فرنسا .. هل تنجح في تشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا؟
السبت 13/سبتمبر/2014 - 11:00 ص
طباعة

بدأت فرنسا تحركا لحشد تأييد دولي وإقليمي من أجل تشكيل تحالف للتدخل عسكريا في ليبيا بعد ثلاث سنوات على تدخل الأطلسي ضد نظام القذافي، من اجل مواجهة الجماعات المتشددة والتي تعتبر احدي التهديدات التي تواجهه مصالح باتريس في افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تحالف دولي لمواجهة الجماعات الارهابية في ليبيا، قائلا :"إذا لم يقم المجتمع الدولي بشيء من أجل ليبيا سينتشر الإرهاب أكثر بالمنطقة لذا نطلب من الأمم المتحدة تنظيم دعم دولي لبناء الدولة بليبيا.
تحرك فرنسي

يبدو ان فرنسا هي الدولة المعنية الأكبر بالأوضاع في ليبيا لما تعنيه من تأثير مصالح باريس في افريقيا وايضا تهيدا لأمن القومي عبر الهجرة غير الشرعية.
فقد أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريو، أن فرنسا قررت نقل الملف الليبي للوزراء، قائلا لودريون: «إن تمكن الجهاديين من التمركز بقوة في طرابلس وبنغازي، وانهيار مقومات الدولة الليبية، وتحول الجنوب الليبي إلى معقل للإرهاب يحتم تكوين تحالف لمواجهة ذلك».
وأضاف لودريون: «الجنوب الليبي تحول إلى وكر للإرهاب القادم من مالي والنيجر، وعلينا تحذير المجتمع الدولي وهو ما سيقوم به الرئيس هولاند»، مضيفا لإذاعة «أوروبا 1»: «إن هذا التحالف يتطلب مهلة زمنية لكنه ضروري، والرئيس الفرنسي هولاند سينقل الملف الليبي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري».
وأضاف أن الوضع الليبي يمثل خطرًا ليس على أوروبا فحسب بل على دول مثل تونس والدول الأفريقية، فـ«ليبيا هي بوابة أفريقيا وبوابة أوروبا وبوابة تونس أيضًا»، لافتا الي : «إن تحالفًا قويًا يعد ضروريًا وبمشاركة دول مثل إيطاليا وفرنسا وغيرهما».
وشدد : «إن فرنسا لا يمكنها أن تكون لوحدها، وإن إرساء تحالف يتطلب بعض الوقت ولكن يوجد خطر فعلي».
وقال فابيوس "لقد اتصلت برئيس الوزراء (الليبي) في الآونة الأخيرة لكي أساله ما يمكننا القيام به للمساعدة، وحين أقول نحن لا يعني الأمر فقط الفرنسيين وإنما البريطانيين والجزائريين والتونسيين والمصريين والأمريكيين وعدة جهات أخرى، الألمان أيضا".
ولعبت فرنسا في الإطاحة بالقذافي عام 2011، إذ كان الرئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزي هو أول من دعا لتدخل أجنبي في ليبيا لوقف أعمال العنف التي يرتكبها القذافي ضد الثوار.
ويتابع أن الموقف الفرنسي في ليبيا عام 2011 يشير إلى قدرة باريس على قيادة تحرك دولي ودليل على نية فرنسا اتباع سياسية خارجية أكثر حزمًا بعيدًا عن تلك التي اتبعتها عندما رفضت التدخل في العراق عام 2003.
النيجر تطالب بتدخل لدولي لمواجهة الارهاب الليبي

رئيس النيجر، محمدو إيسوفو
طالبت النيجر الأسبوع الماضي بتدخل قوى غربية في جنوب ليبيا مؤكدة أن هذه الدول يجب أن تتابع تداعيات الوضع الأمني بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي وفيما أصبح جنوب ليبيا "الملاذ الإرهابي الأساسي" في المنطقة.
وعلق رئيس النيجر، محمدو إيسوفو، على المشاكل الأمنية قائلا: «إن الوضع في ليبيا حاليا موات جدا لتداول الأسلحة من جميع الأنواع. وللأسف، يبدو أن العديد من تجار الأسلحة والعديد من الإرهابيين وكثير من الجهاديين يحصلون على الأسلحة من ليبيا، وخصوصا من جنوب ليبيا»، لافتا إلى «أن هناك قواعد للإرهابيين في جنوب ليبيا».
وأكد رئيس النيجر أن بلاده بذلت جهودها لتوفير الظروف الأمنية المناسبة على حدودها، مشيرا إلى أنه يستطيع القول إن النيجر تشكل اليوم حصنا منيعا ضد التهديدات لمنطقة الساحل، وإن الحرب ضد الإرهاب لم تنتهِ، ومن أجل هذا قررت فرنسا الحفاظ على بعض التواجد في المنطقة.
مصر ترفض التدخل العسكري

يبدو ان موقف دول الجوار لا يميل الي تدخل غربي مرة اخري في ليبيا، رغم المشاكل الأمنية التي يسببها تدهور الوضع الأمني في طرابلس وبنغازي
فقد حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، من مغبة التدخل الدولي في ليبيا ، ونقل الناطق باسم الرئاسة إيهاب بدوي عبر بيان رئاسي، تأكيد السيسي خلال الاجتماع حرص مصر على تحقيق الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني في ليبيا، والحيلولة دون سقوطها في براثن الإرهاب؛ مستعرضًا بذلك الجهود المصرية المبذولة في هذا الشأن. وشدد الرئيس عبد الفتاح السيس على أن مصر لن تتهاون في الحفاظ على أمنها القومي.
ويري اللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حفر الباطن أثناء محاولة احتلال العراق للكويت، أنه رغم دواعي الأمن القومي المصري لا يمكن الاستجابة لدعوات بالتدخل العسكري المصري لضرب بعض المواقع الإرهابية ولا المطالبات البعض بالتدخل لحماية مصر من هجوم متوقع لهؤلاء الإرهابيين والمتطرفين علي مصر ولذلك تأتي دعوة التدخل علي عكس الوضع .
وذلك أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ، أن الوزير جان ايف لودريان سيتوجه الاثنين إلى مصر لإجراء مشاورات تتركز على الوضع في العراق وليبيا، ويجري محادثات مع نظيره المصري الفريق أول صدقي صبحي، وصباح الثلاثاء، يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
باريس تحاول اقناع الجزائر بالتدخل العسكري

لا تكل باريس عن مساعي احتواء الموقف السياسي الجزائري الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، تزامناً مع تصاعد حمى المطامح الفرنسية بتوسيع تواجدها العسكري من شمال مالي إلى ليبيا.
ويصل قائد أركان الجيش الفرنسي، بيير دو فيليي، السبت، إلى الجزائر في زيارة رسمية لثلاثة أيام، "سيحاول اقناع المسؤولين الجزائريين بضرورة القيام بعمل عسكري على الأرض في ليبيا، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" ومجموعات مسلحة تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، قبل تحول هذه المجموعات إلى أذرع متصلة بتنظيم "داعش"، تنفيذاً لخريطة تواجد التنظيم في منطقة المغرب تحت مسمى (دامس)".
وفيما يسعى المسؤول الفرنسي إلى الحصول على دعم جزائري للخطط الفرنسية للوجود على الحدود بين النيجر وليبيا، والسماح للطائرات العسكرية الفرنسية بعبور الأجواء الجزائرية لتنفيذ طلعات جوية في ليبيا، يبدو أن "الجزائر غير مقتنعة بوجهة النظر الفرنسية، وتتخوف من أن يؤدي أي تحرك فرنسي في ليبيا، إلى افشال المساعي التي تقوم بها للوساطة بين مختلف أطراف الأزمة في ليبيا".
وورد الجزائر علي المساعي الفرنسية، فقد أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن التدخل العسكري الخارجي في ليبيا غير مطروح حاليا، ولكن البديل الآن هو جمع شمل الليبيين من خلال حوار وطني شامل.
وقال لعمامرة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزارية الرسمية، إن المتفق عليه حاليا هو ضرورة تفعيل حوار بناء بين الفرقاء الليبيين وصولا إلى مصالحة وطنية لتعزيز المكتسبات الديمقراطية من خلال مؤسسات منتخبة وبرلمان ستخرج عنه حكومة تضمن استقرار ليبيا.
رغم أن الجزائر ردت رسميا على دعوة وزير الدفاع الفرنسي إلى تنسيق فرنسي جزائري لتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة في ليبيا، حين أكد وزير الخارجية رمطان لعمامرة أن الجزائر لن تشارك في أي تدخل عسكري في ليبيا، لاسيما وأن ذلك منصوص عليه في الدستور، وهي تفضل الحوار بين الفرقاء الليبيين على لغة السلاح.
وكانت الجزائر، التي ترتبط بحدود طويلة مع ليبيا، دعمت حتى النهاية نظام معمر القذافي في مواجهة ثورة عليه اطاحت به في 2011، وحذرت حينها من المخاطر التي ستنجم عن الاطاحة بنظام القذافي.
تونس: لا للتدخل

الموقف في تونس لا يختلف كثيرا عن موقف القاهرة والجزائر، فقد أعلن وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي، رفض بلاده "التام" لأي تدخل عسكري أجنبي في جارتها ليبيا التي تشهد منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي معارك بين ميليشيات مسلحة متناحرة.
وقال الوزير في تصريح لإذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة "نحن نرفض كل تدخل (عسكري) اجنبي في ليبيا (..) نحن دُول مستقلة ودولُ جوار نسعى الى مساعدة الإخوة في ليبيا للوصول الى حل سياسي، لأننا نؤمن في تونس على الأقل، أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة الليبية".
ورداً على سؤال حول احتمال توجيه ضربات جوية غربية لأهداف في ليبيا، أجاب الوزير "نحن لا نتوقع مثل هذه الضربات، ولا نشجعها ونرفضها رفضاً تاماً".
المشهد الأن

وتتصاعد حدة الأزمة السياسية والأمنية والعسكرية التي تعيشها ليبيا منذ اندلاع شرارة الاقتتال المسلح بين عدد من الفصائل المسلحة المتنازعة على فرض السيطرة بقوة السلاح على مناطق استراتيجية عقب الاطاحة بنظام معمر القذافي، ولا سيما في مدينتي بنغازي والعاصمة طرابلس.
دفع ذلك البرلمان الليبي، اعلى سلطة في ليبيا، الى تبني، في طبرق قرارا بأغلبية الحاضرين يدعو الأسرة الدولية الى "التدخل لحماية المدنيين فورا" من أعمال العنف في البلاد وخصوصا في العاصمة طرابلس وبنغازي (شرق).
وهو الأمر الذي تحركت من اجله فرنسا في ظل انشغال الولايات المتحدة بمحاربة داعش في سوريا والعرق، ولكن هل تنجح السماعي الفرنسية في الحصول علي دعم اقليمي من دول الجوار لليبيا وبناء تحالف دولي علي التدخل عسكريا للقضاء علي الجماعات الارهابية بالدولة المفككة؟