خسائر للحوثين في الضالع وتعز.. وهادي يتجه لتشكل حكومة جديدة
الأربعاء 18/نوفمبر/2015 - 04:20 م
طباعة

يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع عودة الرئيس اليمني إلى عدن للإشراف على عملية تحرير تعز، مع غموض الموقف حول المفاوضات والتي متوقع أن تنعقد في منتصف نوفمبر الجاري.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، ثلاث غارات على مخزن لصواريخ تابع لميليشيات الحوثي والمخلوع جنوب مطار تعز الدولي الواقع شرق المدينة.
فيما نجح الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، بدعم من التحالف العربي، في تطهير مديرية الشمايتين بمحافظة تعز من ميليشيات الحوثي وصالح، بالتزامن مع استمرار التقدم على جبهة مديرية الوازعية.
وأكدت مصادر عسكرية أن "مقاتلي المقاومة الشعبية نجحوا في إخراج الحوثيين وأتباع صالح من آخر قرية في مديرية الشمايتين.. قبل أن ينضموا إلى جبهة القتال في الوازعية"، بحسب سكاي نيوز.
وقال قائد ميداني في المقاومة: إن "المقاتلين الموالين للشرعية في محافظة تعز طهروا منطقة الشريرة العليا والسفلى، وهي آخر قرية في مديرية الشمايتين، بعد عملية نوعية ضد الحوثيين وأتباع صالح".
وبذلك، أحبطت المقاومة محاولات الميليشيات الوصول إلى منطقة التربة وقطع طريق الإمداد من عدن عبر لحج وصولا إلى تعز، بعد أن كانت دخلت الوازعية قبل أسابيع؛ بغية السيطرة على جبل راسن.
كما حققت المقاومة تقدماً نوعياً في مديرية "الوازعية"؛ حيث قامت بتطهير عدد من مناطقها من مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وسيطرت على مركز المديرية الشقيراء، وفقاً لمصادر ميدانية.
وتزامن التقدم الميداني مع غارات مكثفة شنتها طائرات التحالف، الذي تقوده السعودية، على تجمعات ومواقع الحوثيين وأتباع صالح في محافظة تعز، حيث قصفت مخزناً للأسلحة في مطار تعز الدولي.
واستهدف التحالف أيضاً، بحسب المصادر، المتمردين في منطقة ساحل العمودي بمدينة المخا الساحلية غربي تعز، في حين كثف من ضرباته على تجمعات ومواقع الميليشيات في مديرية بيحان في محافظة شبوة.
كما أكدت مصادر في المقاومة الشعبية،، سيطرة رجال المقاومة على آخر المواقع التي كانت في قبضة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح شمال محافظة الضالع جنوب العاصمة صنعاء.
وذكرت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، أن رجال المقاومة الشعبية سيطروا على آخر معاقل الحوثيين وقوات صالح في منطقتي يعييس والقهرة وجبل صولان بمديرية مريس، بعد مواجهات عنيفة دارت بين الطرفين. وأفادت بأن رجال المقاومة تقدموا باتجاه منطقتي العرفاف ونجد القرين، جنوب مديرية دمت لتحرير ما تبقى ما في قبضة الحوثيين وقوات صالح.
يأتي هذا التقدم النوعي يأتي غداة إطلاق الجيش الوطني والمقاومة، بدعم من التحالف، عملية واسعة لتحرير محافظة تعز، ووصول الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى عدن للإشراف على المعركة.
وأكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء أمس الثلاثاء، أن الحياة ستعود بشكلها الطبيعي إلى كافة المحافظات اليمنية وستتحرر المدن والمحافظات التي لا تزال في قبضة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي صالح.
وقال هادي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إن "كابوس الانقلاب سيندحر عن اليمن قريباً، وسينعم كافة أبناء الشعب اليمني من صعدة وحتى المهرة بالأمن والاستقرار والطمأنينة وستشهد اليمن نهضة عمرانية واقتصادية بتكاتف الرجال المخلصين من أبناء اليمن".
فيما أعلن التحالف العربي باليمن، على لسان المتحدث باسم قواته، العميد الركن أحمد عسيري، عن وصول قوة عسكرية بحرينية لعدن لدعم جهود الأمن في المدينة.
من جانب آخر، تواصل المقاومة الشعبية بمساندة قوات التحالف إنجازاتها على عدة جبهات في تعز، وكان آخرها طرد الميليشيات من منطقة الوازعية.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، شف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عن وجود طرح لتشكيل حكومة جديدة تستوعب ما يحدث من تطورات، وتتناسب مع طبيعة المرحلة.
وقال ياسين في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية نشرتها اليوم الأربعاء: إن عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن بداية لاستعادة الأمن وإعادة تأهيل مؤسسات الدولة.
وأفاد بأن "ميليشيات الحوثي وصالح لا تعترف إلا بوجودها كدولة داخل الدولة ولا تعترف بقرارات مجلس الأمن، وإنما بقوة السلاح".
وذكر ياسين أن "الدعم الإيراني هو الوحيد لهذه المجموعات"، مشيراً إلى أن "كل دول العالم باتت تعرف الصورة بشكل واضح، رغم تسويق علي صالح للأمر على أنه معركة ضد اليمن".
ورداً على سؤال عن "عرضٍ للرئيس السابق صالح للخروج من الأزمة"، قال: "هو يعرض تصعيد الأزمة ويضاعف من قوة الحرب، وقد ظهر في السفارة الروسية باليمن، ويريد إدخال البلاد في دوامة حتى نصل إلى ما هو حاصل في سوريا، وإطالة أمد الأزمة، واستنزاف الجميع، ويعمل ضد قرارات الأمم المتحدة وأن يجعل اليمن منطقة غير مستقرة لسنوات كثيرة".
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، صباح، اليوم الأربعاء، إلى طهران.
ووفقاً لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، فإنه من المقرر أن يلتقي ولد الشيخ خلال زيارته لطهران وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، ومساعده للشئون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، لبحث آخر التطورات في اليمن.
وكان ولد الشيخ أحمد قد أجرى اتصالًا هاتفيًّا مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والإفريقية حسين أميرعبداللهيان مساء أمس الثلاثاء، أكد الجانبان عبره أن الحل الأوحد لمعالجة الأزمة اليمنية يتمثل بالحوار اليمني– اليمني.
وأشاد أميرعبداللهيان خلال الاتصال، بالجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مشددًا على مواجهة اليمن كارثة إنسانية واسعة النطاق، معتبرًا في الوقت ذاته وقف العدوان والتركيز على الحل السياسي، أمرين بغاية الضرورة والأهمية.
المشهد اليمني
عودة الرئيس اليمني إلى عدن مع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية بدعم من التحالف، في ظل تأكيد وزير الخارجية رياض ياسين على تهرب الحوثيين من الجلوس على مائدة التفاوضات- يشير إلى أن الأمور تسير إلى الحسم العسكري، مع غموض مصير الحل التفاوضي.