موسكو تُصعد من هجماتها على "داعش" .. وبدء تجفيف منابع تمويل الارهاب

الأربعاء 18/نوفمبر/2015 - 09:48 م
طباعة موسكو تُصعد من هجماتها
 
في إطار التصعيد الروسي ضد تنظم داعش الارهابي، بعد تورطه في اسقاط الطائرة الروسية في سيناء الشهر الماضي، صعد الجيش الروسي م عملياته في سوريا لملاحقة عناصر ومعاقل تنظيم داعش، واستخدام المقاتلات الحربية وقاذفات الصواريخ في تدمير عدد من معاقل التنظيم، وتدمير أكثر من 500 صهريج محملة بالنفط تابعة لـ"داعش" كانت متجهة من سوريا الى العراق.
وهو ما أكده رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية  الفريق الأول أندريه كارتابولوف من استهداف الشاحنات وتدميرها ، خاصة وان التنظيم  كان يقوم بنقل النفط من سوريا الى العراق لتكريره، والاشارة إلى بدء المقاتلات الروسية في صيد ناقلات النفط التابعة للتنظيم الإرهابي، خاصة وان تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الارهابية نجح في الأعوام الأخيرة بالمناطق الخاضعة له بإنشاء ما يسمى بـ"أنبوب النفط على الإطارات"، وهناك مئات الشاحنات التى  تنقل آلاف أطنان النفط الى من سوريا الى العراق لتكريره، ما يعتبر أحد موارد التمويل الأساسية للتنظيم الإرهابي.
وأطلع رئيس إدارة العمليات الصحفيين على صور تبين مئات شاحنات النفط متوقفة ضمن قافلة استعدادا للانطلاق، معتبرا تدمير نحو 500 شاحنة بأنه "خفض بشكل كبير إمكانيات المسلحين في التصدير غير الشرعي لمشتقات النفط، وبالتالي دخلهم من تهريب النفط".

موسكو تُصعد من هجماتها
ويري محللون أن هذه الخطوة الروسية تأت في إطار فضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب بتصريحاته عن وجود صور للأقمار الصناعية الروسية التي تظهر اصطفاف صهاريج النفط على مد البصر، وهو ما اعلنه على الملأ في ختام قمة العشرين في أنطاليا وقدم لنظرائه معلومات عن قنوات تمويل الإرهاب وعرض عليهم صورا فضائية تظهر أبعاد اتجار داعش بالنفط، حتى باشر التحالف بقيادة واشنطن بتكثيف البيانات والتصريحات عن ضرورة قطع شريان الحياة لـ "داعش".
وبعد إعلان لوزارة الدفاع الروسية مرفق بشريط فيديو عن استهداف المقاتلات الروسية في سوريا لـ 500 صهريج محملة بالنفط تابعة لـ"داعش" كانت متجهة من سوريا الى العراق، تسابقت واشنطن مع الزمن لتوزيع البيانات والتصريحات لتفاخر بإنجازاتها ضد داعش ومصادر تمويله.

