داعش ترد على غارات أوباما بذبح "فولي"
الخميس 21/أغسطس/2014 - 02:39 م
طباعة

في استمرار للأحداث الإرهابية الجارية في الدول العربية، وعلى رأسها العراق وسوريا، وبالأخص مع وجود عناصر مسلحة تحت مسمى تنظيم الدولة الإسلامية، تتوالى الأحداث الدامية واحدة تلو الأخرى، من مذابح إلى جلد وإعدام، وغيرها من مجازر أخرى كثيرة ترتكبها "داعش"، والتي كان آخرها ذبح الصحفي الأمريكي "جيمس فولي" في العراق، في اعتقادها أن هذا هو بداية الانتقام من أمريكا، بعدما أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا التنظيم وقال: إنه يجب القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وعدم الاعتراف به.. كما جاء ردًا على الضربات الجوية الأمريكية لمواقع الدولة الإسلامية.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد أعطى الأسبوع الماضي الضوء الأخضر لتوجيه ضربات أمريكية في شمال العراق، لوقف تقدم جهاديي الدولة الإسلامية، الذي أدى إلى فرار عشرات آلاف الأشخاص من الأقليات، خصوصًا من المسيحيين والإيزيديين.
الانتقام بالذبح

يبدو أن "داعش"، بدأت في إعلان الحرب على أمريكا، في مواجهه منها لتصريحات أوباما، جاء ذلك بعدما أذاع تنظيم الدولة الإسلامية مقطعا مصورا على موقع اليوتيوب يقول إنه لعملية قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي اختفى في سوريا قبل نحو عامين، وفي نهاية الفيديو، شوهد شخص آخر مقبوض عليه، عرف على أنه الصحفي الأمريكي ستيف سوتلوف، مع تحذير بأن مصيره يتوقف على الخطوة التالية التي سيتخذها الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
أوباما يواصل هجومه

أوباما
ورد البيت الأبيض على هذا الفيديو، قائلا: إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعمل على التأكد من مقطع الفيديو الذي إذا ثبت صحته فإن الولايات المتحدة "ستشرع بالفزع الشديد للقتل الوحشي لصحفي أمريكي بريء"، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض كيتلين هايدن: "لقد رأينا شريط فيديو يزعم أنه يصور قتل المواطن الأمريكي جيمس فولي على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية.. وفي حال كان صحيحًا نعتبر أن القتل الوحشي لصحفي أمريكي بريء هو أمر مروع".
وتلقى أوباما هذا الخبر بالإدانة الشديدة، واصفا إياه بالـ "سرطان" الذي "يقترف إبادة جماعية" دون أي "عقيدة أو حس إنساني"، وقال إنه لا مكان له في القرن الحادي والعشرين، مؤكدًا على ضرورة أن تعمل شعوب وحكومات الشرق الأوسط من أجل "استئصال سرطان تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة".
وقال أوباما: إن تنظيم "الدولة الإسلامية لا يتحدث باسم أي ديانة، ليس هناك ديانة تقول بذبح الأبرياء.. إن عقيدتهم فارغة"، مضيفًا أن هذا التنظيم يقترف إبادة جماعية وليس لديه عقيدة أو حس إنساني.
عائلة "فولي" تفتخر

في حين قابلت عائلة الصحفي المذبوح، الخبر في رسالة على فيسبوك، قائلة: نعلم أن الكثيرين منكم يبحثون عن تأكيد أو إاجابات، من فضلكم اصبروا حتى تتاح لنا جميعا المزيد من المعلومات وواصلوا الدعاء لفولي، وقالت والدة فولي: إنها فخورة بابنها "لقد ضحى بحياته حتى يكشف للعالم معاناة الشعب السوري".
ويظهر في مقطع الفيديو الذي حمل عنوانا "رسالة إلى أمريكا" شخص قال التنظيم إنه جيمس فولي وحوله مجموعة من المسلحين المقنعين.
وقال أحد المسلحين، وهو يتحدث بلكنة بريطانية: إن مقتل الصحفي جاء ردا فوريا على الضربات الجوية الأمريكية لمواقع الدولة الإسلامية في العراق.
يذكر أن فولي عمل مراسلا في الشرق الأوسط لخمس سنوات وخطفه مسلحون مجهولون في 22 نوفمبر 2012.
وكان فولي قد أرسل تقارير صحفية كثيرة من مناطق مختلفة في أنحاء الشرق الأوسط، إذ كان يعمل لجلوبال بوست الأمريكية، وبعض الجهات الإعلامية الأخرى، ومن بينها وكالة الأنباء الفرنسية.
وكانت الولايات المتحدة شنت ضربات جوية في العراق لمساعدة القوات العراقية على مواجهة مسلحي "الدولة الإسلامية".
بريطانيا تهاجم "داعش"

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أدان هذا الحادث المؤلم، معتبرا ما حصل "جريمة قتل لا يمكن تبريرها إطلاقا.
ورجح كاميرون، إثر سلسلة اجتماعات أزمة ترأسها الأربعاء على خلفية الحادث، أن يكون الشخص الذي ظهر في شريط الفيديو وهو يقتل الصحفي الأمريكي من جنسية بريطانية.
وقال في هذا الصدد: "لم نحدد بعد هوية الشخص المسئول عن هذا العمل، ولكن يرجح أكثر فأكثر أنه مواطن بريطاني"، وتابع "إنه أمر يثير صدمة كبيرة، لكننا نعلم بأن عددا كبيرا من الرعايا البريطانيين توجهوا إلى العراق وسوريا للتطوع لممارسة التطرف والعنف".
وأضاف: "واجبنا يكمن في مضاعفة الجهود لمنع مواطنينا من التوجه إلى هناك وضمان أمن بلادنا" من الخطر الذي يمثله المقاتلون المتطرفون حين يعودون إلى بريطانيا. وذكر كاميرون بالتدابير التي يمكن للحكومة اتخاذها حيال هؤلاء الأشخاص، ومنها سحب جوازات السفر والاعتقال والملاحقة القضائية والتصدي لحملات الدعاية على الإنترنت.
وكانت الشرطة البريطانية "اسكتلنديارد" قد أعلنت في وقت سابق أن مصالحها المختصة في مكافحة الإرهاب تدرس عن كثب شريط الفيديو الذي يظهر قتل جيمس فولي وفق أحدث التقنيات وخصوصا على صعيد كشف هوية الوجه والصوت.
من جانبه نفى الناشط السوري "أحمد أبازيد" أن يكون الأمريكي الذي تم قتله بحسب الفيديو، جنديًا أمريكيًا، قائلًا عبر حسابه على "فيس بوك": الأمريكي الذي يذبح في رسالة إلى أمريكا هو الصحفي جيمس فولي.
منوها إلى أن جيمس اختُطف نهاية 2012 من إدلب، وكان يغطي الحرب على المناطق المحررة، مضيفًا أن إخفاء أي خبر عن صحفي كهذا أكثر من سنة ونصف لاستخدامه الآن، هذا بحد ذاته تصرف جهاز أمني قوي ومتماسك ويخطط بدهاء، وهذه بالمناسبة لا تدل على عمالة أو اختراق وإنما على كون من يتهمهم يحاول تبرئة نفسه بالاعتقاد أن على الجميع أن يكون مثله لا يفكر ولا يخطط ولا يعتمد على دراسات وخبراء، ويتصرف فقط بناء على الفزعة وردود الفعل اللحظية.
الثأر منذ عام 2002

