اتهام «الحشد الشعبي» بالاستيلاء على أملاك المسيحيين في بغداد / «القاعدة» يفجر «الأمن المركزي» في زنجبار / دبابات القوات الدولية في الصومال تطرد «حركة الشباب» من مرفأ مركا
الأحد 07/فبراير/2016 - 11:04 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيًّا وعالميًّا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الجمعة الموافق 26/ 11/ 2015
اتهام «الحشد الشعبي» بالاستيلاء على أملاك المسيحيين في بغداد
اتهم رجال دين مسيحيون وسياسيون «ميليشيات تنتمي إلى الحشد الشعبي وأحزاب دينية» بالاستيلاء على أملاك المسيحيين في بغداد بقوة السلاح، واتهموا الحكومة بالفشل في وقف هذا الاعتداء. وقال سكرتير عام «الحركة الديمقراطية الآشورية» النائب يونادم كنا لـ «الحياة» إن «مافيات وميليشيات تدعي انتسابها للحشد الشعبي وأحزاب دينية تستولي على منازل وأراضٍ وعقارات تجارية مملوكة لمواطنين مسيحيين في بغداد هاجروا البلاد بسبب الأوضاع الأمنية».
وأضاف: «أن غالبية عمليات الاستيلاء تجري في مناطق 52 والكرادة والمنصور ومناطق راقية في بغداد من خلال تزوير الأوراق الثبوتية داخل دوائر التسجيل العقاري في مقابل مبالغ مالية تصل إلى 10 آلاف دولار بعد وضع اليد عليها بقوة السلاح». وأشار إلى أن «عمليات الاستيلاء شملت منازل تركها مالكوها المسيحيون أو أجروها قبل سفرهم... وذلك يجري بسبب ضعف سلطة القانون، كما أن الشكوى لدى مكتب القائد العام للقوات المسلحة لم توقف عمليات الاستيلاء وسرقة الأملاك».
وقال النائب المسيحي عن قاعدة بيانات المنازل والممتلكات المسيحية المستولى عليها إن «العدد كبير جداً لأن نصف مسيحيي بغداد هاجروا، وأملاكهم المنتشرة في أرقى مناطق العاصمة باتت تحت سيطرة مافيات ومليشيات حزبية».
وأعلن بطريرك الكلدان في العراق، لويس روفائيل ساكو، في بيان صحافي أمس أن «تنظيم داعش هجّر 120 ألف مسيحي من الموصل ومناطق سهل نينوي، وهم يعيشون الآن في خيم وكرافانات منذ عام ونصف العام، فيما راح التنظيم يهدم أديرتهم وكنائسهم وبيوتهم لمسحهم من الذاكرة». وأضاف: «الآن تقوم جهات وأشخاص بالاستيلاء على بيوت المسيحيين وعقاراتهم ويزوّرون سنداتها في بغداد باعتبار أن أملاك غير المسلمين حلال ونصرخ مرة أخرى مناشدين ضمير مسئولي الحكومة والمرجعيات من السنّة والشيعة من أجل فعل شيء مجدٍ يصون حياة وكرامة وممتلكات جميع العراقيين لأنهم بشر». وشهدت الأعوام التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 تهجير وهجرة مئات الآلاف من المسيحيين بسبب تعرضهم لتهديدات بالقتل والخطف والابتزاز.
إلى ذلك، يعتزم اتحاد «القوى الوطنية» السنّي إطلاق مبادرة للتعايش السلمي في العراق اليوم، فيما قال قادة سنّة إن خريطة الطريق الحقيقية تبدأ باتخاذ القرار الحقيقي، وهو القبول بالمصالحة للخروج من الأزمة السياسية التي تعانيها البلاد منذ 2003. وأعلن عضو لجنة الأوقاف والشئون الدينية النيابية، عبدالعظيم العجمان، في مؤتمر صحافي، «إطلاق مبادرة التعايش السلمي في العراقي»، مشيراً إلى أن «هناك مستفيدين من الأزمة والصراعات الطائفية الراهنة، لتفكيك البلاد وبعثرتها وتخلّفها في جميع المجالات، وهدر المصالح».
وأشار العجمان إلى أن «حسم ملف التنوع واختلاف الهويات وإدارته في شكل سليم ليكون مورداً ثقافياً وإنسانياً وحضارياً وتنموياً للعراق، سيشكّلان الخطوة الأولى نحو الاستقرار». وأكد أن «المستفيد من الصراعات منذ عام 2003 ولغاية اليوم، هو الإرهاب والمافيات والأجندات الخارجية». ودعا إلى «ضرورة الوقوف في وجه جميع هذه التحديات وإعلان ميثاق العيش المشترك ضمن إطار وثيقة رمضان 2015، استناداً إلى المبادئ والأسس التي وضعت في الوثيقة الوطنية».
«القاعدة» يفجر «الأمن المركزي» في زنجبار
على وقع التقدم المستمر للقوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني في المناطق المحيطة بالمدخل الشمالي الشرقي لصنعاء جدد طيران التحالف أمس قصف مواقع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح في قاعدة الديلمي الجوية ومعسكرات الحماية الرئاسية في جبل النهدين ومعسكر قيادة قوات الاحتياط جنوب العاصمة.
