لماذا يرفض الأسد وضع جدولًا زمنيًّا لإنهاء الأزمة السورية؟

الإثنين 16/نوفمبر/2015 - 02:43 م
طباعة لماذا يرفض الأسد
 
في أول رد فعل من نظام الرئيس السوري بشار الأسد على ما انتهى إليه اجتماع فيينا الأخير الذي عقد السبت الماضي، ووضع جدولًا زمنيًّا لإنهاء الأزمة السورية، المستعرة منذ نحو أربع سنوات، أعلنت الحكومة السورية وضع "جدول زمني" للعملية السياسية، في وقت استمرت طهران في دعمها نظام الأسد، وقالت إنه الأسد وحده هو من يقرر هل سيترشح أم لا في الانتخابات. 
وشهد اجتماع فيينا الذي عقد السبت الماضي تحديد جدول زمنى خاص بالمرحلة الانتقالية في سوريا، والتي تهدف إلى إنهاء الصراع السوري، وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري- في ختام اجتماعات فيينا، التي شاركت فيها الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وإيران ودولة الإمارات العربية والصين والجامعة العربية وغيرها- أنه تم الاتفاق على بدء المباحثات بين الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية في الأول من يناير المقبل.
لماذا يرفض الأسد
وأضاف كيري أنه فور التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة انتقالية، سيتم البدء في صياغة دستور جديد في غضون ستة شهور، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال ثمانية عشر شهرًا.
وفي حين، قال وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف: إن الحكومة السورية تقدمت بالفعل بأسماء من سيمثلها في المباحثات، قال وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر، في دمشق: إن الدخول في آليات التغيير وبنية التغيير مسئولية السوريين فقط، وليس مسموحاً لأحد أن يضع أجندات زمنية إن كان صديقاً أو عدواً، أو أن يقول ما الذي يجب أن يتغير أو يُغير في سوريا بالبنية والآليات، واجتماع فيينا أو غيره مطلوب منه أمر واحد هو تأمين الخيمة والمناخ الدولي لحوار السوريين، وما عدا ذلك هو حق للسوريين وواجب عليهم من دون أي طرف آخر.
لماذا يرفض الأسد
وربما يكون سبب الرفض السوري لبيان فيينا النهائي، مناورة سياسية من نظام الأسد لكسب عدد آخر من النقاط خلال عملية التفاوض، خاصة وأن البيان خرج دون أن يتحدث عن مصير الأسد رغم الحديث عن انتخابات رئاسية، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للتلفزيون الرسمي: "إن بعض المشاركين شدد على أن يتضمن النص استبعاد الأسد، لكن إيران لم تسمح بأن يتضمن البيان الختامي هذه الإشارة، فالأسد وحده من يقرر أن يترشح أم لا في الانتخابات؟ وأن الشعب السوري هو مَنْ يقرر التصويت له أم لا".
في السياق، قال مسئول أمريكي في البيت الأبيض: إن لقاء بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، تم على هامش قمة مجموعة العشرين التي تجري في منتجع أنطاليا التركي، واتفق الرئيسان على الحاجة إلى عملية انتقال سياسي يقودها السوريون تسبقها مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين المعارضة السورية والنظام إضافة إلى وقف لإطلاق النار.
لماذا يرفض الأسد
وأكد المسئول أن الرئيسين أجريا محادثات بَنَّاءة استمرت نحو 35 دقيقة، وقال: إن إيجاد حل للحرب في سوريا أمر إلزامي أصبح أكثر إلحاحًا بعد الهجمات الإرهابية المروعة في باريس، وأن أوباما رحب بجهود جميع الدول لمواجهة تنظيم داعش في سوريا، وسط شكوك غربية في أن التدخل الروسي في سوريا يهدف إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن مسئولًا كبيرًا في الكرملين، قال: إن الخلاف استمر بين روسيا والولايات المتحدة حول السبل التي يجب اللجوء إليها لمواجهة "داعش".
اللافت أن الأمم المتحدة ودولًا إقليمية تعكف حالياً على إنجاز المهمات الموكلة إليها من الدول الكبرى قبل اجتماع فيينا المرتقب منتصف الشهر المقبل؛ حيث تتضمن إعداد المنظمة الدولية خطة لوقف النار بوجود مراقبين دوليين وجمع ممثلي النظام والمعارضة قبل مطلع العام المقبل بعد اجتماع واسع للمعارضة، إضافة إلى إعداد الأردن قائمة بـ"التنظيمات الإرهابية" تضاف إلى "داعش" و"جبهة النصرة".
الحكومة الأردنية أكدت أنها وافقت على أن تقوم بتنسيق جهود وضع قائمة بالجماعات الإرهابية في سوريا، وقال وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة محمد المومني لصحيفة "الغد" الأردنية: إن ذلك يدل على "مكانة المملكة، واحترام الدول لقدراتها، وكفاءة أجهزتها العسكرية والأمنية".
لماذا يرفض الأسد
كما اعتبر أن الطلب من الأردن القيام بهذا الدور، يدلل على "علاقات الصداقة التي تربطه مع كافة دول العالم، وعلى وضوح رؤيته، بما يخص الحرب على الإرهاب، والشجاعة بالتعبير عن هذه الرؤية بقوة وصلابة".
وبخصوص تفاصيل الآلية التي سيتبعها الأردن في تنسيق الجهود لوضع هذه القائمة، اكتفى المومني بالقول: إن هذه التفاصيل "سيتم التعامل معها من قبل الأجهزة الأمنية المختصة، وبالتنسيق مع الدول التي تنسق بشأن سوريا".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد كشف عقب لقاء فيينا حول سوريا السبت عن توجه روسيا للأردن للمساعدة في وضع قائمة موحدة بالمنظمات الإرهابية ورفعها لمجلس الأمن للتصديق عليها، مشيرًا إلى تأسيس مركز إعلامي روسي في عمان لدعم جهود روسيا في مكافحة الإرهاب.

شارك