«داعش» يواصل التمدد.. ويسيطر علي قرى جديدة في سوريا

الأربعاء 13/أغسطس/2014 - 10:44 م
طباعة خريطة للمناطق الواقعة خريطة للمناطق الواقعة تحت سيطرة داعش
 
اشتعلت الحرب بين الفصائل المسلحة في ليبيا، وما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) عقب إعلان الأخير سيطرته علي قرى في شمال شرقي سورية، وهي"مناطق عسكرية"، تمثل أهمية كبيرة لمقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية .
ومنذ ظهوره في سوريا في ربيع العام 2013، لم يخف تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي كان يُعرف باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، سعيه الى التمدد وبسط سيطرته المطلقة على المناطق التي يتواجد فيها.
ووسع التنظيم في الأسابيع الماضية نفوذه في سوريا، وبات يسيطر بشكل شبه كامل على الرقة ومحافظة دير الزور (شرق) الحدوية مع العراق والغنية بالنفط.
فقد شهدت الحدود السورية - العراقية حركة نزوح كبيرة للأهالي في اتجاه مدينة البوكمال وريفها، بسبب الاشتباكات في محيط منطقة القائم العراقية على الحدود، وتم العثور على جثامين 30 شخصًا بينهم مقاتلون ومهربون ومدنيون في منطقة القائم، كانت قوات حرس الحدود العراقية اعتقلتهم في وقت سابق على الحدود وزجت بهم في مقر عسكري على الحدود وأعدمتهم عند انسحابها من المنطقة، وفقا لما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقامت قوة من «داعش» بقيادة «أمير البوكمال» صدام الجمل، القائد الثوري للجبهة الشرقية في هيئة الأركان لـ «الجيش الحر» سابقا، بالدخول من منطقة الكم في بادية البوكمال إلى منطقة القائم في العراق «وسط حالة ترقب في مدينة البوكمال، من أن تقوم قوات الدولة الإسلامية باقتحامها من منطقة القائم العراقية»، بحسب المرصد السوري.

التوسع في حلب

التوسع في حلب
التوسع في حلب
وفي مناطق الحدود السورية التركية، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطرته على بلدتي خشام وطابية جزيرة «منطقة عسكرية»، حيث طلب من الأهالي الخروج منهما «أعقبته حركة نزوح كبيرة للأهالي من المنطقة باتجاه المناطق المجاورة»، ذلك بعد سيطرة التنظيم على ريف دير الزور.
وإلى الغرب من دير الزور، دارت أمس مواجهات عنيفة بين مقاتلي «الدولة الإسلامية» ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة «في محيط قرية تل مضيق في ريف حلب الشرقي»، في وقت تجددت الاشتباكات العنيفة بين الدولة الإسلامية من جهة ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة "أخترين" عقب قصفها من قبل مقاتلي الدولة بقذائف الهاون، بحسب «المرصد» الذي تحدث أمس الأول عن سيطرة «داعش» على قريتين في ريف حلب الشمالي قرب حدود تركيا.
وقال المرصد إن التنظيم سيطر على قرى المسعودية والعزيزية ودويبق والغوز وبلدتي تركمان بارح وأخترين بريف حلب الشمالي الشرقي القريبة من الحدود التركية، موضحًا أن المعارك مستمرة للسيطرة على قرية جديدة هي أرشاف.
وكشفت تقارير إعلامية، أن تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر على ست قرى في شمال مدينة حلب، وأن أربعين قتيلا سقطوا في المعارك بين عناصر "الدولة الإسلامية" والمعارضة السورية.
وقالت شبكة «سمارت» إن ثمانية من تنظيم "داعش" قتلوا خلال اشتباكات مع «لواء جبهة الأكراد» في ريف حلب الشمالي، انتهت بسيطرة «جبهة الأكراد» على بلدة تل شعير، ذلك بالتزامن مع اشتباكات بين التنظيم وكتائب من «شمس الشمال» و «جيش الإسلام» مع وصول تعزيزات من الطرفين. وأشارت إلى أن «مواجهات عنيفة» تدور منذ أسبوع بين مقاتلين أكراد بما في ذلك «قوات حماية الشعب الكردي» ومقاتلي «داعش» غرب عين عرب (كوباني).
وكان تنظيم «الدولة»، بحسب «سمارت»، سيطر على قرى عبلة وتل جيجان وكسار وثلثانة وثلاثينة والباروزة في ريف حلب الشمالي «ذلك بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر سقط على إثرها قتلى من الطرفين». وتأتي أهمية القرى الست كونها تصل بين ريفي حلب الشمالي والشرقي، وهي قريبة من بلدة الراعي، على الحدود السورية – التركي، وأشارت «سمارت» إلى أن مقاتلي «داعش» استهدفوا بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون بلدة "أخترين" في الريف.
أفيد عن مقتل "الداعشي" "أبو البراء المغربي" خلال اشتباكات مع "الجيش الحر" في بلدة اخترين في ريف حلب الشمالي في سوريا.

