خسائر للحوثيين في "تعز".. وسط غموض المفاوضات
السبت 28/نوفمبر/2015 - 04:14 م
طباعة

يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع غموض حول عقد لقاء جنيف بين الفرقاء اليمنيين.
الوضع الميداني:

قصفت طائرات التحالف العربي- الذي تقوده السعودية- مواقع يتمركز فيها الحوثيون وميليشيات علي عبد الله صالح في محافظتي تعز الجنوبية، ومأرب شمال شرقي العاصمة صنعاء، السبت.
وقال مصدر محلي وفقاً لموقع "المصدر أونلاين": إن خمس غارات استهدفت تجمعات للحوثيين بالقرب من معسكر العمري، وكذا تحركات لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في قرية الجديد في مديرية ذوباب.
كما أغارت طائرات التحالف على مواقع للمتمردين الحوثيين وميليشيات صالح الموجودة في مدرسة صلاح الدين في المطالي، بمديرية المسراخ، جنوبي مدينة تعز.
وأكدت مصادر المقاومة أن أكثر من 17 حوثياً قتلوا في مواجهات الأمس في مختلف الجبهات في محافظة تعز، كما قتل عشرة آخرون من عناصر الميليشيا في مديريتي حبيش وفرع العدين غربي محافظة إب، بالتزامن مع غارات لطيران التحالف على مواقع المسلحين في منطقة «بني شبيب».
وتشهد تعز اشتباكات يومية عنيفة، ومعارك كر وفر بين المتمردين والقوات الشرعية؛ حيث حققت الأخيرة تقدمًا كبيرًا على أكثر من جبهة في المحافظة التي لا تزال فيها تخوم يسيطر عليها الحوثيون.
في غضون ذلك، شنت طائرات التحالف سلسلة غارات على تجمعات للحوثيين وأنصارهم بمديرية صرواح في محافظة مأرب، التي تشهد قتالًا متواصلًا بين المقاومة والحوثيين.
وقصف المتمردون الحوثيون وميليشيات صالح، الجمعة، حيًّا سكنيًّا بمحافظة مأرب بصاروخي كاتيوشا، في عملية متجددة لاستهداف المدنيين.
وقتل 4 متمردين حوثيين، وأصيب 6 آخرون، في هجوم شنته قوات الشرعية على المتمردين في مديرية المشجع الجدعان بمأرب، الخميس، في حين اندلعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين.
كما أحبطت طائرات التحالف العربي، مساء أمس الجمعة، عملية تهريب أسلحة لميليشيات الحوثي وصالح في جنوب اليمن، بعد أن كانت قد دمرت مخازن أسلحة للجماعات المتمردة شمال شرقي البلاد.
وقالت مصادر عسكرية لموقع قناة "سكاي نيوز عربية": إن مقاتلات التحالف، الذي تقوده السعودية، قصفت "قوارب محملة بالسلاح للميليشيات أثناء محاولة تهريبها" قبالة منطقة بئر علي بمحافظة شبوة الجنوبية.
وتمكنت طائرات التحالف من قصف مخزن للقذائف والصواريخ في جبال رازح التابعة لمحافظة صعدة الحدودية مع السعودية، فيما قصفت جبال باقم ومنطقة القطينات واستهدفت عشرات المسلحين بالقرب من قبائل آل ثابت اليمنية كانوا متجهين إلى الحدود السعودية باتجاه محافظة الدائر من طرق المهربين، وتمكنت من القضاء عليهم وقطع طرق التهريب في تلك المنطقة ومنطقة منبه الحدودية.
وتمكنت القوات السعودية من القضاء على عشرات من مسلحي الحوثي والحرس الجمهوري التابعين لصالح أثناء محاولتهم التسلل الى مناطق الربوعة وعشارة الحدودية.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بسرعة استيعاب المقاومة الشعبية في الجيش الوطني بصورة رسمية وتأهيلهم بالشكل المناسب عبر مراكز استقبال وإعداد خاصة.
وطالب هادي خلال اجتماعه باللجنة العسكرية المختصة بهذا الملف بالتنسيق مع الجهات المعنية في المؤسسة العسكرية والقيادات الميدانية- بفرز مَن تنطبق عليهم شروط التجنيد ليكونوا عماد الجيش والمؤسسة الأمنية.
هادي عقد اجتماعًا آخر مع محافظي المحافظات المحررة لمناقشة الأوضاع الأمنية فيها وما تواجهه من صعوبات وتحديات على صعيد البنى التحتية والاستقرار الأمني.
فيما قال القائد العسكري اليمني ومستشار الرئاسة لشئون الدفاع والأمن اللواء الركن علي محسن الأحمر: إن حل مشكلة اليمن ستساهم بشكل كبير في حل معظم مشاكل المنطقة.
