دق طبول الحرب البرية وخسائر سوريا من الصراع في الصحف الأجنبية
الخميس 11/فبراير/2016 - 11:54 م
طباعة
ركزت الصحف الأجنبية اليوم على تطورات الأزمة السورية وخاصة في ضوء المحاولات التي تجريها القوى الغربية لدفع المباحثات السياسية للأمام وسط محاولات من أطراف أخرى لاستمرار الحرب عسكريا واخفاء الحلول لسياسية، مع تنامى الحديث عن قرب بدء الحرب البرية، مع الاشارة إلى جرائم تنظيم داعش "داعش" في سوريا والعراق، وتدريب الأطفال على التفجير وارتكاب جرائم بشعة، وكذلك الاشارة إلى تقرير خطي يرصد خسائر سورية من الحرب الأهلية التي اندلعت في مارس 2011.
طبول الحرب البرية
من جانبها رصدت صحيفة الإندبندنت البريطانية تطورات الأزمة السورية في ضوء تصاعد الحديث عن اقتراب التدخل البري في سوريا عبر تنسيق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والحالف العربي بقيادة السعودية، ونشرت تقريرا تحت عنوان "السعوديون يريدون إرسال قوات إلى سوريا" أكدت فيه إنه في ظل استمرار هروب آلاف السوريين من حلب باتجاه تركيا، فإن دول الخليج وتركيا يدفعون بقوة لإرسال قوات برية إلى سوريا، من أجل إنشاء منطقة آمنة في بلد يعاني من ويلات الحرب.
أكدت الصحيفة أن قمة ميونخ الدولية تنظر في الاقتراحات المميزة التي تقدمت بها السعودية، وتتمثل بتوليها قيادة الجيوش التي سترسل إلى سوريا، إلا أن دول الخليج تضغط بقوة لبدء العمليات البرية في سوريا.
أوضحت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون مع زملائهم من حكومات غربية يناقشون مع مسؤولين سعوديين وخليجيين وأتراك لمناقشة توسيع العمليات بعد ازدياد حدة العنف من قبل النظام السوري المدعوم بالضربات الجوية الروسية، مع الاشارة إلى أن كل من البحرين والإمارات عرضتا إرسال قوات برية إلى سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى إنه تم النظر في خيار واحد، يتمثل بضم هذه القوات البرية إلى الجنود الأتراك في إنشاء "منطقة آمنة" داخل سوريا، كما أن الأتراك والسعوديين عقدوا اجتماعات ثنائية لمناقشة هذا الاقتراح، مشيرا إلى أن تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الهاربين من حلب باتجاه تركيا، دفعها للتفكير بإنشاء منطقة آمنة، وفى الوقت نفسه تمت الاشارة إلى أن هناك تقارير تفيد بأن روسيا تقترح وقفاً لإطلاق النار يبدأ سريانه في الأول من مارس المقبل، إلا أن الولايات المتحدة تتعامل مع الموضوع بحذر حتى الآن.
أطفال داعش
من ناحية أخرى وفى سياق الاهتمام العالمي بجرائم تنظيم داعش، وكيفية جذب المناصرين له وخاصة الأطفال، والكشف عن قيام عناصر التنظيم بتدريب الأطفال على ارتكاب جرائم بشعة، وفى التايمز تصدر تقرير بعنوان "طفل بريطاني في الرابعة من عمره يُفجر جواسيس في سيارة"، مع القاء الضوء على تصوير طفل يُفجر سيارة مفخخة بداخلها 3 رجال وذلك في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا".
شدد التقرير على أن الطفل ويدعى عيسى دير "4 سنوات" قضى معظم سنوات حياته مع تنظيم "داعش"، وذلك بعدما سافرت به والدته التي تدعى غريس دير، المولودة في بريطانيا، إلى سوريا في عام 2012، وكانت غريس اعتنقت الإسلام وسافرت مع ابنها عيسى إلى سوريا للالتحاق بدولة "الخلافة".
أظهر شريط الفيديو المسجل، الطفل عيسى وهو يضغط على زر التشغيل لتفجير السيارة التي كان بداخلها على ما يبدو "جواسيس"، لتصبح ركاماً في لحظات، ويقف بجانب عيسى في التسجيل، رجل ملثم، يُعتقد أنه بريطاني، ويوجه رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وقالت الرسالة "كاميرون، لقد قمت بإرسال جواسيسك إلى سوريا كما أنك وافقت على قتل رجالنا الذين يعيشون في الغرب"، مضيفاً "نحن اليوم نقتل جواسيسك بنفس الطريقة التي ساعدت فيها على قتل إخواننا".
واكدت الصحيفة انه قبيل التفجير يقوم هذا الرجل الملثم بنزع الغطاء عن رأس الرجال الثلاثة، ليبدأ كل واحد منهم بالاعتراف واحداً تلو الآخر، بأنهم كانوا يتجسسون لصالح الغرب ضد التنظيم، والاشارة إلى أن الرجال الثلاثة كانوا مكبلين بالأصفاد ويرتدون بدلات برتقالية اللون، كما بدا عليهم علامات الخوف والرعب، وبعد عملية التفجير، يظهر الطفل عيسى بالقرب من السيارة المتفحمة ويصرخ بصوت عال "الله أكبر".
ونقلت الصحيفة عن جد الطفل هنري دير، الذي يسكن في لندن، فإنه يقول إن "عيسى ما زال طفلاً صغيراً، ولا يعرف معنى الكلمات التي يقولها"، مضيفاً أنه "يتصرف تحت تأثير الميليشيا التي يعيش في ظلها".، واعتبر هنري أن "التنظيم يستخدم عيسى كنوع من الدعاية"، مشيراً إلى أنه أبلغ مراراً وتكراراً الشرطة البريطانية عن ابنته غريس التي "تطرفت عبر الإنترنت".
وأشارت الصحيفة أيضا إلى رواية غريس التي يقول إنها سافرت إلى سوريا في عام 2012 وتزوجت من جهادي سويدي يُدعى أبو بكر، وأنها هللت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطع التنظيم لرأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي في عام 2014.
700 ألف قتيل في سوريا
وفى تقرير مهم ركزت الجارديان على نتائج النزاع في سوريا، ومنها مقتل واصابة 11 % من السوريين بعد الحرب الاهلية التي اندلعت شرارتها في 2011، نقلا عن تقرير حديث صدر اليوم عن المركز السوري لبحوث السياسات إن الصراع أدى إلى مقتل 470 ألف سوري، والإشارة إلى غياب المؤسسات الطبية بسبب التأثير الكارثي للحرب المتواصلة منذ 5 سنوات.
أكدت الصحيفة أن عدد القتلى وفقا للتقرير يُعادل نحو ضعف العدد الذي ظلت الأمم المتحدة تذكره قبل أن تتوقف عن الإحصاء منذ 18 شهراً، وبحسب التقرير فإن "11 في المئة من التعداد السكاني للبلاد ماتوا أو أصيبوا خلال الحرب التي نشبت منذ مارس 2011"، كما بلغ عدد المصابين بلغ 1.88 مليون شخص، كما أن متوسط عمر الفرد انخفض من 70 عاماً إلى 55.4 عاماً في عام 2015"، والاشارة إلى أن الخسائر الاقتصادية في سوريا بـ255 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة إلى ما ورد بالتقرير ورصده مقتل 700 ألف نتيجة المعارك فيما قتل 70 ألفا منهم بسبب عدم توفر الخدمات الصحية الضرورية والمياه النظيفة والطعام".