جديد العدد الثامن من آفاق سياسية

السبت 23/أغسطس/2014 - 06:38 م
طباعة جديد العدد الثامن
 
في العدد الثامن "أغسطس 2014"، تناولت مجلة "آفاق سياسية" الصادرة عن المركز العربي للبحوث والدراسات، عددًا من القراءات والرؤى والدراسات حول الواقع السياسي الراهن، عبر مجموعةٍ من العناوين المهمة التي تمثلت في قراءة متعمقة جاءت تحت عنوان "المشروع الاستعماري لتفكيك الدول العربية".
وتناول السيد ياسين المفكر الكبير ورئيس تحرير المجلة في مقدمته التي جاءت تحت عنوان "المشروع الاستعماري لتفكيك الدول العربية"، والتي أكد فيها على أن عملية تفكيك الدول العربية تتكامل حلقاتها وفقاً لخطة استعمارية لا تتم بشكل تلقائي، وإنما نتيجة لتخطيط صهيوني واستعماري غربي بدأ منذ عام 1950، ومما يؤكد هذه الحقيقة الدور المشبوه الذي قام به حلف الناتو ودول الاتحاد الأوروبي لتحطيم نظام معمر القذافي ودور الولايات المتحدة الأمريكية لغزوه للعراق في تفتيت وحدة المجتمع العراقي الذي كان مقدمة ضرورية لتفكيك الدول العربية من خلال الخطر التي تتعرض له الآن بعد اجتياح داعش.
السيد ياسين
السيد ياسين
الدبلوماسية الوقائية المفهوم والآليات:
حيث يؤكد نجاح الريس وكيل كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية لشئون التعليم والطلاب بجامعة بني سويف على أن الدبلوماسية الوقائية أصبحت هي الرؤية التي تلوح بها القوة الكبرى للتدخل لمنع النزاعات لعلاج المشكلات الخاصة بالحرب الباردة، وأن الدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة يؤكد على أن المنظمات الدولية والإقليمية هي التي تصلح لتولي القيام بأعمال الدبلوماسية الوقائية، وأن مبدأ المفاوضات من القواعد العرفية في القانون الدولي والتي يجب القيام بها قبل اللجوء للقوة لتصبح المفاوضات شرطاً لازما قبل التحكيم أو محكمة العدل الدولية.
وأشار إلى أن الوضع الحالي للدبلوماسية الوقائية يزيد قليلا عن كونه مجرد فكرة ولكنه يقل كثيرا عن كونه سياسة إستراتيجية فلم يتحقق إلا قدر محدود لتعريف لمفهوم الدبلوماسية الوقائية على المستوى الدولي في سبيل ترجمتها إلى إستراتيجية قابلة للتطبيق العملي؛ ولذلك على المنظمات الدولية القيام بخطوات فعالية للإنذار المبكر والعمل على تأسيس هذا النوع من الدبلوماسية بشكل واسع ومنظم.

التغيرات المناخية كمصدر لتهديد الأمن العالمي بالتطبيق على الحالة المصرية
تناول الدكتور هشام بشير مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والاقتصادية بجامعة بني سويف ظاهرة التغير المناخي باعتبارها من أهم المشكلات البيئية الناتجة عن تزايد الأنشطة البشرية، وزيادة الاستهلاك مصادر الطاقة غير المتجددة؛ مما يهدد الأمن العالمي وأنه من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة انخفاض تدفق المجاري المائية بنحو 10 إلى 30% في كثير من البلدان التي تعاني نقصا مائيا، وعلى سبيل المثال بلدان وسط جنوب إفريقيا؛ ولذلك يجب على مصر التعامل مع قضية التغيرات المناخية بشكل إيجابي؛ من خلال تحديد تأثيره على قطاعات الزراعية والصحية والصناعية والسياحية، والعمل على بذل مزيد من الجهود على المستوى المحلي والدولي، من خلال دعم القدرات الفنية لتنفيذ المشروعات التي تقلل من التغير المناخي والاهتمام بأساليب البحوث والمراقبة المنهجية لتعظيم الاستفادة من النماذج الرائدة في هذا المجال ضد المخاطر البيئية وعمل مزيد من الدراسات التي تهتم بدراسة العلاقة بين التغيرات المناخية والفقر والتنمية المستدامة.

