منتدى «الوسطية والحوار» وخطوة جادة ضد «التيار التكفيري»
الخميس 18/سبتمبر/2014 - 09:16 م
طباعة

انطلق يوم 16 سبتمبر الحالي منتدى «الوسطية والحوار» الذي نظمته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة وتحت رعاية د. أحمد الطيب والذي ضم العديد من علماء الأزهر، منهم الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي نائب رئيس مجلس الرابطة، والدكتور القصبي زلط عضو هيئة كبار العلماء والدكتور ناجح ابراهيم وكرم زهدي، وقد أكد علماء الأزهر الشريف وسطية واعتدال الدين الإسلامي وتحريم قتل النفس البشرية وتكفير الآخر أو إطلاق الأحكام على الآخرين، وأكد المجتمعون على أن دور العلماء والدعاة هي تبصير الناس بأمور دينهم ونحن نعتبر هذا المنتدى بداية جادة لمواجهة موجة التطرف الديني والمنهج التكفيري الذي تزايدت حدته في السنوات الأخيرة وأصبح يشكل خطرًا حقيقيًا على شعوب العالم بأسره، ونحن نرى أن الأزهر لكي يؤدي دوره المنوط به في أن يكون جديرًا بأنه المرجعية الوحيدة لأمور المسلمين مع الحفاظ على باب الاجتهاد والمراجعة في كل الأمور، إذن لكي يؤدي الأزهر دوره هناك مجموعة من الإجراءات والخطوات الجادة لكي يتم
تفعيل دور الأزهر نرصد منها الآتي:-
1)لابد أن تتم عملية تطهير واسعة على نطاق مؤسسة الأزهر الشريف بخاصة من تلك العناصر المتطرفة، والتي تشغل مناصب بالمؤسسة العريقة، ومن نفس ما حدث بالعام الدراسي الماضي وما حدث في جامعة الأزهر من أحداث عنف شديدة ثبت تورط الكثير من أعضاء هيئة التدريس بالأزهر في هذه الأحداث، حيث وصل الأمر إلى استخدام سيارات هؤلاء الأعضاء في حمل الأسلحة والمولوتوف في سياراتهم ، إلى جانب الوقوف علناً إلى جانب الطلاب المناصرين لجماعة الإخوان الارهابية، وفي تصريح للدكتور نبيل عبدالفتاح، الباحث في الشئون الإسلامية بالأهرام، قدر أن نسبة 30% من أعضاء هيئة التدريس بالأزهر ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية.
2)أن يتم مراجعة المناهج الدراسية لطلاب الأزهر وتنقيتها خاصة من آفة "النقل" والتي أطلق عليها الدكتور «طه حسين» منهج (العنعنة) عن فلان.. عن فلان، وهكذا مع التأكيد على الدور الحقيقي للإسلام في الحياة الاجتماعية والأسرية وفي إطار ما نص عليه الدستور بخاصة ما تخص الحريات (حرية العقيدة – حرية التعبير..) في إطار الدولة المدنية.
3)الاعتراف بأن منهج التكفير مصاحب للإسلام منذ العهود الأولى وقد راح ضحية هذا المنهج الكثير ولا يمكن أن ننسى أن سيدنا – عمر بن الخطاب – رضي الله عنه ضحية منهج التكفير.
4)التأكيد على أن الخلافة المزعومة في المنهج التكفيري لم تتحقق على أرض الواقع وأنه بداية من الدولة الأُموية وما بعدها فهي دول مماليك وسلاطين يورث فيها الحكم ولا مجال للشورى في اختيار الحاكم (الخليفة)، وهذا يحول دون الجدل حول دولة الخلافة كبديل للدولة المدنية العصرية، أو تصدير الخلافة أقسام المشاريع القومية للشعوب الإسلامية، وأن مشروع الخلافة لهو محاولة لطمس الهوية الوطنية.
5)أن يشرف الأزهر الشريف على مناهج التربية والتعليم الدينية وأن يصحح المفاهيم الخاطئة التي يتم تدريسها بهذه المناهج، علمًا بأن معظم مناهج التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم هي مناهج ساذجة ونمطية وهي لا تخرج عن طريق السرد وتتعامل مع التاريخ الإسلامي بشكل رقمي (عام كذا – حدث كذا)، وهي بالتالي لا تثير عقول الطلاب ولا حتى عواطفهم، ولا تقدم نماذج البطولة المنشودة، بينما التنظيمات الجهادية بتقريره على مواقع التواصل الاجتماعي تجتذب آلاف الشباب، حيث تُظهر فرسانًا يحملون السلاح ضد أعداء الله (بحسب منهجهم).
6)أن تصل دعوة الأزهر الوسطية إلى كل بقاع الوطن عبر المساجد والزوايا والنوادي الاجتماعية والرياضية والمؤسسات الثقافية، حيث إن الفراغ الثقافي لدى شعوب المنطقة يجعلها فريسة سهلة للأفكار الجهادية المتطرفة.
7)على مؤسسة الأزهر أن تدشن جهازًا إعلاميًا قويًا على مستوى الوطن والمستوى العالمي والاستفادة من وجود بعوث أجنبية لديها قد يصبحون سفراء للأزهر في كل بقاع الأرض.
وأخيراً.. إن المعركة بين الوسطية والتطرف لا تخص مؤسسة الأزهر بعينها، ولكنها تحفيز لكل شعوب العالم الذي أصبح مهددًا من تمدد الفكر الجهادي التكفيري، وأن شعوب العالم على استعداد لدعم كل من يواجه التطرف بأشكاله كافة، ونحن نرى أن المواجهة الفكرية والعقائدية لهي أهم التحديات المقبلة.