فتوى موريتانية: يجوز بيع الذنوب!
السبت 16/يناير/2016 - 10:22 ص
طباعة
الفقيه ووزير الشؤون الإسلامية أحمد ولد النيني
ليست الفتاوى الشاذة حكرا على الشرق الاسلامي سواء كانت تلك الفتاوى صادرة من الدار افتاء بالمملكة السعودية او مصر او بعض الجماعات وشيوخ الفضائيات هنا او هناك فمؤخرا أثارت فتوى فقيه ووزير سابق حول “بيع الذنوب” جدلا كبيرا في موريتانيا بسبب غرابتها ومكانة الفقيه الذي أفتى بها. وقد أفتى الفقيه ووزير الشؤون الإسلامية أحمد ولد النيني بجواز بيع الذنوب.
وقال في فتواه: “هناك بعض الفقهاء يقولون بصحة بيع الذنوب، فيتفق شخص مع آخر بأن يبيعه سيئاته مقابل المال”، وأضاف: “السيئات يصح بيعها لكن الحسنات لا تباع، لأنه ليس معروفاً ما هو مقبول منها وما هو غير مقبول”.
وأوضح: “السيئات أعمال مخالفة للشرع يصح بيعها… لكن أهم شيء يجب الاهتمام به هو الابتعاد عن المعاصي والسيئات”، وشدد الفقيه على أن من يريد التأكد أو التوسع في الموضوع فعليه مراجعة تفسير القرطبي وكتاب النهر الجاري.
وأثارت الفتوى لغطاً كبيرا في أوساط المثقفين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تباينت عليها الآراء بين من يدعو لاحترام الفقيه وما ذهب إليه، ومن هاجمه وعلّق بسخرية على فتواه.
وقال أحد المعلقين على “فيسبوك”: “لا أبيع ذنوبي فلي معها ذكريات جميلة ولي رب غفور رحيم”.
وكتب آخر: “نكتة العام… في آخر ديسمبر المقبل ستقرؤون عنها في مجلة غرائب مضحكة”. وعلق أحد المدونين قائلا: “أول مرة اقتنع أننا يمكن أن نكون قوة اقتصادية عظمى شكرا لمعالي الفقيه أحمد ولد النيني” في إشارة إلى أن الذنوب كثيرة وبيعها سيكون له مردود مالي كبير.
الأمر أنه إن كان جائزاً بيع الذنوب، فمن هو الذي يشتري ذنوب غيره؟ إذ يؤكد الشيخ أنه يمكن عرض السيئات على شخص مقابل مبلغ مالي، واشتراط أن يتولى المشتري السيئات عن البائع ويحملها.
وكأن الفقيه الموريتاني يعيدنا الى العصور الوسطى مرة اخرى بصكوك الغفران، مع اختلاف طفيف ان صكوك الغفران كان يبيعها رجل الدين المسيحي، داخل اسوار الكنيسة اما هذا الفقيه يبيح بيع الذنوب لأي احد طبقا للقاعدة التي تقول ليس هناك كهنوت في الاسلام، وتناسى الشيخ الفقيه كثير من الآيات التي تؤكد على ان كل شخص مسؤول عن افعاله ولا يصلح ان يحاسب احد مكان احد على سبيل المثال لا الحصر "كل نفس بما كسبت رهينة" 38 المدثر، " لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا.." الخ الآية 286 البقرة، هذا الالتزام بالمرويات التي يقول عنها الفقه انها ظنية الثبوت والدلالة انما يدخل المجتمع في حالة من حالات التوتر والانقسام وكذلك الابتعاد عن صحيح الدين. خصوصا ان جاءت مثل هذه الفتاوى من رجل كان يمثل المؤسسة الدينية في بلده.
رابط صوتي للفتوى