"هادي" يزور قاعدة العند.. وسط أنباء عن تشكيل حكومة يمنية جديدة

الثلاثاء 24/نوفمبر/2015 - 03:56 م
طباعة هادي يزور قاعدة العند..
 
يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع زيارة وفد من قبائل مأرب إلى دولة الإمارات وسط اتهامات لجماعة الإخوان بالتخاذل في معارك تعز.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
شنت طائرات الأباتشي، غاراتها على أهداف لجماعة الحوثيين، في محافظة مأرب شرق صنعاء، وركزت الضربات الجوية على جبهة صرواح غربي مأرب، وهي آخر معاقل ميليشيا الحوثيين بعد هزيمتهم في كل جبهات القتال بالمحافظة.
وكانت الطائرات الحربية قد شنت يوم أمس 3 غارات عنيفة ومركزة على جبهة صرواح.
وأفادت مصادر صحافية يمنية، أن ميليشيات الحوثي فجرت صباح اليوم الثلاثاء، أكبر الجسور المؤدية إلى تعز من اتجاه محافظتي عدن ولحج. 
كما قال شهود عيان في مناطق الشريجة لموقع "هنا عدن": إن ميليشيات الحوثيين فجروا اليوم جسر ثبرة على بعد (5 كم) من الشريجة المؤدي إلى محافظة تعز من اتجاه محافظتي عدن ولحج، وهو ممر هام في الخط الإسفلتي، كما أن تفجير الجسر يهدف لإعاقة تقدم قوات التحالف.
ويعد جسر ثبرة بطول 600 متر تقريباً من أكبر الجسور الذي يمر فوق وادي كبير وممر للسيول، ولا توجد بجانبه أي طرق فرعية يمكن تخطيها، وهو الجسر الثالث الذي يتم تفجيره خلال أسبوع.
وتوعد رئيس المجلس العسكري بمحافظة تعز العميد صادق سرحان في تصريح لـ «عكاظ» بمحاسبة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وزعيم المتمردين الحوثيين عن جرائمهما التي ارتكبتها ميليشياتهما في تعز بعد تحريرها.
وقال «سرحان» لـ «عكاظ»: «الحصار مستمر والاشتباكات في عدة اتجاهات في الحوبان والراهدة والضباب»، مبينًا أن قوات التحالف العربي حققت تقدمًا كبيرًا في جبهة الراهدة، موضحًا أن المعارك لا تزال في الجبال بين الراهدة والشريجة.
وأفصح عن إلقاء القبض على عشرات الحوثيين في جبهة المسراخ ومقتل العشرات منهم، مؤكدًا أن خسائر الحوثيين كبيرة سواء بالأرواح أو المعدات. 
فيما أعلنت القوات المسلحة الإماراتية استشهاد الجندي ناصر علي حسن البلوشي، اليوم الثلاثاء متأثراً بجراح أصيب بها في حادثة في مأرب، ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها. وكان الجندي الشهيد يعالج في أحد مستشفيات ألمانيا.
وأوضحت أسرة الشهيد البلوشي لـ 24 أن "ناصر استيقظ بعد فترة من إصابته ورأى والدته وابتسم لها، لكن سرعان ما تدهورت صحته حتى استشهد اليوم".
وقال ابن خالة الشهيد: إن "جثمان ناصر سيصل غداً الأربعاء إلى مطار البطين في العاصمة أبوظبي على أن ينقل جثمانه ليواري الثرى في إمارة الفجيرة".

