الإخوان يُسَخِّرُون إمكانياتهم للدفاع عن الخليفة "العثمانلي أردوغان"

الأحد 29/نوفمبر/2015 - 04:12 م
طباعة الإخوان يُسَخِّرُون
 
يومًا بعد يوم يكبر حلم إحياء "الإمبراطورية العثمانية" في ذهن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يسعى بكل الأشكال لتخليد اسمه، وإحياء الخلافة العثمانية من جديد؛ بحيث يكون سلطانها الـ 37، خلفًا لـ36 سبقوه.
ورغم تأكيد "أردوغان" المستمر أنه لا يفكر في إحياء الخلافة، فكل شيء يشير إلى رغبته الصادقة في ذلك، فمنذ تولي الرئاسة في أغسطس الماضي، وهو يسعى لتغيير هوية الدولة التركية، وطمس ملامح العلمانية في البلاد، وهو ما بدأه بالقصر الأبيض، وطائرته الخاصة "القصر الطائر"، وتدريس اللغة العثمانية، والنشيد العثماني إجباريًّا في المدارس.
وأخيرًا اتفق خبراء في الشأن التركي على أن سقوط جماعة الإخوان في مصر هدد حلم 'رجب طيب أردوغان' بالعودة إلى دولة الخلافة، على أن تكون أنقرة عاصمة للمشروع، فبعد مرور 90 عامًا على إعلان جمهورية تركيا الحديثة وتحررها من الخلافة العثمانية، ورغم كل الإصلاحات التي أجراها أتاتورك لدولته تركيا، والقضاء على التطرف، غير أن حزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، يحاول الآن جاهدًا خلق دولة متطرفة مرة أخرى، ويباهي العالم بذلك؛ حيث أعلن تأييده لجماعة الإخوان في مصر، ومعاداته للجيش المصري، فأصبحت تركيا تحتضن اجتماعات التنظيم الدولي للإخوان، ولكن شباب تركيا الإصلاحيين ما زالوا يقاومون دولة أردوغان المتطرفة، ويحاولون الحفاظ على إصلاحات أتاتورك. وردًّا لهذا الجميل الذي قام به أردوغان وعلى مدى أسبوع سخّرت جماعة الإخوان كل منافذها الإعلامية للتفاعل مع الأزمة القائمة بين روسيا وتركيا، على خلفية إسقاط أنقرة لطائرة روسية في 24 نوفمبر الجاري، قالت إنها دخلت الأجواء التركية.. فيما نفت روسيا ذلك، مؤكدة على أن الطائرة كانت تُجري استكشافات فوق سوريا.
وتقوم جماعة الإخوان بدور الجوقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث ذهبت في تدعيمه باعتباره خليفة المسلمين والسلطان العثماني الجديد، بالرغم من التراجع التركي أمام روسيا.. وظهر التراجع هذا في تصريحات أردوغان، عبر حوار متلفز مع قناة فرانس 24 الفرنسية، وقال فيه: إن تركيا لو كانت تعلم أن الطائرة التي تم إسقاطها تابعة لروسيا لكان التصرف اختلف.
عاصم عبد الماجد،
عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلام والقريب من الإخوان
وكفر عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلام والقريب من الإخوان، كل من دعموا روسيا في الأزمة القائمة، قائلًا أمر قطع: "كل من قال اغضب يا بوتن كافر".. ودعم "عبد الماجد" فتواه بأن دعم أردوغان "لازم"؛ لأنه رئيس مسلم أما روسيا دولة "كافرة". 
وتابع "عبد الماجد" في دفاعه عن دولة أردوغان بأن الرئيس التركي الحالي يحاول أن يعيد تركيا إلى إسلامها، رافضًا الهجوم على أنقرة؛ نظرًا لعلاقاتها بالكيان الصهيوني أو كونها عضوًا في حلف الناتو، أو القوانين التركية التي تقنن بيوت الدعارة، قائلًا: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها وما تنتقدوه هو إرث الماضي يحاول أردوغان محوه".
واتفق معه طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، والهارب في الخارج، الذي دعم هو الآخر تركيا.. 
وجدي غنيم القيادي
وجدي غنيم القيادي الإخواني الهارب والمقيم في قطر
كما تبنى وجهة النظر هذه وأصدر فتوى بتكفير من قال: "اغضب يا بوتين" الشيخ وجدي غنيم القيادي الإخواني الهارب والمقيم في قطر. 
واتفق محللون على أن موقف الإخوان وحلفائها تجاه الأزمة التركية الروسية ما هو إلا رد للجميل، وخشيه على التمويل التركي للإخوان.
وهو ما ذهب إليه يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الذي قال: "إن الدعم الإخواني لتركيا مبرر لثلاثة أسباب أولها: هو أن تركيا مفروض عليها بسبب الأزمة الراهنة تضييقات من روسيا؛ ما سيؤثر سلبًا على التمويل التركي للإخوان، والذي استمر لمدة تزيد عن العامين..". وتابع أن "السبب الثاني يظهر في عدم وجود بديل للجماعة غير الارتماء في حضن تركيا، خاصة وأن المشهد المصري اكتمل بالانتخابات البرلمانية".
واختتم أسبابه بأن "تركيا كان لها دور كبير في السماح للإخوان بالتطاول على مصر من داخل أراضيها". مشيرًا إلى أن "تركيا ساهمت في ذلك أكثر من الذي ساهمت به قطر".
سامح عيد القيادي
سامح عيد القيادي الإخواني المنشق
ومن جانبه قال سامح عيد، القيادي الإخواني المنشق: "إن الخطاب الإعلامي الذي تتبناه جماعة الإخوان في دعم أردوغان مفهوم في ظل الموقف التركي المؤيد للجماعة".
وأضاف-على الأسباب السابقة في دعم الإخوان- أن "المشروع التركي يلبي شغف الجماعة في وجود دولة إسلامية موحدة تحت لواء خلافة".
ولفت إلى أن "الإخوان في العادة يتجاهلون الأخبار التي لا تصب في صالحهم، مشيرًا إلى أنهم يهمهم أن يبقى أردوغان رمزًا للرئيس الإسلامي؛ حتى يقارنوا نظامه بما يحدث في مصر، ومِن ثَمَّ يقولون: إن التجربة التركية أفضل".
ومن جانبه فسر الدكتور قدري حنفي، أستاذ علم النفس السياسي، تجاهل الإخوان للتراجعات الأردوغانية، في الوقت الذي يصرون فيه على التركيز على التصريحات العنترية، بأن هذا نوع من التجاهل المتعمد سببه الإعجاب الشديد بالتجربة التركية لدى الإخوان.
وأضاف أن الإعجاب الإخواني بأردوغان، متواجد من قبل الإطاحة بالجماعة من حكم مصر، مشيرًا إلى أن هذا الإعجاب تضخم بشكل ملحوظ، بعدما وافق الرئيس التركي على استضافة الإخوان في أنقرة، وتمويلهم والسماح للتنظيم بالإقامة داخل تركيا.

شارك