تقدم للجيش اليمني والمقاومة في "تعز".. وغموض حول لقاء "جنيف"

الخميس 26/نوفمبر/2015 - 09:08 م
طباعة تقدم للجيش اليمني
 
يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع غموض حول عقد لقاء جنيف بين الفرقاء اليمنيين.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، الخميس، سلسلة غارات استهدفت تعزيزات عسكرية للمتمردين الحوثيين في محافظة الضالع، حسبما أفاد مراسلنا يوم الخميس.
واستهدف طيران التحالف تلك الإمدادات العسكرية في منطقة يعيس وجبل ناصة شمال مدينة دمت.
كما قصفت مقاتلات التحالف موقع ألوية الصواريخ في منطقة عطان غربي العاصمة صنعاء، وكذلك مراكز للمليشيات في القصر الجمهوري ومعسكر لقوات الأمن الخاصة شرقي مدينة تعز.
وسيطر مسلحو المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي٬ صباح اليوم الخميس٬ على عدة مواقع كانت في قبضة المسلحين الحوثيين في محافظتي البيضاء وإب وسط البلاد٬ بحسب مصادر بالمقاومة.
وقالت المصادر إن "مسلحي المقاومة سيطروا على مواقع غليس والبركات والغول في مديرية ذي ناعم في محافظة البيضاء وطردوا الحوثيين منها"، بحسب موقع "يمن برس".
وأضافت أن "السيطرة على هذه المواقع جاء بعد أيام من المعارك العنيفة التي أسفرت عن سقوط عشرات الحوثيين بين قتلى وجرحى٬ فضلاً عن سقوط ضحايا من المقاومة الشعبية٬ دون ذكر عدد محدد".
وعلى صعيد متصل٬ أفادت مصادر في المقاومة بمحافظة إب أن "11 من مسلحي الحوثي قتلوا في اشتباكات اندلعت خلال الساعات الماضية في أطراف مديرية حزم العدين بالمحافظة".
كما نجحت القوات الموالية للشرعية في اليمن، مدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية، في استعادة مواقع في تعز من ميليشيات الحوثي وصالح، في إطار العملية العسكرية التي انطلقت قبل نحو 10 أيام لتحرير تعز.
وأحرزت القوات الموالية للشرعية في محور الشريجة الراهدة بمحافظة تعز تقدماً محدوداً، بعد يوم من وصول تعزيزات عسكرية إليها، إذ استعادت عدة مواقع، أبرزها منطقة ثبرة والسحي.
ونجحت القوات في استعادة هذه المناطق بعد مواجهات، أدت بحسب مصادر عسكرية إلى سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين وقوات صالح.
يأتي ذلك مع فشل جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح في إطلاق صاروخ على المقاومة والجيش بالشريجة من منطقة ورزان القريبة من الراهدة باتجاه مدينة تعز.
وكان الحوثيون قد شنوا هجوماً بصواريخ الكاتيوشا على قرى شرق صبر بتعز، وذلك بحسب موقع "يمن برس"، اليوم الخميس.
و كشف قائد المنطقة العسكرية الرابعة بعدن اللواء، أحمد سيف محرم، أن "السلطات الشرعية قامت بأسر 350 من مسلحي الحوثي، حيث ألقي القبض عليهم في ميدان المعارك بكرش، وتم نقلهم إلى عدن، مبيناً أن من بينهم قيادات ميدانية للحوثي".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، احتج العشرات من أهالي المختطفين في سجون الحوثيين، أمام مبنى الأمم المتحدة بالعاصمة صنعاء، مطالبين بسرعة الإفراج عن ذويهم.
ورفع ذوو المختطفين أغلبهم من النساء، صور لأقربائهن المختطفين، مطالبين هيئات الأمم المتحدة بالضغط على جماعة الحوثيين من أجل السماح لهم بزيارة أقاربهم في المعتقلات والاطمئنان عليهم.
وقالت والدة أحد المختطفين، إن "الحوثيين اختطفوا ابنها وأحد أقربائها من الشوارع ومن مقار أعمالهم منذ أشهر، ولحد اللحظة لم تعرف شيئاً عن مصيرهم"، مناشدة المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية بالضغط من أجل الإفراج عنهم.
ووفقاً لموقع "المصدر أونلاين"، يقبع المئات من المختطفين في سجون الجماعة المسلحة منذ أشهر، حيث شن الحوثيون حملة اختطافات طالت معارضيها خلال الأشهر الماضية في أعقاب سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من مدن البلاد.
فيما أشاد رئيس الجمهورية اليمنية الرئيس عبدربه منصور هادي، بجهود ودعم الهلال الأحمر الإماراتي وما يقوم به من إسناد وتوفير العديد من الاحتياجات والخدمات الأساسية وتأهيل وصيانة المدارس والمستشفيات والمياه والكهرباء التي تعرضت للدمار جراء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على محافظة عدن والمدن المجاورة لها.
جاء ذلك لدى ترؤس هادي،  اليوم الخميس اجتماعاً ضم محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد ومحافظ لحج الدكتور فضيل ومحافظ أبين الدكتور الخضر السعيدي ومحافظ الضالع فضل محمد الجعدي، وجرى خلاله مناقشة جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بأوضاع المحافظات الأربع وما تعانيه من صعوبات وتحديات على صعيد الخدمات والبنى التحتية والاستقرار الأمني .
ووضع الرئيس هادي الجميع أمام المستجدات وتطورات الأوضاع على الساحة الوطنية، مطالباً ببذل الجهود المضاعفة للعمل الميداني في إطار محافظاتهم وتطبيع الأوضاع وعودة كافة الخدمات الى مختلف المرافق الحكومية.
واستمع هادي إلى شرح مفصل من المحافظين عن أوضاع محافظاتهم والاحتياجات الملحة التي تتطلبها المرحلة الراهنة لاسيما الكهرباء والطاقة التوليدية ، مشدداً على "ضرورة إرساء دعائم الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات التي يتطلبها المواطنون كما وجه بما يلزم لتجاوز هذه المرحلة وبصورة نهائية".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
لمحت مصادر دبلوماسية يمنية إلى عدم وجود بوادر على إعلان قريب لموعد المشاورات المرتقبة بين الحكومة والمتمردين.
وكان رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح، قال أمس الأربعاء إن قيادة الدولة جاهزة ومستعدة للسلام بنيات صادقة، وإنها حريصة على إيقاف الحرب في أقرب وقت ممكن. 
وقال مسؤول دبلوماسي في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية نشرتها اليوم الخميس، إن "الكرة باتت في ملعب الحوثيين الذين يماطلون في الاستجابة لمطالب المبعوث الأممي ويتفننون في المجيء بمطالب جديدة في كل مشاورات تجري بينهم وبين ولد الشيخ". 
وأضاف المسئول الدبلوماسي أن قادة الحوثيين لم يظهروا أي نية صادقة في تطبيق القرار الأممي 2216، ويواصلون عملياتهم العسكرية ضد المدنيين، خصوصاً في مدينة تعز.
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق: "ليس لدينا بعدُ موعد لمحادثات السلام، لكن مبعوث الأمم المتحدة يواصل جهوده وسفرياته بين الرياض ومسقط لإجراء المحادثات مع الأطراف اليمنية حول عقد محادثات مباشرة"، وأضاف حق: "ما زلنا نأمل في إمكانية عقد تلك المحادثات قريباً".