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم الثلاثاء، إلى قاعدة العند الجوية الاستراتيجية بمحافظة لحج 60 كلم شمال محافظة عدن. 
وقالت مصادر عسكرية في لحج: إن هادي وصل إلى قاعدة العند الجوية برفقة عدد من القيادات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة وقوات التحالف، وتفقد الترتيبات والاستعدادات العسكرية بداخلها.
وأضافت المصادر، أن الزيارة تأتي كذلك للاطلاع على سير عملية صيانة القاعدة التي تضم مطار العند والمعسكر التدريبي ومحور القاعدة، والتي تضررت جراء المواجهات المسلحة التي دارت بداخلها خلال الأشهر الماضية.
وتعد هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها هادي إلى قاعدة العند منذ وصوله إلى محافظة عدن مطلع الشهر الجاري، بعد أشهر قضاها في مقر إقامته المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض.
فيما وجهت اتهامات لجماعة الإخوان بالتخاذل في معركة تعز ومواجهة الحوثيون، وذكرت "سكاي نيوز" ان قوات التحالف والشرعية، خلال معاركها في تعز واجهت ما يمكن وصفه بالفتور في الالتفاف بسبب مساعي أطراف حزب الإصلاح اليمني" الذراع السياسي لجماعة الإخوان في اليمن"، للنأي بالشارع عن المعركة.
وتحاول هذه القوى الملتفحة بعباءة الإخوان المسلمين استباق النتائج على الأرض وخطف الانتصارات بالتخاذل عن دعم قوات الشرعية في تعز وانتهاز الفرصة في المناطق المحررة عوضًا عن التحرك لتحرير باقي المدن اليمنية من قوات المتمردين.
وكانت قوات الجيش الوطني اليمني مدعومة بقوات التحالف قد حققت تقدمًا عسكريًّا كبيرًا في مدينة تعز وعلى مقربة من تحرير وسط المدينة عبر تحركها على عدة جبهات من ناحية الشرق والغرب، لولا تخاذل عناصر الإخوان المتمثل بحزب الإصلاح اليمني.

حكومة جديدة

حكومة جديدة
فيما كشف وزير الخارجية رياض ياسين عن مشاورات تجري حاليًا لتشكيل حكومة يمنية جديدة،، وأن هذا الأمر أصبح ضرورة ملحة لعدم اكتمال الحكومة الحالية؛ كون بعض وزرائها مع الحوثيين. 
وقال ياسين في لقاء مع الجزيرة نت: إن الرئيس هادي ينظر حاليًا بأهمية كبيرة في هذا الشأن، على اعتبار أن المهمات الراهنة تتطلب وجود حكومة تنفيذية فاعلة، تتناسب مع طبيعة المرحلة القادمة وقادرة على تجاوز التحديات الراهنة". وقال: "إن الحكومة الحالية والمكونة من 36 وزيرًا لم يتبق منها سوى سبعة وزراء فاعلين تقريبًا، وهم يعملون وفق اجتهادات شخصية نظرًا لغياب خطة عمل واضحة في ظل عدم وجود منظومة حكومة فاعلة تستوعب ما يحدث من تطورات".
 وتوقع وزير الخارجية أن يعاد فتح القنصليات التي كانت موجودة في عدن في غضون الأسبوعين القادمين، وأن تبدأ الكثير من الوفود الأجنبية والعربية العودة إلى اليمن وفتح السفارات، عبر فتح فروع لها داخل عدن، لتستطيع أن تسيّر أعمالها حتى استعادة صنعاء من مليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح. وحول دلالات افتتاح الوزير اليمني مقرًّا مؤقتًا لوزارة الخارجية في مدينة عدن، أكد أن هذه الخطوة تعد إيذانًا بعودة الحياة إلى طبيعتها، ومقدمة لإعادة افتتاح القنصليات والسفارات العربية والأجنبية في المدينة. وفيما يخص بقية الوزارات الحكومية، قال ياسين: إن الرئيس هادي وجّه بقية الوزراء لضرورة استئناف عملهم وأن يبدءوا بالعمل على فتح وزاراتهم، وقد شرع البعض بالفعل في البحث عن مقرات للوزارات المؤقتة داخل عدن. 

