أحداث باريس الارهابية تغير الاستراتيجية الغربية في مكافحة خطر داعش
الخميس 19/نوفمبر/2015 - 06:17 م
طباعة


حصار غربي لخطر داعش
غيرت أحداث باريس الارهابية الأخيرة من استراتيجية الغرب في التعامل مع خطر الجماعات الارهابية، والبحث عن وسائل جديدة لاستهداف معاقل التنظيم الارهابي في سوريا وملاحقة العناصر التابعة للتنظيم في مختلف العواصم الغربية، والتأكيد على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية، وتغير موقف الشارع البريطاني من حيث تصاعد نسبة الموافقة على شن غارات جوية على معاقل التنظيم الارهابي، وكذلك استعداد هولندا للمشاركة في التحالف لضرب معاقل داعش، بعد أن اقترب الخطر للشارع الهولندي والمجتمع الاوربي مؤخرا.
من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن هناك ضرورة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، والأمر قد يتطلب بضعة شهور حتى تقبل روسيا وايران والنظام الحاكم في سوريا بأنه لن تكون هناك نهاية للحرب الأهلية في سوريا، مع ضرورة أن تكون التسوية السياسة بعيدا عن بقاء بشار الأسد فى السلطة.

تنامى عددا لغارات الجوية لمعاقل داعش
أوضح أوباما إن موسكو وطهران تعتبران تنظيم داعش "خطرا حقيقيا" لكن جهود موسكو في سوريا تهدف الى دعم الأسد، مضيفا بقوله "القول الفصل هو أنني لا أرى موقفا يمكننا فيه انهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة، ما نفعله مع أعضاء تحالفنا هو ادراك أن الأمر قد يتطلب بضعة شهور إلى أن يعرف الروس والإيرانيون وبصراحة بعض الأعضاء في الحكومة السورية والنخبة الحاكمة داخل النظام هذا الأمر."
يأتي ذلك في الوقت الذى أكد فيه الجيش الأمريكي إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نفذ 19 ضربة جوية ضد تنظيم داعش في العراق مستهدفا التنظيم قرب كركوك وكيسيك والموصل والرمادي وسنجار، وأن قوة الضربات تركزت قرب كيسيك حيث أصابت ست ضربات وحدات تكتيكية ودمرت أيضا مخابئ أسلحة ومواقع قتالية ومركبات ومدفعا آليا ثقيلا، كما استهدف التحالف التنظيم في سوريا بثماني ضربات بينها أربع ضربات أصابت وحدات تكتيكية ودمرت مباني قرب الحسكة. وأصابت ضربة قرب الرقة منشأة تخزين.

مارك روته رئيس الوزراء الهولندي
من ناحية أخري ومع تزايد المخاوف الأوروبية من قيام تنظيم داعش بتنفيذ عمليات ارهابية جديدة، أظهر استطلاع للرأي أن نحو ثلثي البريطانيين يؤيدون نشر جنود بريطانيين على الأرض لمحاربة تنظيم داعش، وأوضح الاستطلاع الذي أعدته مؤسسة كوم ريس لصالح صحيفة ديلي ميل أن عددا مماثلا يدعم أيضا شن ضربات جوية في سوريا.
ويري مراقبون انه من الممكن أن تعطي قوة مشاعر العامة المناهضة لتنظيم داعش ثقلا لحملة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لتوسعة نطاق الضربات الجوية البريطانية ضد التنظيم الارهابي لتشمل سوريا.
وعلى خلاف فرنسا والولايات المتحدة تشن بريطانيا ضربات جوية تستهدف داعش في العراق فقط بعد أن فشل كاميرون في الحصول على تأييد البرلمان لخطته لقصف قوات الرئيس السوري بشار الأسد عام 2013.

الرئيس الأمريكي باراك اوباما
ويؤيد 60 % ممن استطلعت آراؤهم وعددهم 1061 أن تنفذ بريطانيا ضربات جوية في سوريا بينما يوافق 59 في المئة على أن تقاتل قوات برية بريطانية مع حلفاء في حرب برية ضد داعش، وعبر 68 في المئة من المشاركين عن دعمهم لإرسال الأمم المتحدة قوات برية لمحاربة التنظيم، إلا أن 35 % قالوا إن احتمال أن تتعرض بريطانيا لهجوم إرهابي سيزداد إذا قامت بعمل عسكري ضد تنظيم داعش.
كان كاميرون قد قال إنه سينشر "استراتيجية شاملة" للتعامل مع داعش تشمل قصف سوريا قبل نهاية نوفمبر الجاري .
وبحث الاستطلاع أيضا موقف الشعب البريطاني من الهجرة والاتحاد الأوروبي في ضوء هجمات باريس، وأيد 55 % رفض دخول اللاجئين الوافدين من سوريا إلى المملكة المتحدة بينما عبر 79 % عن موافقتهم على إغلاق الحدود بين كل الدول الأوروبية بحيث يتعين خضوع الجميع لإجراءات مراقبة الحدود.
على الجانب الاخر أكد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن بلاده التي تشارك ضمن تحالف تقوده الولايات المتحدة لضرب تنظيم داعش في العراق "تدرس بجدية" الانضمام للعمليات الجوية في سوريا، موضحا فى كلمته أما م البرلمان الهولندي فى إطار مناقشة تداعيات هجمات باريس الأخيرة أن الحكومة تقوم ببحث الأمر لاتخذا قرار فى هذا الشأن.
يأتي هذا التطور بعد ان سبق وأعلنت هولندا في سبتمبر الماضي أنها ستساهم بطائرة مقاتلة من نوع إف-16 في قتال داعش، بالرغم من تصريحات وزيرة الدفاع جينين هنيس بلاشيرت إنه لا أساس قانونيا للقصف في سوريا، إلا أن ساشا لوفهوف المتحدثة باسم وزارة الدفاع "إن الأساس القانوني موجود الآن، فمن الناحية القانونية لم يعد هناك عائق."
أشار بقوله لأعضاء البرلمان "إننا ندرس بجدية النظر في المساهمة التي قد نقدمها على الجانب السوري من الحدود".