"الشريعة من أجل بلجيكا".. تنظيم يمدّ "داعش" بالعناصر الإرهابية

الإثنين 23/نوفمبر/2015 - 10:15 م
طباعة الشريعة من أجل بلجيكا..
 
بعد أحداث باريس الدموية، التي وقعت في 13 سبتمبر 2015 والتي خلفت وراءها ما يقرب من 130 قتيلاً ونحو 300 جريح، فضلاً عما كشفت عنه التقارير الأولية أن المُهاجمين تسللوا لفرنسا عبر بلجيكا، برز أخيراً مدى تسلل الفكر المتشدد إلى الكثير من المواطنين البلجيكيين ذوات الاصول العربية خاصة "المغاربية"، إلى الدرجة التي كشفت عن وجود تنظيم يسمى "الشريعة من أجل بلجيكا".
كات بلجيكا قد حظرت ارتداء النقاب أو البرقع في الأماكن العامة في يوليو 2011، وأقرت عُقوبة المخالفين لهذا القرار السجن سبعة أيام، وغرامة قدرها 1375 يورو.
النواة الأولى للتنظيم تجلت في مارس 2010 حيث كان أول ظهور إعلامي لزعيم التنظيم فؤاد بلقاسم، وهو يتزعم جماعة قامت بإلغاء محاضرة للكاتب الهولندي  Benno Bernard بينو برنارد،  في جامعة أنفرس، في أعقاب ذلك الظهور، عقد بلقاسم مؤتمرًا صحفيًا رافقه فيه قيادي يدعى أنجم شودري، وأكد بلقاسم خلال ذلك اللقاء أن الإسلام سيحكم بلجيكا، ومن لا يتفقون مع هذا الرأي، فليرحلوا، أو يحرقوا أنفسهم في جهنم.
بيان الجماعة الجديدة وقتها تطرق إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في هولندا، حيث طالبوا الملكة بياتريكس بالدخول في الإسلام، وعرضوا منح الأمان لليميني المتطرف خيرت فيلدرز وأعوانه إن توقفوا عن مهاجمة الإسلام وإعلان توبتهم، وعلى عكس جماعة تطبيق الشريعة في بلجيكا فإن مجموعة هولندا لم تعلن عن من يمثلها رغم أن المتحدث باسم جماعة بلجيكا وعد في شريط وزع على الإنترنت بالإعلان قريبا عن المتحدث باسم شريعة هولندا.
الشريعة من أجل بلجيكا..
اللافت أن مجموعة تطبيق الشريعة في هولندا، تمتلك موقعا على الإنترنت ويوتيوب وصفحة فيسبوك، تتضمن أفلاما لقائد تطبيق الشريعة في بلجيكا عمر بلقاسم والسعودي خالد راشد واليمني أنور العولقي.
الظهور الميداني لجماعة بلقاسم "تطبيق الشرية في بلجيكا"، كانت في يونيو 2012، عندما شهد حي مولانبيك في العاصمة بروكسيل، أحداث عنف وشغب بسبب اعتقال مسلمة رفضت خلع نقابها خلال تحقيق مع الشرطة، وكان بلقاسم وقتها هو المحرض الرئيس على العنف، حيث دعا مسلمي بلجيكا إلى الرد على الحادث، الأمر الذي استجاب له مجموعة من الشباب، وحاولوا اقتحام مركز الشرطة، وقال بلقاسم وقتها خلال مؤتمر صحفي: "خدام الشيطان الذين اعتقلوا أختنا، يريدون شن حرب على المسلمين، لكنهم لن يفوزوا أبدًا في بلجيكا". 
وبلجيكا بها ما يقرب من مليون مواطن مسلم، بينهم أعضاء "تنظيم الشريعة من أجل بلجيكا"، الذين يسافرون إلى سوريا عبر تركيا للقيام بعمليات مسلحة، ثم يعودون مرة أخرى إلى بلجيكا، حيث أنهم يرغبون في تحويل بروكسل إلى ولاية اسلامية، وساعد على ذلك أن بلجيكا مقسمة إلى ثلاث أقاليم منفصلين، لكل منها قوانيها، وأحكامها، حيث أن كل إقليم يتمتع بالحكم الذاتي.
وتقول تقارير إن تنظيم الشريعة في بلجيكا، أسس عام 2010 بهدف فرض الشريعة الإسلامية، وقد حل التنظيم بعد سنتين، ولكن السلطات البلجيكية تعتقد أنه واصل العمل على تجنيد المحاربين وإرسالهم إلى سوريا.

