وكشفت تقارير مصادر إعلامية أن الرجل الذي ظهر في العمامة الخمينية، يُدعى محمود بن عبد العزيز، وشهرته "محمود جودة" من سكان مدينة رفح الفلسطينية.

وهو محمود عبد العزيز يوسف عبد الرحيم يوسف عبد الرحمن محمد جودة، من عائلة جودة التي قطنت مدينة اسدود "اشدود" وهي مدينة على الساحل الفلسطيني بالأراضي المحتلة، هاجروا بعد الاحتلال الإسرائيلي في 1948 إلى مدينة رفح بقطاع غزة.

عائلة محمود جودة تنتمي إلى آل هارون الذين يقطنون اللاذقية وقلعة المرقب في شمال سوريا.

ولد محمود جودة، في مدينة رفح بمخيم اسدود 1960م، ونشأ في بيت مدين محافظ تعلم الكتابة والقراءة في دارس وكالة الغوث "الأونروا"، كما أتم حفظ القرآن في سنه التاسعة بحسب موقعه الشخصي.

ومع وصوله إلى مرحلة التعليم الثانوي، بدأ في الخطابة بمساجد رفح، وعقب انتهاء تعليمه الثانوي ذهب إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة في السعودية من أجل الدراسة الدينية، وتخرج من الجامعة.

ومع العلاقات القوية بين الفصائل الفلسطينية وإيران، تأثر محمود جودة بالمذهب الشيعي وذهب إلى إيران، وفي عودته تم توقيفه من قبل السلطات المصرية.

وكان أحد قيادات جماعة "التكفير والهجرة"، قبل أن يتحول إلى المذهب الشيعي ويدين بنظرية ولاية الفقيه، وهي النظرية التي أسسها قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله الموسوي الخميني.

استطاعت إيران وعبر أدواتها بالمساعدات العسكرية والإنسانية، وعبر الجمعيات الخيرية التي تقدم المعونات أو من خلال دعمها لحركات المقاومة، لا سيما حركة الجهاد الإسلامي، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- أن تعبر إلى النسيج الفلسطيني السُّني وتخلق لها فصيلًا وخلية شيعية تزداد يومًا بعد يوم.

ولا يعرف تقريبًا متى تحول محمود جودة من مذهب السلفية الجهادية إلى المذهب الشيعي، ولكن عقب انتصارات حزب الله اللبناني في 2006 على العدو الإسرائيلي بدأ جودة في نشر مذهب التشيع بقطاع غزة، وأسس "الجماعة الإسلامية العلمية" في مدينة رفح الفلسطينية وهي التي تدعو إلى خلافة آل البيت.

ويدعو محمود جودة للمذهب الشيعي الاثني عشري، كما يدعو إلى وجوب توحد المسلمين تحت راية الإمام الغائب، وتتهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأنه غاصب الخلافة.

ووضع جودة مبادئ لجماعته، وهي: 

1- الإيمان بأن مصدري التشريع هما القرآن الكريم والسنة المطهرة بشقيها النبوية والإمامية، وقبول كل ما صح وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام من بعده، ولا مصدر ثالث للتشريع الإسلامي علمًا بأن سنة الأئمة المعصومين عليهم السلام بيانية للسنة النبوية وليست تشريعية أي لا تستقل بتشريع جديد، وأما ما ادعاه أهل السنة من مصادر للتشريع كالإجماع والقياس والاستحسان والاستصحاب والمصالح، والعرف، وسد الذرائع، وشرع من قبلنا، وقول الصحابي، وشرع أهل المدينة، فليست كما يدعون. 

2-الإيمان بالقرآن الكريم كله، وأن آياته منها محكمات وهي قواعد كلية قطعية، وأخر متشابهات وهي أدلة تفصيلية جزئية ظنية منح الله العلم بتأويلها للأئمة المعصومين عن طريق وحي الإلهام وللعلماء الربانيين الصالحين بهدايتهم إلى إرجاعها إلى الآيات المحكمات ابتغاء مرضاة الله وليس ابتغاء فتنة الناس عن دينهم، والمحكمات والمتشابهات يجب الإيمان والعمل بها. 

3-الإيمان بولاية أهل البيت وعصمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وابنته الطاهرة فاطمة الزهراء والأئمة الاثني عشر عليهم السلام. على حد وصفهم. 

4-الإيمان بلزوم توحد المسلمين تحت راية الإمام الغائب عليه السلام. 

5-الإيمان بوجوب البيعة لإمام المسلمين القائم عليه السلام في هذا الزمان وفي كل زمان أي في غيبته وبعد خروجه، ولزوم التزام الناس في زمن الغيبة بالأئمة التابعين وهم العلماء المراجع وهم كلهم أئمة في جماعة المسلمين التي هي جماعة واحدة لا تقبل التعدد وهي الجماعة المستمسكة بالثقلين كتاب الله وعترة رسول الله أهل بيته، أي جماعة أهل البيت وشيعة أهل البيت العاملين بما سبق. 

جماعة محمود جودة هي ليست أول جماعة شيعية في قطاع غزة، ولكن هناك "حركة صابرين" الشيعية، وهو ما يوضح قوة وتغلغل المذهب الشيعي في قطاع غزة، والدور الكبير الذي تلعبه إيران في تحويل القطاع إلى محافظة إيرانية.

في مايو 2014 ظهرت حركة "الصابرين" لتكون أول حركة وجماعة شيعية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، لتؤكد نجاح السياسة الإيرانية في اختراق النسيج الفلسطيني، خاصة بقطاع غزة، تحت دعاوى المقاومة ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وتتخذ حركة صابرين شعار قريب من شعار حزب الله اللبناني والذي يعتبر أيضًا قريبًا من شعار الحرس الثوري الإيراني، وتعتبر نفسها حركة فلسطينية مقاومة، تهدف إلى طرد المحتل الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية، وهو ما يشير إلى ارتباطها بإيران والحرس الثوري الإيراني.

لكن " جماعة المسلمين آل البيت الأطهار"، تعتبر جماعة دعوية، وظهور محمود جودة بمظهر رجل الدين الشيعي، أي أنه يعد أول معمم في قطاع غزة.