مع تزايد الاتهامات بدعم الإرهاب وازدواجية المعايير.. تركيا وقطر في ورطة
الخميس 18/سبتمبر/2014 - 12:02 ص
طباعة


وزير التنمية يتهم قطر بدعم الارهاب
يبدو أن الضغوط على رعاة الإرهاب بوقف تقديم كل أشكال الدعم للجماعات المتطرفة أسقطت آخر أوراق التوت، وتعرت، وافتضح أمرها، ولم يعد بإمكانها إلا الرد على هذه الاتهامات بعلامات الدهشة والحيرة، وكأن الأمر غريبًا عليهم.

تميم واردوغان
هذا هو حال كل من تركيا وقطر في يوم واحد، فخلال زيارته إلى ألمانيا أكد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، أن بلاده لا تساند المنظمات الإرهابية الإسلامية، بعد نحو ثلاثة أسابيع من تعليقات وزير ألماني أثارت غضب الدوحة، وربط فيها بين قطر وتمويل تنظيم داعش الإرهابي.
كذلك نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تكون بلاده تقدم أي نوع من الدعم أو القيام بشراء النفط من تنظيم داعش، واصفًا هذه الاتهامات بأنها "وقاحة وسفاهة"، ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية على لسان أردوغان قوله: "إن إظهار تركيا كما لو أنها دولة تدعم الإرهاب وتغض الطرف عن الممارسات الإرهابية، ما هو إلا وقاحة وسفاهة، هذا غير ممكن على الإطلاق".

أمير قطر يدافع عن نفسه
وتشاء تطورات الأوضاع على الساحة الاقليمية والدولية، أن يأتى هذا النفي التركى القطري، بعد أيام قليلة من زيارة أردوغان إلى قطر، وهي الزيارة الأولى له كرئيس لتركيا خارج بلاده، وفيها تم الاتفاق على عدد من الخطوات، التي بدأت تتضح يومًا بعد يومًا، حيث تم الكشف عن مطالبة الدوحة لعدد من قيادات الإخوان بمغادرة الأراضي القطرية، ومنحهم مهلة محددة، تبعها تصريحات من أردوغان بترحيب بلاده بالقيادات البارزة من الإخوان، وهناك من بدأت قدماه تطأ الأراضي التركية، وهناك من يتواجد منذ فترة فيها.
المتابع لتطورات الأحداث يرصد أن التنسيق التركي القطري لا يتوقف على الدعم الكامل وغير محدود لجماعة الإخوان المسلمين، بل يصل إلى دعم الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا، ولا يزال حاضر في الذهن المساعدات التي قدمتها البلدين إلى هذه الجماعات من اجل اسقاط أنظمة هذه البلدان، وبالرغم من التحذير مما تقوم به قطر وتركيا، لم يمنحهم المجتمع الدولي أي تحذيرات، حتى تنامى نفوذ تنظيم داعش الإرهابي، واضطرار الولايات المتحدة إلى تشكيل التحالف الدولي لمحاصرة داعش، وتحت شروط عربية، خضعت الإدارة الأمريكية لمطالب البلدان العربية وأبرزها مصر والسعودية، وتكللت مشاركة الدول العربية في التحالف الدولي، وبدأت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في الضغط على قطر وتركيا لوقف دعمهم للجماعات الإرهابية، وهو ما بدأت تتضح ملامحه من خلال هذا النفي والمناورات التي تقوم بها البلدين، في الحرب على الارهاب علانية، ودعمه في السر.

من يمول داعش؟
الصحف الغربية ترصد ازدواجية المواقف التركية والقطرية، وهناك مسئولون خرجوا بتصريحات مباشرة تنتقد الدعم القطري للإرهاب، حيث سبق وأن اتهم وزير التنمية والمساعدات الألماني، جيرد مولر، قطر بدعم الارهاب خلال حديثه لمحطة إذاعية محلية، حيث تحدث تنظيم داعش، قائلًا "من يمول هذه القوات؟ أعطيكم إشارة: قطر".
دويتشه فيله الألمانية من جانبها ما يزال أكدت أن الجدل لا يزال مستمرا بشأن دور قطر إزاء التنظيمات الإرهابية على غرار "داعش"، بين المواقف المعلنة وسياساتها الخفية يرى خبراء أن الدوحة تلعب أدوارًا مزدوجة من أجل كسب نفوذ ووزن سياسي دولي، وسط تزايد الاتهامات لهذه الدولة الخليجية الصغيرة بدعم الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا والعراق ، في ظل دلائل كثيرة على أن هذه الاتهامات صحيحة على غرار علاقة قطر القوية بمعظم التيارات الإسلامية في العالم العربي.
كذلك تنتقد الصحف الغربية الموقف التركي من تحالف دعم الإرهاب، حيث ترفض تركيا مواجهة تنظيم داعش علانية، وتتباطأ في المشاركة عسكريا، وفي الوقت نفسه لا يزال الدعم يصل إلى داعش، والمقاتلون يتسربون إلى العراق وسوريا عبر الحدود مع تركيا.