وفي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي أعلنها تنظيم «القاعدة» قبل يومين «إمارة إسلامية» عقب مقتل القيادي البارز في التنظيم جلال بلعيدي في غارة أمريكية من دون طيار، أفادت مصادر محلية بأن مسلحي التنظيم فجروا أمس مقر قوات «الأمن المركزي» بعد تلغيمه بالكامل، في حين نعى التنظيم رسمياً قائده بلعيدي في بيان بثه على حسابات تابعة له على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
من جهة اخرى، امتدت غارات التحالف إلى مواقع المتمردين وتعزيزاتهم في ضواحي صنعاء في منطقتي نهم وسنحان وفي محافظات صعدة وحجة وتعز بالتزامن مع معارك الكر والفر التي تخوضها قوات الشرعية في جبهات تعز والضالع وشمال غربي محافظة حجة في مديريتي حرض وميدي.
وأكدت مصادر المقاومة والجيش ان قواتهما اقتربت من السيطرة على منطقة «مسورة» في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء وأفشلت محاولات الحوثيين وقواتهم للالتفاف على المواقع المحررة في جبال نهم ومنطقة «الفرضة» الاستراتيجية، وشرق وادي «ملح» من جهة منطقتي «بني فرج» و«المجاوحة» المجاورة لجبل «وصت».
وكثف الانقلابيون في صنعاء ومحيطها إجراءات الأمن ونشر نقاط التفتيش وشن حملات الاعتقال في صفوف الناشطين ورجال القبائل المناوئين لهم، كما واصلوا قصف الأحياء السكنية والقرى في محافظة تعز وشمال محافظة الضالع بصواريخ «كاتويشا» والمدفعية الثقيلة في ظل تقدم مستمر لقوات الشرعية في الجبهة الجنوبية والجنوبية الشرقية لتعز.
وفي عدن أفادت مصادر حكومية بأن الرئيس عبدربه منصور هادي منح أمس عدداً من القادة الإماراتيين المشاركين في قوات التحالف أوسمة «الشجاعة» تقديراً لمواقفهم البطولية التي اجترحوها في معركة الدفاع عن عدن والمحافظات المجاورة لها.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن هادي «إن تلك التضحيات التي قدمها الأبطال من دول التحالف إلى جانب إخوانهم من قوات الجيش والمقاومة ليست بغريبة عليهم فبصماتهم الأخوية والقومية العربية شاهدة للعيان في أكثر من موقع ومكان».
على صعيد منفصل، أفاد مصدر أمني في عدن بأن مسلحين مجهولين اغتالوا ضابطاً في «جهاز الأمن السياسي» (الاستخبارات) يدعى عمار ثابت أثناء خروجه من منزله في مدينة الشعب بمديرية البريقة، وأضاف أن «المسلحين لاذوا بالفرار عقب إصابة الضابط برصاصتين في الرأس ما أدى إلى وفاته متأثراً بجراحه في المستشفى».
دبابات القوات الدولية في الصومال تطرد «حركة الشباب» من مرفأ مركا
استعادت القوات الحكومية الصومالية وقوة الاتحاد الإفريقي في الصومال (اميصوم) أمس، السيطرة على مرفأ مركا الاستراتيجي الذي يبعد نحو مئة كيلومتر جنوب مقديشو، بعدما كانت انسحبت منه أول من أمس امام تقدم حركة الشباب الإسلامية التي كانت المدينة أحد اهم معاقلها بين 2008 و2012.
وأكد عبدالرزاق محمد، المسئول في الجيش الصومالي، في اتصال هاتفي من مقديشو، ان الوضع عاد إلى طبيعته، وقال: «حصل تبادل طفيف للنار، وفرّ عناصر حركة الشباب بعد مقتل عدد كبير منهم، في حين خسر الجيش الصومالي جندياً واحداً».
وأضاف: «تنفذ قوات الأمن حملة تطهير في المدينة»، علماً ان أحد السكان أفاد بأن «قوة اميصوم استخدمت دبابات لاستعادة السيطرة على المدينة، حيث قتل مدنيون علقوا وسط المعارك».
وكانت الحركة أعلنت تطبيق الشريعة خلال سيطرتها لساعات على المدينة. وقال أحد سكان المدينة محمد مولد ان «مقاتلي حركة الشباب نفذوا دوريات في الشوارع، وطالبوا الناس بتجنب تنفيذ تصرفات مخالفة للشريعة».
وسبق ان طُرد عناصر حركة الشباب الذين قاتلوا «أميصوم» من مقديشو في آب (أغسطس) 2011، ثم خسروا القسم الأكبر من معاقلهم. وامتنعوا غالباً عن خوض قتال تقليدي مفضلين العمليات والاعتداءات الانتحارية. لكنهم لا يزالون يسيطرون على عدد كبير من المناطق الريفية، ويهددون الأمن في الصومال والبلدان المجاورة، خصوصاً كينيا حيث شنوا هجمات كثيرة أسفرت منذ 2013 عن مقتل أكثر من 400 شخص.
في مالي، تبنى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الهجوم الذي استهدف قاعدة تابعة لقوات بعثة الأمم المتحدة (مينوسما) في مدينة تمبكتو (شمال)، وأدى إلى احتلالها لساعات، ومقتل القائد في الجيش كريم نيانغ وأربعة مهاجمين. تزامن ذلك مع إطلاق السلطات اشخاصاً اعتقلوا للاشتباه في علاقتهم بهجوم تمبكتو لـ«عدم توافر الأدلة».
وزار وزير الدفاع تيمان هوبير كوليبالي تمبكتو التي سادها الهدوء للمشاركة في تشييع جنازة القائد نيانغ، والتقى مسئولين في المدينة لمناقشة تشديد التدابير الأمنية، علماً ان قوات الأمن سيّرت دوريات طوال الليل في مختلف القطاعات».
