"ملاحقة إرهابيين خططوا لتفجير مسرح عنابة بالجزائر../ 8 قتلى في هجوم لطالبان على مطار "قندهار"../ «لوموند»: السلفيون على وشك الاختفاء من الساحة السياسية في مصر
الأربعاء 09/ديسمبر/2015 - 06:05 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء)مساء اليوم الأربعاء الموافق 9-12-2015.
"النقض" تعيد محاكمة 35 من مؤيدي مرسي في أسيوط
قضت محكمة النقض بقبول الطعون المقدمة من 35 من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ، على حكم محكمة جنايات أسيوط بإدانتهم بأحكام بالسجن تراوحت ما بين عام و15 عاما، على خلفية ما نسبته النيابة العامة لهم من تهم باقتحام نادي قضاة أسيوط وحرق عدد من الكنائس بالمحافظة تزامنا مع فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس 2013.
ونسبت النيابة العامة للمتهمين في القضية اتهامات الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون تدعو لتعطيل الدستور، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والتجمهر، والبلطجة، وتعطيل وسائل المواصلات، وقطع الطريق العام، ومقاومة السلطات، وترويع المواطنين.
المصري اليوم
وفد كنيسة كانتر بيرى يسأل: هل داعش مسلمون!!.. والأزهر يرد: حكمهم القتل
وجه وفد كنيسة كانتر بيرى البريطانية، سؤالا إلى ممثلى الأزهر الشريف، خلال جلسة الحوار الـ12 بين الأزهر ووفد الكنيسة، اليوم بالمشيخة: لماذا لا تكفرون داعش؟!. ورد الدكتور إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر: إنه ليس بالضرورة أن أكفر من يكفرنى، فهؤلاء نعدهم من البغاة، ويطبق عليهم حد الحرابة، وهناك قواعد للدخول في الإسلام، ولا أستطيع إخراجه من الإسلام إلا بخرق تلك القواعد، والنبى صلى الله عليه وسلم، عرف الإسلام تعريفا واضحا، وهى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وغيرها من بقية أركان الإسلام، فلا يمكن أن يخرج من الإسلام إلا بإنكاره أحد أركان الإسلام. من جانبه، رد الدكتور محمود حمدي زقزوق، رئيس مركز حوار الأديان، على سؤال ممثلى الكنيسة، إن القضية ليست التكفير، المهم ماذا يفعل هؤلاء، وتطبق على أفعالهم حد الحرابة وهي القتل، وقضية هل هو كافر أم لا فهي قضية لفظية فقط، ولكن حكم هؤلاء في الإسلام هو الإعدام. حضر من جانب الأزهر، الدكتور محمود حمدى زقزوق، رئيس مركز الحوار، والدكتور محى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد جميعة، والدكتور كمال بريك، والسفير عبدالرحمن موسى، مستشار شيخ الأزهر. وعن وفد كنيسة كانتر بيرى، الدكتور منير حنا، والدكتور جونسن فروست، والدكتور توبى هورث، والدكتور مارك بولسن. شهد اللقاء، توزيع كتاب مقالات فى التجديد للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على المشاركين.
اليوم السابع
8 قتلى على الأقل في هجوم لطالبان على مطار "قندهار"
قتل 8 أشخاص على الأقل في هجوم شنه مقاتلو طالبان على مطار قندهار كبرى مدن الجنوب الأفغاني في وقت يسعى فيه الرئيس أشرف غني في إسلام آباد إلى إعادة إطلاق محادثات السلام.
وهاجم المتمردون، مساء أمس، مجمع المطار الضخم الذي يضم منطقة سكنية مدنية وقاعدة مشتركة لحلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية.
وروى بعض السكان، أنهم سمعوا جنودا يطلبون من المتمردين ترك النساء والأطفال يذهبون أثناء هذه المعارك الشرسة. وهو ثاني هجوم في 24 ساعة على قندهار مهد طالبان.
وقال صميم خبالواك أحد الناطقين باسم حاكم ولاية قندهار، لوكالة فرانس برس، إن "ثمانية أشخاص بينهم مدنيون وعسكريون قتلوا". من جهته، تحدث أحد قادة الجيش في قندهار داود شاه وفدار عن سقوط 18 قتيلا.