تأسيس التنظيم:

تأسيس التنظيم:
وقالت تقارير إعلامية إن بدايات تأسيس التنظيم تعود بشكل حقيقي إلى 2010، من أجل فرض الشريعة، وإقامة إمارة أو الدولة الإسلامية في بلجيكا، وأن فيصل يامون، هو الذي أسس التنظيم قبل أن بُقتل لاحقًا في سوريا، وفؤاد بلقاسم، الذي أصبح بعد ذلك هو زعيم التنظيم وقائده الروحي.
اللافت أن السلطات في بلجيكا كانت على دراية بالتنظيم، وقد حل التنظيم بعد سنتين، ولكن السلطات البلجيكية تعتقد أنه واصل العمل على تجنيد المحاربين وإرسالهم إلى سوريا، وكانت البدايات الميدانية للتنظيم في مارس 2010 حينما قام عناصر التنظيم بتعطيل الدراسة بجامعة أنتويرب، وفي وقت مبكر من أبريل 2010، أمر وزير الداخلية البلجيكية بوضع المنظمة تحت المراقبة، وفي 2011 هددت المنظمة بقتل وزير الدفاع البلجيكي؛ بسبب مشاركة بروكسل في عملية حلف الناتو وإسقاط نظام معمر القذافي.
الشريعة من أجل بلجيكا..
وفي يونيو 2012 شهد حي مولانبيك في العاصمة بروكسيل، أحداث عنف وشغب؛ بسبب ما قيل عن اعتقال امرأة رفضت خلع نقابها خلال تحقيق مع الشرطة، واعتُبر بلقاسم المحرض الرئيسي على العنف؛ حيث كان قد دعا المسلمين إلى الرد على حادثة احتجاز منتقبة.
هذه الدعوة استجاب لها مجموعة من الشباب، وحاولوا اقتحام مركز الشرطة، وقال بلقاسم خلال مؤتمر صحفي: "خدام الشيطان الذين اعتقلوا أختنا، يريدون شن حرب على المسلمين، لكنهم لن يفوزوا أبدًا في بلجيكا".

فيصل يامون:

فيصل يامون:
فيصل يا مون لم نتمكن من الحصول على الكثير من المعلومات عن سيرته الذاتية، إلا أنه كما أوضحنا انه مؤسس تنظيم "الشريعة من اجل بلجيكا"، قتل في سورية، كما أفادت وسائل الإعلام السورية. وحسب الأنباء، يعتبر يامون الشخصية الرئيسة في المنظمة المتطرفة، وكان يجند مواطنين بلجيكيين مسلمين للقتال إلى جانب مسلحي المعارضة في سورية. وتم إرسال حوالي 200 بلجيكي شاب لدعم الإسلاميين في سورية.

فؤاد بلقاسم:

