الاخوان بين الضربات الاستباقية و خداع المصريين

الثلاثاء 19/يناير/2016 - 03:10 م
طباعة الاخوان بين الضربات
 
كلما اقتربنا من ذكرى 25 يناير تزداد عناوين الأخبار سخونة من قبل وسائل الاعلام سواء كانت منتمية للنظام الحالي او تدين بالولاء لجماعة الاخوان الارهابية، مما يؤدي في النهاية الى تحركات المؤسسة الأمنية وتوجيه ضربات استباقية لبعض العناصر الاخوانية النشطة، ووفق هذا الإطار، تمكنت قوة من إدارة الأمن الوطني بمديرية أمن المنوفية، بالتعاون مع إدارة البحث الجنائي، فجر أمس، الاثنين 18 يناير 2016، من القبض على أربعة من قيادات جماعة الإخوان بمركزي أشمون والشهداء لاتهامهم في قضايا تحريض على العنف وحيازتهم قائمة تضم مجموعة من الأسماء يشتبه في وضعهم على قوائم «الاغتيالات». وكشف مصدر أمنى بمديرية أمن المنوفية أنه وصلت معلومات سرية عن عودة قيادات الإخوان لتنشيط خلاياهم من جديد قبل احتفالات ذكرى ثورة ٢٥ يناير، وعلى الفور تم تحديد أماكن المتهمين وتمت مهاجمتهم وإلقاء القبض عليهم.
وأكد المصدر أن المتهمين المقبوض عليهم جميعهم مطلوبون على ذمة قضايا تحريض على العنف، ومنهم من كان محبوساً على ذمة قضايا وخرج بكفالة.  
يأتي هذا في الوقت الذي تعاني فيه الجماعة انقسامات وخلافات لا حصر لها بين اكثر من مجموعة في الداخل والخارج هذا مع ما يثره ظهور 
الاخوان بين الضربات
محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، من علامات الاستفهام حول أسباب خروجه من مخبئه خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد قراره بحل المكتب الخارجي لجماعة الإخوان، وهل هذا الظهور المكثف له علاقة بالخلافات الداخلية التابعة للجماعة، وهل عزت هو من يكتب بياناته أم آخرون. وفي محاولات للبحث عن اجابات لكل هذه الأسئلة  قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ظهور محمود عزت بهذا الشكل محاولة منه للحفاظ على الجماعة من التفتت، وإسكات الأصوات المعارضة داخلها، خاصة بعد أن شككت القواعد في تواجد عزت من الأصل . وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان في لندن هو من يكتب بيانات محمود عزت، وينسبها له، كي يوصل رسالة للقواعد بأن القائم بأعمال المرشد موجود ومازال حيا ولم يختفِ، موضحا أن عزت أصر على الاختفاء التام بعد عزل مرسى لدرجة أن البعض قال إنه هرب لغزة، والبعض الآخر قال إنه هرب لليمن ولم يعرف أحد هل مازال حيا أم ميتا. وفى السياق ذاته قال خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن محمود عزت يتبع الفكر التكفيري القطبي، الذى يرى كل من يعارضهم كفارا وأعداء، لذلك يشبه في جميع رسائله الدولة المصرية بالأعداء. وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن الجماعة ستسعى لممارسة العنف في ذكرى يناير، وتحريض القائم بأعمال المرشد يؤكد أن الجماعة في ورطة كبيرة قبل تلك الذكرى. بدوره قال
الاخوان بين الضربات
صبرة القاسمي مؤسس الجبهة الوسطية، إن محاولة القائم بأعمال مرشد الإخوان الظهور بكثرة خلال الفترة الأخيرة هي محاولة لاستثمار أقصى ما يمكن استثماره قبل ذكرى ثورة 25 يناير اعتقادا من الإخوان أن ذلك قد يفيد في زيادة الزخم قبل ذكرى يناير. وأضاف مؤسس الجبهة الوسطية، أن جماعة الإخوان قامت بإظهار محمود عزت خلال تلك الفترة لمحاولة للاستفادة من الأصوات الداعية للعنف داخل الجماعة و خارجها.
ويذكر انه في وقت سابق اعتذر محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، باسم الجماعة للشعب المصري عن العمليات الإرهابية، وقال: "نحن نتوب إلى الله من كل أعمالنا، التي وقعت قبل ذكري 25 يناير بأيام، واعتبر الخبراء الاعتذار مجرد مسكن للشعب والجهات الأمنية يعقبها تفجيرات ارهابيه هائلة، مؤكدين بأنها محاولة لاستغلال الشباب والقوى الثورية في التظاهر للإثارة العنف بالبلاد.