ووسع المتشددون أخيراً نطاق هجماتهم في المنطقة، وقتلوا 20 شخصاً في هجوم على فندق بعاصمة مالي باماكو في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ثم 30 آخرين في هجوم على عاصمة بوركينا فاسو الشهر الماضي.
وأورد البيان الذي رصده موقع «سايت» الإلكتروني لمراقبة المواقع المتطرفة: «تمكن بفضل من الله وتوفيقه ثلاثة أبطال من فرسان سرية القدس التابعة لمنطقة الصحراء من اقتحام فندق بالماري وسط تمبكتو الذي تتخذه قوات الظلم المسماة زوراً قوات حفظ السلام مقراً لها».
وأشار البيان إلى سقوط «عدد كبير من الجنود وجرح آخرين»، موضحاً ان «من اقتحم المقر وفجر سيارته يعرف باسم القندهاري من قبيلة أولاد إدريس العربية، قبل أن يتبعه كل من مصطفى وعبد الله الأنصاريين».
وأعلنت مصادر أمنية أن المتشددين وصلوا القاعدة شبه الخالية في فندق «بالماري» القديم عند مدخل تمبكتو صباحاً، وفجروا سيارة مفخخة قبل أن يختبئوا في الداخل.
وسبق أن سيطر متشددون إسلاميون لفترة قصيرة خلال عام 2012 على تمبكتو، وهي مركز تجاري وثقافي قديم. كما احتلوا بلدات أخرى في الشمال قبل أن تطردهم منها القوات الفرنسية في العام التالي. وهم شنوا سلسلة هجمات العام الماضي، ووسعوا نطاقها في مالي.
وفي تسجيل صوتي، تبنى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» مسئولية خطف الطبيب الأسترالي كين إليوت وزوجته جوسلين قرب حدود بوركينا فاسو مع مالي في 15 كانون الثاني (يناير) الماضي.
وأورد التسجيل المنسوب إلى جماعة المرابطين التابعة للتنظيم، والذي بثته على قناتها الرسمية على موقع «تليغرام»: «قررنا إطلاق المرأة بلا شروط التزاماً بتوجيهات قادتنا عدم إشراك النساء في الحرب»، موضحاً ان دافع الخطف هو محاولة إطلاق أسرانا القابعين خلف القضبان».
وأدار الطبيب إليوت وزوجته جوسلين، وهما في الثمانينات عيادة تضم 120 سريراً في بلدة جيبو منذ أكثر من 40 سنة. وهما خُطفا من البلدة بالتزامن مع الهجوم الذي استهدف فندقاً ومطعماً في العاصمة واغادوغو الشهر الماضي.
"الحياة اللندنية"
مقتل 17 حوثيًّا بينهم 3 قيادات في غارات للتحالف باليمن
شنت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الأحد، غارات جوية مكثفة على تجمعات الحوثيين، في منطقة نقيل بن غيلان شمال شرق العاصمة صنعاء، وأسفرت عن مقتل 17 عنصراً من ميليشيات الحوثي بينهم 3 من أهم القيادات الميدانية.
وأوضحت مصادر يمنية، أن القياديين القتلى هم طه المتوكل، والحسن شرف الدين، وحمزه شرف الدين، بحسب "العربية نت".
وأكدت المصاد، أن طائرات التحالف استهدفت تعزيزات عسكرية للميليشيات في نقيل بن غيلان وهي في طريقها من العاصمة صنعاء لدعم الميليشيات في مناطق المواجهات ببلدة مسورة الواقعة غرب مديرية نهم.
ومن جانب آخر تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من اقتحام بلدة مسورة شمال غرب العاصمة صنعاء.
مقتل وإصابة 23 شخصاً إثر انفجار في باكستان
قتل ثمانية أشخاص وأصيب 15 آخرون بجروح، أمس السبت، معظمهم من عناصر الأمن، إثر انفجار قنبلة بمدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، جنوب غرب باكستان.
وصرح وزير داخلية حكومة إقليم بلوشستان، أكبر حسين دراني، بأن الانفجار استهدف قافلة لقوات حرس الحدود، مضيفا أن فرق الإنقاذ وصلت إلى موقع الانفجار، وتم إعلان حالة الطوارئ في جميع مستشفيات المدينة.
مقتل 11 من "داعش" في عمليات أمنية بالعراق
تمكنت القوات العراقية، من قتل 11 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خلال صد هجوم للتنظيم غرب سامراء بشمال العراق، حسبما أعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الأحد.
وذكر بيان للوزارة أن مدفعية قيادة عمليات سامراء تمكنت الليلة الماضية من صد هجوم لـ"داعش" في جزيرة غرب سامراء، مشيرا إلى أن المواجهات أسفرت عن قتل 11 من عناصر التنظيم وإلحاق خسائر كبيرة بالأسلحة والمعدات.
من جانب آخر تمكنت القوات الأمنية التابعة لقيادة عمليات الأنبار بغرب العراق، من قتل 3 انتحاريين ودمرت عجلاتهم المفخخة في منطقة الجرايشي شمالي الرمادي.