فؤاد بلقاسم:
وبلقاسم، 32 سنة، مُلقب بأبي عمران؛ شاب مغربي من أصل بلجيكي، نشأ في مدينة “بووم” بمقاطعة “أنفرس” شمال بلجيكا، متزوج وأب لطفلين، معروف لدى الشرطة بسوابقه القضائية منذ صغره، قبل أن يتحول إلى التطرف. 
ذكرت الصحف البلجيكية أن نقطة تحول “بلقاسم”، حدثت عقب لقائه في سنة 2010 بـ"أنجيم شودري" الإنجليزي الجنسية، والباكستاني الأصل، حيث أبدى "شودري" عزمه تطبيق الشريعة في بلجيكا عبر إنشاء فرع له هناك، وبعد شهرين من اللقاء، أسس فيصل يامون، الذي قتل في سوريا صحبة فؤاد بلقاسم؛ تنظيم “الشريعة لأجل بلجيكا”، والأخير أصبح الناطق الرسمي والزعيم الروحي للتنظيم .
وتم القبض على بلقاسم ونحو 45 شخصاً أخر، بتهمة تأسيس تنظيم "الشريعة لأجل بلجيكا"، والانتماء إلى جماعة متطرفة محظورة، والإعداد لارتكاب أفعال إرهابية في أطار مشروع جماعي يهدف إلى الإخلال بالنظام العام، وتجنيد متطوعين لتنفيذ أعمال إرهابية في العراق وسوريا، وتعتبر هذه القضية من أكبر الملفات التي ستنظر فيها المحكمة في تاريخ بلجيكا.
المحكمة البلجيكية حملت فؤاد بلقاسم، الذي وصفته بزعيم تنظيم "الشريعة لبلجيكا"، المسؤولية الأولى، وحكمت عليه بالسجن 12 عامًا، كما حكمت على 44 عضوًا آخرين في التنظيم بمدد مختلفة تراوحت بين ثلاث و15 سنة، وقضت بوقف التنفيذ في بعض الأحكام؛ وهي أكبر محاكمة من نوعها تشهدها البلد. 
وقالت المحكمة، التي عقدت في مدينة أنتوورك، إن المتهمين مذنبون بتهم متعلقة بالإرهاب، وإنهم "مجموعة إرهابية"، ووجهت للمتهمين في التنظيم إرسال مقاتلين إلى مجموعات متشددة، والمحاكمة لم يحضرها سوى 7 من المتهمين، في حين أن معظمم الباقين يتواجدون في سوريا والعراق، أو أن بعضهم قتلوا.
واعتبرت المحكمة بلقاسم، وهو لم يسافر إلى سوريا، ولم يشارك في القتال؛ أنه: "القوة المحركة وراء التنظيم". ويواجه 16 من المتهمين الـ 46 تهمة قيادة التنظيم، ووجهت للمتهمين الـ 30 الآخرين تهمة الانتماء للتنظيم، وسعى ممثلو الادعاء لإنزال عقوبة سجن تصل إلى 15 عامًا على بلقاسم الذي يعتبرونه زعيم الجماعة.
وطبقًا لمسؤولين بلجيكيين فإن 350 بلجيكيًا توجهوا للقتال في سوريا والعراق، وهو رقم يمثل أعلى نسبة في أوروبا إذا أخذ عدد سكان كل بلد في الحسبان، وتخشى الأجهزة الأمنية الأوروبية من احتمال قيام المسلحين العائدين إلى بلدانهم من سوريا والعراق بتنفيذ هجمات في تلك البلدان. للمزيد عن بلقاسم وردود فعل بلجيكا ۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا

أنجم تشودري:

أنجم تشودري:
من مواليد 1967 هو ناشط سياسي واجتماعي بريطاني مسلم. عمل سابقًا كمحامي وخدم كرئيس في جمعية المحامين المسلمين كما عمل متحدثًا باسم الجماعة الإسلامية "الإسلام لبريطانيا" إلى أن حُظرت في الرابع عشر من يناير 2010.
أنشأ مع عمر بكري فستق المنظمة الإسلامية "المهاجرون". نظمت الجماعة عدة مظاهرات معادية للغرب من بينها مسيرة تظاهرية محظورة في لندن أدت إلى استدعاء تشودري إلى المحكمة. 
تم حلّ المنظمة لاحقًا بعد أن أخذت الحكومة البريطانيا بحظرها. كان تشودري حاضرا عند انطلاقة المنظمة التي هدفها خلافة منظمة "المهاجرون" والتي سميت "أهل السنة والجماعة" التي حُظرت هي الأخرى. بعد ذلك، أصبح تشوردي الناقط الرسمي باسم منظمة "الإسلام لبريطانيا".
اتهم تسودي بالدعوة لدعم تنظيم “داعش”، ويواجه تشودري تهمة الترويج للتنظيم الإرهابي للفترة بين يونيو 2014 وحتى تاريخ اعتقاله في مارس من هذا العام. وسيمثل معه متهم آخر هو محمد رحمن (32) عاما.
وأوضحت المسؤولة عن فرع مكافحة الإرهاب في مكتب النيابة العامة في بيان "إن لدينا ما يكفي من الإثباتات على دعوة تشودري ومحمد رحمن إلى دعم تنظيم داعش، وهي منظمة إرهابية محظورة". وأضافت "إنهما متهمان بالدعوة إلى دعم التنظيم خلال ندوات خاصة تم نشرها لاحقا على الإنترنت".
وكانت شرطة سكوتلانديارد أوقفت شودري الذي أسّس مع عمر بكري منظمة “المهاجرون” الإسلامية المتشددة، في إطار تحقيق حول الإرهاب في سبتمبر 2014، وتنشط في بريطانيا العديد من الجماعات المتشددة التي تدعو علناً لإقامة ما يسمى بـ"دولة الخلافة"، وتعتبر بريطانيا أحد أكثر الدول التي التحق منها أفراد بالتنظيم الإرهابي، وأشارت تقارير إلى مقتل أكثر من 50 بريطانيا من المقاتلين في صفوف الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.

هشام الشايب:

هشام الشايب:
ويبدو أن تنظيم "الشريعة من أجل بلجيكا" كان فراخة قيادات من العناصر الشرسة، حيث انتشرت صور جديدة للإرهابي البلجيكي هشام الشايب، وهو يتولى منصب عنصر في قوة الشرطة الدينية في تنظيم (داعش) الارهابي، والمسؤول عن عمليات قطع الرؤوس وبتر الأطراف في سوريا على مدى العام الماضي.
وهشام شايب معروف بالتنظيم باسم أبو حنيفة، انضم إلى "داعش" في مارس 2013 وتقدّم في اعماله الارهابية حتى أصبح واحداً من كبار الجلادين في التنظيم، بحسب صحيفة "ديلي مايل" البريطانية. وظهر شايب (31 عاما) في عشرات الصور والفيديوهات الدعائية للتنظيم الارهابي.
وشغل شايب منصباً مهماً في ما يسمى بجماعة "الشريعة لبلجيكا" قبل انضمامه الى "داعش"، وأشار موقع "ديلي ميل" إلى أن شايب شغل منصب حارس شخصي لقائد المجموعة فؤاد بلقاسم، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما إثر محاكمته. 
عمل شايب كمساعد قائد جماعة "الشريعة لبلجيكا" عندما سجن بلقاسم لمدة عامين بتهمة التحريض على غير المسلمين في "أنتويرب" في 2012، أما الرجلين الذين ساعدا الشايب على قيادة المجموعة، فيصل اليامون ونور الدين أبو اولال، فقد قتلا في سوريا.
وبعد ذلك بعام فرّ شايب وزوجته كوثر إلى سوريا للانضمام إلى "داعش"، ليصبح أحد اوائل الغربيين الذين انضموا الى التنظيم، وبدأ حملة واسعة عبر صفحته الخاصة على فيسبوك لتجنيد عدد جديد من المقاتلين بصفوف التنظيم، وعرض مقاطع الفيديو الدعائية والصور.
ولفت الموقع إلى أنه خلال العام الماضي تحسن وضع شايب في التنظيم حيث ظهر إلى جانب قائد أحد مجموعات التنظيم في محافظة الأنبار في العراق، ويدعى أبو وهيب، ما يشير إلى أنه يتنقل بانتظام حول مساحات شاسعة من الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.
واشار الموقع إلى أن دور شايب الجديد في "داعش" يكمن في المشاركة بمعارك ضارية مع التنظيمات المسلحة السورية في محاولة للسيطرة على الحسكة.

شارك