في الوقت الذي ذبح فيه الصحفي فولي، تم انتهاء مدة الحكم على قتلة الدبلوماسي لورنس فولي، حيث أفرجت السلطات الأردنية عن أبوعمر محمد عيسى دعمس، بعد انتهاء مدة سجنه 15 عاما والتي قضاها، بتهمة قتل الدبلوماسي الأمريكي في عمان لورنس فولي، ويبدو أن مواجهة التنظيمات "الجهادية" مستمرة مع واشنطن.
وكان الدبلوماسي الأمريكي لورنس فولي 62 عاما قتل في أكتوبر 2002 بعدة رصاصات نارية أطلقت عليه في حديقة منزله في عمان وهو يستعد لركوب سيارته للتوجه إلى مكتبه في مقر المنظمة الأمريكية للتنمية والتعاون الدولي، وكان فولي دبلوماسيا يعمل كمسئول في الوكالة الأمريكية للتنمية، وحكم في قضيته على 3 أشخاص بالإعدام.
وآنذاك وجهت المحكمة الأردنية الاتهام في نفس القضية ضد 6 آخرين، بينهم فاضل نزال الخلايلة، أبو مصعب الزرقاوي، أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين سابقاً الذي تم قتله في غارة أمريكية عام 2006، وفر الزرقاوي من الأردن 1999، وفي عام 2000 صدر حكم بحقه غيابيا في عمان بالسجن لمدة 15 عاما في إطار محاكمة 28 شخصا مرتبطا بالقاعدة.
ومن المعروف أن تنظيم داعش، مرتبط تاريخيا بأبي مصعب الزرقاوي زعيم ما كان يسمى حركة "التوحيد والجهاد" منبع تنظيم الدولة الإسلامية حاليًا.
وكانت هذه الحركة بزعامة أبي مصعب الزرقاوي تبنت عددًا كبيرًا من العمليات الإرهابية من ذبح وقتل واختطاف في العراق، منذ الاحتلال الأمريكي سنة 2003، كما استهدفت المسلمين الشيعة العراقيين، وقدمت قتالهم على غيرهم، وبررت ذلك بأنهم هم الذين بدءوا بتصفية السنة، وفي عام 2006، بايع الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح اسم الحركة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وبعد مقتل الزرقاوي أواخر 2006، انتخب أبو حمزة المهاجر زعيما للتنظيم، كما تم تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبو عمر البغدادي، وفي 2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيمًا للتنظيم بعد مقتل أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر على يد القوات الأمريكية والعراقية، ليصبح نفسه هو زعيم التنظيم الإرهابي "داعش".
تضامن "القاعدة" مع "داعش"

من الجدير بالذكر أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن، قد أعلن تضامنه مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وهدد بمهاجمة الولايات المتحدة، لإعلانها الحرب على هذا التنظيم الجهادي.
وقال تنظيم القاعدة: "إن إعلان أوباما الحرب على المسلمين في العراق، وما تبعه من استهداف المجاهدين بالطائرات الأمريكية، يظهر جليًا أن العدو الصهيوصليبي ما زال هو الأخطر على أمة الإسلام".
تهديدات "داعش" لأمريكا

يذكر أن مواقع إلكترونية متعددة لتنظيم "الدولة الإسلامية" نشرت تهديدات "داعش" بإزالة الولايات المتحدة الأمريكية من الوجود، وذلك بعد قليل من دحرها، بواسطة قوات البيشمركة الكردية، من سد الموصل بالعراق.
وحذرت داعش، أمريكا، التي أطلقت بمواجهتها أول حملة عسكرية منذ انسحابها من العراق عام 2011، من إزالة أمريكا عن الخارطة على أيدي فرسان الخليفة"، في إشارة لأبي بكر البغدادي، الذي سماه التنظيم خليفة في مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق.
وكانت صحيفة السوسنة الأردنية ذكرت أن البغدادي قال على حسابة بـ"تويتر": نحن لدينا تصفية حساب مع أمريكا، لكن لا نستطيع الوصول لها، بل ستأتي إلينا، وذلك يتم باحتلال الكويت، بعدها ستأتينا أمريكا ونقاتلها وننتقم.