اليمن اتهامات للإخوان بالتخاذل.. ووفد من قبائل مآرب في الإمارات
الإثنين 23/نوفمبر/2015 - 04:48 م
طباعة

يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع زيارة وفد من قبائل مأرب إلى دولة الإمارات وسط اتهامات لجماعة الإخوان بالتخاذل في معارك تعز.
الوضع الميداني

شن طيران التحالف العربي٬ فجر اليوم الاثنين٬ سلسلة غارات على معسكر الدفاع الجوي بضلاع همدان شمال العاصمة صنعاء.
وهزت انفجارات عنيفة شمال العاصمة٬ جراء قصف طيران التحالف لموقع "الغوش"؛ حيث يتمركز اللواء 140 دفاع جوي بمنطقة ضلاع شمال العاصمة صنعاء.
وتجددت الاشتباكات اليوم الاثنين، بين القوات الشرعية من جهة والمتمردين الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح في محافظة مأرب، شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، في حين وصلت تعزيزات لقوات الشرعية، المتمركزة في تعز جنوبي البلاد.
ووفقاً لموقع قناة "سكاي نيوز عربية" تجددت الاشتباكات بين القوات الموالية والمتمردين في منطقة صرواح غربي محافظة مأرب، التي يقوم نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، بزيارتها هذه الأيام.
واندلعت هذه الاشتباكات إثر سعي قوات الشرعية التقدم نحو مركز مديرية صرواح، التي تشهد اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والمتمردين.
في غضون ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية قادمة من قاعدة العند الجوية إلى الخط الواصل بين الشريجة والراهدة بمحافظة تعز؛ لتقوية جبهات القتال لدى القوات الموالية للشرعية هناك.
وفي تطور آخر، قصفت قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني بالدبابات وصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون تجمعات للحوثيين وميليشيات المخلوع في التلال الواقعة جنوب مديرية الراهدة، في تعز.
وأسفرت الاشتباكات أسفرت عن مقتل وجرح عدد من المسلحين في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح، لم يتم تحديد عددهم على الفور.
كما اندلعت اشتباكات كثيفة صباح اليوم الاثنين، عقب هجوم نفذته المقاومة الشعبية على مواقع ميليشيا الحوثي وصالح بمحافظة البيضاء جنوب شرقي اليمن.
وقال مصدر محلي لموقع "المصدر أونلاين" الإخباري: إن المقاومة شنت هجوماً على مواقع ميليشيا الحوثي وصالح في جبال جميدة بمنطقة قيفة برداع، واندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة.
وكان رجال المقاومة هاجموا مساء أمس مواقع الميليشيات في تبة المجاري ومواقع دار النجد ونقاط الحزام الأمني التابعة للمليشيات في المدخل الشمال الشرقي لمدينة رداع.
فيما قصفت المدفعية السعودية مساء أمس الأحد مدينة حرض وحجة والملاحيط في اليمن، وطاول القصف موقعاً للحوثيين في منطقة المزرق يقوده أخو زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي عبدالقادر الحوثي، لكن لم يُعرف مصيره ومن معه من القيادات.
وأوضحت مصادر أن الحوثي حضر الاجتماع مع قادة للجماعة في المزرق، بعد تناقص أعداد المقاتلين على الحدود السعودية وهرب المتبقين من مواقع القتال.
ووفقاً لموقع "يمن برس" يجنّد الحوثيون أفارقة بعد إغرائهم بالمال، ويتم تدريبهم قرب جبل في اتجاه شفر شرق الطريق العام المؤدي إلى الحديدة.
وتمكنت القوات السعودية من تدمير آليات عسكرية وقتل 70 من مسلحي الحوثيين على الحدود أول من أمس، فيما قضت طائرات الأباتشي على من حاول الفرار في اتجاه مرتفعات رازح والحثيرة التابعة لمحافظة الموسم السعودية.
قوات خليجية في عدن

وفي نفس السياق وصلت دفعة جددة من قوات التحالف العربي اليوم الاثنين، إلى عدن، للمشاركة في قتال الميليشيات الانقلابية وإعادة الشرعية اليمنية.
ووفقاً لموقع "عدن الغد"، شوهد عدد من المركبات العسكرية وهي تتجه من مديرية البريقة بعدن إلى خور مكسر.
وكانت دفعات من القوات الإماراتية والبحرينية والسودانية قد وصلت عدن بالتزامن مع استمرار المعارك لتحرير محافظة تعز من ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
أنهت القوات المسلحة الإماراتية، دورة تأهيل وتدريب دفعة جديدة من أفراد المقاومة اليمنية للانضمام إلى القوات المسلحة في اليمن التابعة للشرعية بعد أن خضعوا لتدريبات مكثفة من قبل مدربين من القوات المسلحة الإماراتية في مختلف التخصصات.
وتلقى أفراد المقاومة تدريبات في مهارات الميدان والمعركة واستخدام مختلف الأسلحة والأمن الداخلي والطبوغرافيا، إضافة إلى تنفيذ رماية حية في ميادين الرماية والتي أعدت خصيصاً علاوة على تدريبات في الإسعافات الأولية.
وحضر حفل التخريج قائد المنطقة الرابعة في القوات اليمنية اللواء ركن أحمد سيف اليافعي وقائد قوة الواجب لقوات التحالف العميد ركن ناصر مشبب العتيبي وعدد من الضباط في القوات المسلحة في البلدين.
وقدم الخريجون عرضاً عسكرياً أظهر جاهزيتهم للذود عن تراب اليمن وحياضه ومقدرات الدولة، فيما عكس مهاراتهم ومستوى تأهيلهم في التخصصات كافة بجانب الروح المعنوية العالية التي جسدت مدى ولائهم وانتمائهم وحبهم لخدمة بلدهم والتضحية من أجله.
وقال اللواء أحمد سيف اليافعي إنها "خطوة عظيمة لتأسيس قوات مسلحة يمنية قادرة على الدفاع عن الوطن وتسهم في حفظ النظام في محافظة عدن".
وأضاف اليافعي أنه "سيتم إرسال دفعات من الخريجين بعد ترقيتهم إلى ضباط للانضمام إلى الكليات العسكرية وكليات القيادة والأركان لقوات التحالف العربي".
المشهد السياسي

