تطورات الأزمة السورية في الصحف الأجنبية
الإثنين 08/فبراير/2016 - 11:37 م
طباعة
اللعبة السورية
احتلت الأزمة السوية بتفاصيل ما يحدث فيها من معاركة ساخنة على عناوين الصحف الجنبية ووكالات الأنباء، والاشارة إلى تغيرات الوضع على أرض المعركة، وتحليل ما يحدث، ومستقبل العمليات العسكرية للجيش السوري، واتهام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدم ادارة اللعبة بالشكل الأمثل على عكس غريمه الروسي فلاديمير بوتين.
من جانبها اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس الروسي حقق نصرا فعليا في سوريا، وأصبح ذلك ممكنا بفضل "عجز وتشتت" إدارة الرئيس الأمريكي التي جعلت من سوريا "مقبرة دامية للمعتقدات الأمريكية".، مشيرة إلى أن سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا واضحة بشكل كاف، وتتلخص في تعزيز موقف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والاستمرار في قصف مواقع المعارضة حتى الاستسلام وقطع أي محاولات للغرب في تغيير النظام باستخدام "الثرثرة" الدبلوماسية في جنيف، ومنع تغيير الوضع في سوريا.
وأكدت الصحيفة فى مقال لـ روجر كوهين أن ما يقلق في كل هذا هو أن سياسة الرئيس الروسي في سوريا يصبح من الصعب عدم تمييزها عن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإعلانات الولايات المتحدة "مجرد كلام"، وفعليا "من يطلب الموسيقى في سوريا" هو بوتين، ويرجع ذلك إلى عدم وجود سياسة واضحة لأوباما.
أشارت الصحيفة إلى أن مدينة حلب التي أصبحت برأيه محاطة بشكل كامل بالقوات الحكومية، ومدينة حلب باتت في عزلة، وسبب ذلك تشتت إدارة أوباما".
نوهت الصحيفة أن التصريحات المتكررة من قبل حكومة الولايات المتحدة التي تقول إن سوريا لا تشكل عنصرا أساسيا في مصالح الولايات المتحدة القومية وإنه يجب بأي طريقة تجنب أي حرب جديدة في الشرق الأوسط، أدت إلى تحول السياسة الأمريكية إلى سياسة يتبعها بوتين، ولموافقة ضمنية مع هدف موسكو التي وبثمن قليل ستهزم داعش أيضا".
وتمت الاشارة إلى أن "العذاب السوري" لأوباما هو من أنتج الهجمات الإرهابية في باريس وسان برناردينو، وأنه العذاب السوري لأوباما ساهم بشكل كبير في انهيار محتمل لـ"نواة" الاتحاد الأوروبي، الذي يعود أعضاؤه مرة أخرى إلى مراقبة الحدود الوطنية بسبب أزمة اللاجئين.
وشدد كاتب المقال أن سوريا أصبحت "عارا" على إدارة أوباما، "وفشلا بحجم يغطي على كل الإنجازات التي حققها الرئيس في السياسة الداخلية.. سوريا أصبحت "مقبرة دامية للمعتقدات الأمريكية".
وتمت الاشارة إلى أن نقطة التحول كانت مع الأسلحة الكيميائية مسألة الأسلحة الكيميائية هو أوباما تسبب في تقويض الثقة في كلمة أمريكا، وتسبب في غضب مستمر من الدول السنية الحليفة، وتسبب في تعزيز موقف الأسد وفتح الطريق أمام بوتين لتحديد مصير سوريا".، وانه فات الأوان لانتظار أي تغييرات في سياسة أوباما في سوريا، ومع ذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تزيد من عدد اللاجئين السوريين لتخفف بطريقة أو بأخرى الأزمة في أوروبا.
شدد بقوله "اذا سمحنا للخوف بإملاء السياسات، فسينتصر الإرهابيون، أما بالنسبة لبوتين فقد انتصر فعليا في سوريا".
طبيب في حلب:
ضحايا القصف
من ناحية أخرى رصدت التليجراف البريطانية في تقرير لها تحت عنوان "طبيب في حلب بعد القصف السوري: نستقبل إصابات لم نشاهد مثلها من قبل".، تناولت فيه الملف السوري وأخر التطورات في مجال إلاصابات الناتجة عن المعارك في حلب .
أوضحت الصحيفة أن العاملين في المجال الطبي في سوريا ظنوا بعد خمس سنوات من الحرب الأهلية أنهم شاهدوا كل انواع الإصابات والجروح لكن بعد القصف الجوي الروسي الأخير على حلب دعما للقوات الموالية لنظام الأسد اتضح انهم كانوا خاطئين، مع الاشارة إلى أن العاملين في المجال الطبي في حلب الأسبوع الماضي تسببت في صدمة لهم بسبب كم الاصابات الكبير وطبيعتها الوحشية حسب ما تنقل عن أحد الأطباء هناك واسمه عادل.
ونقلت عن عادل المسؤول عن مركز استقبال المصابين قرب الحدود السورية التركية "لم نعد نعالج الجروح فالأجساد يتم تفجيرها وتتحول إلى أشلاء"، وأضاف" أغلب المصابين من المدنيين بسبب قيام الطيران الروسي بقصف المناطق السكنية بشكل عشوائي كما قصف مناطق كان يقيم فيها لاجئون نزحوا عن منازلهم في مناطق أخرى من سوريا في وقت سابق.
كما نقلت عن طبيب آخر قوله إن عدد الإصابات القطعية بين السوريين قد تزايد ما أدى لزيادة عمليات بتر الاطراف، ويقول الطبيب الذي طلب من الصحيفة عدم ذكر اسمه لكنها أكدت انه مسؤول عن أحد مراكز استقبال المصابين "في بعض الأحيان ننهار وندخل في نوبات بكاء وانهيار عصبي فهؤلاء المصابين أهلنا".
اللعبة السورية:
الكسندر
وفى سياق آخر عرضت شبكة "دويشته فيله الألمانية" تحليلًا سياسيا كتبه أليكسندر كوداشيف الخبير السياسي أن اللعبة السورية شارفت على النهاية، في سوريا، بشار الأسد عاد لتصبح له اليد العليا من جديد، بمساعدة روسية وبدعم الغارات الجوية الروسية. وكذلك على الأرجح بدعم لوجيستي وتقني ضخم للجيش السوري على الأرض.
نوه الخبير السياسي إلى أن الصراع من أجل استعادة السيطرة على حلب يحمل طابع المعركة الحاسمة. وفي حال نجحت قوات الأسد في استعادة المدينة ، حينها يون الاسد قد حقق نصرا أكبر من مجرد الانتصار في معركة. ذلك أنه من شأنه أن يعود ليكون مرة أخرى فاعلا حاسما في سوريا المحترقة المتفككة.
نوه التحليل إلى أن الأسد عاد إلى الساحة من جديد بفضل الروس، الذين استغلوا الفراغ في السلطة، وبوتين دخل في المعترك السوري بكل عزم وإصرار وبدون تردد، وأحد أهدافه: الأسد يجب أن يبقى في السلطة، وكل شيء آخر فهو أقل أهمية في نظر الكرملين، وهذا ما يفسر هذا الإصرار العسكري العنيف، أما الهدف الثاني فيكمن في تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة؛ حتى من خلال حكم استبدادي.
شدد على انه تبقى الحرب بالوكالة، وبالتالي القوى الإقليمية: السعودية وإيران. ويبدو أن الرياض قد أدركت إشارات الزمن. ومن خلال التحفظ المتردد المتخوف تقريبا لا يمكن لأحد أن يتقدم، والولايات المتحدة ستدعم بل ستسند العائلة الحاكمة فقط بشكل مشروط، وبالتالي يجب الاعتماد على القوة الذاتية، والسعودية تعرض حاليا إرسال قوات برية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، إنه تقريبا تغير ثوري في الوعي، ولد من أحشاء الخوف من النهاية.
ختم التحليل بتأكيده على أن الفائز الحقيقي في هذه الحرب القاتلة على النفوذ هو إيران. ذلك لأن إيران ستكون من خلال الحرب في سوريا وبعدها القوة الإقليمية النافذة في الشرق الأوسط، وهذا الأمر يثير القلق والمخاوف في القدس الغربية، الجولة النهائية في سوريا بدأت الآن.