المشهد الإقليمي

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، أكد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن اليمن الشقيق بسواعد أبنائه وقبائله، قادر على التصدي للتحديات وبناء دولته ومؤسساته وفق أسس وطنية يمنية عربية خالصة.
وجاء ذلك خلال استقباله مساء أمس الاثنين، في مجلس قصر الشاطئ، شيوخ ووجهاء قبائل مأرب اليمنية، يتقدمهم محافظ مأرب سلطان بن علي العرادة، ويرافقهم قائد قوة تحرير مأرب العميد الركن مسلم الراشدي، الذين قدموا الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، لوقوفها بجانب اليمن في المحنة والأزمة الأخيرة، التي تسبب بها المتمردون وحلفاؤهم ضد الشرعية والإجماع الدولي.
ورحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في بداية اللقاء بشيوخ ووجهاء قبائل مأرب في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثمناً لهم هذه الزيارة الكريمة، وحملهم تبليغ سلام أهل الإمارات لإخوانهم وأهلهم أبناء محافظة مأرب.
وقال: "نحن شاركناكم في الدم وزايد بن سلطان رحمه الله سبقنا إليكم، ونحن معكم يا إخواني بالأمس واليوم وغداً إن شاء الله تعالي، الله يحفظكم ويحفظ أهلكم وبلدكم بالعز والأمان والصحة".
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية كان مساهماً ومساعداً لأبناء اليمن في إعادة قراره السيادي والوطني وفق رؤية يمنية تخدم تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الاستقرار والبناء والتنمية.
وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تقف دائماً بجانب أشقائها، معينة وداعمة لهم في أوقات الشدائد والمحن.
وأوضح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن تضحيات أبنائنا وأبناء اليمن وأبناء التحالف العربي لن تذهب سدى، وإنما ستؤسس لمرحلة تاريخية مهمة في مسيرة المنطقة، تحفظ يمن العرب من التدخلات والأطماع الخارجية، وترسخ أسس الاستقرار في المنطقة.
وشدد على أن التحالف العربي مصمم على دعم الحكومة اليمنية الشرعية وتمكينها من أداء أعمالها وأدوارها ومساندتها في تطهير اليمن من الانقلاب والتمرد والتطرف والجهل والعنف، وفي الوقت نفسه، يدعم الحلول السياسية وتطبيق القرارات الأممية في الشأن اليمني، متى ما توفرت النية الصادقة والخطوات الملموسة على أرض الواقع، لإنهاء التمرد من قبل الانقلابيين.
من جانبهم، قدم شيوخ ووجهاء قبائل مأرب اليمنية الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة لوقفتها القوية والحازمة والتاريخية بجانب اليمن وتقديمها تضحيات لا تقدر بثمن، في سبيل أن يبقى اليمن عزيزاً قوياً أمام التحديات الأمنية والأطماع الإقليمية والمذهبية الضيقة التي تريد الفتنة والخراب لليمن.
وثمن شيوخ قبائل مأرب جهود الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتوجيهاته، في مد يد العون ومساعدة أهل اليمن وإغاثتهم، بعد أن تضرروا من آلة الحرب التي شنها المتمردون على السكان الآمنين، وأكدوا أن المشاريع والمبادرات الحيوية التي نفذتها وتنفذها حاليًا دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن عقب تحرير عدة محافظات يمنية ساهم بشكل أساسي في عودة السكان إلى مناطقهم وعودة الحياة إلى طبيعتها.
ونقل محافظ مأرب سلطان بن علي العرادة، تحيات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وشكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً.
وأعرب عن سعادته بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة وتقديم واجب العزاء في شهدائنا الأبرار من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين ضحوا بدمائهم الزكية على الأرض اليمنية الطاهرة، والذين استبسلوا فيها استبسالاً بارزاً وقوياً مع إخوانهم من التحالف العربي وإخوانهم من أبناء اليمن.
وقال العرادة: "باسم محافظة مأرب، ومعي الآباء والشيوخ ورموز المحافظة من ذوي المنزلة الكبيرة، جئنا لنقدم الاحترام والتقدير والعرفان لما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه اليمن، في هذا الظرف الصعب الذي تعرضت فيه الأمة العربية للاختراق والأطماع من جهات معروفة بعدائها لهذه الأمة منذ القدم".
وتابع: "إننا لنشكر الإخوة في التحالف العربي الذين هبوا لينجدونا في وقت صعب وحرج في ظل تشتت العالم العربي، وقفوا في الوقت المناسب وفي اللحظة المناسبة، وأبدوا الاستبسال والرجولة والبطولة والقيادة، وهو أمر ليس غريباً عليهم".
وأضاف: "ما نقدمه اليوم في عزاء الشهداء هو قليل في حق البطولات التي رأيناها، أننا رأينا البطولة في أولئك الرجال الذين ربيتموهم، فرحم الله من رباهم وبارك الله فيمن علمهم، ووفقهم الله، رفعوا رءوسنا ورءوسكم، يعلم الله أنها شهادة حق أقولها للتاريخ وليس للمجاملة، ولكنها الحقيقة بأولئك القادة والضباط والجنود والأفراد الذين قدموا البطولات".
ونوه بجهود الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأياديه البيضاء في كل ربوع اليمن، وقال: "رحم الله الشيخ زايد، ذلك الرجل الذي بنى وأسس، والذي وصلت خيراته إلى عدد من البلدان بما فيها محافظتنا مأرب، إذ كان عندنا للشيخ زايد مكرمتان ومعلمان أساسيان في هذه المحافظة، هي الطريق الشريان للحياة بيننا وبين العاصمة صنعاء، وكذلك سد مأرب العظيم الذي بني في ظل تاريخ وحضارة عربية نعتز بها جميعاً، وعاد ذلك الرمز والعلم عندما أعاد الشيخ زايد رحمه الله، بناء السد وشرفنا بزيارته إلى مأرب، وها نحن اليوم نجني ثمار إنجازاته".