"الشرق القطرية"
تحرير السجارية وإحباط هجوم لـ «داعش» على الثرثار
قوات أمنية عراقية تمنع دخول أهالي تكريت إلى بغداد
تمكنت القوات العراقية، أمس، من تحرير منطقة السجارية شرقي الرمادي، وأحبطت هجوماً لتنظيم «داعش» على الثرثار شمالي المدينة، في وقت تحدثت مصادر محلية وشهود عيان عن القوات الأمنية العراقية تمنع وتعرقل دخول أهالي تكريت إلى العاصمة بغداد.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة، تحرير منطقة السجارية شرقي مدينة الرمادي بالكامل ورفع الأعلام العراقية فوق مبانيها. وقالت الخلية في بيان، إن العملية أسفرت عن مقتل عدد كبير من عناصر تنظيم «داعش»، ورفع عشرات العبوات الناسفة التي زرعها عناصر التنظيم في أماكن متفرقة. وذكر قائد العمليات الخاصة الثالثة اللواء الركن سامي العارضي، أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تقدمت بعد تحريرها منطقة السجارية نحو منطقة جويبة المجاورة لها، وأصبحت تلك القوات على أبواب المنطقة استعداداً لتحريرها». وأضاف أن بعض الأسر في منطقة جويبة بدأت بالخروج باتجاه قطعات جهاز مكافحة الإرهاب وذلك من خلال التنسيق معهم عبر الاتصال الهاتفي.
ومن جانب آخر، قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، تم صد هجوم لتنظيم «داعش» على مقر الفرقة العاشرة في منطقة الثرثار شمالي الرمادي من قبل قطعات الفرقة وطيران التحالف الدولي. وأوضح أن القوات العراقية فجرت عجلتين مفخختين يقودهما انتحاريان، فيما فجر طيران التحالف الدولي عجلة ثالثة، وأعقب ذلك اشتباكات بين عناصر التنظيم والقوات العراقية، ما أسفر عن مقتل عشرات الإرهابيين. وقال المقدم محمد علي من قيادة عمليات الأنبار إن «تنظيم «داعش» شن هجوماً برفقة ثلاث سيارات ملغمة على مقر الفرقة العاشرة من الجيش العراقي المتمركزة بمنطقة الثرثار، وتمكنت القوات العراقية بمساندة طيران التحالف الدولي من قتل 25 مسلحاً من التنظيم وتدمير السيارات الملغمة التي قادها انتحاريون».
ومن جهته، ذكر مصدر في وزارة البيشمركة أمس أن قوات الجيش العراقي والبيشمركة تمكنتا من قتل 30 مسلحاً من تنظيم «داعش»، فيما قتل 9 من قوات البيشمركة في حادثين منفصلين في الموصل. وقال المصدر إن «قوات الجيش العراقي والبيشمركة صدت هجوماً بخمس عجلات (سيارات) ملغمة هو الأعنف من نوعه لعناصر «داعش» استهدف قرى تابعة لقضاء مخمور، جنوب شرقي الموصل، ودارت اشتباكات ما أسفر عن مقتل 30 عنصراً منهم بينهم قياديون بارزون وأجبروا اغلبهم على الانسحاب».
في غضون ذلك، ذكر مواطنون قادمون من طريق بغداد إلى تكريت أنهم منعوا من دخول العاصمة العراقية لأن هويات الأحوال المدنية تحمل اسم تكريت وبعض المناطق الأخرى. وذكر القادمون أن «المنع يسري على الجميع نساء ورجالاً وأطفالاً ومرضى ولا يفرق بين هذا وذاك، وأنهم عوملوا معاملة خشنة وأسمعوا كلمات نابية من قبل الجنود المشرفين على السيطرة والتي تعد بوابة دخول بغداد بالنسبة لأبناء محافظة صلاح الدين». وقال محمد خالد من سكان تكريت إنه «شاهد جنوداً يهينون امرأة ويدفعونها حتى تسقط على الأرض لأنها قالت إنها من تكريت وإنها مريضة وتريد الذهاب إلى المستشفى. وذكر مصدر في مكتب محافظ صلاح الدين أن «المحافظ رائد الجبوري أجرى اتصالات مع قيادة عمليات بغداد وطلب منهم عدم التعرض لأبناء المحافظة الداخلين إلى بغداد ووعدوا خيراً، ولكن أفراد السيطرة يؤكدون أنهم لا يستلمون تعليمات من أحد وأنهم أحرار في تصرفهم».
حلب تواجه كارثة والنظام يرفض وقف إطلاق النار
آلاف السكان في العراء عند الحدود التركية
كثفت القوات النظامية السورية بدعم روسي، أمس، هجومها على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محيط حلب، في تصعيد جديد، دفع عشرات الآلاف للفرار، باتجاه الحدود التركية، وسط بوادر كارثة إنسانية، حيث ينتظر آلاف السوريين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، في العراء والبرد، من أجل الدخول إلى تركيا التي لاتزال تغلق حدودها أمامهم، وسط مطالبات أوروبية لأنقرة بفتح الحدود أمام اللاجئين.
ويهدد تقدم القوات النظامية والفصائل المتحالفة معها، وتضم مقاتلين إيرانيين بمحاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة المنقسمة، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب، بينما يعيش 350 ألفاً في مناطق المعارضة.