وأكدت الحكومة الأفغانية، صباح اليوم، أن عددا غير محدد من المهاجمين قتلوا. لكن السكان الذين تلقوا أوامر بالبقاء في بيوتهم ذكروا أن تبادل إطلاق النار كان لا يزال مستمرا.
وتبنى الطالبان الهجوم الذي شن بعد أيام عدة من اللغط حول مصير قائدهم اختر منصور الذي أصيب بجروح بالغة بحسب بعض المصادر على إثر خلاف داخلي عنيف.
ويتزامن الهجوم مع زيارة الرئيس الأفغاني إلى إسلام آباد لمناسبة المؤتمر الإقليمي لدول "قلب آسيا".
وقرار الرئيس غني زيارة باكستان يبعث على الأمل بإمكان تسجيل تقدم نحو استئناف عملية السلام بين الحكومة الأفغانية والمتمردين الإسلاميين التي يعود أحد أسباب تعرقلها إلى انعدام الثقة بين كابول وإسلام آباد.
وفي يوليو استضافت باكستان التي لها تأثير كبير على طالبان ودعمتهم في الماضي، أول جولة تاريخية للمحادثات. لكن هذه المحادثات سرعان ما توقفت عندما أعلن الطالبان مقتل زعيمهم التاريخي الملا عمر في 2013.
وقال الخبير العسكري عتيق الله عمرخيل، مقره في كابول: "أصبح أمرا عاديا في كل مرة يجري فيها الحديث عن العودة إلى طاولة المفاوضات يشن طالبان هجمات كبيرة".
وأضاف: "أما أنهم يريدون إفشال الجهود الرامية إلى إعادة إطلاق المفاوضات، أو أنهم يحاولون الحصول على تنازلات كبيرة قبل الجلوس إلى طاولة التفاوض".
- "سماع الأطفال يصرخون" -
وأعلنت سلطات المطار، أن ركابا بقوا عالقين في المدرج المدني للمطار بعد إلغاء رحلات تجارية متجهة إلى الهند.
واستهدف المهاجمون مبان يقيم فيها موظفون وكذلك القاعدة العسكرية التي يتقاسمها حلف شمال الأطلسي والجيش الأفغاني بحسب خبالواك.
وقال طالب يدعى "عزت الله" 30 عاما، يقيم في المجمع: "إن المعارك بدأت حوالي الساعة 18.00 واشتدت أثناء الليل".
وروى لوكالة فرانس برس: "أن الجنود كانوا يطالبون الطالبان بترك النساء والأطفال لكن المهاجمين رفضوا. وسمعنا الأطفال يصرخون أثناء المعارك".
ويواصل الطالبان هجومهم على اهداف حكومية واجنبية بالرغم من حلول فصل الشتاء القاسي حيث تهدأ عادة المعارك في افغانستان.
وسجل المتمردون تقدما في الأشهر الأخيرة، فاستولوا لفترة وجيزة أواخر سبتمبر على قندوز مركز الولاية التي تحمل الاسم نفسه، وكان أكبر نصر يحرزونه منذ طردهم من الحكم في 2001. لكن انقسامات عميقة برزت داخل الحركة ما عقد استئناف المحادثات.
وذكرت مصادر عدة أن قائد طالبان اختر منصور الذي آثار تعيينه السريع الاحتجاج، أصيب بجروح بالغة أو حتى قتل في إطلاق نار تسبب به خلاف أثناء اجتماع كوادر طالبان الأسبوع الماضي في باكستان.
وبث طالبان، السبت، رسالة صوتية قدم على أنه تصريح للملا منصور ينفي بقوة أي إطلاق نار بين قادة طالبان. لكن هذا التسجيل استقبل بالتشكيك.
وكانت معارك داخلية وقعت الشهر الماضي بين أنصار الملا منصور وفصيل طالباني منشق.
الوطن
"لوموند": السلفيون على وشك الاختفاء من الساحة السياسية في مصر
علقت صحيفة "لوموند" الفرنسية، على نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر، والهزيمة الفادحة التي تعرض لها حزب النور السلفي، بالقول إنه على الرغم من دعم السلفيين للرئيس عبدالفتاح السيسي والجيش، إلا أنهم حققوا نتيجة سيئة للغاية لا تتعدى بضعة مقاعد.
وبينت الصحيفة أن هذه النتائج أثارت غضب الحزب وجعلهم يدركون أنهم على وشك الاختفاء عن الساحة السياسية في مصر، وهو ما جعل رئيس حزب النور، يونس مخيون، يخرج ليهدد بالقول أن استبعاد الحزب من الساحة السياسية المصرية سوف يدفع الشباب الإسلامي للتحول إلى ارتكاب أعمال عنف، قائلا: "حزب النور يواجه صراعات حقيقة مع مؤسسات الدولة على الرغم من الانحراف الاستراتيجي للحزب لصالح الدولة واستقرارها".
على صعيد آخر، أوضحت الصحيفة أن الداعمين للرئيس عبدالفتاح السيسي أصبحوا يهيمنون على البرلمان الجديد، فبجانب النواب المستقلين، فإن اللواء السابق، سامح سيف اليزل لا يزال يجري مناقشات مع النواب من أجل استكمال تحالف دعم الدولة المصرية وخلق تحالف واسع يمكن من خلاله تقديم الدعم للرئيس السيسي داخل البرلمان، إذ ينوي تشكيل تحالف يضم ثلثي النواب لتشكيل الأغلبية.
البوابة نيوز
ملاحقة إرهابيين خططوا لتفجير مسرح عنابة بالجزائر
أفادت مواقع جزائرية اليوم الأربعاء بأن وحدات من الجيش تلاحق مجموعة إرهابية كانت تنوي تفجير مسرح عنابة حيث كان من المنتظر أن يحيي الشاب خالد حفلا مساء اليوم.
وقالت مصادر جزائرية إن الجيش أحبط عملية تفجير المسرح وعززت القوات الجزائرية انتشارها عند المدخل الغربي للمدينة إثر ورود معلومات عن تسلل عناصر إرهابية عند مدخل المدينة.
هذا ولم يصدر عن المؤسسة العسكرية الجزائرية أي تعليق على الخبر الذي تداولته وسائل الإعلام الجزائرية.
وتحتضن ولاية عنابة منذ الـ 4 من ديسمبر/كانون الأول مهرجان عنابة لسينما البحر المتوسطي بعد غيابه لعقود.
الوفد
شبح الاغتيال يطارد أردوغان وآل ثان.. وكلمة السر دعم «داعش والنصرة"
لم يلتفت كثيرون إلى أن الوسيط الأكبر فى العملية التى تمت الأسبوع الماضى لتحرير الأسرى التابعين للجيش اللبنانى من قبضة جبهة النصرة فى سوريا، كان النظام القطرى، فيما أن الروس لا يركزون فى تلك الأيام.
وبعد إسقاط طائرتهم من قبل الجيش التركى، إلا على فضح علاقات تنظيم داعش الإرهابى بأنقرة وبزعيمها الحالم باستعادة المجد العثمانى القديم، رجب طيب أردوغان.
بينما تراكمت الشواهد فى سنوات ثورات وانتفاضات الربيع العربى الأخيرة، عن تناغمات لا حدود لها بين تنظيمات دينية وجماعات مسلحة وإرهابية، تُصَدِّر من كلمة الإسلامى واجهة لها، فى حين أنها تتلقى تمويلات ووسائل دعم لوجيستى من أنظمة تكفرها أو حتى تراها بعيدة عن الدين وصحيحه، أو تعتبرها علمانية مارقة.
حكايات صرف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، ودول غربية كبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، سواء فى صور مادية، أو عبر شحنات أسلحة ودعم تقنى، على تنظيمات وجماعات، تؤدى دور "الوسائط الوظيفية"، وخصوصا ضد نظام بشار الأسد فى سوريا، لا حصر لها.. كما أن الدعم اللامحدود من جانب الدوحة وأنقرة وواشنطن على وجه التحديد للإخوان، سواء إبان كانوا فى الحكم بمصر، أو حتى بعد إزاحتهم عنها بزلزال 30 يونيو 2013، لا يزال حاضرًا فى الأذهان.
