انفجارات "جاكرتا" وتجويع "مضايا" وتجميل "أنقرة" في عناوين الصحف الأجنبية
الخميس 14/يناير/2016 - 11:25 م
طباعة
سيطرت انفجارات جاكرتا الإرهابية على عناوين الصحف الأجنبية مع إعلان تنظيم "داعش" مسئوليته عن الحادث، في الوقت الذي اهتمت فيه الصحف ووكالات الأنباء باتهامات الأمين العام للأمم المتحدة لعملية تجويع السوريين في مضايا بانها جريمة حرب، إلى جانب الكشف عن أحد الذين فجروا أنفسهم خلال هجمات الشرطة الفرنسية لمعاقل المشبوهين والمتورطين في جرائم ارهابية، إلى جانب قيام أنقرة بتجميل صورتها وقصف مواقع لداعش بعد أن طالت الجرائم الإرهابية المدن التركية.
اعتداءات جاكرتا
من جانبها رصدت الجارديان البريطانية الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش في اندونيسيا"، ونقلت عن مصادر بالشرطة الاندونيسية إن التنظيم هو المسؤول عن سلسلة التفجيرات والهجمات التي شهدتها العاصمة جاكرتا ،وأسفرت الهجمات عن مقتل مدنيين اثنين على الأقل إضافة إلى 5 من منفذي الهجوم الذي وصف بأنه كان محاولة لتقليد الهجمات المميتة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر الماضي.
نوهت الصحيفة إلى أن قوات الأمن تصدت للمهاجمين لساعات في أحد أحياء جاكرتا التجارية الرئيسية، مشيرًا إلى أن الهجمات جاءت عقب تحذيرات صدرت أواخر العام الماضي من أن المسلحين الإسلاميين يعدون لهجوم كبير في جاكرتا.
ونقلت الصحيفة عن وكالة "أعماق" المعروفة بارتباطها بالتنظيم المذكور عن مصدر قوله إن "مقاتلين من الدولة الإسلامية نفذوا صباح اليوم هجوما مسلحا استهدف رعايا أجانب والقوات الأمنية المكلفة بحمايتهم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا."
وجاء في بيان نسب إلى التنظيم المتشدد، "قامت مفرزة من جنود الخلافة في اندونيسيا باستهداف تجمع لرعايا التحالف الصليبي الذي يقاتل الدولة الاسلامية في مدينة جاكرتا"، مضيفا أن "العملية ادت الى مقتل ما يقرب من 15 علجا صليبيا مع من كلف بحراستهم من المرتدين".
ونقلت عن مدير شرطة العاصمة الاندونيسية تيتو كارنافيان قوله إن مواطنا اندونيسيا يدعى "بحر النعيم" الموجود في سوريا على ما يعتقد كان يخطط لهذا الهجوم "منذ فترة طويلة."
ويعتقد أن بحر النعيم هذا موجود حاليا في مدينة الرقة السورية التي يسيطر عليها التنظيم.
أما الناطق باسم الشرطة الوطنية الاندونيسية أنطون شارليان، فقال إن منفذي الهجوم قد "قلدوا" هجمات باريس، مضيفا إن السلطات تعتقد أن المنفذين ينتمون لمجموعة محلية مرتبطة بتنظيم "داعش".
وقال إن الشرطة تسلمت معلومات في نوفمبر الماضي تفيد بأن التنظيم ينوي اقامة "حفل موسيقي في اندونيسيا" في إشارة إلى هجوم كبير، وأن اثنين من المهاجمين قتلا في تفجير انتحاري، فيما قتل 3 آخرون في مواجهات بالأسلحة النارية مع الشرطة، كما قتل في الهجمات مواطن كندي وآخر اندونيسي، فيما أصيب 20 آخرون بجروح منهم جزائري ونمساوي وألماني وهولندي.
من جانبه دعا الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو مواطنيه الى عدم الاستسلام "لهذه الاعمال الإرهابية،" مضيفا "نحن جميعا في حزن لوقوع ضحايا في الحادث، لكننا ندين العمل الذي أزعج الأمن والسلام ونشر الرعب بين الناس".
كانت الهجمات التي شهدتها جاكرتا الخميس تركزت على شارع ثامرين الواقع في حي تجاري مزدحم بالقرب من سفارات الدول الاجنبية ومكاتب للأمم المتحدة.
حصار مضايا
من جانبها رصدت شبكة "دويتشه فيله" الالمانية حصار قري سورية وتجويع المواطنين، وهو ما أثار منظمات الاغاثة الانسانية التي تحاول مساعدة المحاصرين، ونقلت عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قوله أن حصار المدن والبلدات السورية بهدف تجويعها يشكل "جريمة حرب، وأن استخدام المجاعة كسلاح هو جريمة حرب".
كما نقلت الشبكة عن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة قوله أن باريس ولندن وواشنطن طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للمطالبة برفع الحصار عن مناطق سورية عدة، بينها بلدة مضايا.