وقال مسئول في إدارة الكوارث والطوارئ التركية لرويترز إن نحو 15 ألف سوري كانوا ينتظرون، أمس، على الجانب السوري من معبر أونجو بينار التركي، وإن ما يصل إلى 50 ألفاً آخرين في طريقهم إلى هناك. وقال: «ليس هناك حالياً وضع طارئ يتعلق بالأمن في المكان الذي ينتظر فيه الحشد. الأولوية القصوى لهم أن يكونوا في مكان آمن والجانب الآخر، السوري، من الحدود آمن». وتابع بقوله «يُجرى توزيع الغذاء والمساعدات. حتى هذه اللحظة لا يوجد خطر وشيك على أرواحهم».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فصائل مقاتلة كردية وسورية في ريف حلب الشمالي اتفقت على فتح ممر إنساني من أعزاز إلى منطقة عفرين، التي يسيطر عليها الأكراد من أجل الهاربين من القصف، ممن لا يقدرون على العبور لتركيا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «الأوضاع التي يواجهها النازحون كارثية»، مضيفاً «تنام عائلات بالكامل منذ أيام عدة في البرد في الحقول أو الخيم، وليس هناك أي منظمة دولية لمساعدتهم، بل يساعدون بعضهم البعض». ونشر ناشطون سوريون أشرطة فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر النازحين في الحقول المحيطة بمدينة أعزاز التي تبعد خمسة كيلومترات عن الحدود التركية. وبحسب المرصد، فر منذ يوم الاثنين 40 ألف مدني من ست بلدات وقرى، استعادتها قوات النظام خلال هجومها في شمال حلب. كذلك، أوضح عبدالرحمن أن «آخرين فروا من بلدات واقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة بسبب الضربات الجوية الروسية المكثفة».
ووفق الأمم المتحدة فإن 20 ألف شخص ينتظرون عند معبر باب السلامة السوري المغلق في وجههم. وسمحت أنقرة لمنظمة «الإغاثة الإنسانية التركية» (آي إتش إتش) غير الحكومية الإسلامية باجتياز الحدود لتقديم المياه والغذاء والأغطية للنازحين السوريين المتجمعين في باب السلامة.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو لدى خروجه من اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في أمستردام، أمس، أن تركيا لاتزال تعتمد «سياسة الحدود المفتوحة» أمام اللاجئين السوريين، من دون تحديد موعد للسماح لهؤلاء الآلاف بالدخول. لكن مراسلة فرانس برس ذكرت أن المعبر الحدودي التركي أونجو بينار كان لايزال مقفلاً، أمس، أمام آلاف اللاجئين السوريين.
وقالت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني: «تحدثنا مع زميلنا التركي، يجب أن نتذكر أن هناك واجباً أخلاقياً، وإن لم يكن قانونياً، بعدم الإبعاد القسري، وحماية أولئك الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية». وتردد موغيريني بذلك رأي كثير من القادة الأوروبيين، الذين انتهزوا هذا الاجتماع في أمستردام لتذكير تركيا بالتزاماتها الدولية، وخصوصاً اتفاقية جنيف. وقال مفوض التوسع في الاتحاد الأوروبي يوهانس هان، صباح أمس، «إن اتفاقية جنيف التي تقضي باستقبال اللاجئين لا تزال قائمة».
«فتح» و«حماس» تبحثان المصالحة في قطر والسلطة تدعو لدعمها
دعت حكومة الوفاق الفلسطينية، أمس، إلى دعم فلسطيني شامل لجهود تحقيق المصالحة الفلسطينية قبيل اجتماع بين حركتي «فتح» و«حماس» في العاصمة القطرية الدوحة. وقال الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان، «إن الحكومة تدعو الجميع إلى دعم جهود استعادة الوحدة الوطنية على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية». وبهذا الصدد انتقدت حركة «حماس» في بيان، للناطق باسمها سامي أبو زهري دعوة «فتح» إلى اعتماد برنامج منظمة التحرير كبرنامج لحكومة الوحدة الوطنية المنشود تشكيلها.
واعتبرت الحركة أن موقف «فتح» يناقض اتفاق المصالحة ويؤكد أنها تحاول فرض الشروط المسبقة بعيداً عن اتفاق المصالحة.
ودعت «حماس» إلى «وضع آليات حقيقية لتطبيق اتفاق المصالحة ودعم الانتفاضة وحل مشاكل غزة ضماناً لنجاح الجهود الراهنة»، مضيفاً أن ذلك سيضع علامات تساؤل كبيرة على مدى جديتها لتحقيق المصالحة.
وبدأت أمس، في العاصمة القطرية الدوحة مباحثات استكمال تنفيذ اتفاقيات المصالحة بين الحركتين.
"الخليج الإماراتية"
هاجس خلافة الغنوشي يتسلل إلى قيادات النهضة
بقاء رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أو رحيله لن ينهي الخلافات بين فريقين كلاهما يخطط للسيطرة عليها
تسلل هاجس خلافة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية إلى عدد من قياداتها النافذة تنظيميا وسياسيا حتى أنها باتت تمهد لتوفير أكثر ما يمكن من الحظوظ لخلافته من خلال سعيها إلى ضمان تموقع أكثر نفوذا ضمن لائحة القيادة التي يفترض أن تفرزها أشغال المؤتمر القادم للحركة.
وفقد الغنوشي حالة الإجماع التي كانت حوله داخل الحركة بوصفه زعيمها التاريخي، وبدأت أصوات كثيرة من أنصاره تطالبه بالتنحي خلال المؤتمر الذي لم يتحدد موعده بشكل نهائي إلى الآن.
ولم يحل التكتم الشديد، الذي يعد أحد الآليات التي كثيرا ما راهنت عليه النهضة لتطويق خلافات عميقة تشقها، دون أن تتسع دائرة النقد لأسلوب الغنوشي في إدارة الحركة خلال فترة تحالفها مع نداء تونس.