جاء ذلك ردا علي قيام محمود عزت بنشر رسالة على موقع "إخوان سايت"، الذي يشرف عليه 
الاخوان بين الضربات
الدكتور طلعت فهمي المتحدث الإعلامي، قائلا: "هل تراجع قيادات الإخوان نفسها؟، هل قيادة الإخوان مستعدة للاعتذار عن أخطائها؟، وهل قيادة الإخوان مستعدة لأن تحاسب على ما ارتكبت من أخطاء؟".
ودعا "عزت"، شباب الجماعة وأنصارها إلى التوبة قبل التظاهر قائلا، "نعم فالكيّس من دان نفسه وبادر بالتوبة الواجبة على المسلمين جميعا".
واعتمد القائم بأعمال المرشد الدكتور محمود عزت، في رسالته على الآيات القرآنية وبعض الأحاديث النبوية، التي يدعو فيها إلى ثبات شباب الجماعة قبل يناير. 
يذكر أن محمود عزت أصدر رسالة منذ أقل من أسبوع، زعم فيها أن التظاهر في يناير هو جهاد في سبيل الله. وتعقيبا على تلك التصريحات قال 
الاخوان بين الضربات
إسلام الكتاني القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، أن محمود عزت لا يملك الأحقية في الخروج بمثل هذه التصريحات دون الرجوع إلى قيادات التنظيم وبحثها، لافتا إلى أن طرق التوبة لجماعه الإخوان المسلمين تتلخص في خمس خطوات وهى الاعتذار الكامل للشعب على كل افعالهم، والاعتراف بثورة 30 يونيو و3 يوليو، ووقف كل اشكال العنف والتظاهرات، مع الرضا بالمحاكمات لكل من اخطأ وتفكيك جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة نهائيا وادماجهم كمواطنين تحت مظلة الدولة المصرية، مضيفا بأنه بعد قيامهم بكل ذلك على الشعب أن يقر قبول تواجدهم بالمجتمع واعتذارهم.
وأضاف الكتاني أن الجماعة لن تقوم بفعل كل هذه الاشياء لتواجد الانشقاقات بداخلها وعدم الاستقرار، فنجد محمود عزت يدلى بتصريحات يقوم بعدها محمود الحسيني بنفيها وهكذا، لذلك لا يجب اخذها على محمل الجد.
وأشار إلى أن تصريحات عزت الغرض منها خداع الجهات الأمنية حتى لا تسترخى ولا تأخذ احتياطاتها قبل احياء ذكري ثورة يناير من تامين البلاد والمنشآت وايهامهم بانهم سلميون، ولكى يستطيعوا أيضا الحشد للنزول يوم 25 يناير تحت مسمى السلمية واستغلال القوى الثورية والاخطاء التي شهدتها البلاد الفترة الأخيرة من الحكومة والبرلمان.
وقال 
الاخوان بين الضربات
اللواء علاء بازيد مدير مركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أن الجماعة دأبت على انتهاج ثلاثة آيات للمنافقين التي اخبرنا بها الرسول الكريم فهم اذا تحدثوا كذبوا واذا وعدوا اخلفوا واذا اؤتمنوا خانوا وفى رواية أخرى إذا خاصموا فجروا، مشيرا إلى انهم لا يستطيعون أن يعودوا لحضن الوطن لأن صفاتهم المتوارثة من قادتهم تسيطر عليهم وعلى افعالهم وتصرفاتهم.
وأكد بازيد أن الشعب المصري معروف على مر العصور أنه لا يمكن خداعه فهو يستطيع التمييز بين الغث والثمين، كما أنه في الأزمات واحساسه بالخطر يتوحد ويقف كحائط صد لكل من يسول له نفسه المساس بالبلاد، لافتا إلى أن تصريحات هذا الإرهابي وغيره لن تخدع أحد حتى ولو كانت مغازلة بالاعتراف بالأخطاء، موضحا بان اخطائهم قاتلة تتمثل في الخيانة والتخابر وبيع الوطن وبالمتاجرة بالدين وهو من افعالهم وأقوالهم براء.
وأضاف أن جماعة الإخوان عليها أن تتواري وتنسحب تماما من المشهد دون تصريحات لا تغنى ولا تثمن، بل تثير المزيد من الاشمئزاز والسخرية من هذه الفئة الضالة المضلة المتاجرة باسم الدين والإنسانية لمصالح إمبريالية توجههم اليها مخابرات صهيونية، مؤكدا على أن شباب مصر لن ينساق إلى تلك التصريحات لأنه واع جيدا لما يدور حوله ولأنه اليد التي تبنى البلاد.

شارك