الاتجار في النساء رؤية قانونية
تتناول الدكتورة سمر إبراهيم مدرس العلوم السياسية في جامعة 6 أكتوبر مفهوم الاتجار بالبشر، وما تتضمنه من استغلال وأسباب هذه الظاهرة المتمثلة في الفقر والسياحة الجنسية وعدم الوعي والرغبة في تحقيق الثراء السريع وضعف الوعظ الديني وقصور التشريعات والتفكك الأسري والعولمة، بالإضافة إلى الطلب المتزايد على العمالة، وتشدد على ضرورة أن تقوم المنظمات الدولية بدورها في مكافحة الاتجار بالبشر من خلال زيادة الوعي وتسير التعاون وإقامة الاشتراكات بين مختلف الأطراف المعنية بهذه المشكلة والقيام بدورها في وضع قواعد وتشريعات قانونية تحط من هذه الظاهرة، واعتبرت أن لمصر دورا مهما في الحد من هذه الظاهرة، من خلال تفاعيل مكافحة الاتجار في النساء في مصر وتضافر جميع الأطراف المعنية لمكافحة هذه الجريمة، من خلال هذه الدراسات وعقد المؤتمرات والالتزام بمبادئ الشريعة ووضع إستراتيجية إقليمية ودولية لمكافحة الظاهرة والتعاون الإقليمي والدولي لإنشاء قاعدة معلومات مشتركة للحد منها.

التحديات الخليجية في العراق هروب أو مواجهة للمسئوليات
تناول الدكتور محمد سعيد في هذه الدراسة الاتهامات العراقية في السعودية بأنها قفزت على العراق بعد سقوط صدام حسين واحتلال الأمريكيين للعراق، وظهور دولة داعش التي كانت محصلة للاحتلال الأمريكي للعراق وتدميره والتوجس الإيراني من إيذاء العراق، متسائلا أين المسئولية الخليجية في هذا كله وكيف يمكن للدول العربية الخليجية أن تتعامل مع احتمالات التحالف أو الصراع بين ايران والولايات المتحدة في العراق؟ وهل لدى هذه الدول خيارات للتعامل مع أي من هذين الاحتمالين؟ أم ستترك العراق يموج بكل ما فيه من تداعيات لتجد نفسها مضطرة دائما لدفع الثمن بعد فوات الأوان.

انقلاب السحر على الساحر"العنف المسلح من أفغانستان إلى بلاد العرب"
تناول الدكتور كمال حبيب الباحث المتخصص في شئون الجامعات الإسلامية في هذه الدراسة تنظيم القاعدة وفق للتصور الأمريكي، وتوظيف الولايات المتحدة للقوة المتطرفة التي كانت منها القاعدة على الأقل في مرحلة التأسيس؛ بهدف الانفراد بقيادة العالم وتأكيد نهاية التاريخ كما أشار فوكوياما، واعتبر أن أمريكا تطفي الشرعية على تنظيم القاعدة، وأن أفغانستان في الفضاء التي تبلور في تحول في إدراك هذه الجماعات المتطرفة، إلا أن الخطر المهدد للعالم الإسلامي ولمشروعه الجهادي هو العدو البعيد، أي أمريكا وأوروبا والعالم الغربي، وليس النظم الداخلية التي كانت يطلق عليها العدو القريب، وبالتالي تحولت إلى معاداة الولايات المتحدة الأمريكية، وانقلب السحر على الساحر، مشددا على أن هذا الأمر تحول إلى عبرة في علاقة الغرب لتنظيم القاعدة في أنها سمنت كلبا تحول إليها لعضها لتتحول القاعدة من خنجر في يد الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الاتحاد السوفيتي إلى خنجر في خصر أمريكا وأوروبا.

الفتاوى السياسية ومخاطر الانزلاق في مسارات التيه
تناول كرم سعيد في هذه الدراسة ما أطلق عليه نهر الفتاوى الذي انطلق في مصر بعد ثورة 25 يناير، وما أفتى به القرضاوي بجواز الخروج على مبارك، وشدد على أن مشاركة الشعب المصري كله في مظاهرات الرحيل ضده واجبه شرعا على كل قادر، وليس لديه عذر يمنعه؛ لأنها وسيلة التخلص من فرعون وبروز سلاح الفتاوى السياسية في معركة الانتخابات البرلمانية 2012، وانتخاب مرسي ثم عزله وإعادة إنتاج الفتاوى السياسية، ولكنه على الرغم من نجاح المصريين في التخلص من عقدة مبارك والانخراط في العمل السياسي المباشر لم يكن كافيا لكبح جماح الفتاوى السياسية التي تتصدر المشهد السياسي الحالي في مصر وفي العراق، حتى أصبحت انتصارات داعش جزءا منها، وعملية الكرامة الليبية أيضا، وخاتما دراسته بقوله: أن هذه الفتاوى تشكل خطرا لا حدود له، وعلى ما تصدره المرجعيات السنية والشيعية يفتح الأبواب أمام شبح الاقتتال المجتمعي والطائفي في دول الربيع العربي.