ويحاول الغنوشي التوفيق بين آراء متناقضة لقيادات بارزة في عدة ملفات، وهو ما زاد من حدة الخلاف حول وجوده في الرئاسة بين فريقين، الفريق الأول يرى أن الغنوشي اختطف النهضة وحوّلها إلى لعبة بيده يتحالف مع خصومها ويغضب أبناءها خاصة الذين اضطروا لتركها بسببه، متهمين إياه بأنه يحتكر القرار ويستخدم الديمقراطية الداخلية لفرض رأيه.
ويتمسك الفريق الأول بالبعد العقائدي، وهو غاضب من تخلي الغنوشي عن أحد مقومات الحركة، وهي إسلاميتها بما تعنيه من الاستعداد لتطبيق الشريعة والعمل على تغيير المجتمع ليتقبلها، وليس الاندماج فيه والقبول بقوانين تتنافى مع الصفة الإسلامية.
ويضم هذا الفريق قطاعا واسعا من أئمة المساجد وخريجي جامعة الزيتونة، والكليات العلمية، وهم الشريحة الأوسع داخل الحركة والتي كانت تدير التنظيم قبل الثورة وهم الذين يطلق عليهم فريق الصقور، ومن أبرز رموز هذا التيار نذكر الحبيب اللوز والصادق شورو، وكلاهما رئيس سابق للحركة.
لكن الصقور فقدوا سيطرتهم على القيادة السياسية للحركة بعد الثورة، وخرج إلى الواجهة فريق ثان أغلبه من خريجي المحاماة والعلوم الإنسانية وأقلية من البراغماتيين دارسي العلوم أو الشريعة.
ويعمل هذا الفريق على تحويل النهضة إلى حزب سياسي براغماتي يميل إلى التصالح مع الدولة وقوانينها، ومن أبرز رموزه عبدالفتاح مورو نائب الغنوشي والقيادي التاريخي، ونورالدين البحيري وزير العدل السابق، وهو أحد أبرز قيادات مجموعة “الحمائم” في التنظيم.
ويريد الحمائم قطع الصلة بين الغنوشي والتنظيم الدولي، ولئن كانوا يجاملونه ليظل في صفهم ويضفي شرعية على استمرارهم في الواجهة، إلا أنهم يدعونه إلى التفرغ للعمل الفكري وللعلاقات الخارجية حتى يتمكنوا من السيطرة على التنظيم الذي عرف استقالات واسعة بسببهم.
ويدفع فريق الحمائم إلى الفصل بين الدعوي والسياسي، ليسهل عليه إقناع خصومهم بأنهم يتجهون نحو بناء حزب مدني لا يستخدم الدين في الوصول إلى السلطة، لكن هذا الفصل سيوسع دائرة الغضب عليهم وعلى الغنوشي نفسه.
ورغم عمق الخلافات، فإن التحديات الداخلية، وتداعيات فشل تجربة الإسلام السياسي في المنطقة قد تؤجل الإطاحة بالغنوشي في المؤتمر القادم.
ويرى المتابعون أن حظوظ أيّ قيادي لتولّي “الخلافة” مرتبط بمدى قدرته على كسب ثقة الغنوشي نفسه وقربه منه فكريا وسياسيا وبمدى التزامه بتحقيق حلمه في إنجاح الإسلام السياسي في تونس.
وتظهر تسريبات أن الغنوشي نفسه شرع بعد في “ترويض” عدد من القيادات تمهيدا للزجّ بها في سباق الخلافة قبل أن تحصل منه على “التزكية” أو “الترشيح” من بينهم ثلاثة مقرّبون منه هم علي العريض ونورالدين البحيري وعبداللطيف المكي.
لكن الثابت أن بقاء الغنوشي أو رحيله بعد المؤتمر سيوسع من دائرة الخلافات بين الفريقين بسبب استحالة التوفيق بين خطين سياسيين متناقضين كلاهما ينتظر رحيل الغنوشي ليضع يده على الحركة ويوجه دفتها لفائدته.
ما وراء استعداد السعودية لمحاربة داعش على الأرض
الإعلان السعودي عن استعداد المملكة “المشاركة” في جهد بري لمحاربة داعش لا بد أنه سيتقاطع مع “المناورات الجوية الروسية” في سوريا.
وسيشغل إعلان المتحدث باسم القوات المشتركة في عاصفة الحزم، العميد أحمد حسن عسيري، الإعلام لأيام قادمة.
فمثل هذا الإعلان على لسان عسيري لا يمكن أن يكون للاستهلاك الإعلامي، أو أنه مجرد بالون اختبار أمام جدية التحالف الدولي في محاربة داعش بعد حوالي 18 شهراً من الضربات الجوية التي لم تحقق غاياتها.
الولايات المتحدة ستدرس العرض في اجتماع حلف الأطلسي في بروكسل بعد أيام، بينما ستعيد روسيا ترتيب أولياتها، لتحدد من هو “الإرهابي” في سوريا، الجيش الحر، أم “داعش” و”النصرة”؟ قول واشنطن إنها ستدرس العرض لا يعني أنها تفاجأت بالإعلان. لكن موسكو، التي لم تتفاجأ أيضاً بهذا العزم، ستكون مجبرة على وضع الخطط البديلة على طاولة استراتيجياتها، إن كان لها استراتيجيات في هذا الخصوص.
وكان التحليل المتفائل يتوقع أن تدعم السعودية الجيش السوري الحر بصواريخ مضادة للدروع، وصواريخ محمولة مضادة للطائرات.
