بحاح في مآرب .. وغموض في مؤتمر "جنيف 2"

الأحد 22/نوفمبر/2015 - 08:14 م
طباعة بحاح في مآرب .. وغموض
 
يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع زيارة نائب الرئيس اليمين  ورئيس الحكومة خالد بحاح الي مآرب للوقف علي العمليات العسكرية  متوعدا بتحرير صنعاء قريبا.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، شددت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة مريس بمحافظة الضالع أمس السبت، حصارها على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية المنتشرة في محيط مديرية دمت، لمنع تسلل المليشيا الانقلابية والجماعات الإرهابية إلى المنطقة.
ووفقاً للوكالة اليمنية للأنباء (سبأ)، يأتي هذا الحصار الذي تقوم به قوات الجيش الوطني والمقاومة بعد وصول تعزيزات جديدة من محافظة الضالع، استعداداً لتحرير مناطق مديرية دمت ووقف القصف العشوائي التي تقوم به الميليشيا الانقلابية على مديرية قعطبة بمحافظة الضالع ومديرية النادرة بمحافظة إب، وكذلك الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيا ضد المدنيين العزل.
ونفذت قوات الجيش والمقاومة أمس السبت هجوماً واسعاً على مواقع الميليشيا الانقلابية في ذي العبد والذاري بجبل مضرح، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات.
وبعد استعادة القوات الموالية للشرعية السيطرة على منطقة الشريجة في محافظة لحج، انتقلت القوات إلى الجبال الواقعة شمالها والتابعة لمحافظة تعز، لتصبح مدينة الراهدة القريبة هي الهدف التالي لهؤلاء المقاتلين.
ويسهل الانتقال عبر هذه المسارات الجبلية الوعرة على مقاتلي المقاومة الشعبية الالتفاف على ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في مداخل الراهدة. كما أن الوصول إلى قمة هذه المرتفعات سيضمن تأمين أي تعزيزات تمر عبر الطريق الرابطة بين الشريجة والراهدة.
وبحسب مصادر عسكرية فإن قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعومين من التحالف دفعت بتعزيزات عسكرية إلى أطراف الراهدة، بغرض السيطرة عليها، لتكون ثاني مديرية بعد الوازعية تعود إلى أحضان الشرعية.
كانت المقاومة الشعبية في اليمن قد تقدمت في جبهة مريس بالضالع، وسيطرت على مواقع جديدة بعد معارك عنيفة خاضتها مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وأكدت مصادر المقاومة أن عناصرها دمروا آليات عسكرية تابعة للميليشيات واستولوا على كمية من الأسلحة.
وفي محيط الراهدة أبرز معاقل الانقلابيين جنوب غربي تعز، نقلت المقاومة الشعبية معركتَها مع الميليشيات بدعم من قوات التحالف لما تمثله هذه المنطقة من أهمية استراتيجية كبيرة.
في غضون ذلك فتحت في صنعاء جبهة جديدة في منطقة بني ظبيان التابعة لقبائل الخَوْلان شرق العاصمة، حيث تصد رجال القبائل لتعزيزات عسكرية كانت ميليشيات الحوثي وصالح أرسلتها للالتفاف على مأرب من الجهة الجنوبية الشرقية لصنعاء.
من جانبها أكدت مصادر قبلية "للحدث" أن قبيلة بني ظبيان التي يقودها محافظ صنعاء عبدالقوي الشُرَيف صدت تعزيزات الميليشيات وخاضعت اشتباكات معها في الليلة الماضية في حين رفضت بقية قبائل خولان السماح للقائد الميداني الحوثي أبوعلي الحاكم التواجد في مناطقها، كما رفضت طلبا له السماح بمرور الميليشيات بمناطقها وتعد هذه أقرب جبهة تفتح من العاصمة صنعاء.
بدورها قصفت المدفعية السعودية، مساء أمس السبت، مدينة حرض وحجة والملاحيط في اليمن. واستهدف القصف موقعاً للحوثيين في منطقة المزرق يقوده عبدالقادر الحوثي (شقيق زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي)، ولكن لم يُعرف مصيره ومن معه من القيادات.
