الجيش السوري يواصل تقدمه.. وموسكو تنتقد محاولات واشنطن في الأزمة السورية

الخميس 12/نوفمبر/2015 - 07:18 م
طباعة تقدم للجيش السوري تقدم للجيش السوري وسط دعم جوى روسي
 
الجيش السوري يتقدم
الجيش السوري يتقدم فى حلب
يواصل الجيش السوري تقدمه في الأيام الأخيرة، والحصول على مواقع عديدة كانت خاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية وفصائل المعارضة، في إطار الدعم الجوي الذي توفره الغارات الروسية، وتواجد عناصر إيرانية على أرض المعركة بريًا، وهو ما يسمح للجيش السوري بالتقدم نحو تحرير عدد من المواقع الحيوية، وانتزاع السيطرة على أمل إبعاد داعش والجماعات الإرهابية من المناطق التي كان يتم استخدامها لتنفيذ عمليات ضد الجيش السوري، ومحاولة حصار النظام السوري بقيادة بشار الأسد.
ونجح الجيش السوري اليوم في السيطرة على مدينة الحاضر في ريف حلب بشمال البلاد، في إطار خطة الجيش السوري للسيطرة على المنطقة الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة المسلحة، وفرَ مقاتلو المعارضة من المدينة بعد سيطرة الجيش السوري وحلفائه على المدينة بالكامل.
صحفيون أجانب يتفقدون
صحفيون أجانب يتفقدون تمركز القوات الروسية فى سوريا
ونقلت تقارير صحفية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن مدينة الحاضر كانت المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة في المنطقة الريفية بجنوب حلب، حيث بدأ هجوم كبير تشنه القوات الحكومية مدعومة بمقاتلي حزب الله الشهر الماضي، والإشارة إلى أن استعادة المدينة ستساعد الجيش السوري على التقدم نحو بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المحاصرتين الواقعتين إلى الغرب في محافظة إدلب.
ويرى محللون أن هجوم حلب يستهدف منطقة واسعة تقع إلى الجنوب من المدينة قرب الطريق السريع المتجه إلى دمشق، ويسعى الجيش وحلفاؤه الذين سيطروا بالفعل على عدة قرى وبلدات لاستعادة زمام المبادرة من مسلحي المعارضة.
يأتي هذا التقدم بعد أيام من  تحرير مطار كويرس بحلب ليكسر الحصار الذي فرضه عليها مسلحو تنظيم داعش منذ نحو عامين ويحرر عسكريين كانوا يتحصنون بداخلها.
وعلى صعيد الدعم الروسي في سوريا، وامداد وزارة الدفاع الروسية بكشف حساب عما تقوم به في سوريا،  أطلقت الوزارة جولة جديدة لمجموعة صحفيين أجانب في قاعدة حميميم، موضحًا  أن صحفيين من 12 دولة يشاركون في الجولة، وسيكون بإمكانهم متابعة العمل القتالي للطيارين الروس ومشاهدة إعداد الطائرات للطلعات القتالية وعمليات صيانة الطائرات، كما عرض العسكريون الروس على الصحفيين الأجانب لقطات فيديو صورتها كاميرات طائرات روسية بدون طيار تظهر نتائج الغارات الروسية على مواقع الإرهابيين في الأراضي السورية، ويرافق المجموعة التي تضم 50 صحفيا، المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف.
وأثارت زيارات الصحفيين الأجانب إلى قاعدة حميميم، تكهنات حول احتمال توجه الرئيس الروسي شخصيا إلى سوريا للقاء العسكريين الروس، علما بأنه سبق لبوتين أن قيم عاليا المستوى المهني للطيارين والشجاعة التي يبدونها في سياق العمليات القتالية بسوريا، معربا عن امتنانه العميق لهم.
من جانبه قال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يخطط في الوقت الراهن لزيارة مجموعة القوات الروسية في سوريا، ردا على ما طرحه البعض بشأن احتمال زيارة بوتين لقاعدة حميميم السورية قرب اللاذقية، حيث ترابط الطائرات الروسية المشاركة في عملية مكافحة الإرهاب بسوريا.
وتعد هذه الزيارة هي الثانية التي  تنظمها وزارة الدفاع لصحفيين أجانب منذ إطلاق العملية العسكرية الروسية في سوريا يوم 30 سبتمبر الماضي، إذ نظمت الجولة الأولى 22 أكتوبر الماضي.
فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين
وعلى صعيد الخطوات السياسية، أكدت موسكو أن واشنطن لم تنسق معها قبل بدء عمل اللجان الفرعية في فيينا حول سوريا، معتبرة الخطوة الأمريكية "فاشلة"، معلنة رفضها تقسيم المشاركين في مفاوضات فيينا إلى أساسيين وفرعيين، وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية  إن روسيا لا تقبل فرض حلول للأزمة السورية وخطوات أحادية الجانب في عملية التسوية.
ووصفت زاخاروفا خطوات واشنطن الخاصة بتشكيل لجان العمل الفرعية حول سوريا بأنها "تجربة فاشلة"، مشيرة إلى أن هذه اللجان لم تفترض مشاركة كل من إيران والعراق ولبنان وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، موضحة أن روسيا لا تدرك حتى الآن الصيغة التي تعمل بها هذه اللجان وأهدافها.
ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى "العمل المنسق على أساس التفاهمات المتفق عليها دون مثل هذه الخطوات الأحادية الجانب والمتسرعة" التي تضر العملية، كما شددت الدبلوماسية مجددًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن تحديد قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية.
أوضحت أنه لم تجر حتى الآن أي مشاورات دولية حول هذه المسألة قبيل اجتماع فيينا المقبل، وذلك على الرغم من أن روسيا طرحت هذه المسألة بقوة خلال اجتماع فيينا السابق، باعتبار أنها تمثل أحد العناصر المحورية في سياق عملية فيينا.
ماريا زاخاروفا
ماريا زاخاروفا
وسبق لموسكو أن توقعت أن يقدم جميع المشاركين في "مجموعة دعم سوريا"، بمن فيهم الولايات المتحدة، قوائم خاصة بهم بأسماء الفصائل المعارضة في سوريا والتنظيمات الإرهابية التي تنشط في البلاد، بغية تنسيق تلك القوائم خلال اجتماع فيينا.
وجددت زاخاروفا نفي موسكو لما نقلته وكالة "رويترز" قبل يومين حول تقديم روسيا "ورقة" باقتراحاتها قبيل اجتماع فيينا القادم، وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان أن تقرير "رويترز" حول "الورقة الروسية" الوهمية، لم تعكس على الإطلاق ما صرح به متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية للوكالة بهذا الشأن قبل نشر التقرير.
كشفت أن الوزارة أكدت في تعليقها لوكالة "رويترز" (والذي لم تنشره الوكالة) أن موسكو تجري مشاورات مع شركائها على أساس بيان جنيف الصادر في الـ30 من يونيه عام 2012، وتنطلق لدى التحضير للقاء فيينا من ضرورة التوصل إلى تفهم مشترك حول هوية الإرهابيين المقاتلين في سوريا وقائمة المعارضة السورية التي يمكن أن تشارك في المفاوضات مع دمشق.
كانت وكالة "رويترز" قد زعمت أن روسيا عرضت في "ورقتها" على الحكومة والمعارضة في سوريا إطلاق عملية إصلاح دستوري تستغرق 18 شهرًا ويجري بعدها انتخابات رئاسية، دون الإشارة إلى احتمال مشاركة الرئيس بشار الأسد في تلك الانتخابات.

شارك