الإخوان بين فشل المصالحة الداخلية والتحريض على العنف

السبت 23/يناير/2016 - 06:14 م
طباعة الإخوان بين فشل المصالحة
 
الإخوان بين فشل المصالحة
يحاول كثير من الشخصيات الإخوانية  التدخل لإنهاء الصراع داخل جماعة الإخوان الإرهابية، بين أكثر من مجموعة متصارعة وآخر هذه المحاولات كانت محاولة يوسف القرضاوي وقد كشف عدد من قيادات الإخوان، أن إدارة محمود عزت، القائم بأعمال التنظيم، رفضت المقترحات التي انتهت إليها لجنة التحقيق الداخلية لإنهاء الخلاف داخل الإخوان، والتي ترأسها يوسف القرضاوي رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وبدأ بعضهم في طرح تساؤلات حول التصرف الذى ينبغي على القاعدة اتخاذه ضد القيادات بالتنظيم.
في البداية قال عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق في بيان له عبر صفحته على "فيس بوك" :"رأيك مهم، لو لجنة قامت بالسعي لإنهاء الخلاف داخل الإخوان، يرأسها الشيخ القرضاوي، كلها شخصيات لها تاريخها ومصداقيتها لدى الجميع، ما مدى ثقتك في نتائجها؟ وهل تقبل بها أم لا؟"
أحمد رامي، المتحدث
أحمد رامي، المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة
في الوقت الذى رد عليه عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية قائلا :"إيه رأيكم يا شباب لما لجنة برئاسة الشيخ القرضاوي وشخصيات بوزن خالد مشعل وغيرهم تتدخل لحل خلاف ما وفي الآخر ييجى طرف تم اختراقه ويرفض حكم هذه اللجنة بعد موافقته على تدخلها من البداية يبقى الطرف ده رجالته يتقال عليهم إيه".
فيما علق أحمد رامي، المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة المنحل، على صمت قواعد الإخوان على قرارات محمود عزت قائلا :"لا يعنى السكوت الرضا دائما كما يقول المثل المصري فهناك ما يسمى الرأي العام المضمر وهو رأى غالبية الشعب أو الجماهير الغير معلن ".
يوسف-القرضاوي
يوسف-القرضاوي
وأضاف المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة المنحل :"تأتى أهمية كسر جدار الخوف والصمت من أن الدراسات أثبتت أن 35% تقريبا من البشر لا يستطيعون الإفصاح عن آراء تخالف الجماعة التي ينتمون اليها حتى لو كانوا يعتقدون في صواب آرائهم و خطأ رأى المجموع، و حينما يرى الإنسان مساندة عبر آخرين يجهرون بذات رأيه يتدنى معدل موافقة رأى المجموع إلى ما يقترب من الـ 5%".
من جانبه قال خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن اللجنة التي شكلتها جماعة الإخوان برئاسة القرضاوي، لحل الأزمة الداخلية واستمر عملها لمدة تزيد عن الشهر ونصف ، فشلت في السيطرة على الملاسنات والاتهامات المتبادلة بين قيادات الإخوان المتصارعة وهو ما جعل المجموعة المحسوبة على القيادات الجديدة تتهم مجموعة محمود عزت بإفشال مصالح إنهاء الخلاف.
وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن الجماعة لم يعد لديها قدرة على إنهاء خلافاتها، وما زال كلا الطرفين يصدر بيانات متناقضة في محاولة لكل منهم للحصول على الزعامة داخل الجماعة، وهو ما يؤكد أن القرضاوي لم يعد له تأثير على قيادات التنظيم.
الإخوان بين فشل المصالحة
فيما نفى المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الدكتور طلعت فهمي بشكل قاطع ما ردده البعض حول وجود تفاهمات ومفاوضات مع النظام، قائلا إنه مع كل موجة ثورية جديدة تنطلق "الشائعات عن التفاهمات والمفاوضات والاتفاقات"، وأشار في بيان له صباح السبت، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين دائما ما تؤكد في كل مرة أنه "لا للتفاوض مع القتلة المجرمين، ولا للمساومة على حقوق الشهداء والمعتقلين والجرحى والمتضررين، ولا للتنازل عن شرعية رئيسنا المنتخب الدكتور محمد مرسي، ولا للتنازل عن كل حقوق الشعب ومكتسباته". واستطرد فهمي قائلا: "القضية قضية شعب، لا تملك جماعة أو هيئة أن تبرم اتفاقا أو تفاهما بشأنه، وهي قضية شعب عازم على استكمال ثورته حتي النهاية"، مختتما بقوله: "ولكل الأفاقين والكذابين الموعد بيننا وبينكم الميادين، وإن غدا لناظره قريب". وفي سياق آخر، وجّه المتحدث باسم الإخوان رسالة إلى من وصفهم بالشباب الثائر والشعب المنتفض، قائلا: "بعد أن انعدمت الحرية والحقوق المدنية وسيطرت دولة الفساد والإفساد والمحسوبية ونظام العصابة وقانون الغاب، ها أنتم تجددون العهد بالثورة ضد النظام الانقلابي الاستبدادي الذي يكرس دولة القهر والظلم". وقال: "ها أنتم تصنعون التغيير من جديد، تقودون التحرر وتتقدمون ساحات التحرير بكل ربوع الوطن، وها هو عهدنا بالثورة يتجدد، فلن نسمح لأحد بأن يلتف حول مطالبنا الأساسية، ولنهتف بصوت واحد: "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة الإنسانية".. و"الشعب يريد إسقاط النظام". وتابع فهمي: "شبابنا الثائر وشعبنا المنتفض: أنتم عماد الوطن، ونبض الثورة، فبإرادتكم ينجلي الظلام وينبلج الصباح، فلنتمسك بثورتنا، ولنعلنها موجة ثورية جديدة شعارها: "ثوار 25.. للميادين راجعين"
جمال حشمت
جمال حشمت
وفي محاولات على صعيد اخر لإثبات وجود الجماعة على المستوى الدولي وفي محاولة من الجماعة لرأب الصدع الذي اصاب علاقاتها الخارجية خاصة مع الولايات المتحدة الامريكية كشف جمال حشمت، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، عن عقد قيادات الجماعة لقاءات مع نواب الكونجرس الأمريكي قبل ذكرى 25 يناير، موضحاً أنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في الفعاليات التي ستنظمها الجماعة في أمريكا قبل ذكرى ثورة 25 يناير 2016. وأضاف عضو مجلس شورى جماعة الإخوان عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أتوجه إلى أمريكا بدعوة من الجمعية المصرية الأمريكية للمشاركة في فعاليات 25 يناير مع قيادات أخرى في أكثر من ولاية أمريكية". وشن "حشمت" هجومًا على الإدارة الأمريكية، زاعمًا أنها لم تعد تنحاز للجماعة، مضيفًا أن أهداف الزيارة التواصل مع المصريين في الخارج، والتواصل مع بعض نواب الكونجرس، ومؤسسات المجتمع الأهلي والجامعات، ولن نسعى أو نطلب أي لقاءات مع الإدارة الأمريكية.
ويتناسى جمال حشمت أن الجرائم لا يمكن نفيها بمجرد تصريحات هنا وهناك، خاصة لو كانت موثقة، معتمدا هو وجماعته الإرهابية على أن آفة هذا الشعب النسيان. 

شارك