فرنسا تحسم أمرها.. في غضون 6 أشهر "دك" معاقل داعش ليبيا

الخميس 24/ديسمبر/2015 - 01:01 م
طباعة فرنسا تحسم أمرها..
 
مع توالي الأنباء حول التدخل العسكري في ليبيا، بدأت مساعي الغرب لشن هجمات على معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في ليبيا، وبعد تردد طال نسبياً حسمت باريس أمرها وبدأت في الإعداد لتدخل عسكري جديد هذه المرة في ليبيا، للقضاء على التنظيم الدموي داعش.
فرنسا تحسم أمرها..
وكان متابعون، توقعوا ضربات جوية قريبا في ليبياً، من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، معتبرين أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2214) بمثابة تفويض واضح بالحرب على التنظيمات الإرهابية، وكل ما تحتاجه الدول المختلفة هو إبلاغ الحكومة الليبية مسبقاً والتنسيق معها.
ومن المرجح، وفق متابعون، أن تقوم فرنسا بضرب معاقل داعش في ليبيا بعد ترددها طويلا بخصوص التدخل العسكري خاصة قبل التوقيع على اتفاق الصخيرات وتشكيل حكومة وفاق وطني تجمع الفرقاء حول مشروع واحد وهو محاربة الإرهاب وتثبيت مؤسسات الدولة.
وأشارت تقارير عالمية إلي أن قيام فرنسا بتدخل عسكري في ليبيا يعتمد أساسا على ضرب معاقل داعش الذي بدأ يتوسّع رغم الضربات الموجعة التي تلقاها من قبل قوات الجيش بقيادة خليفة حفتر في درنة وأجدابيا منذ أيام.
وانتهت فرنسا إلى الاقتناع بأنه لا مفر من التدخل لضرب سرطان داعش في سوريا والعراق وأورامه التي بدأت في الانتشار في ليبيا، وأن هذه القناعة أصبحت أكثر من راسخة في أذهان المخططين العسكريين الفرنسيين، على أن يكون التدخل في ظرف لا يتجاوز 6 أشهر، مشيرة إلي أن الطلعات الجوية التي تكاثرت في سماء ليبيا، تؤيد هذا التكهن، ولكنها أيضاً تؤيد فكرة التدخل بعد التأكد من تعاظم خطر التنظيم في ليبيا، وتزايد المواقع الخاضعة لسيطرته فيها، خاصة قرب المواقع النفطية، والحدودية التي تسمح له بتعزيز موارده المالية.
وتشير صحيفة لوفيجارو الفرنسية، إن فرنسا إلي أن التقارير الكثيرة الواردة من ليبيا، تدعو صاحب القرار إلى المضي قدماً في خطط الإعداد لعملية عسكرية واسعة في ليبيا، بسبب تمدد داعش على الحدود الجنوبية لأوروبا أولاً، وتزايد عدد الإرهابيين القادمين من دول المنطقة ولكن أيضاً من العراق وسوريا ومن اليمن والسودان، إلى جانب الاضطرابات والتهديدات التي يُشكلها طوارق جنوب ليبيا وشمال مالي و النيجر.
لفتت الصحيفة، إلي أن الدعم الفرنسي للمبعوث الأممي الجديد في ليبيا، سببه الحرص على إعداد السيناريو المناسب الذي سيسبق التدخل، والذي يتمثل في الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، تتولى الحرب على داعش، معتمدةً في ذلك على تحالف دولي مستعد لمدها بالقوات والسلاح المناسبين، وفي صورة فشل هذا السيناريو، فإن ذلك لن يكون سبباً كافياً لإثناء باريس عن "إنجاز المهمة" وتشكيل تحالف عسكري تتولى قيادته للتدخل في ليبيا، موضحة أن قيادة الأركان التي اشتهرت بتكتمها وصمتها المنهجي، لم تستطع السيطرة على المؤشرات الكثيرة التي بدأت في التسرب حول الإعداد لتدخل عسكري قريب.
فرنسا تحسم أمرها..