موسكو تُصعد من هجماتها
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده ستواصل حملتها لمنع تهريب تنظيم "داعش" للنفط الذي يستخدمه لتمويل نفسه، والاشارة إلى أن هنا تدما كبيرا حصل في الآونة الأخيرة في حرب التحالف على "داعش".
وكشفت تقارير لوزارة الدفاع الأمريكية إن مقاتلات التحالف استهدفت 116 عربة صهريج في وقت سابق من الأسبوع الماضي، علما أن مثل هذه الأهداف كان التحالف الذي تقوده واشنطن يعتبرها خارج نطاق ضرباته، وسط تأكيد من الجانب الأمريكي بضرورة عدم التأخر في تبادل المعلومات الاستخبارية بين الدول فيما يتعلق بـ "داعش" والإرهاب، وذلك من أجل "التحرك والتعاون لدحر تنظيم داعش"، كما قال.
يأتى ذلك في الوقت الذى بدأت فيه قاذفات بعيدة المدى تضرب "داعش" في محافظات الرقة ودير الزور وحلب وإدلب، مع قيام سلاح الجو الروسي بشن سلسلة غارات على مواقع داعش في محافظات الرقة ودير الزور وحلب وإدلب السورية.
وقامت مجموعة من قاذفات بعيدة المدى نفذت غارات على مواقع داعش  في محافظتي الرقة ودير الزور، مستهدفة مستودعات الذخائر والأسلحة والمعدات العسكرية ومخيمات تدريب المسلحين، فضلا عن مصانع خاصة بإنتاج المتفجرات، بعد ما أطلقت الطائرات حاملات الصواريخ الاستراتيجية 12 صاروخا إلى مواقع "الدولة الإسلامية" في محافظتي حلب وإدلب.
وتمت الاشارة إلى أن الضربات الروسية أدت إلى تدمير 149 موقعا لداعش منها 3 مراكز تابعة للقيادة العسكرية ومستودعا ذخائر ومخيم لتدريب المسلحين.
كذلك كثفت المقاتلات الفرنسية ضرباتها لمواقع تنظيم داعش في سوريا منذ وقوع هجمات باريس قبل أيام، الطائرات الفرنسية تستخدم مطارين عسكريين في المنطقة، الأول في الأردن والثاني في الإمارات.

موسكو تُصعد من هجماتها
ومع اشتداد الغارات على معاقل داعش، تداولت تقارير تتفيد ببدء عشرات عوائل قيادات وعناصر تنظيم "داعش"، معظمهم من جنسيات عربية وأجنبية، بالهروب من مدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا، وأن العوائل النازحة توجهت إلى مدينة الموصل العراقية باعتبار أن الرقة لم تعد آمنة، والموصل أكثر أمنا.
حيث تشهد مدينة الرقة وريفها منذ ثلاثة أيام قصفاً جويا عنيفا تشنه طائرات حربية فرنسية وروسية مستهدفة مناطق في المدينة ومحيطها، في ضوء تأكيدات بأن 33 عنصرا على الأقل من تنظيم "الدولة الإسلامية" قتلوا في غارات فرنسية وروسية استهدفت مدينة الرقة ومحيطها، خلال ثلاثة أيام، حيث تشن الطائرات الحربية الفرنسية منذ مساء الأحد غارات كثيفة تستهدف مواقع "داعش" في الرقة، وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن عشر طائرات حربية شنت غارات جديدة في الرقة.
وقررت فرنسا تكثيف غاراتها في سوريا إثر هجمات باريس الجمعة التي تبناها تنظيم داعش، بينما تشن موسكو غارات على مواقع الإرهابيين في الرقة منذ 30 سبتمبر.

موسكو تُصعد من هجماتها
وبدأت عدد من العواصم الغربية في التضام مع الموقف الروسي في محاربة داعش، والبحث عن استراتيجية دولية لمواجهة خطر التنظيم الارهابي، وهو ما برز في تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين شيفير الذى أشار إلى أن برلين تعتبر روسيا شريكا مهما في مكافحة "داعش" بسوريا.
أوضح أن روسيا تعتبر شريكا مهما جدا، ولربما حتى محوري، في هذه المسائل، معربا عن ترحيب ألمانيا بالتقارب الفرنسي الروسي لمحاربة "داعش"، وأي توسيع للإئتلاف الموجه لمحاربة الإرهاب، معتبرا انه كلما كان الإئتلاف الذي يحارب داعش أوسع، وكلما كانت أهدافه أكثر اتساقا وأكثر وضوحا، كان ذلك أفضل".
هذه التصريحات بعد ساعات من اتفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ا على التنسيق العسكري في سياق عمليات روسيا وفرنسا في سوريا ضد التنظيمات الإرهابية، ومطالبة القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية بسوريا إلى تنسيق ضرباتها الجوية والبحرية مع نظيرتها الفرنسية المتواجدة بالمنطقة.

شارك