الحرب على "داعش" تجمع الفرقاء.. وإشارة سورية بالتعاون مع أمريكا
الإثنين 25/أغسطس/2014 - 09:58 م
طباعة

حول تنظيم "داعش" الإرهابي خصوم الرئيس السوري إلى أصدقاء أو محايدين على أقل تقدير، في ظل اللاءات التي رفعها الجميع بمحاربة التنظيم الارهابي والقضاء عليه، عقب محاولة كل جهة ودولة التبرؤ من التنظيم من خلال إعلان الحرب عليه.
سوريا: مستعدون للتعاون مع أمريكا وبريطانيا في محاربة الإرهاب

وزير الخارجية السوري وليد المعلم
وفيما يعد تغيرًا في الموقف السوري تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، من حالة المعاداة إلى التوافق، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اليوم الإثنين، إن الحكومة السورية مستعدة للتعاون مع الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب، بشرط أن يتم ذلك بالتنسيق معها، مؤكدا بأن بلاده مستعدة للتعاون مع أي ائتلاف دولي أو إقليمي لمحاربة الإرهاب، حتى ولو ضم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وأكد المعلم بأن أي تدخل عسكري في سوريا لابد أن يتم بالتنسيق مع سوريا وبشكل مسبق.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي عقده في دمشق "نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب". وعما إذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال "أهلا وسهلا بالجميع".
وأضاف إن بلاده مستعدة للتعاون "من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي أو من خلال تعاون ثنائي".
وردًا على سؤال عن ضربات جوية محتملة فوق الأراضي السورية قد يقوم بها الأمريكيون، قال "إننا جاهزون للتنسيق والتعاون لأننا نحن أبناء الأرض ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو عدم جدواها. لذلك من يريد العدوان على سوريا لا يوجد لديه مبرر إلا بالتنسيق معنا إذا كان راغبا بمكافحة الإرهاب وأي شيء خارج عن ذلك هو عدوان".
وعما إذا كانت الدفاعات الجوية السورية ستسقط طائرات أمريكية تقوم بقصف مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في البلاد، قال المعلم "لدينا أجهزة دفاع جوي إذا لم يكن هناك تنسيق فقد نصل إلى هذه المرحلة (...) نحن نعرض التعاون والتنسيق بشكل مسبق لمنع العدوان".
وتابع "نحن نرحب بأي جهد ضد جبهة النصرة وداعش، ولكن السؤال هل الغارات الجوية وحدها ستقضي على تنظيمي النصرة وداعش في سوريا. أنا لا أعتقد ذلك".،ونفى المعلم وجود أي تنسيق مع الأمريكيين حتى الساعة في مسألة استهداف التنظيمات
المتطرفة.
وبدأ المسئولون الأمريكيون يلوّحون بأمر مشابه في ما يتعلق بسوريا، ها هو مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان في الجيش الأمريكي، يقول لمن يريد أن يفهم الرسالة: «يمكن هزم داعش إذا جرت معالجة الأزمة السورية». هذا الكلام المخفّف، قياساً بما قاله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل أيام ضد الرئيس بشار الأسد، موجَّه في الدرجة الأولى إلى إيران.
داعش يسيطر على مطار الطبقة العسكري بالرقة

داعش يسيطر على مطار الطبقة العسكري بالرقة
يأتي التحول السوري في الموقف، عقب تمكن تنظيم "داعش" الإرهابي من السيطرة على مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل قوات الجيش العربي السوري في محافظة الرقة في شمال سوريا، وذلك بعد ستة أيام من الهجمات المتتالية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن هناك عشرات القتلى لجنود سوريين في أرض المطار، مضيفًا أن معارك لا تزال تدور عند اطرافه بينما انسحب القسم الأكبر من قوات النظام إلى خارجه.
ويواصل تنظيم داعش الإرهابي هجومه لليوم السادس على التوالي على مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل النظام السوري في محافظة الرقة شمال سوريا، وتمكن صباح الأحد من اقتحام المطار للمرة الأولى، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن "تنظيم داعش شن الليلة الماضية هجومًا جديدًا هو الرابع منذ الثلاثاء الماضي على المطار، وتمكن هذا الصباح من اقتحامه وبات يقاتل في داخله، لكنه لم يسيطر عليه بعد".
وأشار المرصد في وقت سابق إلى تقدم التنظيم المتطرف في محيط المطار، حيث استولى على حواجز لقوات النظام السوري ومساحة كان انسحب منها خلال الأيام الماضية بعد صد قوات النظام الهجمات السابقة على المطار.
تغير سعودي