وعلى الصعيد السياسي، غادر محافظة مأرب شمال شرق اليمن يوم الأحد، نحو 40 من مشائخ ووجهاء وأعيان المحافظة، متجهين إلى الإمارات.
وقال مصدر محلي لـ"المصدر أونلاين": إن دعوة وجهت لنحو 40 من المشائخ والأعيان من مختلف مناطق ومديريات محافظة مأرب من قِبل ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وذكر أن الدعوة وجهت للشخصيات المدعوة، عقب تحرير معظم مناطق المحافظة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح وبالخصوص عقب تحرير سد مأرب، إلا أن تلك الشخصيات طلبت تأجيل اللقاء لترتيب الأوضاع في المناطق المحررة.
وأضاف المصدر لـ"المصدر أونلاين": "أعيدت الدعوة مجدداً قبل ثلاثة أيام، ما دفعهم لتلبية الدعوة والتوجه يوم الأحد إلى الإمارات".
فيما تنتظر الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، تحديات كبيرة منذ عودته إلى عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة.
ويواجه هادي وحكومته ملفات ثقيلة، أمنية وعسكرية وسياسية واقتصادية؛ حيث ما زالت الحرب في أوجها لتطهير بقية المدن والمحافظات من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح.
كما تتطلب عدن عملاً مضاعفاً لتطبيع الأوضاع المعيشية والحياتية والأمنية، وحملة كبيرة من الحكومة للحد من انتشار السلاح وتقليص ظاهرة الميليشيات.
ويتوقع أهالي عدن حلولاً لمشاكل المدينة وتضميداً للجراح التي أصابت المحافظة.
وتعتبر المتطلبات الاقتصادية والمعيشية وخدمات الوقود والكهرباء من الهموم الأساسية، إضافة إلى الالتزام بدفع الرواتب للمدنيين والعسكريين.
كذلك يبدو ملف استعادة تعز الأسخن حتى اللحظة في أجندة هادي؛ حيث تخوض المقاومة والجيش الوطني، بإسناد من قوات التحالف، قتالاً ضارياً ضد المتمردين لفك الحصار المضروب على تعز منذ أربعة أشهر.
المشهد الإقليمي

الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية
وعلى صعيد المشهد الإقليمي، أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية، أن عمليات تحرير تعز تتقدم إيجاباً، وخاصة من الجبهة الشرقية، مشيراً إلى أنه لولا تخاذل حزب الإصلاح (الإخوان) لكان التحرير اكتمل مبكراً.
وقال د. قرقاش في تغريدات على «تويتر» إنه «لولا تخاذل الإصلاح/ الإخوان المسلمون لكان التحرير (في تعز) اكتمل، الأدلة والشواهد عديدة». ووجه في تغريدة أخرى «تحية تقدير للمقاومين التابعين للاشتراكي والتيار السلفي، شجاعتهم ودعم التحالف العربي سيحرر تعز الصامدة، أما تخاذل الإصلاح/ الإخوان فمخزٍ».
ورأى أن «الإصلاح/ الإخوان همهم السلطة والحكم في اليمن، وتخاذلهم في تحرير تعز سمة لتيار انتهازي تعوّد على المؤامرات، موقفهم الآن في تعز موثق». وشدد على أن «تعز الصامدة ستتحرر بفضل رب العالمين والمقاومة الشجاعة والشريفة ودعم التحالف العربي، وسيوثق التاريخ تخاذل الإصلاح/ الإخوان وانتهازيتهم».
ووجه الوزير نداء إلى صحافة الإخوان وإعلامهم ومغرديهم بالقول: «عوضاً عن ضجيجكم وصخبكم الإعلامي عالجوا تخاذل الإصلاح/ الإخوان في معركة تحرير تعز، رائحة التخاذل نتنة».
المشهد اليمني

عودة الرئيس اليمني إلى عدن مع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية بدعم من التحالف، مع بدء اللعب على دور القبائل في حسم معركة صنعاء وتحريرها من يد الحوثيين، مع موافقتهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.. هل سينجح المبعوث الأممي في الخروج من نفق الدم في اليمن؟