الجماعات المسلحة في سوريا تبايع " داعش"

الجماعات المسلحة
الجماعات المسلحة في سوريا تبايع
ومع الانتصارات التي حقهها تنظيم (داعش) في سوريا والعراق، وفشل الفصائل المسلحة المقاتلة في سوريا في التوحد وهزيمة التنظيم، أعلنت مجموعات مقاتلة ضمن المعارضة السورية في بلدة الشحيل التي تعتبر معقلا لـ"جبهة النصرة" في شرق سوريا مبايعتها لـ"الدولة الاسلامية"، ولزعيمها أبو بكر البغدادي، والتبرؤ من الائتلاف السوري المعارض والجيش الحر، بحسب ما جاء في شريط مصور نشر على موقع يوتيوب.
ولم يصدر أي تعليق على البيان عن "جبهة النصرة" التي ينحدر عدد من قيادييها من بلدة الشحيل، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عناصر الجبهة يواصلون قتال "الدولة الاسلامية" في المنطقة.
"جيش الاسلام" أبرز الفصائل التي أعلنت المبايعة، ويقاتل في مناطق عدة من سوريا، علما بأن المبايعة اقتصرت على الشحيل، وأعلن مقاتلون وقياديون تحت لواء "جيش الاسلام" على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي رفضهم للمصالحة.
وأعلن "جيش الإسلام" التبرؤ من المجالس العسكرية والثورية وهيئة الأركان والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وقال المتحدث: قررنا إعلان البيعة للدولة الإسلامية ولخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي، علماً بأننا لسنا مسئولين عمن يخل أو يحاول الإخلال بهذا الاتفاق ومحاسبته إن أمكن.

اتهامات بتحالف مع الأسد

فهد المصري
فهد المصري
ووُجهت لـ(داعش) الاتهامات بأنها حليف الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الهجوم على كتائب المقاتلة في سوريا يأتي لدعم الجيش العربي السوري في مواجهات الحرب الدائرة مع الفصائل المسلحة
ويقول رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية حول سوريا في باريس، فهد المصري، مسئول الإعلام السابق للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر، الفصائل الثورية المسلحة هي من تقاتل داعش على الأرض، مؤكدًا على أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو صنيعة النظام السوري.
وتساءل المصري: "هل يمكن أن يكون تنظيم خارج عن القانون ويتلقى كل هذا الدعم المالي والعسكري ولا تكون له علاقة بأجهزة مخابراتية؟ كما أن مصارف وحسابات بنوك تلك الجماعات الدولية، واستلام ملايين الدولارات يوميا، ألا يتم ذلك عن طريق تسهيلات حكومة بشار الأسد؟"
 وتابع: "بحسب معلوماتنا الموثقة فإن 25% من داعش هي بالأساس عناصر أجهزة مخابراتية تابعة لكل من المخابرات السورية والإيرانية والروسية".
وأكد "المصري" أن دخول حزب الله على خط الأزمة السورية، كان بمثابة عامل جذب لتلك التيارات للخلاص منها على أرض سوريا، حيث إن العديد من الدول العربية والغربية سهلت دخول مواطنيها إلى بلادنا للخلاص منهم، مشيرًا إلى أن بعض المنشقين عن داعش وهموا أنهم يحاربون النظام السوري، وتفاجأوا على الأرض بمحاربة الجيش الحر".
ولفت المصري، إلى أن الجيش الحر الآن لا يتلقى دعمًا عسكريًا منذ قرابة 5 أشهر، مؤكدًا أن بعض الدول تدعم فصائل معينة على أرض سوريا، وهو ما تسبب في هروب المقاتلين نحو هذه الفصائل.
ويسيطر تنظيم (داعش) على مدينة الرقة وسيطرة نسبيه على دير الزور فضلا عن تواجد عناصر له في حلب، وهو ما علق عليه المصري قائلا: "ليسوا كثيرين لا يزيد أعداد التنظيم في سوريا عن عدة آلاف".

صراع مع النظام

قوات الجيش السوري
قوات الجيش السوري
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يستخدم شبكة من المراقبين أن معارك وقعت بين مقاتلي الدولة الإسلامية وقوات الجيش العربي السوري قرب المطار العسكري في الرقة وهو الموقع الوحيد الذي تسيطر عليه قوات الجيش السوري في المنطقة.
وذكر المرصد أن التنظيم نفذ عمليتي صلب في دير الزور الليلة الماضية مما يزيد عدد الأشخاص الذين أعدمهم التنظيم في الأيام القليلة الماضية إلى 27، بينما يشدد من قبضته على المنطقة الواقعة بشرق البلاد، وانسحبت جبهة النصرة الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا وجماعات إسلامية أخرى من المنطقة في يونيو.
و نفى البرلماني السوري شريف شحادة، أن يكون هناك أي علاقة بين الجيش العربي السوري وتنظيم داعش، حيث قال: "هذه تيارات راديكالية تكفيرية تتقاتل فيما بينها لأجل تحقيق مصالح والسيطرة على موانيء النفط وليس لأجل الوطن".
وشهد شهر يوليو قتل ما لا يقل عن 85 من جنود النظام السوري، عندما اقتحم تنظيم داعش الفرقة 17 في الرقة بعد حصارها، ونشر التنظيم صور إعدامهم المرعبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان بينهم ضباط برتب عالية.

داعش يرسم ملاحم دولته

قوات داعش والسيطرة
قوات داعش والسيطرة والتوسع
ويُبرز المشهد الآن سيطرة (داعش) بالفعل على مناطق كبيرة في شمال سوريا وشرقها، وسارعت وتيرة زحف مقاتلي التنظيم  منذ استيلائه على مدينة الموصل في العراق في يونيه، وإعلانه قيام خلافة في المناطق التي يسيطر عليها، في مسعى لإعادة ترسيم حدود منطقة الشرق الأوسط.
ويشدد التنظيم من قضبته على المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا بما في ذلك مدينة الرقة على نهر الفرات، والرقة هي قاعدة سلطة داعش في سوريا، الأمر الذي يؤكد أن (داعش) بدأ يرسم ملامح دولته ويدافع عنها، فما الذي تسوقُه الأيام المُقبلة؟ وهل يستمر التنظيم في تمدده، لرسم ملامح دولتِه المُعلن عنها؟

شارك