السؤال، كيف تنقلب تلك التنظيمات على الأنظمة الداعمة لها من الباطن؟ داعش يبقى كنموذج صارخ فى هذا الإطار.. تلقى تمويلات لا حصر له، وبخاصة فى سوريا، قبل أن يتغول على الجميع، وتطال نيرانه وسهامه المسمومة السعودية والكويت وفرنسا وأمريكا والقائمة تطول، وذلك على نمط انقلاب القاعدة وجماعات الجهاد فى الثمانينات على القاهرة وواشنطن والرياض، بعد أن انفض مولد المواجهة مع الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان، ومن ثم انتهاء شهر العسل المريب الذى كان قائمًا بين تلك النظم وكيانات العنف المسلح.
على هذا النحو يبدو أن عمليات تسديد فواتير دعم الإرهاب التى تعيشها بعض الدول، وخصوصا فى الغرب فى تلك الفترة العصيبة التى يمر بها العالم حاليًا، هى فى الأصل صورة مشابهة، وإن اختلفت التفاصيل، لما حدث قبل ثلاثة عقود، بيد أن أنظمة كأنقرة والدوحة، وزعماءهما، كأردوغان وآل ثان، ليسوا ببعيد عن مصير الرئيس الراحل أنور السادات أو الزعيمة الهندية أنديرا غاندى، حيث قتل الاثنان برصاص دينى متعصب أطلقه عليهما نفر من حلفائهما السابقين من الجماعات المتشددة.
فللوهلة الأولى قد ينظر إلى اغتيال السادات، على يد خالد الإسلامبولى ورفاقه المنتمين للجهاد الإسلامى، فى السادس من أكتوبر 1981، وكذا قتلت أنديرا غاندى، على يد حارسين من حراسها الشخصيين ينتميان إلى طائفة السيخ، فى عام 1984، على أنهما حدثين تصفية جسدية مروعة فى حق زعيمين علمانيين، تصدى لإتمامهما متعصبون متدينون، ما يعكس الصراع الذى كان يدور بين جماعات المعارضة الدينية ونخب الدول العلمانية آنذاك، بمعنى أن المعركة بين الطرفين لم تكن على السلطة، بقدر ما كانت حربًا جوهرية بين التقاليد والحداثة.
لكن كتاب "الدين ووظائفه السياسية.. مصر- الهند- أمريكا"، من تأليف سكوت دبليو- هيبارد، والصادر ضمن سلسلة إنسانيات بمكتبة الأسرة بالهيئة العامة للكتاب، فى ترجمة للدكتورة فاطمة نصر، يتبنى فرضية مغايرة لسبب مقتل السادات وغاندى، تتجاوز مساحة الصراع بين الدين والعلمانية.
الكتاب يتبنى وجهة نظر مفادها أن سياسات السادات مثلًا كانت أبعد ما تكون عن العلمانية، بينما اتسم عهده بدعم الأصولية الإسلامية النشط من خلال مؤسسات الدولة الحديثة. فى حين شهدت مقررات التربية الدينية توسعات كبيرة، وزادت البرامج الدينية فى محطات التليفزيون المصرى، ناهيك عن قيام الحكومة بتشييد المساجد بأموالها، كما لم يتردد النظام الساداتى فى التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، وسعى بجد لاستمالتها.
بنفس ذاك الأسلوب سعت أجهزة المخابرات والمباحث المصرية، بحسب الكتاب، معظم فترة حكم السادات، لدعم الجماعات الإسلامية المختلفة فى الجامعات، بهدف إيجاد أساس مرجعى لنظامه متجذر فى الموروث الدينى، وليس فى القومية العربية (العلمانية)، فضلًا عن مجابهة التأثير الذى كان ما يزال مستمرًا لليسار العلمانى فى قلب الحياة السياسية المصرية.
