تقارب سعودي إيراني لمواجهة التحديات.. والرياض ترحب ببقاء الأسد
الثلاثاء 26/أغسطس/2014 - 09:08 م
طباعة

في ظل سعي جميع دول المنطقة إلى مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي وإنهاء الصراعات الأهلية في العراق وسوريا، والحفاظ على الأمن الإقليمي بالمنطقة، الذي أصبح يهدد كيانات الدول المختلفة، بحث نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الثلاثاء، مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة التطورات في الإقليم وسبل "مواجهة التطرف والإرهاب"، حسب ما أفاد لوكالة "فرانس برس" سفير طهران لدى منظمة التعاون الإسلامي.

الأمير سعود الفيصل مع عبد اللهيان
وقال السفير رضا حميد دهقاني إن لقاء عبد اللهيان مع الأمير سعود الفيصل "كان جيدًا جدًا ومثمرًا، وإن شاء الله لصالح البلدين والأمة العربية والإسلامية".
وأضاف "إننا نتباحث مع الإخوة في المملكة العربية السعودية حول العلاقات الثنائية وحول التطورات في المنطقة والمستجدات والتحديات التي نواجهها، كالتطرف وأيضا الهجوم الوحشي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل".
وأشار إلى أن المباحثات تشمل أيضا "كيفية مواجهة التطرف والإرهاب وضرورة اتحاد الدول الإسلامية والشعوب لمواجهة هذه التحديات".
أبعاد الزيارة

الدكتور محمد صقر السلمي
أوضح الدكتور محمد صقر السلمي، الخبير في الشئون الإيرانية، أن "زيارة عبد اللهيان يمكن قراءتها في مسارين، الأول أنها قد تكون بداية لفتح قنوات حوار مع المملكة، لاسيما بعد تعيين السفير الإيراني حسين صادقي الأسبوع الماضي، والذي كان سفيرًا لطهران إبان فترة رئاسة محمد خاتمي، بحيث يمكن أن تكون الزيارة لبحث نقاط الاختلاف والتي ستكون جميعها على الطاولة، بعد جدولتها بدءا من الأوْلى فالأوْلى، أو البدء في الخلافات الأقل".
وأشار الصقر في حديثه لـ "إيلاف"، إلى أن المسار الثاني يكمن في وجود تطورات سربتها بعض وسائل الإعلام الإيرانية، وهي ما حفزت إيران للقيام بهذه الزيارة المفاجئة، ورفض الصقر الإفصاح عن مضامين هذه التسريبات بحجة عدم استباق الأحداث، إلا أنه أكد أن زيارة اللهيان تأتي بلا شك لتمهيد وتنسيق زيارة وزير الخارجية الإيراني.
وقال مدير صحيفة الوفاق الإيرانية مصيب النعيمي" لراديو سوا، إن زيارة اللهيان إلى السعودية، تأتي في سياق تقارب البلدين و"إيمانهما بجسامة التحديات التي تواجهها المنطقة"، لافتا إلى أن إيران جادة في تحذيراتها بشأن خطورة الإرهاب في العراق وسورية.
إيران تعزل "سلماني" من العراق

الجنرال قاسم سليماني
أقدمت إيران وبحسب تقارير محلية نشرتها مواقع تابعة للإصلاحيين، على عزل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني الذي يمسك بملفات العراق وسوريا ولبنان، وهي خطوة ربما تعتبرها الرياض خطوة للتقارب بين الطرفين.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل شكلت جناحًا كبيرًا يقوده الرئيس هاشمي رفسنجاني رئيس تشخيص مصلحة النظام، الذي يقف خلف السياسة التي يعتمدها روحاني في إبعاد رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي من سدة الحكم، بغية تهدئة الأوضاع في المنطقة.
وأشار موقع "بويش" التابع للإصلاحيين، إلى أن طهران قررت تحجيم دور قاسم سليماني وحصره في المواجهة مع إسرائيل، مؤكدًا أن الأميرال علي شمخاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يتسلم كل ملفات المنطقة من قائد فيلق القدس للانفتاح على الجوار العربي.
وبحسب تقرير الموقع، فإن شمخاني عيّن اللواء حسين همداني مساعدًا له، ومشرفاً على الملف العراقي بدلاً من قاسم سليماني.
وترغب جهات شيعية من بينها عمار الحكيم ومقتدى الصدر بعودة الدور السعودي إلى مكانته خاصةً في العراق، وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد قال في مقابلة الأسبوع الماضي، إن "الدور السعودي ضعف في المنطقة، وآمل أن يرجع هذا الدور ويزيد ويكون منفتحاً بشكل أكبر على الشيعة لأن له ثقلاً بالمنطقة".
السعودية ترحب ببقاء الأسد

ترحيب في السعودية لبقاء الأسد
ويبدو أن خطر "داعش" الإرهابي، والتوافق الإيراني، دفع السعودية لاتخاذ موقف مغاير مع النظام السوري، بعد سنوات من العداء الخفي، ورغم عدم إعلان الموقف رسمي، إلا أن الكاتب والإعلامي "نضال حمادة" رأى في مقال له نشره موقع "المنار" الإخباري، أن الاتصالات الروسية السعودية عادت مرة أخرى، عقب أن أوقفت موسكو الحوار مع الرياض بعد زيارة رئيس الاستخبارات السابق "بندر بن سلطان" إلى العاصمة الروسية ولقائه الرئيس الروسي"فلاديمير بوتين"، أبلغت السعودية أنَّها قبلت بقناة الاتصال الجديدة عبر وزير الخارجية السعودي "سعود الفيصل"، الذي زار موسكو مرتين خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتقول المصادر إن "الفيصل" أبلغ الجانب الروسي خلال زيارته الأخيرة لموسكو بالموقف السعودي الجديد حول سوريا، ومفاده أنَّ الرياض لا تريد إسقاط النظام في دمشق، ولكنها تريد تغييرًا في القيادة وتحديدًا في مركز الرئاسة، وتضيف المصادر أن وزير الخارجية السعودي أعاد على مسامع الروس فكرة حكومة انتقالية في سوريا تسبقها تعديلات دستورية تنقل صلاحيات الرئيس.
المشهد الآن..

محللون الزيارة للمواجهة الارهاب
هناك تقارب بين الرياض وطهران من أجل مواجهة التهديدات التي اقتربت من حدود البلدين بل وربما في الداخل أيضا، وهو ما يوضح ان الجميع راي ان الاستمرار في الصراعات المنطقة يهدد الدولتين، وربما يفضى التقارب السعودي الإيراني إلى تغير في الأوضاع بالعراق ودعم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي في تشكيل حكومته، وقد يمتد هذا التغير إلى التأثير في مجريات الأحداث ومواجهة الاضطرابات المتجددة علي الساحة السورية وكذا في اليمن وقطر وعلى مستوى القضية الفلسطينية.