محاولات دبلوماسية أممية لإنعاش الأزمة السورية.. والمعارضة ترفض بقاء الأسد
الأربعاء 11/نوفمبر/2015 - 11:24 م
طباعة


اجتماع فيينا الاخير
بالرغم من المحاولات الروسية المستمرة لدفع الحلول السياسية فى الأزمة الروسية قبل اجتماع فيينا القادم، والمقرر عقده السبت المقبل، إلا ان تشتت المعارضة السورية وعدم التوحد خلف الأفكار المطروحة، من شأنه تعقيد الأزمة، وهو ما برز من رفض عدد من فصائل المعارضة لمسودة وثيقة روسية لعملية تهدف لإنهاء الأزمة السورية، وسط اتهامات بطرح موسكو أفكار من شأنها دعم الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما ترفضه الفصائل المعارضة المدعومة من دول الخليج.
وتسعى الأطراف المعنية بالأزمة السورية تواجد ممثلين عن المعارضة السورية، واختيار وفد موحد يمثل المعارضة السورية التي من المقرر أن تشارك في مفاوضات بشأن عملية سياسية انتقالية، حيث من المقرر أن تقدم كل بلد لائحة أسماء ويتم بعد ذلك خفض عدد الأسماء إلى 20 أو 25 اسما سيتوزّعون على لجنتين، الأولى للإصلاح السياسي والثانية للأمن، وستعمل اللجنتين بإشراف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في إطار المقترحات التي قدمها للأمم المتحدة.

السلاح يؤرق الازمة السورية
وكشف دبلوماسي أوروبي في بيروت أن لجنة تحضيرية تضم مسؤولين من 9 دول ستبدأ الخميس بإعداد لوائح بأسماء المعارضين وكذلك لوائح أخرى تحدد المنظمات الإرهابية، مضيفا أنه سيتطرق إلى المسائل الإنسانية، موضحا أن الأمور لن تحل السبت، مؤكدا أنه لا يمكن حل نزاع 5 أعوام في يوم واحد.
أما المسودة الروسية فهي تتضمن عدد من الأفكار أبرزها بدء الحكومة السورية في عملية إصلاح دستوري تستغرق 18 شهرا تتبعها انتخابات رئاسية، ولم تستبعد مسودة الوثيقة مشاركة الأسد في انتخابات رئاسية مبكرة وهو شيء يقول خصومه إنه مستحيل إذا كان للسلام ان يسود.
من جانبه قال منذر أقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة إن الشعب السوري لم يقبل قط دكتاتورية الاسد ولن يقبل إعادة انتاجها أو صياغتها بأي شكل آخر، والروس يحاولون تكرار ما حدث في جنيف، في اشارة الى المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة وانهارت عام 2014.

روسيا وامريكا ومصالح مختلفة
وقال هادي البحرة عضو اللجنة السياسية في الائتلاف إن هناك عدم اتفاق على فكرة إجراء انتخابات تحت إشراف النظام الحالي وقال "كيف ستكون الانتخابات نزيهة والمواطنون داخل سوريا خائفون من قمع الاجهزة الأمنية للنظام؟"
وتتوافق هذه الأفكار، مه ما تطرحه الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجلس التعاون الخليجي وتركيا الذين يدعمون بقاء الأسد إنه يجب أن يتنحى الرئيس السوري حتى يكون هناك سلام.
من جانبه قال مصطفى العاني مدير قسم دراسات الدفاع والأمن بمركز الخليج للأبحاث أن الروس يحاولون التهرب من جنيف، ومن ثم فإنها مسألة بقاء الأسد خط أحمر بالنسبة لكل دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا أمر لن يكون محل تفاوض."
بينما أشار سعود حميد السبيعي رئيس لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى السعودي المعين بقوله "إن الاقتراح معيب لأنه لم يستبعد مشاركة الأسد في الانتخابات، والرئيس السوري يجب ألا يتمكن من ترشيح نفسه لأنه قتل مئات الآلاف من شعبه في الحرب، يجب ألا يعود، لا أعتقد أن هذا من مصلحة سوريا، لا أعتقد أن ذلك من مصلحة المنطقة، هذا فقط من مصلحة مجموعة صغيرة من الناس، أقلية صغيرة للغاية.
وفى هذا السياق قال ماثيو رايكروفت مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول ما إذا كان الاقتراح الروسي بفترة انتقالية مدتها 18 شهرا في سوريا طرح خلال مشاورات مغلقة للمجلس بقوله "لم يطرح الأمر خلال المشاورات."
أضاف "لكننا على دراية بالمقترحات الروسية وكنا على اتصال معهم ومع آخرين بخصوصها."

فصائل المعارضة ترفض بقاء الأسد
يأتي هذا فى الوقت الذى يتردد فيه تسريبات بشأن وعود قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأسد في موسكو الشهر الماضي بشان عدم الموافقة على أي مقترحات تعمل على ازاحته من السلطة، وهى رواية كررها دبلوماسيان جرى اطلاعهما على ما حدث خلال هذا الاجتماع ونقلا هذه المعلومات لرويترز.
إلا أن دبلوماسيا قال إن الروس أبدوا من قبل إحباطهم من الأسد لعدم قبوله إجراء اصلاحات سياسية محدودة وهو أمر تعتقد موسكو انه ضروري في إطار أي عملية سيا
وتتماشى هذه المعلومات، مع سبق وصرح به مسؤول سوري الأسبوع الماضي فكرة "مرحلة انتقالية" تؤدي إلى رحيل الأسد كما يسعى الغرب، وقال مصدر مقرب من دمشق إن الروس والإيرانيين متفقون على موضوع الالتزام تجاه الأسد مشيرا الى أن هذا الالتزام قاطع.
أضاف المصدر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم هذه التطمينات للأسد في موسكو الشهر الماضي في رواية كررها دبلوماسيان جرى اطلاعهما على ما حدث خلال هذا الاجتماع، إلا أن دبلوماسيا قال إن الروس أبدوا من قبل إحباطهم من الأسد لعدم قبوله إجراء إصلاحات سياسية محدودة وهو أمر تعتقد موسكو أنه ضروري في إطار أي عملية سياسية.
ويرى محللون أن بعض المسئولين السوريين أبدوا قلقهم قبل محادثات فيينا إزاء إبعاد دمشق عن العملية الدبلوماسية، وشاركت في المحادثات أكثر من عشر دول ليس بينها سوريا أو المعارضة، خاصة أن روسيا لديها أسباب كثيرة للتوصل لصفقة مع الغرب وأكبر ورقة في يد روسيا في الشرق الأوسط.