الداعية المغربي "عبد الله النهاري" يبيح الاختلاط بين الجنسين في الصلاة
الثلاثاء 12/يناير/2016 - 12:35 م
طباعة
تتوالى الفتاوى الدينية المنصفة للمرأة من المغرب العربي يوماً بعد يوم، وعلى الرغم من بعد بلادهم عن مراكز الفتاوى (مكة والأزهر)، إلا أنها أكثرها تقدماً وانفتاحاً. وفي آخر فتوى شاركها
الداعية المغربي عبد الله النهاري عبر شريط فيديو على موقع يوتيوب الشهر الماضي؛ أباح فيها صلاة الرجال والنساء معاً في المساجد دون أي ستارة أو جدار يفصل بينهم. وعندما تم سؤاله عما إذا كان "يسمح للنساء للصلاة خلف الرجال بدون ستارة"، رد قائلاً: "المرأة كانت تصلي خلف النبي محمد (عليه الصلاة والسلام)". داعياً الناس للسماح للنساء بالصلاة مع الرجال داخل نفس مكان العبادة.
هو لم يأت بشيء جديد، فأي إنسان عاقل، يستطيع رؤية العبادة وهي تجمع كلا الجنسين في ساحات الحرم المكي. فلماذا عندما تصدر مثل تلك الفتاوى، تثار حولها البلبلة، وتوجه اتهامات للشيخ، بأنه يريد بتلك الفتوى إثارة الفتنة بالمجتمع الإسلامي، وتحليل الانحلال الأخلاقي بين شباب وفتيات الأمة؟
وتذكرنا هذه الفتوى بمشهد من برنامج "على الطريق في أمريكا"، قامت ببثه قناة الـ MBC في عام 2010؛ حيث رفضت فتاة سعودية المُشاركة في البرنامج والصلاة خلف المشارك اللبناني، وأصرت أن تصلي بجانبه لا خلفه، وهذا بعد نقاش جدلي دار بينهما في أحد المساجد الأمريكية.
هذا المشهد الذي نسف كل ما عرف عن الدور الذي أعطاه رجل الدين الذكوري للمرأة المسلمة، وهو واجب المرأة في حماية الرجل من نفسه. مما أثار العديد من تساؤلات حول الحادثة نفسها، حول قوة موقف الفتاة وحول ردة فعل الجماهير على هذا الأمر.
موضوع الصلاة المختلطة، موضوع جديد قديم، يوجد له قصص كثيرة. لكن ليس من مصلحة الشيوخ "الذكوريين"، أن يروجوا لها ويذكروها في برامجهم، التي تقتصر على أحاديث تشبه "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، حتى يحموا ملعبهم من دخول النساء.
وتتعدد القصص بدءاً من قصة أم ورقة التي أذن لها الرسول في إمامة بيتها، ونفيسة بنت الحسن التي أمّت الرجال في جنازة الشافعي، وهذه وصية الشافعي ".. ولمَّا وفد الإمام الشافعي-رضي الله عنه- إلى مصر، وتوثقت صلته بالسيدة نفيسة، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء، حتى إذا مرض كان يرسل إليها من يُقرئها السلام ويقول لها: "إن ابن عمك الشافعي مريض ويسألك الدعاء". وأوصى الشافعي أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها، حين وفاته عام 204 هجرية وصلّت عليها إنفاذًا لوصيته"، وآمنة ودود التي أمّت الرجال في بريطانيا في 2008، وإنشاء مسجد- للنساء فقط في أمريكا، وصلاة عيد الأضحى المختلطة في مصر، وغيرها الكثير من الأحداث التي تشق الطريق نحو تقدم المرأة خطوتين بجانب الرجل في الصلاة، كما تقدمت في الحياة.
ربما يجب ألا نتخوف من فقه صالح لزماننا، ينظر في مشكلات المسلمين وتطور أسلوب حياتهم في الوقت الحالي، فنحن في ذلك لا نخالف القاعدة الشرعية حول تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان. وهذا فعلاً ما تطرق إليه الداعية الإسلامي المغربي عبد الباري الزمزمي قبل النهاري في رأيه في هذا الموضوع؛ حيث نفى وجود أي نص قانوني في القرآن والسنة يمنع المرأة من إمامة الرجال في الصلاة، أو إلقاء خطب الجمعة أو الصلاة جنباً إلى جنب مع الرجال في المسجد.