السينما ومراحل الانتقالية السياسية
وتتناول الدكتور مريم وحيد مدرس مساعد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة الثورة المصرية في السينما وإرهاصات السينما المصرية، وتطورها في معالجة قضية الثورة والسينما كأداة للأمن القومي في العهد الناصري والتغير القيمي للمجتمعات في مرحلة ما بعد الثورات والتحولات السياسية الكبرى، مشددة على أن السينما هي الأداة السحرية التي تستطيع أن تعيد تقديم الحياة داخل قاعة مظلمة لها تأثير كبير على الواقع السياسية والاجتماعي في مصر.

العنف بين مبادرات الإخوان وواقع الحركة الإسلامية
ويتناول منير أديب الخبير في شئون الحركات الإسلامية العنف عند الإخوان المسلمين واحتضانها لجماعات العنف السياسي التي قامت بعمليات إرهابية في مصر خلال الفترة السابقة وتحديدا بعد 30 يونيو، وعلى رأسها "جماعة أجناد مصر"، و"كتائب أنصار الشريعة بأرض الكنانة"، و"كتائب الذئاب المنفردة"، و"جماعة جند الإسلام" و"كتائب الفرقان".

يسرى العزباوي
يسرى العزباوي
في الذكرى الأولى لـ 30 يونيو خريطة مرنة للتحالفات الانتخابية والإشكاليات السبع أمام عملية التحول الديمقراطي
يتناول الدكتور يسري العزباوي رصد وتحليل تجارب التحالفات الانتخابية السابقة لـ 30 يونيو، وسمات وخصائص ومحددات نجاح هذه التحالفات والمشكلات والعقبات التي تواجه الثورة المصرية، وأشار إلى أن هناك خبرة في التحالفات الانتخابية الماضية، بداية من تجارب تحالف ما قبل 52 "أحزاب القصر"، وأنه لم يترتب على تحالفات الثمانينيات، أي تطور تنظيمي حيث بقي لكل تنظيم بناؤه الخاص واستقلالية حركته السياسية، وانعكس هذا الوضع على أداء أعضاء مجلس الشعب أنفسهم، معتبرا أن بعض التحالفات المدنية تتسم بالطابع الاستعبادي أو التهميشي؛ وهدفهم فقط هو عدم وصول حزب النور أو جماعة الإخوان إلى البرلمان بأي حال من الأحوال، وأن هناك محددات وسمات أساسية لتحالفات عام 2014 تتمثل في التغيير والمرونة في التكوين ارتباطها بأشخاص أكثر من مؤسسات وأفكار محاولته فرض وصايا على الرئيس المنتخب، وأن محددات نجاحها تتوقف على وحدة الهدف ومحدودية الأعداد ومأسسة التحالف ووحدة الأيديولوجية ووحدة البرنامج، واختتم دراسته بالتأكيد على عدة ملاحظات أو ما أسماها الإشكاليات السبع وعملية التحول الديمقراطية المتمثلة في غياب الأجواء الاحتفالية من القوة السياسية التي شاركت في ثورة 30 يونيو، واختلاف طريقة مقدمي البرامج الحوارية في الاحتواء بهذه المناسبة العنف الملحوظ من جماعة الإخوان المسلمين في هذه المظاهرات، بالإضافة إلى عدة إشكاليات، منها ضرورة المصالحة الوطنية وتجديد النخبة وإدماج الشباب والتمنية والعدالة وأداة وسائل الإعلام الذي لم يرتق للمهنية المطلوبة، واختتم دراسته بالتأكيد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحاجة إلى جهد كبير لحل الإشكاليات السابقة، وأنه يجب أن يؤمن المجتمع بأنه لا بديل عن عملية تحول ديمقراطي سلمي يركز بالأساس على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مع وضع الدستور الجديد موضع التطبيق وحدوث تحول حقيقي في أداء الأجهزة الشرطية، خاصة وأنها البوابة الرئيسية في استمرار حالة الثقة بين الرئيس وبين المواطنين أو العكس.

شارك