الأزمة الإنسانية السورية مثار اهتمام المجتمع الدولي

السبت 16/يناير/2016 - 06:57 م
طباعة قوافل الإغاثة على قوافل الإغاثة على مشارف مضايا السورية
 
فرضت الأزمة الإنسانية في سوريا نفسها في المحافل الدولية، نتيجة استغاثة عدد من المؤسسات الدولية لما يدور في الأراضي السورية وخاصة المدن المحاصرة من قبل المعارضة السورية المسلحة، في الوقت الذى يناقش فيه مجلس الأمن سبل إنهاء الأزمة، وتقوم وزارة الدفاع الروسية بإرسال مزيد من المساعدات الإنسانية للتخفيف عن السوريين، في ظل وفاة الكثير منهم نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها.
مضايا المحاصرة
مضايا المحاصرة
واجتمع مجلس الأمن الدولي لبحث حصار نحو 400 ألف نسمة في سوريا. وتقول الأمم المتحدة إن نصفهم في مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش"داعش" ونحو 180 ألف نسمة في مناطق حكومية ونحو 12 ألف نسمة في مناطق تسيطر عليها جماعات معارضة مسلحة.
وهذا ثاني اجتماع يعقده مجلس الأمن الدولي بشأن هذه القضية خلال الأيام الأخيرة بعد ظهور صور لمدنيين يتضورون جوعا في بلدة مضايا التي تحاصرها قوات مؤيدة للحكومة السورية، وقالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية إنها تأكدت من وفاة 35 شخصا نتيجة الجوع في مضايا.
من جانبها أكدت الحكومة السورية  لمجلس الأمن الدولي أنه ليس هناك أحد يهتم بالشعب السوري أكثر من حكومة الرئيس بشار الأسد بعد أن اتهمت الأمم المتحدة الأطراف المتناحرة في الصراع الدائر في سوريا منذ خمس سنوات بارتكاب جرائم حرب من خلال تجويع المدنيين.
وقال منذر منذر نائب السفير السوري لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن إن الحكومة السورية هي الحكومة الأكثر اهتماما بشعبها، مشيرا بقوله "لا يمكن لأحد ولا يمكن لأي دولة أن يدعي الاهتمام بالشعب السوري أكثر من الحكومة السورية ولاسيما عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة لمناطق خاضعة لسيطرة جماعات إرهابية مسلحة.
أشار إلى أن هناك حاجة لاتخاذ كل التدابير والاحتياطات اللازمة لضمان سلامة موظفي الإغاثة وعدم وقوع المساعدات في أيدى الجماعات الإرهابية.
ووصلت مساعدات إلى مضايا لأول مرة منذ أشهر ووصف مسؤول بالأمم المتحدة مشاهدة سكان يعانون من سوء التغذية بعضهم لا يعدو عن كونه هيكلا عظميا ويتحرك بالكاد، وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وجود حالات سوء تغذية حادة بين الأطفال في البلدة.
مساعدات انسانية فى
مساعدات انسانية فى الطريق للمحاصرين
وقال كيونج- وا كانج نائب كبير مسؤولي الأمم المتحدة للإغاثة لمجلس الأمن إن "المسؤولية الأساسية عن هذه المعاناة تقع على الطرف الذي يفرض حصارا.
"ولكن يشارك في هذه المسؤولية هؤلاء الذين يقومون بأنشطة عسكرية في أو من مناطق سكنية ومن ثم يستخدمون المدنيين كدروع ويعرضونهم للأذى."
وقال كانغ "لابد من تبسيط وتنظيم الإجراءات البطيئة والبيروقراطية المفروضة على العمليات الإنسانية في سوريا."
وسُلمت مساعدات إنسانية أيضا لقريتي الفوعة وكفريا اللتين تسيطر عليهما الحكومة وتحاصرهما قوات المعارضة في محافظة إدلب
كان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون قال إن الأطراف المتحاربة في سوريا ولاسيما الحكومة السورية ترتكب "أعمالا وحشية" و"انتهاكات يعافها الضمير" ضد المدنيين.
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 250 ألف شخص قُتلوا كما شُرد 6.6 مليون شخص في سوريا كما أن 13.5 مليون شخص يحتاجون لمساعدات إنسانية.
المعارك مستمرة فى
المعارك مستمرة فى الاراضي السورية
من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية إن الهدف الجديد لقواتها في سوريا هو تقديم المساعدات الإنسانية، والاشارة إلى أن طائرات سلاح الجو الروسي نقلت 22 طنا من المساعدات إلى منطقة قريبة من مدينة دير الزور السورية.
وأشار اللواء إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم الدفاع الروسية أن الغارات الروسية هي لمحاربة داعش وهي أولوية موسكو، كما أن الهدف الرئيسي والوحيد للعملية الروسية في سوريا هو القضاء على أكبر بؤرة للإرهاب الدولي كادت أن تبتلع العام الماضي أراضي إحدى الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة".
أشار إلى أن المسؤولية عن ظهور عش الدبابير هذا لا تقع على روسيا إنما تقع بالذات على من ينتقدها الآن وهم الذين دعموا وسلحوا جماعات المعارضة الإسلامية منذ عام 2011".
ولفت كوناشينكوف إلى أن مما يدل على فعالية أداء الطيران الحربي الروسي في سوريا وجود "مئات من المدن والبلدات المحررة من قبل القوات المسلحة السورية والمعارضة الوطنية، وكذلك ألف كيلومتر مربعة من الأراضي السورية التي تم تطهيرها من الإرهابيين.
ورصد مراقبون وصول طائرة شحن روسية يرافقها عدد كبير من الطائرات الحربية أسقطت مساعدات لعدة مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية في المدينة.
مجلس الامن
مجلس الامن
وقال كريستوف بوليراك المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف": "دعونا لا ننسى أنه علاوة على مضايا يوجد في مختلف أنحاء سوريا 14 مضايا أخرى وهذه مواقع تستخدم فيها الأطراف المختلفة في الصراع الحصار كتكتيك في الحرب مما يحرم الأطفال والمدنيين الأبرياء من الوصول إلى الإمدادات والخدمات اللازمة لإنقاذ الأرواح."
وعلى صعيد العمليات العسكرية، قال مصدر أمني سوري أن العمليات العسكرية في محيط مدينة حلب تهدف إلى توسيع دائرة الأمن حول المدينة بشكل رئيسي وعزل المسلحين بالمنطقة، وصرح قائد ميداني في الجيش السوري أن محافظة حلب ستشهد أكبر عملية عسكرية في سوريا منذ بداية الحرب، مشيرا إلى أن الجيش السوري يقاتل حاليا على 7 جبهات في آن واحد.
ويخوض الجيش السوري عمليات عسكرية عدة في محافظة حلب شمال سوريا، حيث تعمل القوات السورية على قطع طرق الإمدادات عن المعارضة المسلحة في مدينة حلب.
والجدير بالذكر أن الجيش السوري تمكن، بغطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية، التقدم في ريف حلب الجنوبي والجنوبي شرقي، في الوقت الذى تشهد مدينة حلب منذ صيف 2012 معارك مستمرة بين القوات السورية التي تسيطر على أحيائها الغربية فيما تستحوذ المجموعات المسلحة على الأحياء الشرقية.
ويرى متابعون أن تنظيم "داعش" يتواجد في ريف حلب الشرقي والشمالي الشرقي يخوض معارك ضد الجيش السوري، إضافة إلى تواجد فصائل مقاتلة في ريف حلب الجنوبي والغربي.

شارك