وكانت فرنسا أبدت دعمها المطلق لحكومة الوفاق الليبية واعتبرت أن تشكيل هذه الحكومة شرط لمساعدة الجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب.
وفي هذا الصدد أكد لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي دعم بلاده لفايز السراج الذي سيرأس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عند تشكيلها قبل منتصف يناير المقبل، قائلا: إن فرنسا تقف إلى جانب الشعب الليبي لتجاوز التحديات التي تواجهها البلاد، بدءا من فرض الأمن في العاصمة وإعادة الاستقرار ومكافحة الإرهاب، بحسب بيان للخارجية الفرنسية.
يأتي ذلك في ظل مخاوف العديد من الدول من تنامي نفوذ تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا وتمكنه من السيطرة على مدينة سرت ودرنة وبعض المناطق المحاذية لها ممّا يزيد من احتمال تحوّل ليبيا إلى منطقة تدريب للجماعات الجهادية بدل العراق وسوريا، وهو ما يحصل بالفعل بالنظر إلى وجود العديد من معسكرات التدريب التي يشرف عليها قادة أنصار الشريعة ومقاتلون في صفوف داعش.
 وفتحت هذه المخاوف من تغلغل داعش في ليبيا وتمكنه من استقطاب الآلاف من المقاتلين من جنسيات مختلفة الباب أمام احتمال تنفيذ تدخل عسكري في ليبيا.
وتعتمد فرنسا على سيناريو، مساندة التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، وذلك لمدها بالقوات والسلاح المناسبين، وفي حالة فشل هذا السيناريو فإن ذلك لن يكون سببا كافيا لإثناء باريس عن إنجاز المهمة وتشكيل تحالف عسكري تتولى قيادته للتدخل في ليبيا.
وكان محللون سياسيون اعتبروا أن أحداث باريس الأخيرة يمكن أن تدفع السلطات الفرنسية إلى القيام بتدخل عسكري في ليبيا في ظل تغوّل تنظيم داعش الذي حوّل ليبيا إلى ملاذ آمن للمقاتلين من مختلف الجنسيات العربية والأوروبية.
أحمد شرتيل، الناشط السياسي الليبي، أكد وجود تحليق لطائرات أجنبية، يُرجح أنها فرنسية، فوق أجواء مدينة سرت، أحد أهم معاقل تنظيم داعش في ليبيا، موضحًا في تصريحات صحفية سابقة، أن ثمة تحرش فرنسي بالدولة الليبية منذ وقت طويل، يؤكد وجود رغبة فرنسية في التدخل العسكري في ليبيا، لحماية مصالحها في دول الساحل الأفريقي، القريبة من الجنوب الليبي.
فرنسا تحسم أمرها..
ولم يستبعد شرتيل أن تستغل فرنسا هجمات باريس، لفرض وجودها العسكري داخل الأراضي الليبية، بحجة محاربة الإرهاب.
كان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لي دريان أعلن في وقت سابق أن تنظيم الدولة بدأ في التوسع وبسط سيطرته على العديد من المواقع الليبية، على غرار سوريا والعراق، وأن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس صرح للصحفيين بأن الدول، التي يستهدفها تنظيم الدولة قد تضطر للإسراع بسحق التنظيم في ليبيا، مضيفا: "نحن نعيش مع التهديد الإرهابي، لدينا عدو مشترك هو داعش، وينبغي أن نهزمه وندمره في العراق وسوريا وربما غدا في ليبيا".
وتتخوف باريس من أن انعدام الاستقرار في هذا البلد يساهم في تعزيز التطرف، في ظل تنامي عدد مسلحي التنظيم الإرهابي في ليبيا إلى ألفين أو ثلاثة آلاف.
وكان سرب المقاتلات الفرنسية المتمركز على سطح الحاملة "شارل ديجول" قد أجرى يومي 20 و21 نوفمبر الماضي قبل وصولها إلى السوحل السورية تحليقين استطلاعيين على الأقل فوق الأراضي الليبية.

شارك