اهتمت الصحف الأجنبية بأخر التطورات في العملية العسكرية في مدينة الرمادى العراقية، والغارات الجوية التى يقدم عليها التحالف الدولى لمواجهة داعش بقيادة الولايات المتحدة، في الوقت الذى يشير فيه المحللون إلى أن هذه المعركة ستسمر أيامًا ولن يستطيع الجيش العراقي القضاء على عناصر داعش بسهولة، كما اهتمت بمعاناة اللاجئين عبر البحر المتوسط والفارين من جحيم الحروب في منطقة الشرق الأوسط‘ إلى جانب استمرار الاهتمام بتصريحات ترامب المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية العدائية تجاه الاسلام والمسلمين.

من جانبها رصدت الديلي تليجراف البريطانية تطورات الحرب التي يشنها الجيش العراقي فى الرمادى، ونشرت تحليلا بعنوان "كيف تساعد القوات الجوية البريطانية الجيش العراقي على استعادة الرمادي؟"، اهتمت فيه بالحديث عن قيام القوات الجوية الملكية البريطانية بما يزيد عن 36 في المائة من إجمالي الجهد العسكري الجوي للتحالف الأمريكي المعاون للقوات العراقية في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار غرب العراق وذلك خلال الأسبوع الماضي فقط.  

واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتى بالتزامن مع قيام الجيش العراقي بالتقدم نحو مركز مدينة الرمادي والتي قبعت تحت سيطرة مقاتلي تنظيم داعش أكثر من سبعة أشهر حتى الان، مع الإشارة إلى أن الجيش العراقي سيحقق أكبر انتصار له في مواجهة مقاتلي التنظيم إذا تمكن من السيطرة على المدينة التي يتجاوز تعداد سكانها 450 ألف شخص.

واعتمدت الصحيفة على بيانات القيادة العسكرية المركزية الأمريكية التي تشير إلى تأكيدات بأن طائرات التحالف تدك مواقع في منطقة الرمادي منذ السادس عشر من الشهر الجاري لتمهد الطريق أمام الجيش العراقي لدخول المدينة، والإشارة أيضا إلى أن طائرات التحالف شنت أكثر من 25 غارة لدعم الجيش العراقي 9 منها قامت بها طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني.

أكدت الصحيفة أن المقاتلات البريطانية من طراز تورنيدو تم استدعاؤها الجمعة الماضي لتدمير 3 مواقع لمقاتلي تنظيم داعش في الرمادي وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائراتها دمرت مبنيين كانا تحت سيطرة مقاتلي التنظيم و ينصبون فوقهما أسلحة ثقيلة وهو ما كان يعيق تقدم قوات الجيش العراقي.

وفى إطار استمرار معاناة اللاجئين الفارين من جحيم الحروب في الشرق الأوسط أعلن الجيش الألماني أن سفينة الإنقاذ الألمانية "برلين" تمكنت اليوم من إنقاذ 121 شخصًا منهم 115 رجلا وثلاث نساء وثلاثة أطفال بعد تعرضهم لخطر الغرق على بعد 50 كيلومترا من الساحل الليبي، وسلمتهم بعد ظهر اليوم إلى حرس السواحل الإيطاليين.

وكشفت شبكة "دويشته فيلا" عن أن السفينة "برلين" أنقذت أمس الأربعاء أكثر من 200 من اللاجئين أيضا، ووفقا لبيانات الجيش الألماني إن الجنود الألمان تمكنوا منذ بداية مهمتهم في البحر المتوسط في مايو الماضي من إنقاذ 9874 لاجئا من مخاطر البحر في المنطقة البحرية بين ليبيا وإيطاليا.

كذلك أنقذ خفر السواحل الإيطالي 371 شخصا من وسط البحر المتوسط اليوم الخميس، ليرتفع عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم منذ يوم الثلاثاء إلى 1180 شخصا، وأعلن خفر السواحل عبر موقع تويتر أن زورقا تابعا له أنقذ 250 شخصا من قاربين، كما استوقفت قوات بعثة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر المتوسط قاربا على متنه 121 شخصا.

وكان خفر السواحل الإيطالي قد أعلن في وقت سابق عن إنقاذ 809 مهاجرين في 7 عمليات إنقاذ يومي الثلاثاء والأربعاء هذا الأسبوع. وأفادت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) بأنه من المقرر وصول 661 شخصا إلى بلدة بورتو إمبيدو كلي جنوبي صقلية اليوم ، كما أن 510 مهاجرين آخرين وجثة واحدة نقلوا أمس الأربعاء إلى ميناء أوجستا شرقي صقلية

يأتي ذلك في ظل ما يعانيه الاتحاد الأوروبي من التدفق القياسي هذا العام للمهاجرين، حيث زاد عدد من وصلوا إلى دول التكتل على مليون مهاجر ، وهو ما يزيد على أربعة أضعاف العدد عام 2014 .

على الجانب الآخر كشفت صحيفة واشنطن تايمز أن الأمريكيين يبقون أفضل بغض النظر عن أي تصريحات للمرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب، خاصة في ظل ألفاظه غير اللائقة، واستعدائه للمسلمين، والإشارة إلى أن التصريحات المتلاحقة لترامب تثير جدلا واسعا في الأوساط الأمريكية والعالمية.

أكدت الصحيفة أن ما تشهده الساحة السياسية الأمريكية في هذه الأيام يتطلب استجابة حادة وواضحة من كل من يهتم بالعدالة والاحترام والديمقراطية والتسامح، مع الاشارة إلى  أن دونالد ترامب والمقلدين له يقدمون شكلا مختلفا من التحدي للخطاب الديمقراطي، وترامب الذي يعتبر المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري يسعى لأن تكون ثروته السياسية عن طريق تأجيج واستغلال مظاهر الكراهية والخوف وليس عن طريق الدفاع عن المواقف".