البابا فرنسيس :أضواء واحتفالات وأشجار مزينة وحروب ...كل شيء زائف في الأعياد

الإثنين 28/ديسمبر/2015 - 10:55 ص
طباعة البابا فرنسيس :أضواء
 
للعام  الثاني  علي التوالي يحتفل مسيحيو الشرق الاوسط بالاعياد الميلادية وهم في غم وحزن والم نتيجة ارهاب داعش والسلفيين الذين طاردوهم من وقتلوهم وهدموا كنائسهم لذلك تحمل كل رسائل البطاركة والاساقفة عن الميلاد هذه الروح الكئيبة التي تسود المنطقة وقد ندد البابا فرنسيس «الأعمال الإرهابية الوحشية» التي تؤدي إلى «تدمير التراث التاريخي والثقافي لشعوب بأسرها»، في رسالته التقليدية «إلى مدينة روما والعالم» بمناسبة عيد الميلاد، بعد سنة شهدت تصاعد التهديدات الإرهابية وموجة هجرة هائلة إلى أوروبا.
وكما في كل عيد ميلاد، توجه البابا فرنسيس إلى آلاف المصلين المتجمعين في ساحة القديس بطرس، فيما تابع ملايين الكاثوليك في العالم بأسره رسالته على شاشات التلفزيون، مندداً بـ«الأعمال الارهابية الوحشية التي ما تزال حتى الساعة تحصد ضحايا كثر وتسبب آلاماً جمّة ولا توفر حتى التراث التاريخي والثقافي لشعوب بأسرها» ذاكراً «المجازر التي وقعت في سماء مصر، وفي بيروت، وباريس وباماكو وتونس».
وفي الرسالة الثالثة لحبريته، أعلن البابا دعمه التام لجهود الأمم المتحدة من أجل المساعدة على عودة السلام إلى سوريا وليبيا وقال «لنطلب إلى الرب أن يؤدي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الأمم المتحدة، وفي أسرع وقت ممكن، إلى إسكات دوي الأسلحة في سوريا» مضيفاً «من الملح أيضاً أن يلقى الاتفاق بشأن ليبيا دعم الجميع بغية تخطي الانقسامات الخطرة وأعمال العنف التي تعاني منها البلاد».
وفي وقت تشهد الأراضي الفلسطينية موجة عنف جديدة، دعا البابا فرنسيس الفلسطينيين والإسرائيليين إلى استئناف «الحوار المباشر» محذراً بأن النزاع بينهما «تترتب عليه انعكاسات خطرة على المنطقة بأسرها».
كما وجه نداءً ملحاً إلى المجتمعات الغربية من أجل الانفتاح على المهاجرين واللاجئين الذين يفرون من البؤس والحرب فرفع دعاءه من أجل «الأفراد أو الدول، الذين يعملون بسخاء من أجل إنقاذ واستضافة الأعداد الكبيرة من المهاجرين واللاجئين، مساعدين إياهم على بناء مستقبل كريم لهم ولأحبائهم وعلى اندماجهم داخل المجتمعات التي تستضيفهم».
ولفت إلى مصير المسيحيين متمنياً «العزاء والقوة لإخوتنا المضطهدين في العديد من أنحاء العالم بسبب إيمانهم». كما دعا إلى السلام في العراق واليمن وافريقيا جنوب الصحراء وأوكرانيا وكولومبيا، وذكر أيضاً جمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو وبوروندي وجنوب السودان.
وخص بالذكر «الأشخاص الأكثر ضعفاً، لاسيما الأطفال المجندّين، النساء اللواتي عانين من العنف، ضحايا الإتجار بالبشر وبالمخدرات والعاطلين عن العمل والسجناء». واختتم البابا بمنح بركته في هذه الرسالة التي يغتنمها جميع البابوات عموماً للتنديد سنة بعد سنة بالنزاعات والمظالم في العالم.
وحول الفاتيكان، كان المؤمنون في ليلة الميلاد أقل عدداً من العادة في ظل المخاوف من اعتداءات للتنظيم الارهابي ما أدى إلى إلغاء عدد من الرحلات. وعبّر أصحاب المطاعم عن استيائهم من موسم يشهد تباطؤاً على الرغم من «يوبيل الرحمة» الذي افتتح في الثامن من كانون الأول وترافق مع نشر أعداد كبيرة من الجنود وعناصر الدرك والشرطة.
وفي عظته في كنيسة القديس بطرس التي اكتظت بالمؤمنين، دعا البابا فرنسيس الكاثوليك البالغ عددهم 1,2 مليار شخص إلى السعي لنشر «العدالة» والسعي إلى «الزهد». وقال البابا الارجنتيني «في عالم غالباً ما يكون قاسياً حيال الخاطئ ومتساهلاً حيال الخطيئة، علينا أن ننمي حساً قوياً بالعدالة. في مجتمع غالباً ما يجد متعة في الاستهلاك والملذات، في الوفرة والترف، في المظاهر والنرجسية، يدعونا الله إلى التحلي بسلوك زاهد».
وبعد ذلك رافق 16 طفلاً من الدول التي زارها البابا هذا العام يحملون باقات ورود الحبر الأعظم ليضع تمثال يسوع الطفل في مغارة أقيمت في كنيسة القديس بطرس. وكان البابا قد ندد في تشرين الثاني بعالم «لم يسلك طريق السلام». وقال «ستكون هناك أضواء واحتفالات وأشجار مزينة ومغارات... كل شيء زائف». وتابع «الحرب في كل مكان... وماذا تبقي؟ دمار وآلاف الاطفال بلا تعليم، وعدد كبير من الأبرياء الذين قتلوا! وأموال في جيوب تجار الأسلحة».

شارك