إعدام النمر وأزمة طهران والرياض وسنوية شارلي إبدو في الصحف الأجنبية
الأربعاء 06/يناير/2016 - 09:45 م
طباعة
ازمة ايران والسعودية
تواصل الصحف البريطانية اهتمامها بنبأ إعدام رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ نمر النمر ، حيث نشرت صحيفة الإندبندنت في صدر صفحتها الأولى تقريرا يفيد بأن بريطانيا استبعدت السعودية من قائمة تضم 30 دولة تنفذ أحكام الإعدام.
وكانت الحكومة البريطانية قد أعدت تلك القائمة التي تتضمن الأردن وسنغافورة وبربادوس، حيث لا تتجاوز حالات الإعدام السنوية في البلدان الثلاث 10 حالات، بينما استبعدت السعودية من القائمة، حيث يعدم 90 شخصا كل سنة.
نوهت الصحيفة إلى أن منظمات حقوق إنسان وسياسيين من المعارضة عبروا عن قلقهم من استبعاد بريطانيا للسعودية من القائمة،" بسبب المصالح التجارية التي تربطها بها، وصفقات دفاعية تقدر بمليارات الجنيهات"، حسب منظمات حقوقية.
ونقلت الصحيفة عن تيم فارون زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين قوله "حان الوقت لتبديد المخاوف والأمور المقلقة التي تنتاب علاقات بريطانيا بالسعودية".
وكانت الحكومة البريطانية قد أعدت القائمة عام 2011، وتتضمن دولا مثل إيران والولايات المتحدة.
وقال ألان هوغارث، مدير السياسات في منظمة العفو الدولية، إن استبعاد السعودية من القائمة "مثير للدهشة".
من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده أدانت عقوبات الإعدام في كل الأحوال، وأنها قامت بجهود لدى السعودية في الفترة الأخيرة.
وقال كاميرون "لأكن واضحا: هذه القائمة تتضمن خطوطا عامة لسياستنا وتعود إلى عام 2011، بينما نشرت قائمة كاملة في شهر مارس من عام 2015 في "تقرير حقوق الإنسان"، وهي تتضمن السعودية، وتنفيذها لأحكام الإعدام".
سنوية شارلي:
أصدرت مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة عددا خاصا اتسم بالانتقاد اللاذع للدين، وذلك في ذكرى مرور عام على تعرض مقرها للهجوم، وتصدر غلاف العدد الخاص للمجلة، الذي جاء في 32 صفحة بدلا من 16 صفحة كما هو معتاد، لإحياء ذكرى مرور عام على الهجوم الذي وقع في السابع من يناير 2015،صورة ساخرة للإله وهو يحمل بندقية كلاشينكوف على ظهره، ومكتوب أسفلها "بعد عام واحد، القاتل لا يزال هناك".
وقوبل قرار انتقاد الدين بصورة ممنهجة بانتقادات من ممثلي الكنيسة والسياسيين في فرنسا، وذلك حتى قبل صدور نسخة المجلة، ووصفت صحيفة اوسيرفاتورى الرسم الكارتوني بالهجوم الظالم على الدين، وجاء في تعليق في الصحيفة " خلف الراية المضللة لعلمانية متعنتة، تغفل المجلة الفرنسية مرة أخرى ما يكرره رجال الدين في كل الأديان- وهو نبذ العنف باسم الدين، واستخدام الإله لتبرير الكراهة يعد (تجديفا) حقيقيا، كما أكد بابا الفاتيكان البابا فرنسيس عدة مرات".
وطبعت مليون نسخة من المجلة دفعة واحدة، وسوف تكون النسخ متاحة أيضا خارج فرنسا، وعلى سبيل المثال، سوف يتم طرح 50 ألف نسخة في ألمانيا و40 ألف نسخة في بلجيكا.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس أمس الثلاثاء مراسم إحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف التي استمرت ثلاثة أيام في يناير عام 2015، والتي بدأت بالهجوم على مكاتب مجلة "شارلي إبدو" الساخرة، وقام الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وعمدة باريس آن هيدالغو أولا بإزاحة الستار عن لوحة لضابط شرطة قتل رميا بالرصاص في السابع من يناير في شارع يقع بالقرب من مكتب المجلة الساخرة، ثم انتقلا إلى مقر الصحيفة، حيث أزاحا الستار عن لوحة أخرى تتضمن أسماء الأشخاص الذين قتلوا في الهجوم هناك، ثم توجه أولاند وهيدالجو فيما بعد إلى شرق باريس، حيث قاما بإهداء لوحة تذكارية تخليدا للضحايا الأربعة الذين قتلوا أثناء تواجدهم في متجر يهودي.
الأزمة السورية:
تليجراف
من جانبها ركزت التلجراف في افتتاحيتها إلى أثر الخلاف السعودي الإيراني على الحرب في سوريا، فقالت إن سوريا هي الخاسرة من هذا الخلاف، واعتبرت الصحيفة أن توقيت إعدام النمر ومعه 46 آخرون هو في غاية السوء، من وجهة نظر بريطانيا والدول المشاركة في التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة والذي يهدف إلى القضاء على " داعش".
نوهت الصحيفة إلى الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلت العام الماضي من أجل إقناع سوريا وإيران على التعاون من أجل وقف القتال في سوريا، لكن احتمال نجاحها العام شبه معدوم، بينما تصرح إيران أنها تنتظر "الانتقام الإلهي" من السعودية بسبب إعدامها النمر.
اعتبرت الصحيفة أن الأزمة السعودية الإيرانية قد تصب الزيت على النار في النزاع السوري، وتؤدي إلى تصعيد المعارك بشكل أكبر.
يأتي ذلك في الوقت الذى يخطط فيه المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا تفعيل الدور الدولي في حل الأزمة السورية في ظل التوتر المتصاعد بين اللاعبين الإقليميين حيث وصل الرياض وسيزور لاحقًا طهران خلال الأسبوع وذلك قبل ثلاثة أسابيع تقريبا من مفاوضات يفترض أن تنطلق نتيجة جهود دولية اعتبارا من 25 يناير في جنيف بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة سعيا لإيجاد تسوية للأزمة السورية.
من جانبه تصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هاتفيا بوزيري خارجية السعودية وإيران لحثهما على "تجنب أي عمل قد يؤجج التوتر بين البلدين وفي المنطقة".