واصل الجيش اليمني والمقاومة تقدمها بدعم من التحالف العربي، وسط خلافات بين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الذي يقوده الرئيس علي عبدالله صالح، فيما يبحث المعبوث الأممي عقد جولة مفاوضات جديدة.

وعلى صعيد الوضع الميداني، أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان لها أن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت فجر اليوم صاروخ سكود تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه منطقة عسير حيث تم تدميره في الجو فوق خميس مشيط بدون أي أضرار.

وقد بادرت القوات الجوية في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية.

وقال الناطق باسم التحالف العربي العميد احمد عسيري لوكالة فرانس برس انه تم اعتراض الصاروخ "حوالى الساعة الثالثة من صباح اليوم" الاثنين. واضاف "إنهم يواصلون استهداف المدن"، مشيرا الى المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن والعاصمة صنعاء.

فيما شهدت جبهات القتال في منطقة ذباب الساحلية غرب محافظة تعز والمسارح جنوب المدينة، مواجهات عنيفة في الساعات الأولى من فجر اليوم، وشاركت طائرات التحالف العربي في قصف مواقع وتحصينات الميليشيات الجبلية في منطقة غرب معسكر العمري في مديرية ذباب بالتزامن مع استمرار تبادل القصف الصاروخي والمدفعي بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي في المنطقة.

أما في جبهة المسراخ، فقد أعلنت مصادر المقاومة أنها قصفت مواقع الميليشيات بالمدفعية في منطقة الأقراص وفي مركز مديرية المسراخ، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.

كما صدت المقاومة هجوما للميليشيات كان يستهدف منطقة ظهرة الجزارين.

وفي صنعاء، جددت طائرات التحالف فجرا قصفها لمواقع عسكرية في منطقة النهدين جنوب العاصمة صنعاء، كما قصفت تجمعات للميليشيات في قريتي الدجرين ووادي محلي في عزلة مرهبة التابعة لمديرية نهم شمال شرق صنعاء، واستهدفت بثلاث غارات مواقع أخرى للميليشيات بالقرب من سد سقام بمنطقة صوراح غرب محافظة مأرب.

وفي محافظة الحديدة غرب اليمن، استهدفت طائرات التحالف معسكر الضحى بعدة غارات فجر اليوم، في إطار عملية تمشيط جوية لمواقع ومعسكرات وتحصينات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على امتداد الشريط الساحلي الغربي لليمن من منطقة ميدي شمالًا إلى مدينة الحديدة.

وكشف شهود عيان في محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، أن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح تقوم بنقل بعض الصواريخ إلى قرى محافظة الحدودية وتقوم بإطلاقها إلى أماكن مختلفة.

وذكر الشهود، لصحيفة الشرق الأوسط، الاثنين، أنهم شاهدوا الميليشيات الانقلابية تطلق صاروخين، فجر أمس الأحد، من أحد مواقعها على مشارف ساحل الفازة، بمديرية التحيتا غرب الحديدة".

كما أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، الليلة الماضية، أن قوات الجيش الوطني مدعومة بقوات التحالف استكملت تطهير منطقة ميدي التابعة لمحافظة حجة من الميليشيات، وأعلنت تقدمها جنوبًا باتجاه مديرية اللحية التابعة لمحافظة الحديدة.

وأضافت أن "تحرير مدينة ميدي تُعتبر ضربة قاصمة للحوثي والمخلوع، لما لها من موقع استراتيجي استغلته الميليشيات في استيراد وسائل الموت وتدمير اليمن وقتل اليمنيين، وأن هذه العملية هي البداية فقط لاستكمال تحرير كافة الأراضي اليمنية والالتحام بوحدات الجيش الوطني في بقية المناطق".

وصل نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، أمس الأحد إلى الإمارات، للمشاركة في قمة الحكومات العالمية التي بدأت أعمالها بمدينة دبي اليوم الاثنين. 

واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم الاثنين، في مجلسه بقصر الحصن، المهندس خالد محفوظ بحاح نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء والوفد المرافق له، الذي يزور البلاد حالياً، لحضور القمة العالمية للحكومات التي تقام في دبي.

ورحب ولي عهد أبوظبي بنائب الرئيس اليمني، وبحث معه العلاقات الأخوية وأوجه التعاون القائم بين البلدين الشقيقين، بحسب وام.