وقال فرنسوا دولاتر إن هذا الاجتماع، الذي قد يعقد غداً الجمعة، يهدف "إلى تنبيه العالم إلى المأساة الإنسانية التي تشهدها مضايا ومدن أخرى محاصرة في سوريا".
وأضاف أن هذه المبادرة تهدف أيضاً "إلى المساهمة في تأمين ظروف أكثر ملاءمة لاستئناف الحوار بين الأطراف السوريين"، وذلك قبل عشرة أيام من بدء مفاوضات السلام المقررة في جنيف.
وبالإضافة إلى البلدان الثلاثة، تحظى هذه الخطوة بتأييد نيوزيلندا وإسبانيا، العضوين غير الدائمين في مجلس الأمن.
ويري محللون أن نقص المواد الغذائية جعل الأمهات في مضايا غير قادرات على إرضاع صغارهن، كما أنه لا يوجد حليب من مصادر أخرى لإرضاع الصغار. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 23 شخصا قضوا جوعا، بينهم ستة لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، وخمسة تجاوزت اعمارهم الستين من العمر.
هوية منفذي هجمات باريس
على الجانب الآخر كشفت شبكة فرانس 24 عن تصريحات النائب العام في باريس فرنسوا مولانس بأنه تم التعرف على هوية الرجل الذي فجر نفسه خلال هجوم للشرطة الفرنسية على شقة في ضاحية سان دوني شمال باريس، وهو بلجيكي مغربي في الـ25 من عمره ويدعى شكيب عكروه.
ونقلت عن النائب العام في باريس فرنسوا مولانس قوله انه تم التعرف على هوية انتحاري فجر نفسه في 18 نوفمبر خلال هجوم للشرطة الفرنسية على شقة في ضاحية سان دوني (شمال باريس)، قائلا إنه بلجيكي مغربي في الـ25 من عمره واسمه شكيب عكروه، وأن أن عكروه مولود في 27 أغسطس 1990 في بلجيكا، وتم التعرف على هويته عبر مقارنة جينية مع والدته.
واكدت الشبكة أن هذا الانتحاري شارك في اعتداءات 13 نوفمبر عبر مهاجمة مقاه ومطاعم في باريس إلى جانب مدبر الاعتداءات عبد الحميد أباعود الذي قضى بدوره في عملية سان دوني.
أنقرة تتجمل
وبالرغم من الاتهامات المتوالية للحكومة التركية بدعم تنظيم داعش، وفى ضوء تكرار هجمات ارهابية في تركيا منسوبة لداعش، بدأت الحكومة التركية في الحديث عن استهداف معاقل التنظيم، وهو ما كشف عنه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بقوله إن القوات المسلحة التركية، قصفت خلال الـ 48 الساعة الماضية، مواقع لتنظيم داعش في العراق وسوريا"، وأن القصف "قضى على نحو 200 من عناصر التنظيم".
ونقلت نيويورك تايمز عن داود أوغلو، أن العمليات العسكرية التي استهدفت مواقع لداعش، جاءت بعد التأكد من ضلوع التنظيم بالهجوم الإرهابي الذي استهدف ساحة مسجد السلطان أحمد، وسط مدينة إسطنبول، وأن القوات التركية قصفت مواقع ومخابئ لداعش في بعشيقة شمال شرقي الموصل، وعلى طول الحدود مع سوريا، بحوالي 500 قذيفة مدفع ودبابة، وتمكنت الجهات المختصة، التأكد من مقتل نحو 200 مسلح، بينهم مسؤولين محليين في التنظيم".
ونقلت لصحيفة عن أوغلو قوله سترد بالمثل على أي تهديد يواجهها أو يواجه ضيوفها، وستستمر في محاربة تنظيم داعش بكل تصميم، حتى يرحل عن جميع المناطق المحاذية للحدود التركية"، مشددًا أن الرد على التنظيم "سيتواصل عبر قصف مواقعه"، وأن القوات الجوية ستتدخل في عمليات مكافحة التنظيم "عند الضرورة".
وأشارت إلى أن أوغلو شدد على أن الهجوم لا يختلف عن هجمات مماثلة استهدفت عواصم أوروبية مثل لندن ومدريد وباريس"، وإن الإرهاب بات يشكل "وباء عالمي يُظهر وجهه القبيح في أي مكان بالعالم"، مشيرًا أن على تركيا وشعبها "الوقوف في وجه شبكات الجريمة الدنيئة، ومكافحة جميع أنواع الإرهاب، باسم المجتمع الإنساني".
وكان داود أوغلو صرح بقوله إن منفذ تفجير السلطان احمد، ينتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي، وأن التنظيم "بات أداةً تستخدم بسهولة، وغطاءً لتنفيذ بعض العمليات"، لافتًا أن المعلومات التي تم جمعها حوله "عززت القناعة بوجود عناصر ولاعبين مهمين خلف الستار، فيما أعلن وزير الداخلية التركي "أفكان ألا"، في وقت سابق اليوم الخميس، أن عدد الموقوفين في التحقيقات الجارية على خلفية التفجير، وصل إلى 7 مشتبهين.