 وكانت القوات السعودية قد تمكنت من تدمير آليات عسكرية وقتل 70 من مسلحي الحوثيين على الحدود أول من أمس، فيما قضت طائرات «الأباتشي» على من حاول الفرار في اتجاه مرتفعات رازح والحثيرة التابعة لمحافظة الموسم السعودية. واعتبر المصدر أن تجاوز عقدة ألغام الحوثيين، والتي منعت تقدم الجيش طيلة اليومين الماضيين، يعد إنجازاً كبيراً، متوقعا معركة فاصلة في مدينة الراهدة التي تبعد أربعين كيلومتر جنوب تعز أو الدمنة، وفي المناطق التي تقع قبل مطار تعز الذي يتحصن فيه الحوثيون بكثافة خوفا من عمليات إنزال قوات جوية.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
ياتي ذلك مع وصول وصل خالد بحاح نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، إلى محافظة مأرب قادما من أبوظبي، في أول زيارة لمسؤول يمني رفيع إلى هذه المدينة منذ استعادة السلطات الشرعية السيطرة الكاملة عليها.
ووصل بحاح إلى منطقة "صافر" جنوب شرق المحافظة، يرافقه وزيرا الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح، والشؤون القانونية الدكتور محمد المخلافي.
واجتمع  نائب الرئيس خالد بحاح بقيادة السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الثالثة وقادة المقاومة واللجنة الأمنية للاطلاع على الأوضاع العسكرية في مأرب، ومن المقرر أن يتوجه بعدها لزيارة عدد من المواقع العسكرية التابعة للجيش الوطني وقوات التحالف العربي المرابطة في منطقة صافر ومواقع أخرى.
وقال خالد بحاح إن بعض وزراء حكومته سيمارسون اعمالهم من محافظة مأرب.
وقال مراسل "المصدر أونلاين" إن بحاح تحدث عن بعض المهام التي ستقوم بها الحكومة خلال الفترة المقبلة، وفي مقدمتها إعادة الأمن إلى المدن المحررة من ميليشيا الحوثي وقوات صالح.
وقال بحاح في كلمته "إننا اليوم هنا في مارب وقريباً سنكون في صنعاء"، مضيفا  " مهمتي التنقل في المحافظات ووزراء من الحكومة سيقيمون هنا لممارسة مهامهم من مأرب".
ولفت بحاح إلى ان حكومته لم تكن تهدف إلى الدخول في حرب مع الحوثيين وقوات صالح، وانها كانت تهدف للسلام، إلا ان الميليشيا هي من جعلت الحرب أولوية لإنهاء تمردهم.
وتابع "نحن جاهزون لأي مفاوضات وسلام مع الانقلابيين متى ما كان لديهم النية الصادقة للانصياع لقرار مجلس الأمن".
وتعد هذه المرة الأولى التي يصل فيها رئيس الحكومة إلى محافظة مأرب، منذ تحريرها من قبضة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح مطلع الشهر الماضي.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وفيما يتعلق بمؤتمر "جنيف 2"، قال مستشار الرئيس اليمني محمد العامري "حتى الآن لم نتفق على أجندة المحادثات في جنيف التي ستطرح من الطرف الآخر لكن في نفس الوقت الحكومة الشرعية وضعت تصورها ويبدو أن الانقلابيين ليسوا جادين لأنهم أتوا بتصور مختلف عن تراتبية القرار 2216 وأخبرنا المبعوث الأممي بأن استجابتنا للذهاب إلى جنيف مبنية على أن الحوثين أعلنوا التزامهم بالقرار وإذا كانوا صادقين فمن المفترض أن نتفق على جدول النقاش قبل الذهاب إلى هناك".
وأضاف بأن الحكومة اليمنية أعطت جدول محادثاتها إلى ولد الشيخ الذي ذهب بدوره إلى إيران لعرضها عليهم مشيراً بأنهم في انتظار رد المبعوث الأممي على ما يتم في هذا الصدد، موضحاً بأن الحكومة الشرعية مستعدة للذهاب في أي لحظة لكن على الطرف الآخر الموافقة مبيناً بأن الانقلابيين كلما اشتد عليهم الخناق أبدوا تجاوباً.
وكانت جماعة الحوثي قد اعلنت امس السبت، أنها ستتجه إلى سلطنة عمان للقاء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعد حصولها على موافقة الأمم المتحدة حول ملاحظاتها حول حوار سويسرا.
وفي بيان نشره المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام على صفحته الخاصة في فيس بوك، اليوم السبت، أشار إلى أن الأمم المتحدة ردت إيجابياً حول الملاحظات التي وضعوها على مسودة وأجندة الحوار، بالإضافة إلى طلب الأمم المتحدة مناقشة النقاط المختلف عليها للوصول إلى حوار سيعقد في المرحلة المقبلة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.

شارك