وفي الواقع حصل الجيش الحر، وفصائل أخرى على كمية من صواريخ “تاو” المضادة للدروع في بدايات انطلاق الحملة الروسية لدعم النظام، وحققت هذه الصواريخ توازناً في الرعب جعل مؤيدي الثورة يأملون في بداية هزيمة للنظام، ومن ورائه روسيا، على اعتبار أن كل المراقبين يتفقون أن الضربات لم تحسم أبداً معركة قبلا.
بالطبع، اختفت صواريخ “تاو” منذ منتصف نوفمبر الماضي، إلا ما ندر. هنا، يمكن أن نتوقع أن الداعمين تركوا فرصة للحل السياسي بعد اجتماع فيينا، ومن ثم لقاء الرياض، وصولاً إلى مفاوضات “جنيف3” التي حملت بوادر فشلها حتى الآن، في انتظار استئنافها في 25 فبراير الجاري.
وعلى الأغلب سيفشل المؤتمر ما لم تتغير الموازين العسكرية لصالح المعارضة المسلحة في سوريا.
من جهتهم، النظام السوري وروسيا وإيران يراهنون على وضع شبيه في الاتجاه المعاكس، أي تحقيق انتصارات عسكرية تجعل المعارضة مرغمة على القبول بشروط الثلاثي لإنهاء الثورة، و”الاتحاد” مع النظام في محاربة “الإرهاب”، كون الثلاثي لا يرى في ما حدث ويحدث في سوريا سوى أن كل السوريين “إرهابيون” متمردون على “نظام شرعي”.
خروج مثل تلك الدعوة إلى العلن يعني بالضرورة أن مقدماتها أخذت وقتها في كواليس الدبلوماسية السعودية، وربما تبادل السعوديون النقاش مع حلفائهم في دول مجلس التعاون، بل ومع الولايات المتحدة نفسها.
وهذا يعني أيضا أن السعودية وجهت رسالة مبطنة إلى إيران قبل غيرها، خاصة أن المعركة بينهما لاتزال دائرة في اليمن. الرسالة تقول إن المملكة لن تدع إيران ترسم مستقبل شرق المتوسط، ولن تترك لها أن تتقاسم النفوذ بحرية مع روسيا، في الأرض السورية وما يليها من لبنان، وربما العراق.
ولم يقل عسيري هذه التفاصيل، فـ”داعش” لايزال نجم الحدث، وهو وإن يكن عسكرياً فقد اختار إيصال الفكرة عبوراً من كواليس الدبلوماسية، مستغلاً ثقل عبارة “محاربة داعش” الأكثر شعبية لإيصال الرسالة.
تدرك المملكة، ودول المنطقة كلها، قبل أمريكا وأوروبا، أن “داعش” مجرد وحش نصف عاقل، بالرغم من أن التنظيم أظهر أنه يمتلك استراتيجيات أكثر وضوحاً مما أبدته دول التحالف ضده.
مرد ذلك أن دول التحالف تلك تدرك حقيقة أن تحجيم التنظيم، إن لم نقل إزالته من الوجود، تحتاج إلى جهد عسكري على الأرض مساند للضربات الجوية. تدرك تلك الدول ذلك، لكنها لا تريد حتى الآن منازلة داعش على الأرض.
وقال عسيري ما قال، ومن وراء قوله نية المملكة سحب كل الذرائع من إيران وروسيا، للقول إن إرهاب تنظيم داعش سيصبح وراءنا، فماذا أنتم فاعلون كي تقضوا على إرهاب الدولة السورية، وتنصفوا الشعب الذي أصبح نصفه بين قتيل ونازح ولاجئ.
قصور القوى العلمانية في المغرب يعزز موقع تيار الإسلام السياسي
تعاني القوى الليبرالية واليسارية في الدول المغاربية ومن ضمنها المغرب من حالة وهن الأمر الذي سمح لتيار الإسلام السياسي بالصعود، وهو ما ترجم في الانتخابات الجهوية الأخيرة، وقبلها البرلمانية.
ويستمر صعود نجم هذا التيار بمختلف تلويناته وتغلغله في المجتمع المغربي، مع عدم قيام القوى العلماينة بنقد ذاتي يعيدها إلى موقعها المتعارف عليه.
واعتبر حسام هاب، الباحث في التاريخ الراهن بجامعة محمد الخامس الرباط، في حديث مع “العرب”، أن موقع القوى العلمانية والليبرالية أضحى مختلاّ في موازين القوى سياسيا واجتماعيا، وهو ما برز من خلال عدم قدرتها على قيادة حراك 20 فبراير وفشلها في فرض توجّهاتها الحداثية داخل الدستور المغربي وخاصة مسألة حرية المعتقد ونتائجها الضعيفة في الانتخابات التشريعية نوفمبر 2011.
ومع الأخذ بعين الاعتبار أن سنة 2015 تميزت بنقاش مجتمعي هويّاتي حول حرية المعتقد والحريات الفردية والمساواة في الإرث والإجهاض قادته القوى الليبرالية في المغرب، إلا أنها لم تتمكن من تأطير المجتمع والتمدد داخله سياسيا، حسب الباحث.
ورأى هاب أن ذلك النقاش ظل نخبويا مقتصرا على فئات متنوّرة حداثية داخل المجتمع في غياب أيّ إشراك حقيقي لفئات مجتمعية واسعة على مستوى تبسيط الخطاب وفتح النقاش بشكل عقلاني يراعي طبيعة المجتمع المغربي المحافظ ومركزية الهوية الدينية في سلوكاته وأفكاره.