السادات بالنسبة لمؤلف الكتاب سكوت دبليو- هيبارد، كان يخشى الناصريين والشيوعيين وليس الأصوليين، بيد أن قدرة نظامه على التحكم فى القوى التى أطلقها كانت محدودة وقاصرة، ومن ثم وبعد زيارة الرئيس الراحل للقدس عام 1977، كمقدمة لاتفاقية السلام مع تل أبيب، انقلب الإسلاميون على من كان يلقب نفسه بـ"الرئيس المؤمن"، ليفقد حياته على أيديهم، وتعيش مصر فيما بعد فى كابوس دموى جراء العنف المسلح والفكر التكفيرى.
وعلى النهج ذاته، كان اغتيال أنديرا غاندى نتيجة غير مقصودة لتلاعبات السياسة المشوبة بالدين، والتى مارسها حزبها "المؤتمر"، عندما حاول عزل قادة السيخ الأكثر اعتدالًا بإقليم البنجاب الهندى، عبر منح المتشددين منهم مساحات حركة واسعة، لتنتهى المأساة فى النهاية، بانقلاب المتعصبين على أربابهم، ورحيل الزعيمة الهندية برصاص الغدر.
وبناءً عليه، يتضح بجلاء شيوع الاستغلال الواعى من قبل نخب الدول العلمانية للمشاعر والأيدولوجيات الدينية المحافظة، طوال سبعينيات القرن العشرين وثمانينياته، فى بلدان متنوعة مثل ماليزيا وباكستان وتركيا وإسرائيل والسودان وسيرلانكا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث سعى لاعبون نشطاء هناك، عن عمد، لاستيعاب الأفكار والنشطاء المرتبطين بالأصولية الدينية واستغلالهم كجزء من بطانة النظام القائم.
الأغرب أنه فى كل النماذج العلمانية المشار إليها أعلاه، تم استخدام تفسيرات غير ليبرالية أو إقصائية ضيقة للدين من أجل إضفاء سمة "كهنوتية" مقدسة لتثبيت أنماط السلطة السياسية والاجتماعية القائمة، وتوفير أساس شعبى للحكومات المحافظة سياسيًا بالأساس، بحيث غدت التأويلات المحافظة للدين ملمحًا مركزيًا للجدل الأيديولوجى فى تلك الفترة، بل تم استغلالها لتحدى الرؤى الليبرالية للنظام الاجتماعى.. بكلام آخر يقول سكوت دبليو- هيبارد: "كانت الأصولية الدينية تستدعى من قبل نخب الدولة لإقرار عهد جديد من السياسات المحافظة".
بل أن الأكثر غرابة من لجوء رجال الدولة لاستلهام الدين كوسيلة ضمان السلطة، أنهم كانوا يستخدمون فى ذلك تأويلات دينية محافظة وضيقة الأفق، وهو ما يبدو مناقضًا لموقف زعماء الستينيات من القرن الماضي، من أمثال جمال عبدالناصر ونهرو، إذ تجنبوا بشدة التأويلات المتشددة والمتعصبة التي سادت فيما بعد ولم تتلاشَ تحت أى ظرف من الظروف رغم نمائها في مناخ يفترض أنه علماني على طول الخط، حتى إن تلك التأويلات احتلت وضعًا مركزيًا في تشكيل الرؤية البديلة لمفهوم الحداثة، وتبقى المفارقة الأعظم أن النخب العلمانية هي من اعتنقت على الفور، تلك الرؤية الدينية للحياة الاجتماعية الحديثة.
فى الأخير ينحاز الكتاب المهم في مضمونه، إلى أن نخب التيار السياسي السائد في عدد من المجتمعات العلمانية، هي من ساعدت قصدًا على تطبيع الأيدولوجيات الدينية المتشددة، وأتت بتلك الأفكار إلى صلب تيارها، قبل أن تتضاد المصالح، وتتعارض، ويصبح الوئام صراعًا على السلطة بين أصدقاء الأمس أعداء اليوم، ومن ثم لم يستدع ذلك الصراع بأى حال من الأحوال غير لغة الدم.
بوضوح فإن كتب التاريخ تنبئ دومًا بأن دعم الجماعات الدينية المسلحة ينتهى على الأرجح بانقلاب السحر على الساحر، فيما أن هذا السيناريو قابل للتكرار الآن مع رعاة الإرهاب الجدد من رؤساء وأمراء وملوك باحثين عن زعامة أو استعادة ملك وسطوة مفقودة.
مبتدا