سعود الفيصل
فيما يبدو أن خطر "داعش" الإرهابي دفع السعودية لاتخاذ موقف مغاير مع النظام السوري، بعد سنوات من العداء الخفي، ورغم عدم إعلان الموقف رسمي، الا ان الكاتب والإعلامي “نضال حمادة” رأي في مقال له نشره موقع “المنار” الإخباري، أن الاتصالات الروسية السعودية عادت مرة اخري، عقب ان أوقفت موسكو الحوار مع الرياض بعد زيارة رئيس الاستخبارات السابق “بندر بن سلطان” إلى العاصمة الروسية ولقائه الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، أبلغت السعودية أنَّها قبلت بقناة الاتصال الجديدة عبر وزير الخارجية السعودي “سعود الفيصل”، الذي زار موسكو مرتين خلال الأسابيع القليلة الماضية.
تقول المصادر إن “الفيصل” أبلغ الجانب الروسي خلال زيارته الأخيرة لموسكو بالموقف السعودي الجديد حول سوريا، ومفاده أنَّ الرياض لا تريد إسقاط النظام في دمشق، ولكنها تريد تغييرا في القيادة وتحديدا في مركز الرئاسة، وتضيف المصادر إن وزير الخارجية السعودي أعاد على مسامع الروس فكرة حكومة انتقالية في سوريا تسبقها تعديلات دستورية تنقل صلاحيات الرئيس.
وأضاف “حمادة”، “في ظل غياب أية إستراتيجية واضحة من طرف الولايات المتحدة لمواجهة تصاعد نفوذ داعش وتمدده، لا تبدو آلية عمل الخطة السعودية الفرنسية الجديدة حول سوريا قابلة للتطبيق، بسبب الفارق الكبير بين الوضعين في العراق وسوريا، ويأتي هذا كله في وقت تمر فيه العلاقات بين موسكو وباريس بفترة توتر بسبب العقوبات الأوروبية على روسيا الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، وهو ما يمنع أي تواصل جدي حول الملف السوري بين الطرفين، وليس هناك في الأفق القريب والمتوسط ما يشير إلى احتمال تحسن العلاقات”.
في نفس السياق يبدو الغرب، في حالة جهل تام بما ستؤول إليه أوضاع حلفائه في “المعارضة السورية” في ظل تفككها الميداني أمام داعش، وليس هناك من جديد في الميدان يجعل السوري وحليفه الإيراني ومعهما روسيا يقبلون حاليا بطروحات رفضوها في ظروف أصعب وأكثر سوءا.
تعاون ايراني

محمد جواد ظريف
ويبدو أن الوضع المعقد في العراق سيشكل لأول مرة منذ عقود نقطة تقارب بين الخصمين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بعدما أعطى كل منهما إشارات إيجابية بخصوص إمكانية التعاون معا من أجل التصدي للجماعات المتشددة، ويتزامن ذلك مع انفراج دبلوماسي في العلاقات بين الجمهورية الإسلامية وبريطانيا بعد حادثة إغلاق السفارة البريطانية في طهران سنة 2011.
وأكد نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في المؤتمر أن إيران تقف إلى جانب العراق نافيا وجود أي جنود إيرانيين داخل الأراضي العراقية.
وقال جواد ظريف "نحن نتعاون ونعمل مع الحكومة العراقية ومع الحكومة التركية لصد هذه الجماعة". وتدارك جواد ظريف "لكننا لا نعتقد ان (الحكومتين العراقية والكردية) تحتاجان إلى وجود جنود إيرانيين" للمشاركة في التصدي للمقاتلين المتطرفين.
واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم عن "استعداد بلادها للتعاون مع السعودية لمعالجة مشكلات المنطقة".
ولفتت افخم في مؤتمر صحفي اننا "نعتقد ان معالجة مشكلات المنطقة عن طريق الحوار تعتبر آلية مؤثرة وان مكانة ايران في المنطقة الى جانب بقية الدول ومنها السعودية واضحة تماما". وتابعت ان "دور البلدين في مختلف القضايا موضع اهتمام المحللين والخبراء السياسيين"، آملة أن "تسهم كافة دول المنطقة في تعزيز التعاون ومعالجة المشاكل عن طريق الحوار".
ملامح المشهد

باعتبار "داعش" خطرًا أكبر على الجميع، غير أنه يبدو مؤقتًا في ذات الوقت، يبرز على المشهد الآن أنه وحد كل الفرقاء في المنطقة، أو هكذا تتشكل الصورة، وربما تكون مجرد حالة وقتية تعود بعدها الأوضاع إلى سابقتها، في ظل مساعٍ إقليمية ودولية للقضاء علي التنظيم الارهابي، الذي أصبح يمثل الخطر الاكبر على مصالح الدول بالمنطقة، وتريد أن تخرج امريكا من الموقف بصورة الصديق للجميع.