وأكد في حديث له، على هامش لقاء جمعه في أحد المنتديات بالسعودية، ونقلته جريدة "الحياة"، بأن «التحالف العربي ماضٍ في دعم الشرعية لتحرير المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى، والمد الصفوي في المنطقة ستجهضه عاصفة الحزم».
وأضاف: «التحالف العربي أعاد الأمل ليس إلى اليمن وحده، ولكن إلى الأمة كلها، وبمثل هذه المواقف تتجلى الأخوة الصادقة».
واعتبر الأحمر بأن «اليمن بوابة لحل فتن عدة، فبإصلاحه تصلح أمور كثيرة. والنصر قريب».
وأشار بالقول إلى ما أسماها بـ«الشطحات القومية» في الستينيات والسبعينيات، وكيف تم التغلب عليها بقيادة الملك فيصل، وقال: إن مصير «المد الصفوي» في اليمن والمنطقة كذلك سيُهزم بنفس الطريقة بقيادة الملك سلمان، حسب قوله.
وغادر اللواء الأحمر، وهو أحد أبرز القادة العسكريين اليمنيين، العاصمة صنعاء إلى المملكة العربية السعودية في الـ21 من سبتمبر العام الماضي، إبان اجتياح ميليشيات الحوثي وصالح للعاصمة اليمنية صنعاء.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، حذر وزير خارجية اليمن رياض ياسين من أن أي حل سياسي في هذه الفترة يعطي مكانة للحوثيين كميليشيات، معتبراً أن الخطورة القادمة في حال حدث ذلك تكمن في تدويل القضية اليمنية.
ووفقاً لصحيفة "عدن الغد" اليمنية، اليوم السبت، قال ياسين: "إن عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية في 26 مارس الماضي لإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية باليمن، نقلة نوعية وغير مسبوقة في الحالة العربية".
وأضاف ياسين خلال استضافته في اللقاء الشهري الذي ينظمه مركز أسبار السعودي أمس الجمعة، أن "الملك سلمان بن عبدالعزيز بهذه الخطوة نقل العرب من الشجب والإدانة إلى اتخاذ القرار".
وشدد ياسين على أهمية أن لا يتعرض اليمن للاختراق أو الانهيار مرة أخرى، وأنه لا بد من إنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية وايجاد دولة المؤسسات، كما أكد أن ما حصل من تمرد وانقلاب يجب أن لا يتكرر.
وأشار وزير الخارجية في حديثه إلى أنه لم تكن في اليمن دولة، وإنما لم يكن سوى سلطة للرئيس المخلوع صالح، الذي قال "إنه بنى حكماً له ولم يبن نظامًا ولا دولة".
وفيما يتعلق بمرحلة ما بعد الحرب، دعا ياسين إلى الاستفادة من تجارب دول خرجت مكسورة من الحروب، وأعادت بناء نفسها من جديد، محذراً من أي حل سياسي في هذه الفترة يعطي مكانة للحوثيين كميليشيات، معتبراً الخطورة القادمة في حال حدث ذلك تدويل القضية اليمنية.
انتهت الجولة الأولى من اللقاءات بين وفد «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» من جهة، والمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ في العاصمة العمانية مسقط؛ حيث جرى نقاش مسودة جدول أعمال مؤتمر «جنيف 2» المرتقب، في أجواءٍ وصفت بـ «الايجابية». وغادر ولد الشيخ يوم أمس، إلى الرياض لإطلاع الطرف الآخر على نتائج اللقاءات مع الوفد اليمني، الذي ينتظر إعلان المسودة المتفق عليها، للتصريح عن هوية ممثليه في المؤتمر.
من جهته، أكد المتحدث باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، عبر موقع «فيسبوك» أن الوفد «قدّم الأفكار الجادة التي تسهم في وقف العدوان على بلدنا، وفي بناء أي حوار سياسي مقبل من أجل وطننا وشعبنا اليمني الصامد»، في إشارة إلى أن النقاشات تركزت بصورة أساسية على البحث في ما تجاهلته مسودّة ولد الشيخ مثل بند وقف العدوان وإحياء العملية السياسية.
المشهد اليمني:

بعد عودة الرئيس اليمني إلى عدن مع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية بدعم من التحالف، وبدء اللعب على دور القبائل في حسم معركة صنعاء وتحريرها من يد الحوثيين، مع موافقتهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.. هل سينجح المبعوث الأممي في الخروج من نفق الدم في اليمن؟