاوضات.