الملا سيد حقاني.. نائب وزير خارجية طالبان الأفغانية
الأحد 03/يناير/2016 - 04:17 م
طباعة
أعلنت حركة طالبان، اليوم الأحد، وفاة الملا سيد محمد حقاني، نائب مساعد وزير الخارجية الأفغاني في عهد حكم الحركة، في مستشفى بمدينة بيشاور الباكستانية.
حياته
ينحدر الملا سيد محمد حقاني صاحب، من قبيلة "اسكزاي" في مديرية ارغنداب التابعة لولاية قندهار معقل حركة طالبان بجنوب أفغانستان.
الملا سيد حقاني من مواليد 1965، تعلم الملا سيد محمد حقاني، المدرسة الحقانية "مدارس دينية" في بلدة "أكورا خاتاك" بالقرب من مدينة بيشاور ذات الثقل الديني والقبائلي بباكستان.
وتعتبر المدرسة الحقانية، إحدى الركائز الأساسية للتعليم الديني والتدريب العسكري في الثمانينيات للمجاهدين الأفغان ولاحقاً لحركة طالبان، بل باتت تعرف بأنها أحد "المعامل" الكبرى والأساسية لتخريج المجاهدين الذين تعلم وتدرب معظمهم ولا يزال في باكستان.
في التنظيم
من المدرسة الحقانية انضم، الملا سيد حقاني إلى تلاميذ الملا عمر مؤسس حركة طالبان في بداية التسعينيات، ويعد حقاني من مؤسسي حركة طالبان.
للمزيد عن الملا عمر اضغط هنا
وقد أسس الملا عمر حركة طالبان لمواجهة الفساد المستشري في ولاية قندهار؛ حيث كان يتلقى علومه الدينية، ورأى أنه لا بد من وضع حد لهذا الفساد الذي أشاع الفوضى وأخل بالأمن في ربوع البلاد، فدعا الملا عمر بعض طلاب المدارس الدينية فوافقوا على العمل للقضاء على هذا الفساد وبايعوه أميرًا لهم. وفي 3 أبريل 1996 اجتمع 1500 من علماء أفغانستان من مناطق مختلفة وبايعوه أميرًا على البلاد، وذلك عقب سيطرة الحركة على العاصمة كابل، واستمر حكم طالبان حتى عام 2001، فقد انهار حكمها إبان الغزو الأمريكي الذي استهدفها وقادة تنظيم القاعدة على أراضيها.
للمزيد عن حركة طالبان اضغط هنا
وعقب شغل حقاني عضو مجلس شورى الحركة أو "مجلس الشورى العالمي".
وعقب سيطرة حركة طالبان علي العاصمة كابل في سبتمبر 1996، أعلن تشكيل الحكومة، وتولى الملا حقاني منصب نائب مفوض الشئون الثقافية ورئيس هيئة الإعلام والثقافة في ولاية قندهار، وأمين السر لمجلس الوزراء "الحكومة"، ثم تم اختياره سفير طالبان لدى باكستان، ثم تولى منصب نائب الخارجية الأفغاني، بالإضافة إلى مهمة نائب اللجنة الإعلامية وشئون الحركة الإعلامية، ولعب دورًا رئيسيًّا في نشر الدعاية خلال التمرد الذي تقوده طالبان منذ سقوط نظام طالبان في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001.
وعقب 2001 تولى الملا سيد حقاني أصبح مسئول الأمن عن بلدة سبين بولداك الحدودية القريبة من باكستان.
كما شغل منصب المتحدث باسم حركة طالبان، وفي يونيو 2010 اختير الملا حقاني، عضو المجلس الأعلى لطالبان.
بعد 2001
وفي 13 نوفمبر 2001 سقطت العاصمة كابل في يد تحالف قوات الشمال المدعوم من القوات الأمريكية، وبدأ معها زوال حكم طالبان لأفغانستان.
وعقب سيطرة قوات التحالف الدولي على أغلب أراضي باكستان، لجأ الملا سيد حقاني إلى منطقة الحدود بين "أفغانستان / باكستان".
وفي 2008 أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1822، بشأن مكافحة الإرهاب في أفغانستان ووضع عدد من قادة حركة طالبان على قوائم الأشخاص المتهمين بدعم الإرهاب من بينهم الملا سيد حقاني، والذي بات «يخضع لتدابير تجميد الأرصدة والمنع من السفر والحظر على الأسلحة»، التي أقرها مجلس الأمن في قراره رقم 1822 الصادر في يونيو 2008 ضد داعمي تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
ولكن في 18 ديسمبر 2012، كان الملا سيد حقاني من الأسماء التي خفف عنها قيود السفر وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي، والذي جدد عقوبات مفروضة على طالبان، لكنه سهل على أفراد مدرجين بالقائمة السوداء الحصول على إعفاء حتى يتمكنوا من السفر إلى خارج أفغانستان لحضور محادثات السلام والمصالحة.
وفي يونيو 2013 شارك الملا حقاني في افتتاح مركز حركة طالبان في دولة قطر.
وفاته
وفي 2 يناير 2016، ذكرت حركة طالبان، أن الملا سيد محمد حقاني قام مؤخراً بزيارة إلى مدينة بيشاور الباكستانية؛ حيث أصيب بمرض مفاجئ، وكان يعاني من التهاب في الرئة، ومكث لمدة أسبوع في غرفة العناية المركزة في مستشفى في مدينة بيشاور إلى أن توقفت أنفاسه يوم الجمعة الأول من يناير 2016.