ويعود عدم تحقيق القوى الليبرالية لمشروعها المجتمعي بالمغرب لأسباب وعوامل ذاتية وأخرى موضوعية، عدّدها الباحث حسام هاب، في عدم قدرتها على التغلغل داخل المجتمع المغربي وإيصال خطابها إلى فئات عريضة، وغياب موقفها الواضح والعقلاني من المسألة الدينية وانغماسها في الصراعات والانشقاقات الداخلية ممّا أضعف قدراتها التنظيمية.
وحال القوى اليسارية التي تتبنى نظرية الاشتراكية العلمية ليس بأفضل، بل العكس تماما حيث تشهد هذه القوى حالة اغتراب داخلي في ظل عجزها عن تحيين طرحها بما يتوافق ومتطلبات العصر وطبيعة المجتمع المغربي، فضلا عن انقساماتها.
وقالت نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد في تصريحات لـ”العرب” إن “اليسار مطالب بتوحيد صفوفه لمواجهة أصولية الإسلام السياسي، مشددة على ضرورة التوافق، وعلى إعادة بناء اليسار على أسس جديدة وحداثية، والرجوع إلى الأطر والعمل، وربط جسور التواصل وتحديث أدواته وسن سياسة القرب والارتباط العضوي بالجماهير الشعبية، ووضع مشروع بديل قادر على تأطير الاحتجاجات المتواصلة”.
واعتبرت منيب، أن أزمة اليسار المغربي مرتبطة بانهيار منظومة القيم بسبب مجموعة ممّن أسمتهم بالأصوليين والانتهازيين.
ودعت الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، القوى اليسارية، إلى إطلاق دينامية سياسية جديدة لصياغة مشروع ديمقراطي حداثي، يعيد للفعل اليساري قيمته ومصداقيته لدى الجماهير.
وتوجد في المغرب أحزاب راديكالية وأخرى باتت أقرب منها لليبرالية على مستوى الممارسة.
وتتمثل الأحزاب اليسارية المعارضة وغير الممثلة في البرلمان المغربي والتي تشكل فيدرالية اليسار، في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب الاشتراكي الموحد وحزب النهج الديمقراطي.
كما توجد أحزاب يسارية أخرى ممثلة داخل البرلمان وهي حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض، وحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا) الذي يشارك في الائتلاف الحكومي إلى جانب حزب العدالة والتنمية الإسلامي.
وأوضح محمد بودن المحلل السياسي في تصريحات لـ”العرب” إن المتتبع لمسار اليسار بالمغرب يظهر له شتات كبير، فضلا عن انقسام اليسار إلى يسار حكومي “حزب التقدم والاشتراكية”، ويسار معارض “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، يسار موجه خارج المؤسسات الذي يسمّى بـ”فدرالية اليسار المغربي”، وبعض الأحزاب اليسارية الصغرى، والآن يمكن إضافة ما يمكن تسميته التوجه اليساري الوسطي، الذي اختطه حزب الأصالة والمعاصرة في مؤتمره الثالث”.
وأضاف بودن “إنّ غياب توجه يساري محكم، جعل أحزابه، أمام باب شبه مغلق، فيما يتعلق ببناء التيارات النافعة، والوفاء للخيارين الإصلاحي والديمقراطي، ويظهر للبعض في أحيان عدة أن بعض الأحزاب المحسوبة سواء على اليسار ‘المعتدل’ أو اليسار الراديكالي، لم تعد ترضى من الناحية السيكولوجية بالامتدادات اليسارية، وهذا المعطى ظهرت له مؤشرات سواء في البرامج والممارسة الانتخابية، أو في اللحظة الانتخابية، التي جاءت نتائجها مطابقة لمستوى تدني الفكر اليساري في المشهد السياسي المغربي”.
واعتبر المحلل السياسي، أن التذبذب السياسي والمذهبي، يطبع الممارسة السياسية لأحزاب اليسار، التي تبحث بشغف عن مكان تحت قبة البرلمان أو في تركيبة الحكومة، مهما كانت الكلفة المرتبطة، بالمذهب السياسي، وهذا انحراف واضح تجاه تبنّي الطرح الأصلي.
وأشار محمد بودن، إلى أن الأحزاب السياسية المغربية، سليلة الفكر اليساري، تختلف كثيرا لتلتقي نادرا في موقف موحد، وهو الأمر الذي يرميها غالبا في قوقعة التفكير المصلحي، والزعاماتي، وعيوب التنظيم.
ويرى حسام هاب، الباحث في التاريخ الراهن، في حديثه مع “العرب”، أن مستقبل القوى الاشتراكية التقدمية في المغرب لا بد من عدم رهنه فقط بالصعود الحالي لتيار الإسلام السياسي بل يتوجب ربطه بالواقع الحالي لليسار المغربي وأيضا بالسياق العالمي والإقليمي.
وهو مستقبل رهين، حسب ذات المتحدث، بإعادة تجديد خطابه الفكري والسياسي حتى يلائم التحولات البنيوية داخل المجتمع وتحيين أدوات تحليله له بعيدا عن التحاليل اليسارية القديمة وتقوية أداته الحزبية التنظيمية التي تسمح له بالحضور الجغرافي والمجالي والقطع مع منطق التشرذم والانشقاق والنزعات الذاتية.
"العرب اللندنية"