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتية وصول الدفعة الرابعة من المساعدات الإنسانية محملة على متن 15 شاحنة إلى عدن لتوزيعها بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني هناك. وقالت على لسان رئيس مجلس الإدارة: إن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تبرع بـ 100 مليون دولار لغرض تقديم مساعدات إنسانية جديدة لليمن. وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير لوكالة الأنباء الكويتية كونا: إن الجهود الكويتية مستمرة في تقديم الدعم الإغاثي للأشقاء في اليمن بتوجيهات من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأضاف الساير أن الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية ستوزع في كل المحافظات وتشمل أبين ولحج والضالع وتعز بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني. وأوضح أن المساعدات الإنسانية تشمل 10 آلاف سلة غذائية و10 آلاف من مواد تنظيف شخصية وخمسة آلاف سلة من مواد مطبخ بحمولة 400 طن. وذكر أن الجمعية تعمل بشكل حثيث لإيصال المساعدات الأساسية لأولئك الذين هم في حاجة ماسة إليها كما تسعى من خلال برامجها الإنسانية المتواصلة إلى إغاثة الشعب اليمني في مختلف المحافظات للتخفيف من معاناتهم وتلبية احتياجاتهم قدر الإمكان. وبَيَّن أن الجمعية حرصت على وصول المساعدات لليمنيين عبر الإشراف المباشر منذ إرسالها للمستفيدين عبر قنوات التواصل مع الجهات الموصلة لتلك المساعدات داخل اليمن. وأشاد بثقة القيادة السياسية وعلى رأسها سمو أمير البلاد لمتابعة المهمة الإنسانية النبيلة حتى تصل المساعدات إلى المتضررين اليمنيين في مثل هذه الظروف التي تشهد تفاقما للأوضاع الإنسانية؛ بسبب الشح في المواد الغذائية وتردي الخدمات الأساسية. وقال الساير: إن المساعدات الإنسانية للأشقاء في اليمن تأتي في إطار توجيهات القيادة الرشيدة للدولة بتقديم العون والمساعدة للشعب اليمني الشقيق في مختلف المجالات في ظل الظروف التي يعيشها حاليا. وأشار إلى أن الجمعية ستوسع عملياتها الإغاثية لتوفير المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية لليمن خلال الفترة المقبلة .

المشهد اليمني

بعد عودة الرئيس اليمني إلى عدن مع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية بدعم من التحالف، وبدء اللعب على دور القبائل في حسم معركة صنعاء وتحريرها من يد الحوثيين، مع موافقتهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.. هل سينجح المبعوث الأممي في الخروج من نفق الدم في اليمن؟

شارك