وجرى خلال اللقاء استعراض مجريات الأحداث والتطورات السياسية والعسكرية في اليمن وجهود الحكومة اليمنية في بسط الأمن والاستقرار بالتعاون والتنسيق مع قوات التحالف العربي.

وأعرب المهندس خالد محفوظ بحاح عن شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة لوقوفها إلى جانب اليمن ومساهماتها في دعم الشعب اليمني وإعادة الاستقرار له وجهودها في المجالين الإنساني والعسكري، كما جرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

فيما اعتقلت مليشيا الحوثي عشرات الضباط والأفراد من منتسبي ألوية قوات الاحتياط للحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح، في محافظة ذمار اليمنية، وفقاً لموقع "يمن برس"، اليوم الأثنين.

وقالت مصادر محلية "إن عشرات الضباط والجنود اعتقلتهم المليشيا وأودعتهم في سجن الشونة، بسبب رفضهم المشاركة في الحرب ضد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية".

وعلى صعيد المسار التفاوضي، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أهمية التحضير الجيد للجولة القادمة من المشاورات، بما يساعد في الخروج بنتائج إيجابية عند انعقادها، مشيراً إلى أن إطلاق سراح وزير التعليم الفني والتدريب المهني الذي اعتقلته ميليشيات الحوثي، وإدخال بعض الشاحنات إلى مدينة تعز غير كاف للتهيئة، ولا يساعد على المضي قدماً في مسار مشاورات السلام، ويحتاج لخطوات إضافية لتنفيذ التزامات بناء الثقة، وللتهدئة وإظهار حسن النوايا.

جاء ذلك خلال لقاء ولد الشيخ في الرياض مع الوفد الحكومي اليمني لمشاورات جنيف برئاسة وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلاف.

من جانبه، قال وزير الخارجية اليمني، إن الحكومة تسعى للسلام، لإدراكها الكلفة الإنسانية للحرب التي فرضتها الميليشيات الانقلابية، وإن التقدم على الأرض عامل من عوامل توفير الأمن والاستقرار والسلام.

وأشار إلى أن الحرب هي نتاج الخروج المسلح على التوافق السياسي والانقلاب على العملية السياسية، ولا حل إلا بمعالجة هذا التمرد والعودة إلى التوافق بعد تطبيق قرار مجلس الأمن 2216.

كما شدد المخلاف على أن الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاعتداءات الممنهجة في كل المحافظات والقرى، والتي زادت بشكل كبير بعد جولة المشاورات السابقة، وبالأخص الاعتداء على الصحافيين واختطافهم، وتقييد حرية الصحافة ووسائل الاعلام، وإغلاق عدد من الصحف ومحاكمة الصحافيين تثبت عدم جدية الميليشيات الانقلابية بالسلام، وتحويل المناطق التي تسيطر عليها إلى معتقل كبير.

قام مركز الملك سلمان للإغاثة بتوزيع 4000 سلة غذائية على مديرية جبل حبشي التابع لمحافظة تعز، وذلك من خلال ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركائه من الجمعيات والمؤسسات بمحافظة تعز وسط اليمن.

وجرى التوزيع على جميع هجر مديرية جبل حبشي جنوب غربي تعز، البالغ عددها 13 هجرة، ضمن مشروع توزيع 100 ألف سلة غذائية لمحافظة تعز، فيما ستتم عملية توزيع بقية السلال الغذائية المخصصة لبقية مديريات المحافظة في الأيام القادمة.

فيما وأعلن العقيد منصور الحساني، الناطق باسم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في تعز، أن الميليشيات الانقلابية تواصل حصارها لمدينة تعز، وتمنع دخول الأغذية والدواء لأكثر من ثلاث مئة ألف نسمة مع استمرار قصفها العشوائي لأحياء المدينة وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين.

وأضاف أن مناطق ريفية عدة تعرضت للقصف بمدفعية الميليشيات في الوازعية والمسراخ وحيفان والتربة.

بعد ‬ما ‬يقارب ‬العام ‬من ‬اندلاع ‬حرب ‬عاصفة ‬الحزم ‬في ‬اليمن، ‬باتت ‬قوات ‬الجيش ‬اليمني ‬والمقاومة ‬اليمنية ‬وقوات ‬التحالف ‬على ‬مرمى ‬حجرٍ ‬من ‬صنعاء ‬العاصمة، ‬وأصبح الحل العسكري هو الذي يفرض نفسه على المشهد اليمني، في ظل تعثر الحل الأممي مع استمرار  تأزم الوضع الإنساني.