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
كشف تقرير يمني أن "نحو 3 ملايين طفل باتوا خارج العملية التعليمية، منذ الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر من العام المنصرم"، لافتاً إلى "انتهاكات خطيرة تمارسها الميليشيات بحق الطفولة في اليمن".
وأكد التقرير الذي أصدره مركز الدراسات والإعلام التربوي اليمني أن "أكثر من ألف طفل قتلوا وأصيب نحو 1400 آخرين منذ الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر2014،. وفقاً لموقع "هنا عدن" اليمني.
وأشار التقرير، الذي أعده المركز بمناسبة اليوم العالمي للطفل إلى أرقام مخيفة عن انتهاكات حقوق الطفولة في اليمن منذ الانقلاب، مضيفاً أن أكثر من 2.9 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة رغم أنهم في سن التعليم.
وأوضح أن "215 طفلاً تعرضوا للاحتجاز من الميليشيات الحوثية، وأن أكثر من ألفي طفل جندتهم الميليشيا في الحرب المشتعلة منذ أكثر من عام. ولفت إلى أن ما يزيد على 10 آلاف طفل في سن التعليم نازحين مع أسرهم خارج اليمن، وقرابة 1.8 مليون حرموا من إكمال عامهم الدراسي بعد إغلاق المدارس أبوابها بسبب الحرب".
وطبقاً للتقرير، فإن نحو مليون طفل تضررت مدارسهم البالغ عددها 1495 مدرسة سواء كان التدمير كلياً أو جزئياً أو تحولت إلى مراكز للنازحين أو قواعد لأعمال عسكرية. وذكر بأن قرابة 10 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وأوضح أن هناك نحو 2.5 مليون معاق نصفهم دون سن الـ 15 بحسب مسح ميزانية الأسرة الأخير. وقال إن "537 طفلاً دون سن الخامسة عرضة لخطر سوء التغذية الحاد. متوقعاً أن يتضاعف العدد مع نهاية العام الجاري بما يصل إلى نحو 1.2 مليون طفل".
وأكد أن الآلاف من أطفال اليمن فقدوا آباءهم بسبب الأحداث، وأن الملايين منهم بحاجة إلى الرعاية الصحية والنفسية العاجلة.
وكان وزير حقوق الإنسان اليمني، عزالدين الأصبحي، كشف منتصف الشهر الجاري عن استدراج المتمردين عدداً كبيراً من الأطفال، من دور الأيتام والملاجئ، والزج بهم في جبهات القتال، مؤكداً أن الميليشيا الانقلابية جندت أكثر من 25 ألف طفل للقتال في صفوفها. كما حولت المدارس إلى ثكنات عسكرية.

المشهد اليمني:

بعد عودة الرئيس اليمني إلى عدن مع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية بدعم من التحالف، وبدء اللعب على دور القبائل في حسم معركة صنعاء وتحريرها من يد الحوثيين، مع موافقتهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.. هل سينجح المبعوث الأممي في الخروج من نفق الدم في اليمن؟

شارك